براءة بين الأشواك بقلم ياسمين الهجرسى

موقع أيام نيوز

 


ما سببه......!!.
حيث الأجواء الساكنه شبيه لحياتها الراكده منذ ۏفاة زوجها تجلس على سجادة الصلاه تناجى ربها وهى تتجرع مرارة الفراق ملجأها الذى افتقدت الأمان من بعد رحيله تزرف الدموع حزنا علي ابنتها العصفوره البريئه التى بيديها كسرت جنحاتها الرقيقه ومنعتها أن ترفرف للأعلى تسبح فى عالمها وتعيش بحريه وسلام تستمتع بسنها كمثيلاتها من الفتيات تنهر نفسها أى جرم فعلته بابنتى الوحيده ظلت هكذا دموعها الشاهد الوحيد على آلام ما صنعت يدها وجنته ابنتها مرء بعد الوقت و استمتعت لصرير احتكاك إطارات سيارة ابنتها مسحت على وجهها تكفكف دموعها حتى لا تحزن ابنتها يكفى ما تعانيه من تحت رأسها واعتدلت تستند بظهرها على حائط الغرفه تنتظر هبوب نسماتها العطره التى تنعش قلبها.....

بسعاده أطلت حياه على غرفة والدتها تدندن فرحه ولجت تنادى 
صفيه ياجميله وحشتينى وحشتينى وحشتينااااااى
تهللت أسارير صفيه للسعاده التى تزينت بها ملامح ابنتها مسدت على شعرها بحنو
وردت عليها بغبطه 
قلب ماما وأنتى بتوحشينى وأنتى قصاد عينى.. 
تابعت بحب 
بس خير اللهم اجعله خير شايفه الفرحه هتنط من عينيكى.. يارب تكونى اتوفقتى فى المقابلة بتاعة شركة الهلالى....
هاتفه بنبره مبتهجه سعيده 
أنا فى أقصى أحلامى كنت عارفه انى هقبل لان وقع عليا الاختيار ساعة مناقشة المشروع..
تابعت بعدم تصديق 
لكن اللى مكنتش أتخيله ولا يجى على باللى أنه يتحقق فى يوم من الايام.. أن صاحب أكبر شركة مقاولات فى البلد.. وأجمل راجل فى الطبقه المخملية يسيب كل البنات ويجى يطلب أيدى للجواز...
فاضت دمعه من مقلتيها لتفر هاربه تفضح مكنون ما تشعر به 
مش مصدقه نفسى ياامى.. بقى أنا حياه اللى بتخجل من نفسها اللى پتخاف من ضلها يحبها راجل زى ليث وھيموت عليا ومتسربع وكان مصر يجى معايا البيت يتعرف عليكى ويجيب اهله ونكتب الكتاب النهارده..
أنا النهارده كنت كأنى قاعده بتفرج على فيلم سينمائي وانا بطلته يالهوى يانى حرفيا كان نفسي اختفى من الكسوف والخجل.. أنا لحد دالوقت مش قادره استوعب أنا قاعدت معها لوحدنا ازاى.. وازاى قدر ياخد منى موفقتى.. قد أيه كان حنين وصبور عليا.. قد أيه كان متفهم خجلى.. قد أيه كان مراعي حالتى لما اڼهارت وقلت له انى منفعكش..
ظلت تثرثر حياه بما يجيش بصدرها من أحداث سعيده مرءت عليها مع ليث تاره 
كما ظلت الأم تستمع بدون مقاطعه فهذه ولأول مره ابنتها تنطلق بالكلام معها دون أن تضطر أن تسحب الكلمات من على فمها كم كانت جميله بريئة وهى تقص فرحتها وعدم استيعابها لفرحة كانت تعتقد انها صعبة المنال الرجل الذى كان يشغل مخيلة ابنتها لفترة طويله استجاب الله لدعائها وأصبح قريب لقلب ابنتها فى حلال الله....
انتهت حياه من الاسترسال فى ما طلبه ليث منها وحان الوقت لتستمع لإجابة والدتها على طلب ليث صمتت تتطلع

لنظرات أمها المبهمه بقلب يخفق كالطبول لا يوجد أى رد فعل مرسوم على وجهها يدل بالقبول او بالرفض سألت نفسها ترى صمتها على أى منوال سيترجم تنهدت پخوف تنتظر لسماع كلمه ياتحييها ياتميتها.....
طال صمتها جذبت يدها تلثمها بحنو هاتفه باستفهام 
مالك ياأمى ساكته ليه.. أنا مسمعتش رأيك فى الكلام اللى قولته.. ياترى موافقه على طلب ليث ولا لأ..
رتبت صفيه على يدهطال صمتها جذبت يدها تلثمها بحنو هاتفها بغبطه ومسحت على وجنتيها بحب لتسيل العبرات الفرحه من عينيها هاتفه بسعاده 
موافقه ياقلب ماما.. أنا الفرحه مش سيعانى أنى لاقيتى الراجل اللى يستهلك ويقدرك ويشيلك جوه عيونه.. لما شفت كلامك عنه واعجابك بيه رغم خجلك وأنتى بتحكى لى عن زيارته بتاعة كل شهر.. بس كان قلبى حاسس أن هسمع خبر قريب.. عشان كده كنت بدعيلك فى كل صلاه لو خير ربنا يقربه منك...
تحدثت بسعاده وتابعت بتهليل وهى تضمها لأحضانها 
ألف مبروك ياحبيبتى.. ألف مبروك يانور عيونى يانسمة الهوا اللى مرطبه حياتى.. لما يتصل قوليله منتظرينه هو عيلته بكرا بعد المغرب ياقلبى.....
وهى تهلل سعيده بموافقة والدتها هدأت ثورة مشاعرهم الفرحه واستأذنت حياه تذهب لغرفتها لاستبدال ملابسها لأخرى تناسب البيت وتأتى لتناول وجبة الغداء سويا....
أما صفيه حمدت ربها على فرحة ابنتها وأن الله وهبها رجل بمعنى الكلمه سيحمى ابنتها ويراعيها متمنيه من الله أن يتمم لها الزيجه بالخير...
حيث الصوت العالي المعتاد فى شقة فرح الشريف دلفت ألقت التحيه بهدوء على والديها وتركتهم لمشاجراتهم اليوميه وذهبت نحو غرفتها تستبدل ملابسها استعدادا لنزول العمل المسائى بالعياده بعد قليل نادت والدتها باسمها تحثها على المجئ لتناول الغداء خرجت من غرفتها على وجهها معالم قلق لما تود أن تفصح عنه...
جلست جوار والدتها تنظر لصحن طعامها بشرود قاطعه سؤال وداد القلق على هيئة ابنتها هتفت بتساؤل 
مالك يافرح شكلك متغير ليه.. فى حاجه وحشه حصلت فى المقابله هى اللى شقلبت حالك كده......
أجاباتها فرح بتنهيده عميقه تزفر معها آلام كثيره تعيق راحتها 
للأسف هى مش حاجه وحشه.. هى حاجه جميله وفرحه متتعوضش.. وعوض ربنا ليه عن قسۏة اب مالقتهوش سند وأمان ليا ولاقيته مع راجل غريب قدرنى واحتوانى....
عقبت آلام على كلامها پخوف من أن تكون ابنتها وقعت بالمحظور 
قصدك ايه يابنت بطنى.. متخوفنيش وتقلقينى عليكى.. تعالى دوغري وقولى قيكى أيه مغيرك ومشقلب حالك....
زفرت فرح بحزن من سوء ظن أمها هاتفه بامتعاض 
مفيش حاجه وحشه من اللى جت فى دماغك.. الموضوع كله أنى جايني عريس محترم وابن ناس وانا خاېفه من رد فعل بابا أنتى شايفه معاملته معنا أزاى ما بالك لما يجى العريس وده حد ابن ناس راجل الأعمال اللى نزلت ادرب فى شركته....
مع نهاية كلامها سالت عبراتها على وجنتيها تعبر عن حالة الاختناق والشعور بالعجز التى تحاوطها....
تنفست وداد براحه وعم الاطمئنان على ملامحها بعد أن خالفت ابنتها ظنها أودعت ابنتها ابتسامه جميله تمسد على يدها 
هاتفه بحنو 
ريحتى قلبى يابنت بطنى.. وهو ده سبب تشيلى همه وتضايقى نفسك.. افرحى وعيشى وانسى الهم ينساكى.. هو أنا كنت بربيكى يكون ليكى رأى وشخصيه عشان تبقى مهزوزة كده فى أهم قرار فى حياتك.....
تابعت باستفاضه تحفز ابنتها 
ولو على ابوكى مالكيش دعوه بيه.. مدام مش هيدفع حاجه فى جهازك مش هيعترض...
قاطعهم مباغتة دخول شريف المستفزة وهو يقول بوقاحه 
آه بالظبط زى ما امك قالتلي بالظبط.. مدام وقعتي على عريس غنى ومتريش ويريحنا من جهازك.. يجى يشيلك من الصبح أهو يريحنا من همك وتوفرى لقمتك ومصاريفك لاخواتك....
انهمرت العبرات من عينيها كزخات المطر التى فاض سحابها حزنا فهطلت تفرغ ما تحمله من آلام تقطع نياط القلوب على قسۏة قلب من المفترض أبيها.....
تطلعت له وداد باستياء من فتور مشاعره نحو ابنته البكريه والمفترض أول فرحه بحياتهم هزت رأسها بيأس من تبلد مشاعره التى لم تتغير رغم مرور السنوات أمتعضت بشفتيها هاتفه بحنق 
عمر ما كانت فرح فى حياتنا تقيله دى نوارة البيت وفرحته اول ولادى وأغلاهم على قلبى اللى ديما شيله همى وسندانى.. ويوم فرحتها

دى أمنيه غاليه لما ألاقيها منوره بيتها مع راجل يستهلها ويقدرها...
أنهت كلامها والټفت لابنتها تكفى لها حبات اللؤلؤ المناسبه على وجنتيها...
هاتفه بسعاده 
ربنا يهنيكى ويسعدك يابنت قلبى.. ويجعلها جوازه السعد والهنا..
ثم هتفت بمداعبه كى تفك عبوس ابنتها 
بس تعالى أحكيلى أيه نظامه العريس اللى على غفله ده.. أنتى رايحه تشتغلي ولا تعلقى صاخب الشغل.. مش سهله خالص أنتى يابت يافرح...
قالتها وتابعت كلامها بالضحكات مع قرص أنفها بمرح لتنسمج معها فرح وتنخرط فى الضحكات وأخذت تقص على أمها ما حدث مع آدم مع الاحتفاظ ببعض اللقطات التى خجلت أن تذكرها انتهى حديثهم بقبول عرض خطبة آدم على أن ستحدد الميعاد بعد خطبة حياه.....
نزهر المرأه مع من تطمئن معه مع من يستثتنيها دائما وڪأن الدنيا ڪلها فارغة إلا منها ...!!
انت حبيب عمرى ومهما اعمل شويه عليك
ربنا يخليكى ليا ياأجمل هديه ربنا أنعم عليا بيها....
جذب الكرسى أجلسها وذهب يجلس مقابلها وثغره تزينه ابتسامه سعيده بدأوا فى تناول طعامهم وهم يتجاذبوا أطراف الحديث والسؤال عن الأحوال والأهل والأصدقاء....
لاحظ مراد توترها فسألها 
مالك ياحنين في حاجه حاسك مش مرتاحه..
أجابته بالنفي 
لا خالص مفيش بس ممكن عشان الاولاد عند ماما فبالي مشغول ليكونوا مضايقينها..
أومأ لها يعدم تصديق ولكن لم يحب الضغط عليها وشرع فى استكمال عشائه
هتف مجددا باستعلام 
حنين هى فين السلسله اللى جيبتهالك فى عيد جوازنا ملبستيهاش ليه.. أنا مشفتهاش عليكى لأن للأسف أنا جبتها ليلة ما كنت مسافر ومعرفتش احتفل معاكى بالمناسبه دى وأنتى قولتى هتلبسيها فى استقبالى لما أجى من السفر.....
ارتبكت وبهتت معالم النضاره من على محياها حالها حال لا تعلم ماذا يتوجب عليها أن تفعل هل تفعل ما قالته لها والدتها أم توارى عنه كما سبق حتى لا يخسر الأخوات بعضهم....
استفاقت من شرودها على منادة مراد يحثها على الانتباه له
هاتفا بقلق 
فى ايه ياحنين حاسك متغيره أيه حصل مخليكى متوتره كده.. من أمتى وأنتى بتخبى عليا حاجه مضايقاكى.. مش ديما أقولك أنا صاحبك وأخوكى قبل ما اكون جوزك.. واللى يضايقك يضايقني.. من ساعة ما جيت وانا شايفك تايهه ومتلخبطه.. أحكي فى ايه وانا سمعك وكلى سعة صدر مټخافيش طول ما انا جنبك...
كلامه دوما له مفعول السحر لتهدئة روعها من أى موقف سئ تمرء به تنهدت براحه من احتواىه لها فى لحظات ضعفها هو أكثر من مراعي لمشاعرها سوء فرح او حزن أنهت الجدال القائم برأسها وقررت أن تفصح عن ما تخفيه عنه نظرت له بحب هاتفه بصدق 
بص يامراد يعلم ربنا أنى مش بكذب فى اى حرف هقولهولك.. بس خلاص لازم تعرف عشان أنا مبقتش قادره أخرى اكتر من كده.. وبدأت تقص وتحكى عن أفعال أخته المشينه بحقها وكيف تستبيح لنفسها أخذ متعلقاتها عنوه بحجة أنه من مال أخيها وليس لها الحق بالاعتراض..
بعد قليل انتهت حنين من سرد ما يحدث معها لترجع نظرها لتقابل عين مراد التى استحالة للاحمر القانى من شدة غضبه من أخته وغيظه من زوجته...
هتف مراد پحده طفيفه 
كل ده بيحصل ومخبيه عليا ياحنين. آخر من يعلم فى بيتى يكون أنا.. هو ده الميثاق اللى بينا أن محدش فينا يخبى حاجه على التانى...
استقامت حنين تنهض من على مقعدها وچثت تحت قدميه 
هاتفه باعتذار 
حقك عليا يامراد أنا كان كل غرضي أنى أحافظ على علاقتك باختك ومكونش السبب في أي خلاف بينكم....
يكفكف لها دموعها التى انسابت بفعل حدته معها هاتفا بعشق 
من أمتى وأنتى بتقعدي تحت رجلي ما تعمليش كده تاني..
 

 

تم نسخ الرابط