من نبض الۏجع عيشت غرامى بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


آلامتها وهو يردد بصوت أجش خشن وبنبرة صارمة 
_ مش قبل مارجع حق ابني اللي ضيعتيه وتجبي لي غيره ياسكون .
شعرت بالألم من احتضانه القوي لوجنتها ثم حركت وجهها بين يديه وهي تغمض عينيها مرددة پألم هامس 
_ آااه بتوجعني ياعمران حرام عليك .
خفف يداه ومازال محتضنا وجنتيها قائلا
_ مانت كمان وجعتيني ياسكوون ولسة مكملة.

مازالت تغمض عينيها وهي خائڤة من ان تفتحها وتسكنها داخل عيناه وتلقي بهمومها داخل صدره وتستريح هي وتتعبه هو 
ثم أكمل بنفس الجمود وهو على نفس وضعه بنبرة حائرة 
_ ماهو مش قادر اتخيل كيف العيون داي خدعتني فيها بالطريقة دي !
كيف الاحاسيس اللي اني حسيتها في قربك تطلع وهم !
طب لما انت مبتحبيش عمران ومش عايزة تخلفي منه وعايزة تطلقي ليه الدموع داي كلاتها 
طب ليه مش قادرة تفتحي عيونك وتواجهي عيون عمران ياسكون 
وأكمل وهو يبدل نبرته من صارمة الى نبرة أهدى 
_ اللي يعشق عمره مايعرف ېغدر ولا يعرف ينسى بالسهولة داي .
مازالت على بكائها وصمتها داخله يؤكد له ان بها شيئا ما لا يعرفه فهذه سكون التي تتنفس عشق العمران ولا يمكن أن تفعل به هكذا 
مازال قلبه يعطي لها الألف عذرا بدلا عن السبعين 
ثم أكد عليها
_ البسي حاجة تقيلة علشان الجو برد برة والطريق طويل .
ثم تركها وغادر الغرفة وهبط إلى الأسفل وهو حزين على حالهما وعلى ماوصلا إليه وبالرغم من اعترافها لإجهاضها لجنينه إلا انه مازال متمسكا بها وبوجودها في حياته فبخروجها وابتعادها عنه لن يستطيع ان يحيا
العمران 
جلس على الأريكة وهو ينفث دخان سيجارته واحدة تلو الأخرى دون اكتراث لما يعبئه في صدره من ملوثات وكأنها الاكسير التي يخفف غضبه 
كان يجلس يفكر بها هي وحدها التي ټقتحم صحوه وغفوته هي وحدها من يريد من نساء العالم لاغيرها 
أما هي ارتدت ملابسها ولا تعرف أين هي ذاهبة الآن معه 
وأيضا لم تعرف مامصيرها مع عمران معشوقها الأبدي 
أنهت ارتداء ملابسها الثقيلة ووضعت الحجاب وثبتته على رأسها وحملت حقيبة يدها وهبطت إليه وجدته مستند على الأريكة ويبدو أنه غفى من شدة ارهاقه 
وقفت أمامه

ثم جلست أرضا أمام وجهه مباشرة واقتربت منه وصارت ټشتم رائحته المحببة إلى قلبها تعبئها داخل صدرها 
أنفاسه التى لوثها بذاك الدخان أشهى العطور لديها الآن 
ولكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه ليت كل الأيام الثقال تنتهي الآن ويأخذها بين ذراعيه يسقيها من شهد عشقه لها أشهى ماتتلذذ
ثم فتح عيناه فجأة وجدها مغمضة العينين تتنفس أنفاسه دون إرادة منها 
_ طب ليه كل دي يابت الناس !
اللي يشوف أفعالك يستعجب بتعملي فينا اكده ليه 
_ إحنا رايحين فين دلوك 
أجابها وهو يثبت عيناه داخل عيناها 
_ نازلين مصر رايحين للشيخ صابر المداح .
_ الشيخ صابر المداح مين وبيعمل ايه دي 
_ لما نروح هناك هتعرفي كل حاجة .
_ طب مينفعش نأجلها للصبح انت منمتش واحنا ماشيين على طريق في التأني السلامة .
بنظرة ملامة قصدها عمران سألها 
_ ليه خاېفة على روحك وانت معاي ولا خاېفة أم وتك زي ماعميلتي في حتة منى جواكي 
انتفضت من مكانها وهي لم تعد تتحمل ملامته واتهاماته لها هادرة به لأول مرة 
_ كفاياك عاد تقطيم في وكل شوية تحسسني اني عميلت چريمة .
انتفض هو الآخر من مكانه وهزها بع نف 
_ هو إنت كمان ليك عين تعلي صوتك بعد اللي عميلتيه فيا 
_ شوفي بقى متحاوليش تقلبي الترابيزة دي شئ ودي شئ تاني خالص 
ماتيجي نروح لماجدة اكده ونحكي اللي حوصل مني ومنك ونشوف رد فعلها ايه لما تعرف إن بتها حملت وم وتت اللي في بطنها .
اتسعت عيناها بړعب مما قاله فهي ليست على استعداد لمواجهة أحدا عما بها ولا عن تقطيمهم لها ثم ترجته بأعصاب منهكة مما تمر به الآن 
_ إنت نويت تفضح اللي بينا ياعمران حتى لو كان لأمي ! ارجوك ياعمران كفاية اللي أني فيه أكتر من اكده مهتلاقيش سكون 
وأكملت وهي تنزل بصرها للأسفل بنبرة ممزوجة بالدموع 
_ ممكن تصحى تلاقيني رحت مع اللي راحوا ووقتها هيوبقى ربنا ريحني .
كانت قبلة اجتياح مدمرة لكلاهما عصفت بالقوانين التي آخذاها كليهما على حاله 
عاشقان محرومان من متعة اقترابهما ببعضهم 
ثم وجد حاله لم يستطيع السيطرة على نفسه وهم في بهو المنزل ابتعد عنها وتركها تلتقط أنفاسها بصعوبة من قبلته الع اصفة 
ثم تذكر مافعلته وابتعد عنها متحمحما بكبرياء
_ حرام عليك ليه عملت فينا اكده 
ما إن تفوه بها ارتجفت يدها لتقع الحقيبة منها فبالرغم من إصرارها علي الفراق لكن كانت لاتعلم إنها ستقع عليها هكذا وكأن إنسكب فوقها دلوا من الثلج أو وقعت من فوق جبل مرتفع إلي الهاوية ركضت من أمامه قبل أن تضعف وتبكي ويري ندمها ويسمع لعنات قلبها لها 
أما هو لملم شتاته المبعثر من قربها ثم خرج إلى السيارة ينتظرها كي يذهبا إلى ذاك المشوار الذي يعتقد أنه سيريحه من ناحيتها 
أما هي جففت عبراتها ثم خرجت ووجدته ينتظرها فدلفت إلي السيارة ليبدأ في القيادة نظرت من النافذةعلى تلك الحديقة تحفظها داخلها علها تكن المرة الأخيرة ولم تأتي ذاك المنزل مرة أخرى 
ثم أعتدلت لتنظر أمامها وأجهشت بالبكاء وقلبها يعتصر ألما تريد صفع نفسها آلاف المرات علي قرارها الأحمق لكن هل هذه نهاية المطاف 
وماذا ستفعل بهما الأيام القادمة 
أما هو ازداد داخله ۏجعا على بكائها وحالتها التي لاتبشر بالخير ابدا ومن شدة بكاؤها شعرت بثقل عينيها وكأنها قررت أن تذهب بها في سبات عميق حتى ترتاح قليلا وتشحن طاقة تكفي ايام الۏجع القادمة وهو يقود السيارة بجانبها وعيناه تنظر لها بين الحين والآخر 
فالطريق سيأخذ أكثر من ست ساعات وهو لم يفصل فيهم مهما شعر بإنهاك .
وأخيرا بعد مرور ساعات لم يعرف عددها وصل الآن تلك المنطقة التي يمكث بها الشيخ صابر والتي يحفظها عن ظهر قلب 
هاتفه عمران وأعلمه بوصوله فهو قد أخذ منه موعدا قبل ذلك فأذن له الشيخ بالصعود إليه 
احتضن
كفاي يدها المرتجفتين ثم قالت له برجاء قبل أن يصعدا
_ بلاش ياعمران اني مش حاسة براحة ومش متعودة على الحاجات داي ارجوك بلاش .
هدأها قائلا
_ متقلقيش ياسكون الشيخ صابر مش زي مانت فاكرة دي راجل صالح وملهش في أمور الدجل والشعوذة وجلسته كلها ذكر وقرآن وإن نفعت مش هتضر وبعدين أني وياكي أهه ومش ههملك لحظة لحالك .
اخذت نفسا عميقا ثم استعاذت داخلها وصعدت لقدرها معه التي تعلم نتيجته جيدا فهي تعلم أنها لن يصيبها سحرا وأن مابها ليس إلا قدرا من عند الله 
وصل عند الشيخ وبعد جلسة دامت أكثر من نصف ساعة يتلو فيها الشيخ عليهما من آيات وأذكار وروحانيات نظر إليهما مرددا ببشاشة 
_ انتوا الاتنين ماشاء الله الحارس الله لم يصبكم اي سحر او أذى وبإذن الله محدش يقدر يمسكم أبدا وطول مانت بتعمل اللي قلت لك عليه متقلقش .
تيقن عمران من كلام الشيخ أن زوجته لم يصيبها شيئا والأمل الذي سيشفع به قلبه لها لم يعد موجودا وصار الفراق بينهم عاجلا أم آجلا على مشارف الأبواب 
انقضت جلستهم مع الشيخ وغادروا المكان ثم استقلا السيارة وصعدا كلتاهما وملاحمه يبدوا عليها الوجوم الشديد أما هي صامتة الآن وتعد حالها لع اصفة عمران بها 
وأثناء شرودها استمعت إلى صوته الصارم 
_ هنروح دلوك فندق هنستريح فيه علشان على بالليل هنروح لداكتورة كبيرة سألت عنيها اهنه علشان اشوف وأطمن انك مبتاخديش الحبوب داي وهخليها تعمل لك فحص كامل شامل قدامي علشان ميوبقاش ليك حجة بعد اكده الداكتورة داي صاحبة مركز كبير وبياجي لها ناس من جميع أنحاء العالم أني بحثت عنيها كويس قوي والحجز بتاعنا النهاردة.
وقع قلبها بين قدميها فاليوم سيعرف عمران احتمال عقمها وسيعرف أنه سيتأخر حملها أو لم يحدث وسينقلب حزنه إلى مرار آردت راحته منه لأنها تعلم جيدا أن عمران لن يتركها مهما كان .
في مكتب ماهر الريان تجلس تلك الرحمة على مكتبها في الخارج تشتاط ڠضبا تجلس على الكرسي تتقلب فيه بهوجاء وكأنها تتقلب على جمر من الن ار فقد مكثت تلك الشمس مع ماهر في الداخل أكثر من ساعة مما جعل ڠضبها وصل أبعد الحدود ومن الأدهى أنه منع أحدا من الدخول عليهم 
قامت من مكانها منتفضة بحدة فهي لم تستطيع التحمل أكثر من ذلك 
دلفت إليهم المكتب دون استئذان وضړبت بقوانين ماهر الريان أرضا فالصبر يئس من صبرها وهي تتركه ساعة بأكملها وحدهم وياليتها مادخلت إليهم فقد رأت تلك الشمس تجلس على مكتبه وتتحدث بدلال جعلها تتسع عيناها بذهول ويبدو أن تلك الشمس ستسطر في وثائق الۏفيات اليوم مما قالته وأذناي تلك الرحمة سمعته 
_ بس مكنتش اعرف إنك بقيت جان اووي كدة وحاجة واو يامتر هي الرجالة لما تقرب توصل لسن الأربعين بيهبلوا كدة .
لم يستطيع الرد عليها فقد وقفت رحمة أمامها بغ ضب وصل معها أقصاه ومن الواضح من انها استمعت إلى ماقالته شمس وبات داخله الآن متأكد من شراسة تلك الرحمة وأنها يستحيل أن تمرر الموقف مرور الكرام ولكن ظل يجلس بثبات 
ثم رمقتها رحمة بخضراويتها المشتعلتين بكل برود قبل أن تن فجر 
_ ومكنتيش تعرفي بردوا إن قعدتك اهنه على مكتب راجل وانت بالشكل دي متهبليش ولا حاجة وإن حبة الحركات والكلام اللي بتعمليهم دلوك رخص ياآنسة .
انتفضت شمس من مكانها ووقفت بطولها الفاره فقد كانت طويلة ورحمة تصل إلى منتصفها وترتدي ذاك الرداء الأسود الخ اطف للأنف اس وهو عبارة عن فستانا طويلا بدون اكمام ومفتوح الصدر ومزين ببعض النقوش المزخرفة بالدانتيل من الأعلى وضيق من منتصف
 

تم نسخ الرابط