رواية بقلم اسراء عبد الطيف

موقع أيام نيوز

للخزانه ليخرج منها بعد الملابس الخاصه به و بعض متعلقاته الخاصه و أغلق الحقيبه و شرع بتبديل ملابسه ...
بعد نصف ساعه كان يقف عمر بالصاله
و اضعا حقيبة سفره الخاصه بجانبه ..
..........................................
_ هتوحشيني يابنتي .... خلي بالك من نفسك
قالتها راويه و هي تودع أبنتها ..
نظرت بسمه إلي والدتها و وضعت يديها علي كتف أمها حاضنه إياها قائله 
_ أطمني يا ماما ... ماتقلقيش عليا ...
أقترب عبد الله من أبنته بسمه و قبل رأسها داعيا إياها 
_ ربنا يابنتي ... و يجعلك في كل خطوه سلامه ..
يلا بقي مع السلامه يا جماعه أنا اتأخرت ...
قالتها بسمه بإبتسامه و هي تخرج من المنزل ..
و قفت بسمه أمام العقار الذي تقطن به ممسكه حقيبتها و رفعت يدها لتوقف سيارة أجره و ركبت به لتنطلق بها ....
.......................................
وقفت سيارة الأجره أمام مكتب مأزون شرعي .. فترجلت بسمه من السياره ..
نظر عمر إلي بسمه الواقفه أمامه و مد يده ليزيح خصله من شعرها ليضعها خلف أذنها قائلا لها بأعين ناعسه 
_ خلاص .. خلاص هتبقي ليا ..!!
نظرت بسمه للأسفل بخجل مصطنع و رفعت وجهها ناحيته لتقول بمرح و هي تزيحه جانبا
_ طيب أوعي كده علي جنب و كفايه نحنحه خليني أحط الشنطه في العربيه ..
أمسك عمر الحقيبه من بسمه و وضعها بصندوق السياره و أمسك بيدها و سارا معا متجهين الي الداخل .....!!
.................................
فاقت مريم من نومها و هي تشعر بالآم في أجزاء متفرقه من جسدها ..
نظرت مريم للساعه المعلقه بالحائط في الصاله لتتفاجأ بكونها الثالثه عصرا ... !!
عقدت مريم حاجبيها قائله لنفسها 
_ ياااه دا أنا نمت كتير أوي ... عمر أما أوح أشوفه ... !!
هرولت مريم ناحية غرفة النوم لتتفاجأ بإنها فارغه ....
بحثت مريم عن عمر في جميع أنحاء الشقه و لم تجده فجلست علي الأريكه بالصاله قائله بدموع 
_ معقول ... !! 
_ معقول يكون سافر من غير ما أسلم عليه ... مش ممكن عمر ما يعملهاش ...!!
لمحت مريم تلك الورقه الموضوعه علي الطاوله فأمسكتها لتقرأ ما دون فيها ..
مريم أنا لما صحيت لقيتك نايمه ماحبتش أزعجك و أصحيكي ... حبيت أقولك مع السلامه ..
وضعت مريم يدها علي فمها لتكتم بكائها و هي تقول بصوت مكتوم 
_ ليه يا عمر .. ليه حتي مش عايز تسلم عليا قبل ما تسافر ... !!
....................................
_ أنا مش مصدق يا حبيبتي أنك جنبي دلوقت وبقيتي خلاص مراتي ...!! 
قالها عمر و هو يقود السياره و هو ينظر إلي بسمه ..
أزاحت بسمه وجه عمر بظهر يدها لتجعله ينظر للطريق قائله بمزاح 
_ لا صدق ياخويا ... و بعدين بص قدامك بدل ما نعمل حاډثه ..!
ضحك عمر و لف وجهه ناحية بسمه محركا المقود بعدة اتجاهات ليجعل السياره تنحرف 
_ أهو .. طيب أنا مچنون و عايز أعمل حاډثه أيه رأيك بقي ..!!
صړخت بسمه قائله برجاء 
_ لا يا عمر .. يخربيتك ھنموت ..
_ أبدا مش هوقف ..
_ علشان خاطري يا عمر .. وقف
_ هاتي بوسه الاول ..
قالها عمر و هو يضع أصبعه علي خده ..
_ حاضر حاضر .. أهو ..
ضړبت بسمه عمر علي كتفه بخفه قائله پغضب 
_ كده يا عمر .. علي فكره بقي أنت قليل الأدب أوي ...
ضحك عمر بشده قائلا 
_لا و الله هو أنا كده قليل الأدب ... دا إنتي لسه هتشوفي قلة الأدب علي أصولها ..هههههههه
أعادت بسمه ضړبتها بخفه علي كتفه قائله 
_ طيب أسكت بقي ..!
.........................................
مرت عدة أيام ... و عمر و بسمه يقضون معا أياما سعيده بالنسبه
لعمر .. و لكن بشعور غريب لمريم ..!! 
ظلت مريم تتذوق الآم الوحده فهي تقضي أوقاتها بمفردها أو تذهب لتجلس مع خالتها رباب في بعض الأحيان ...!!
.................
يوم الجمعه ...
كانت بسمه بمطبخ الشقه التي أستأجرها عمر بالغردقه تصنع فطورا..
دخل عمر و وقف مستندا بظهره علي المطبخ و أمسك خياره و قضم منها و هو ينظر إلي بسمه بعشق ..
نظرت بسمه إلي عمر بجانب عينيها و نفخت بضيق قائله 
_ أيه يا عمر مش المفروض نرجع النهارده ..!!
وضع عمر الهاتف علي رخامة المطبخ و أقترب من بسمه و أحتضنها قائلا 
_ تؤ تؤ .. نرجع بكره خلينا النهارده سوا ...!!
_ بس يا عمر ...
_ هشش ... مش عايز أعتراض 
_ موبيلك يا عمر بيرن ..
نظر عمر إلي هاتفه ليري أسم الطبيب مكرم علي الشاشه فنفخ بضيق و أغلقه و ألقها علي المطبخ ثانية .. و نظر إلي بسمه ثانية ليقول لها 
_ أهو قفلنا الموبيل أستريحتي تعالي معايا بقي ...
أمسك عمر يد بسمه و توجه بها إلي غرفة النوم ...
...................................
كانت مريم تجلس بمفردها بالصاله تشاهد التلفاز حتي أتاها اتصالا ..
أمسكت مريم هاتفها لتجد أن الطبيب مكرم المتصل فعقدت حاجبيها قائله لنفسها بتساؤل 
_ هو مش المفروض نتايج التحاليل تظهر بكره .. طيب بيتصل دلوقت ليه ..
ظغطت كريم علي زر الرد و وضعته علي أذنها قائله 
_ أيوه يا دكتور مكرم خير ..
_ مدام مريم تقدري تيجي النهارده العياده ...!
_ خير يا دكتور ..!
_ لما تيجي هتعرفي ... هستناكي علي الساعه سته كويس ..!
_ طيب تمام .. مع السلامه ..
_ مع السلامه ..
_ يا تري عايزني في أيه ده كمان ... !! 
بعد أن أغلقت مريم المكالمه مع الطبيب ظلت تفكر فيما يريدها فنتائج التحاليل ستظهر غدا و قررت أن تذهب لتجلس مع خالتها حتي معاد الطبيب ..
أرتدت مريم ملابسها و أستقلت سيارة أجره حتي و صلت لبيت خالتها فطرقت الباب و فتحت خالتها رباب التي ما أن رأتها حتي أحتضنتها ..
جلست مريم علي الاريكه و بجانبها خالتها ..
نظرت رباب إلي مريم بحزن قائله 
_ مالك يا مريم زي ما تكوني معيطه ..!!
حاولت مريم أن تخفي حزنها و لكن كانت رباب لها كالأم تشعر بها ..
تنهدت مريم بهدوء و نظرت إلي خالتها طويلا و لكن خانتها قدرتها و أنفجرت باكيه ..
أحتضنتها رباب بشده و هي تربت علي ظهرها قائله 
_ أيه يابنتي اللي عمل فيكي كده إنتي ماكونتيش كده يا مريم .... عمر لازم حد يوقفه أنا هروح لمجدي النهارده و أشتكيله .. لما هو مش هيهتم بيكي من الأول أتجوزك ليه ..!!
أنتفضت مريم و رفعت رأسها ناحية رباب و هي تقول برجاء 
_ لا يا خالتو أوعي تقولي لخالو مجدي ... المشاكل اللي بينى أنا وعمر نحلها أحنا بنفسنا .... أنا بس .. صعبان عليا إن عمر سافر من غير ما يسلم عليا ...!!
نظرت رباب إليها بشفقه و أحتضنتها ...
.......................................
في الغردقه ...
كان عمر نائم في فراشه بينما كانت بسمه جالسه في الصاله ممسكه بيديها صوره فوتوغرافيه تنظر إليها بعمق و تسقط منها الدموع منهمره ..
رفعت بسمه صورة كريم لتكون في مواجهتها و ضيقت عينيها و هي تحدق بها و الدموع تتساقط علي و جهها قائله بصوت منخفض 
_ ليه كده يا كريم ... ليه عملت فيا كده ..!! 
أنا مش قادره أتحمل إني أكون مع حد غيرك ...
بكره نفسي لما أكون في حضڼ عمر و متصوراك انت اللي معايا ..
أنفجرت بسمه باكيه بصوت عالي ثم مسحت دموعها بطرف كمها محاوله تهدئة نفيها قائله 
_ صدقني يا كريم ... لو مكنتش ليا مش هتكون لغيري ... و أنا هتحمل علشان أنتقم من عمر و مريم ... بس ..آآ أهئ أهئ .. آآ أنا مش قادره أبعد عنك ..!!
...................................
جلست مريم أمام
الطبيب قائله بثبات 
_ أيوه يا دكتور حضرتك طلبتني ..!
نظر إليها الطبيب بتوتر ثم نقل بصره إلي تلك الاوراق الموضوعه علي مكتبه ..
عقدت مريم حاجبيها في تساؤل 
_ في أيه يا دكتور ... قلقتني ..!
أنتصب الطبيب في جلسته و خلع نظارته الطبيه و وضعها علي مكتبه بهدوء و نظر لها قائلا 
_ النهارده و صلتني نتايج التحاليل و أتصلت بأستاذ عمر بس شكله كان مشغول ... فقولت لازم أقولك إنتي ..
نظرت إليه مريم بريبه و وضعت يداها علي المكتب و ألتفت بجسدها ناحيته قائله پخوف 
_ خير يا دكتور ... !
.......................................
في شقة مجدي ...
كانت تجلس رباب في مواجهة أخاها مجدي و وضعت كوب الشاي الذي بيدها علي الطاوله أمامها قائله بجديه 
_ لازم يا مجدي يا أخويا تتكلم مع عمر أبنك و تخليه يهتم بالبت شويه ... ده مش بيسأل فيها .. وكمان سافر من غير ما يسلم عليها و لا كأنها مراته ..
تنهد مجدي في ضيق و نظر إلي أخته قائلا 
_ أنا هحاول أتكلم معاه .. الواد ده أتغير معانا كلنا ..
_ طيب يا أخويا أوعي تقوله إني قولتلك أو مريم اللي قالتلي ... لحسن يزعل معاها دول مش ناقصين مشاكل ياخويا ..
_ حاضر يا رباب .. كملي شايك ياختي ..
...........................
حجظت عيناي مريم بعد ما أخبرها الطبيب بأمر النتائج و بدأت دموعها بالنزول قائله پصدمه 
_ أزااي ... يعني ... يعني أحنا مش هنخلف ... !!
تنهد الطبيب في حزن قائلا 
_ بالنسبه للعلاج فمش هينفع في الحاله دي ... أنا أتصلت بأستاذ عمر علشان ...
مريم مقاطعه الطبيب بسرعه 
_ لا ... علشان خاطري يا دكتور عمر مش لازم يعرف ..
رف الطبيب حاجبه في تعجب 
_ بس يا مريم حقه أنه لازم يعرف ...!!
بكت مريم بشده قائله 
_ لا يا دكتور مكرم أرجوك ... عمر مش هيستحمل الخبر ... أنا هقوله أحسن ...
أبتسم الطبيب بحزن علي حال مريم و هز رأسه بالموافقه قلئلا 
_ طيب اللي عايزاه ... أنتي زي بنتي و لايمكن أرفضلك طلب ..
أبتسمت مريم إبتسامه ضعيفه من خلف
تم نسخ الرابط