فيهافإبتسمت وسألته لماذا تنظر إليك هكذا أجابها لا أصدق أنك عدت كما كنت لقد إعتقدت أنك ستبقين حمامة قالت وأنا أحسد الحمام على حريته لقد إستمتعت كثيرا بالتحليق فوق المروج الخضراء لقد رأيت حياة المخلوقات الصغيرة النمل والديدان والفراشات إنها تعيش بسعادة وليس مثلنا نحن البشر. وهي لا تعرف الجشع ولا الحقد .
كان يستمع إليها بإنتباه ثم سألها فجأة هل تعلمين أن سمية قد هربت أجابت لا أستغرب ذلك بعد أن انكشف أمرها فوراء جمالها هناك وجه قبيح كانت تخفيه عنا !!! قال السلطان كنت أحس بذلك لهذا السبب كنت أنفر منها قلبي لم يحبها يوما رغم أنني حاولت ذلك !!! غدا يحضر القاضي كي أطلقها وأبي لم يعد يرغب في وجودها هنا فهي خدعتنا جميعا .
لقد حكت لي الساحرة عن كل شيئ وأن أجدادها كانوا يصنعون للملوك مرهما يجعلهم أكثر شبابا المشكلة أن هذا الدواء مركب من غدد ينتزعونها من المۏتى والملوك لم يعودوا يكتفون بذلك وبدأوا يخطفون الأطفال لقټلهم كان سحرة الثعبان الأسود ناسا شرفاء رفضوا رغبتهم وهربوا إلى الجبال لكن هناك خائڼ دل على مكانهم وفي الأخير تم إبادتهم ولم تنج إلا هي لأنها كانت تجمع الأعشاب بعيدا عن القرية .
وذات يوم كانت الأميرة تتجول في الغابة فسقطت وأصاب حجر ساقها فخرجت لها من بين الأشجار وعالجتها وبمرور الوقت أصبحتا صديقتين وعلمتها شيئا من السحر حتى اليوم الذي تزوجت فيه . قالت قمر يا لها من حكاية عجيبة لو لم أظهر في حياتك لواصلت سمية تعلم السحر حتى يجيئ اليوم الذي تسحرك فيه وتصبح طيعا بين يديها رد جمال الدين لا أعرف كم من مرة أنقذتني أنا ممتن لك بكل شيئ قالت قمر وأنا أيضا لولاك لبقيت جملا آكل العشب في البادية !!!
أما سمية فرجعت إلى أباها ولما رأته إرتمت عليه وبدأت في البكاء إنزعج الملك وسألها ماذا حدث قالت إن السلطان وأبوه يستضيفان بعض سحرة الثعبان الأسود وهما يمارسان السحر ويستحضران الجن . ولما علمت بسرهما حاولا قتلي فهربت !!! إبتلع الملك ريقه وقال هل أنت متأكدة مما تقولين فلقد قتلنا كل أفراد هذه الجماعة ولم يبق أحد !!! أجابت نعم وعلامة ذلك أنهم يصنعون أكسير الحياة !!!
لم يعد لأبيها شك فلأجل هذا الدواء أبادوا جميع السحرة لكي لا يتكلموا عن الصبيان الذين قټلهم الملوك أرسل أبو سمية رسولا إلى السلطان جمال الدين وطلب منه تسليمه الساحرة لكنه إعتذر رد أنه أعطاها الأمان ولا يمكنه التراجع في وعده وأخبره من طلاقه من ابنته !!!
لما سمع ذلك جن جنونه وتأكد أن سمية أخبرته الصدق أرسل إلى حلفائه وطلب منهم التجهز للحرب فهو لن يسكت على الإهانة قالت سمية لأبيها نسيت أن أقول لك أن لهذه الساحرة إبنة إسمها قمر ولقد تزوجها السلطان وهي أكثر براعة في السحر من أمها و يجب قټلها أولا !!! أجاب الملك سنحاصر المدينة حتى يسلم لي الإثنين وعندئذ سأحرقهما بيدي !!! قالت سمية في نفسها هل تعتقد قمر أنها نجت مني لن يهدأ لي بال حتى أراها كومة رماد !!! أما الساحرة سأتسلل ليلا وأطلقها لأنها معلمتي ..وستعلمني كيف أصنع الأكسير ليزيد جمال وجهي ...
...إقترب جيش أبو سمية من المدينة وما إن سمع السلطان جمال الدين الخبر حتى أمر بملئ المخازن بالحبوب وإغلاق الأبوب ثم أرسل في طلب أبيه ولما حضر سأله ما الرأي عندك أجابه إنه يريد الساحرة وأعتقد أننا يجب تسليمها له فليس لنا قدرة على حربه !!! قال السلطان لو فعلنا ذلك لأحس بضعفنا وطمع في ملكنا .بينما هما يتجادلان دخل الحاجب وقال له مولاي رسول بالباب يريد مقابلتك فأذن له بالدخول وقال لجمال الدين يخبرك سيدي
إنه لو سلمت الساحرة وإبنتها قمر فسنرجع من حيث أتينا ولا حاجة بنا لحربكم !!! دهش السلطان ورد عليه أترك لي يوما أفكر فيه .
عرف جمال الدين أن سمية كذبت على أبيها لټنتقم من قمرحتى ولو أشعلت حربا وأهلكت الزرع والضرع .في هذه الأثناء كانت الأميرة جالسة في مقصورة الحريم وسمعت كل شيئ