يحكى أن امرأة شابة تزوجت ولم يرزقها الله بذرية وكان هذا سبب تعاستها وحزنها وكانت كثيرا ما تقف في النافذة تشاهد أبناء جاراتها يلعبون في الزقاق ويصيحون بمرح وتحس بدموعها تنزل حارة على خدها فهي تعرف أن زوجها قد نفذ صبره وقد تجد نفسا في يوم من الأيام مع ضرة تقاسمها دارها وهذا ما لا يمكن أن تقبله أبدا..ذهبت إلى العرافين وقدمت النذور للأولياء الصالحين لكن شاء الله أن لا تتحقق رغبتها ولم يبق لها إلا الدعاء كلما تنهض كل صباح .في أحد الأيام لما كانت تطل من النافذة شاهدت عجوزا شمطاء تحمل سلة تفاح جميل اللون وهي تنشد
عندي التفاح الحباري
شجرته في آخر البراري
ينفخ الروح في بطونكن
وينجب للعقيم الذراري
غلمانا كانوا أم جواري
أطفال حب كالملائكة
ببركة الله الواحد الباري
تعجبت المرأة فهي لم تسمع بهذا التفاح ولم تر هذه العجوز من قبل فخرجت إليها ونادتها يا خالة هل صحيح كل ما تقولين فأنا لم أرزق أطفالا منذ سنين !!! أجابت العجوز يا إبنتي إن الله خلق الداء والدواء خذي هذه التفاحة واطبخيها مع العسل والسمسم ثم كليها عند إكتمال القمر غدا ونامي مع زوجك بعد تسعة أشهر سيكون لك مولود جميل قالت المرأة يا ليتها تكون بنتا أسميها قمر !!! ردت العجوز ستكون بنتا بإذن الله وناولتها تفاحة من سلتها نظرت المرأة للتفاحة الحمراء التي في يدها وعندما رفعت رأسها إختفت العجوز سألت الصبيان الذين كانوا يلعبون أمام الدار أين ذهبت تلك العجوز التي كانت أمام داري أجابوها لم يكن هناك أحد علت وجهها الدهشة وقالت ويحكم !!! من أعطاني التفاحة إذن
في الغد طبخت تلك التفاحة كما قالت لها العجوز ثم تركتها تبرد على الطاولة وذهبت للحمام وفي تلك الأثناء رجع الزوج منهكا من العمل فوجد الصحفة فإعتقد أنها له وأكل جميع ما فيها أحس بالشبع وذهب لكي ينام . عندما رجعت المرأة لم تجد شيئا فلطمت وجهها وبكت ثم إستغفرت الله وقالت كل شيئ قسمة ونصيب لعل في ذلك خير !!! ثم من أدراني أن تلك العجوز تقول الصدق
بعد شهر ظهر على الرجل ورم في جنبه أخذ يكبر مع الوقت إلى أن أصبح بحجم البطيخة وحار الأطباء في علاجه ولم يعد يقو على الحراك في أحد الأيام إسيتدعى الحلاق وطلب منه أن يجرح الورم ويفك عنه الډم وما إن جرحه حتى خرجت منه رضيعة وكان الشباك مفتوحا فدخلت حدأة واختطفتها وطارت بها إلى شجرة عالية ووضعتها في عشها وبدأت تسرق لها الحليب والملابس من ضيعة مجاورة ولما كبرت قليلا أطعمتها من الفرائس الصغيرة التي تصدادها من الجبل مع الأيام أصبحت الرضيعة صبية فاتنة الجمال وحذرتها الحدأة من النزول فلن يمكنها بعد ذلك الصعود وعلى الأرض فالمخاطر لا حصر لها وخصوصا في الليل لما تخرج الذئاب والخفافيش للصيد .
وعدتها قمر أن لا تفعل فهي تحب العيش على الأشجار تقفز من غصن إلى غصن وتمرح مع العصافير وتغني معها . مضى ردح من الزمن وجاء الناس وسكنوا قرب الشجرة وكانت تسمع صياح البنات وهن يلعبن ويجرين في المروج ويقطفن الزهور وتشم رائحة الطعام المتصاعد من القدور وكانت تتمنى أن تنزل ويكون لها صديقات وتفعل مثلهن وتشبع من الطعام الساخن لكنها في كل مرة تتذكر تحذير أمها الحدأة .
ذات يوم جاءت امرأة وجلست تحت الشجرة لتزين أحد العرائس كانت قمر تنظر إلها بإهتمام وأعجبتها النقوش التي عملتها على يدي العروس وعندما إنتهت أعطتها قطعة فضية أجرتها ثم إنصرفت في حال سبيلها. كان في العش الكثير من قطع الفضة التي سرقتها الحدأة من الديار فأخذت واحدة ونادت المرأة من فوق الشجرة يا خالة أريدك أن تزينيني مثل تلك العروس!!! هل يمكنك ذلك رفعت المرأة رأسها وشاهدت بنتا صغيرة بين الأغصان فسألتها هل لديك مال فرمت لها القطعة .فأجابتها حسنا !!! إنزلي فأنا لا يمكنني الصعود إليك ترددت قمر قليلا ثم نزلت إليها.
كان ذلك أول مرة تلامس فيها قدماها الأرض فجلست وزينتها وهي تتعجب لجمالها الفتان وعينيها الساحرتين كأنهما كوكبان من السماء لما إنتهت المرأة
من عملها أرادت