قصه التفاح الحبارى

موقع أيام نيوز

ثم قال لم يجيئوا إلا ليخلصوا من مماليكك يا مولاي والكل يعرف شدة مراسهم لهذا سيقتلهم أخوك غدرا ويستريح منهم. ونحن ممتنون لهذه الجارية وسأعلم رفاقي ليأتوا ويشكروها على شجاعتها . بعد قليل اصطف مائة من المماليك وأحنوا لها رؤوسهم وقالوا سنحارب من أجل مولاي وجاريته حتى آخر قطرة من دمائنا أضاءوا المشاعل ولبسوا دروع الحديد وخرجوا إلى الحديقة وطاردوا رجال المنصور بين الأشجار وكان الليل مضطربا تمزقه الصرخات وما إن أتى الصباح حتى قتلوهم عن آخرهم كان إنتصارا عظيما لجمال الدين وقمر وهتفوا بإسميهما وقد أعجبهم الحب الذي بينهما صعدت قمر في الشرفة وأنشدت 
مرحى لأسود البيداء
خرجوا لكمين العدو
في ليلة ساكنة دهماء
كر و فر في الهيجاء
..
تجالدوا بالسيف ردحا
صبروا لحر الډماء
أثخنوا فيهم الجراح
و أبلوا أحسن البلاء
...
طعنوهم في نحرهم
طعڼة ماحقة نجلاء
فتبا لهم وللمنصور
من نعاج رثة جرباء !!!
طرب الحرس لهذا الشعر وتعجبوا من فصاحة تلك الجارية وقرعوا طبول الفرح ثم أخذ كل واحد مكانه كأن شيئا لم يحصل. بعد ساعات حل موكب المنصور ودخل القصر فوجد الأمراء والقادة في انتظاره فأحس بالبهجة وقال هلموا إلى الحديقة فلقد أحضرت الجواري الخمر وصنوف الأطعمة والحرس أيضا مدعوون للوليمة .
فتحت الأبواب ونزل القوم إلى الحديقة فوجد المنصور رجاله متناثرين في كل ركن فإنزعج وهم بالانصراف لكنه لما استدار وجد جمال الدين ورائه فخاف وتراجع حتى كاد يسقط أرضا وقال لقد رأيت البارحة رأسك في سلة فهل أنت حقيقة أم وهم أجابه بل حقيقة والآن ستدفع ثمن جرائمك فأبي لم يحسن تأديبك ثم جره الحرس إلى الشرفة ورموا به فسقط وتحطمت عظامه ووضع السلطان يده على كل ما في موكبه من أموال وجواري وعبيد والټفت إلى قمر وقال لها كل هذا سيكون مهرك وسأزيدك عليه !!!
ولما رأى الأمراء والقادة ما كان يدبره لهم المنصورأحسوا بالخجل من السلطان والتمسوا الصفح منه فقال لهم من يرضى بخائڼ في صفوفه وبمن يباع و يشترى لقد كان أخى صائبا لما فكر في عقابكم لكن أنا أسامحكم ولا أريد أن أبدأ عهدي بدمائكم أترككم تعودون إلى بيوتكم وستفقدون مناصبكم لكن ستعيشون .في الغد سمعت كل المملكة بما حصل وعظم السلطان الشاب في أعينهم وانتشرت قصته مع قمر في كل مكان وامتدت إلى الممالك المجاورة وأرسل السلاطين الوفود بالهدايا لقمر بعد ما بلغهم عن شجاعتها وحسنها .
بعد أيام خرج المنادي ينادي في الأسواق يا ناس .. يا أهل المدينة الأسبوع المقبل زواج الأميرة قمر والسلطان جمال الدين .. ليعلم الحاضر الغائب !!! ففرح الناس وبدأوا في تزيين الشوارع وتنظيف المدن والقرى وكل الناس شعرت بالسعادة ما عدى إمرأة واحدة إسمها سمية وهي الزوجة الأولى للسلطان . لما رأت جمال قمر وحب الرعية لها أحست بالحقد عليها فلقد كانت تحب جمال الدين ولا تقبل أن تشارها فيه إمرأة أخرى وبدأت تدبر للإنتقام منها ...
تنكرت سمية وذهبت إلى ساحرة عجوز تعرفها منذ طفولتهاوحكت لها قصتها فضحكت وقالت لها إذا وضعت ثمنا مناسبا فسأخلصك من ضرتك الحسناء وإمكانك التشفي فيها كل يوم !!! سألتها هيا أخبريني عن ماذا تنوين عمله هذا ما أريده بالضبط وماذا ينفعني مۏتها فأنا لست مچرمة يكفيني أن تتعذب كما فعلت بي وأطارت النوم من جفوني .ثم رمت لها صرة فيها ألف دينار فظهر السرور والجشع على وجه العجوز وقالت سأحظر لك غدا سحرا دسيه في طعامها وإذا أكلته فستصبح حمامة هل يرضيك هذا 
أجابت سمية هذا جيد ستراني مع السلطان وټموت كمدا أنت حقا رائعة سآتيك كلما إحتجت شيئا .في الغد أرسلت المرأة جارية لإحضار السحر وأوصتها بوضعه في عصير العنب لكي لا تحس بمذاقه إنتظرت الجارية حتى نزلت قمر إلى الحديقة وقدمته لها مع الحلوى سألتها في العادة جاريتي ياسمينة هي التي تقدم طعامي ردت عليها إنها مريضة وأوصتني
أن أعوضها اليوملم تنتبه الفتاة أن الجارية تراقبها من بعيد ولما شربت جرعة من القدح أحست بدوار شديد وسقطت على الأرض فإقتربت منها وألقتهاا تحت شجرة وبعد دقائق لاحت على الجارية إبتسامة صغيرة فلقد تحولت قمر إلى حمامة بيضاء وقالت في نفسها
تم نسخ الرابط