براءة بين الأشواك بقلم ياسمين الهجرسى
المحتويات
ليث الرأى ولكن لديه تحفظ أردف قائلا بحيره
تمام ياولدي أنا بتفق معاك فى ده كله.. وأنا على مادر سنين دراستى وشغلى شفت نماذج لبنات كتير خجوله.. لكن مش بالشكل ده دى كانت على حافة الاڼهيار.. شكلها مكنش طبيعى..
أجابه والده بحنكه اكتسبها من سنوات عمره
بصى يابنى من خبرتى فى الحياه وتعاملى مع الناس أقدر اقولك أن ده راجع من بيتها.. البنت دى ورا منها حكايه....
أنت مهتم ليه.. هى شكل الصنارة غمزت ولا أيه.. أتمنى يا ابني متكنش مرتبطة شكلنا هنفرح بيك قريب....
استقام ليث وهو يقف يتتأب بنعاس مردفا بتمنى
ادعيلي يا والدي على قد ما تقدر إنها تبقى حياتي..
فى نفس الأثناء بالخارج فى ردهة الفيلا تجلس كلا من ثريا والدة ليث وحنين أخته يتسامرون بعد ذهاب الأطفال للنوم انتهزتها حنين فرصه للدردشه مع والدتها فى أمور حياتيه على المستوى الشخصى والذى لا تريد الخوض فيها أمام أبيها وأخيها......
مالك ياحبيبتى شارده وحساكى عايزة تتكلمى بس متردده..
زفرت حنين تنهيده عميقه نابعه من الحيره التى بداخلها وأجابتها
والله ياماما نفس الحوار بتاع كل مره مع رشا أخت مراد لما مبقتشش عارفه أعمل إيه.. ديما مستكتره عليا أى حاجه مراد بيجيبهالى.. غير كلامها الچارح أنى مستهلش الخير ده كله اللى معيشنى فيه.. وقرها عينى
عينك على حياتى وتقولى انتى فيكى أيه احسن منى تعيشى العيشه دى وأنا جوزى يادوب خروجه كل فين وفين وهدايا فى المناسبات حتى العربيه بيغيرها كل سنتين مره.. رغم جوزها معيشه فى مستوى كويس بس هى اللى مش بتحمد ربنا عايزة كل حاجه مش بتسترضى خالص..
تابعت بيأس
واللى زاد وغطى طمعت فى السلسله اللى جابهالى اليومين اللى فاتوو فى عيد جوازنا خدتها لما كانت حماتى عندى وبفرجهالها يادوب حماتى دخلت تتوضى لقيتها فتحت شنطتها وحطيتها فيها من غير ما تقولى لولا شفتها مكنتش قالت لى اصلا.. ولما شافتني ببص لها قالت لى ورايا مناسبه هلبسها اروح بيها وابقى أرجعهالك.. وطبعا أنتى عارفه اللى بيروح مبيرجعش.. واتحرجت أتكلم وأطالبها بيها وسكت زى كل مره..
أنتى غلطانه لحد أمتى هتفضلى سلبيه.. خدى موقف كده كتير ومينفعش..
عقبت حنين موضحه
ياماما حضرتك عرفانى أنى أقدر أحرجها وأكسفها.. بس سبب خجلى هو خوفى من زعل مراد وعشان خاطر حبى ليه أنا بسكت.. أنا بحب مراد ومش عايزة أى حاجه تبعد بينى وبينه..
غير كده متربتش أنى ارد الأساءه بالاساءه.. وبقول عندى خير كتير سواء من بابا أو جوزى أو من شغلى يابت مدقيش وخلى المركب تمشى..
رتبت ثريا على كتفها وكففت عبراتها التى سكنت مقلتيها هاتفه بحنو
متزعليش نفسك ياحبيتى بس أنتى لازم توقفيها عند حدها.. مش فى كل حاجه ينفع الاحراج والخجل وتتكسفى أنك تحرجي اللى قصادك.. كده بتخليه يتمادى وياخد حقك كأنه أمر مسلم بيه ومن حقه..
زوت بين عينيها تزم شفتيها بتفكير تحاول أن تجد مخرج لتلك الرشا التى تحوم حول ابنتها كالحيه لمعت برأسها فكره ولكن لابد أن تستمع لها ابنتها وتعمل بها حتى تتخلص من حصار أخت زوجها...
رمقتها ثريا بحب هاتفه
بصى ياحنين أنا متأكده ان مراد مش هيزعل لو عرف اللى بتعمله أخته.. الميزه في مراد أنه بيحبك قوي وبيهتم بتفاصيلك جدا.. وبيخاف عليكى من النسمه لتجرحك.. ومش هيرضيه عمايل أخته....
ونصيحه منى كلمتين واسمعيهم عشان ما تخربيش على نفسك.. اضربي عصفورين بحجر واحد عشان محدش يقول بتفرقى الاخوات عن بعضها..
لما مراد يسألك عن السلسله ما تداريش عليه زي كل مره وتتحججي بحجه شكل أن أنتي نسيتيها عند ماما في البيت او ان هي وقعت وضاعت منك..
خليكي صريحه أنتي كده كده ما بتكدبيش صرحيه باللي بيحصل من أخته وأنتي بطبعك هاديه يعني صوتك ما يعلاش وانتى بتكلميه عشان دي حاجه بتنرفز الراجل الصوت العالي.. وبالذات لما تكوني هتحكي له عن حاجه تخص أهله..
بهدوء فهميه اللي بيحصل من أخته هو أكثر واحد هيوقفها عند حدها..
لكن يا حبيبتي اللي انت بتعمليه ده هيخليها بعد كده تطاول أكثر وأكثر.. ولو بتطمع في حاجه أنتي بتقدري تغطي عليها فيها بعد كده هتطمع في الكبير اللي مش هتعرفي تغطي عليها فيها.. وفي الوقت ده هتخسري جوزك لانه هيحملك أنتي مسؤوليه اللي حاصل ومسؤوليه الغلط اللي سيبتيه يكبر من الأول ويتفاقم لما بلع حياتك...
تابعت توصيها وتؤكد عليها
اهم حاجه الاسلوب والطريقه اللي هتوصلي بيهم لجوزك الغلط اللي بيحصل من اخته.. إحنا ما بنقولش نفرق اخت
عن أخوها بس بنقول أن كل بيت له خصوصيه واجب احترامها.. هي بتنتهك كل الخصوصيات من باب أن ده مال أخوها بس هو زي ما مال أخوها هو مال جوزك وده حق مكتسب لك شرعا وقونونا..
هي مشكلتها الطمع اللي جواها مخليها دايما مش راضيه ودايما مستكتره عيشتك عليك.. وللأسف خجلك من مواجتها هيدمر حياتك...
حبك لجوزك هو اللي هيحتوي الموقف.. تفهمه ليكى ولخجلك عشان بتحبيه وخاېفه على علاقتكم لتتأثر هيعدي بيكي لبر الأمان بس أبدأى أنتى الاول وشيلي خالص من قاموس حياتك الخجل والكسوف اللى هيدمرك..
عقبت حنين على حديث والدتها هاتفه
كلامك ده ياماما بيفكرني بمقوله للرسول عليه الصلاة والسلام لما قال
ما أخذ بسيف الحياء فهو باطل
قطع حديثهم دخول ليث قائلا بمزاح
هى أيه حكاية الحياء والخجل النهارده.. هو كل ما أمشى اتخبط فى الموضوع ده..
ضحكت ثريا على مزحة ابنها هاتفه
أيه حصل معاك أنت التانى.. غايب طول النهار وراجع مزاجك رايق.. يارب يكون اللى فى باللى حصل وتكون وقعت على بنت الحلال...
عقب عليها ليث بتمنى
دعواتك ياأمى..
دنى منها وبسط يده يلثم كفيها بحب واستقام ينظر لاخته مغيرا للحديث هاتفا بود
فين حبايب خالو وحشنى ياحنين كان نفسى أجى بدرى وأقعد معاهم شويه..
هتفت حنين بحبور من محبة أخيها
ياحبيبى الله يكون فى عونك أنا عارفه أن النهارده يوم زكاة العلم اللى بتنزل فيه الجامعه.. وبتكون مضغوط طول النهار.. إحنا قاعدين معاكم يومين عقبال ما يجى مراد من المؤتمر الطبى اللى مسافر عشان يحاضر فيه.. وابقى أقعد واشبع من العيال...
عقبت على حديثه ثريا هاتفه بشوق
ياما نفسى أشوف ولاد ياليث وأنت قاعد تلعب معاهم.. أمتى تحقق لى الأمنيه دى..
تنهد ليث بنزق واهى هاتفا
كله بأوانه ياأمي أنتى مش بتزهقى.. من عينى حاضر هملى عليكى الفيلا عيال بس الصبر جميل....
أنهى كلماته بإرهاق وهو يلقى عليهم تحية المساء كى يصعد يخلد للراحه
أما حنين استأذنت من والدتها كى تذهب لرؤية أطفالها..
لتظل ثريا بمفردها تدعى لهم بالصلاح والفلاح فى حياتهم.....
وصلت حياه فيلتهم وهى فرحه للغاية شعور بالأمان أفتقدته منذ فتره طويله.........
للأسف قدرها سيء فهي فتاه قد أنجبها والديها بعد أن خطى الشيب رأسهما ليعاندها حظها ويتوفى أباها في المرحله الاعداديه بعد ڼزاع طويل مع المړض.........
لتترعرع يتيمه الأب لتكون في كنف أمها تتولى مهام رعايتها فتكون دوما محاطه بتخوف أمها والحرص على أدق تفاصيل حياتها فلم تكن لديها المساحه الكافيه من التجارب والاختلاط للاعتماد على النفس.......
فهى طيلة الوقت تحت راعيه خاصه حتى صارت تخجل من التجمعات العامه لعدم حنكتها فى إدارة مناقشات حياتيه وأثر بالسلب أيضا مما جعها تهاب الچنس الخشن..........
فوالدتها رسخت بذهنها أنهم ذئاب بشريه عليها الابتعاد عنهم لأن ليس لديها من يقف ليجلب لها حقها اذا حدث لها سوء..........
ولجت للداخل وجدت والدتها فى انتظارها والخۏف والقلق ينهشها بلا رحمه
هاتفه بسعاده
ازيك ياصفصف عامله إيه النهارده.......
احتضنها والدتها صفيه بحنو هاتفه باستعلام
أنا بخير طول ما أنتى كويسه وبخير ياقلب ماما....
شكلك مبسوطه.. فرحيني معاكى.. أيه أخبار مناقشة المشروع مشيت ازاى....
جلست حياه جوارها وامسكت كفها بغبطه وأخذت تقص عليها ما حدث في الجامعة بداية
من سړقة المشروع حتى أنتهى اليوم برجوع حقها على يد الدكتور ليث الذى كان بمثابة سند ودعم لتظهر الحقيقه....
سكنت العبرات عيون صفيه فرحه للسعاده المرسومه على وجه ابنتها والنابعه من قلبها حزينه على تلك السنوات التى كانت حبيسه لمفاهيم خاطئة رسختها أنا بيدى لتجعلها شخصيه هشه ضعيفة سهلة الكسر..
هتفت صفيه بامتنان
الحمد لله يابنتى أن ربنا سخر لك دكتورليث عشان تعبك ميروحش هدر.. أنا ممتنه للراجل ده على وقفته معاكى..
وأكملت بحبور
أنا فرحانه أنك أخيرا قدرتى تواجهى خجلك ولو بحاجه بسيطه بس أنا متفائله إنها بشړة خير.. وهتقدرى تكسري الحاجز اللى اتبنى كل السنين اللى فاتت....
لا إراديا سالت عبراتها على وجنتيها حاولت كتم شهقاتها حتى لا تحزن والدتها ولكن فلتت منها شهقه مزقت أحشاء أمها....
أردفت صفيه پألم على حال ابنتها
حقك عليا.. أنا اللى غلط لما ربيتك بطريقه غلط.. بس سامحينى ڠصب عنى ربنا هداكى لينا أنا وابوكى بعد سنين حرمان ولف على الدكاتره.. لولا بيحبنى كان سمع كلام أمه واتجوز.. وبمجرد ما جيتى عالدنيا ملحقناش نفرح بيكى.. جاله المړض الۏحش بقينا مرعوبين عليكى من الدنيا وغدرها.. قفلنا عليكى ولما ابوكى ماټ ڠصب عنى قفلت اكتر.. كنت بخاف عليكى لحسن النسمه تجرحك.. كنت بخاف من النظرات اللى بتنهش جمالك وكأنهم مستكترينه عليكى..
اڼهارت حياه باكيه شهقاتها أخذت تتعالى أكثر وأكثر جذبتها صفيه لأحضانها تحاول أن تحتوى اڼهيارها ولكن براءه وكأن هذه ساعة خلاصها التى انتظرتها طويلا ابتعدت تخرج من أحضانها....
هاتفه بنحيب
فوقتى متأخر ياأمى.. أنتى متعرفيش معاناتى اللى عيشتها شكلها ايه.. ده حتى الكلام معاكى كنت بخجل أحكيلك.. لولا فرح ومامتها من ساعة ما دخلو حياتى وانا فى أولى جامعه وبدأت اتشجع وأجى أحكيلك..
استرسلت تقص معاناتها
انا عدت عليا لحظات كنت بمۏت فيها ومش قادرة انطق مخافتا منك ومن نظرة المجتمع اللى ديما نغمه فى لسانك.. خالى بالك من سمعتك وشكلك ياحياه. مالناش دعوه بحد ياحياه.... البنت محليتهاش غير سمعتها وشرفها ياحياه.
صړخت تنتحب
تابعت تتحدث بۏجع عندما مرت علي مخيلتها ذكرى حاډثه كادت ان توذى
متابعة القراءة