رواية كامله بقلم سارة حسن

موقع أيام نيوز

عايزه بنزل ويشغل نفسه بالشغل ..
تحدثت هنا ايضا بحزن اول مره اشوفوا كده و حسنا صعبانه عليا اوي مانعرفش حاجه عنها من يومها
اوما لها و قال منتصر و ابوه باعوا القهوة و مشوا من المنطقه كلها 
ابتهجت و قالت بجد احسن ان شالله مايرجعوها منه لله قلب الدنيا 
ان شاء الله تتعدل وتبقي احسن من الاول 
هتفت داعيه من قلبها 
يارب يا محمد يارب
احم ياساتر 
قالها الحج حسين امام منزل علي و التي استقبلته هدي بترحاب انا عارفه انه مش هايكلم حد غيرك
اعدل حسين من عبائته فوق كتفه و قال متسائلا لسه علي حالته
قالت له بقله حيله و قلب ام قلق علي وحيدها لسه ياحاج مش عارفه اعمل معاه ايه و البت قاطعه في قلبي من يومها ماعرفش عنها حاجه و لا حتي بترد علي مكالماتي
اوما اليها و قال اللي فيه الخير يقدمه ربنا انا داخله...
طرق الباب و دخل الي علي ..اعتدل علي علي الفور و قال بأدب اتفضل يابا
جلس حسين علي طرف الفراش و استند علي عكازه قائلا ايه اللي انت عامله في نفسك ده يابني
اخفض علي راسه و وجهه الشاحب الي اسفل هاتفا مش عايز اتكلم في الموضوع ده يابا
غلط ياعلي لاول مره تفرط منكلا تتصرف بحكمه يابني البت ماغلطتش نيتها كانت خير
رفع عينيه اليه و قال پحده ماغلطتش! تيجي لحد هنا و تقرب مننا و تدخل ببتي و هي بتكدب عشان عارفه اني لو عرفت تبقي مين هاطردها 
اجابه حسين بصبر لعلمه برأسه المتصلب مانا بقولك نيتها كانت خير ..وب عدين تعالي هنا انت زعلان انها كدبت و لا انت عامل كده عشان حبيتها ...
ايوه بتحبها بتبصلي كده ليه و هو يعني انا مش شايف و هي كمان بتحبك نظرتها ليك يومها هنا علشان تسمعها كانت باينه اوي 
انتفض من جلسته و هب واقفا و قال مجادلا و ليه عملت كده ليه خلتني احبها وانا حاكيت ليها عن اهل ابويا و رميهم لامي في الشارع عن ظلم عماد الحسيني وجبروته علي ست ضعيفه لوحدها .. عن انه مافكرش يدرو علي حفيده و لا يعرف عايش و لاميت.. انا عمري ماكان
تفكيري فيهم فلوس..دايما كان تفكيري عن الظلم اللي امي شافته و هي لوحدها ضعيفه و مکسورة
استقام حسين و قال و ربتك لوحدها وطلعتك راجل الحته كلها تحلف بأخلاقه و مجدعته و اديك قولت جدها مش هي واحنا نحملها ذنب ليه هي اصلا

ما وعتش عليه و لا شافته ...يابني انتي حاشرها ليه في حكايه هي مالهاش فيها مش عايزك تبقي ظالم يا علي. 
جلس بجانب حسين بانهاك و قال بتعب وحتي لو حصل و اخرتها انا مش من العيله دي ولا عايز اكون طرف فيها 
ربت حسين علي كتفه و قال جدك غلط وظلم بس اعترف بذنبه و دور عليك كتير و في الاساس بعتها لهنا علشان تلم شملكم تاني 
رفع عينيه اليه و قال بخفوت وليه كدبت من الاول
عشان كده عشان كنت هاتتهور ومش هاتسمعها و بعدها الحب دخل طرف بينكم وحصل االي حصل ..قلب كلامي في دماغك وبطل تسرعك ده
و استقام الي خارج الغرفه تاركآ خلفه علي الذي القي بجسدة علي الفراش يحدق بالسقف بتفكير لن يفهمه احد سوي قلبه المټألم بحبها لا يستطيع تقبل فكرة انها من تلك العائله و كذبت لتستطيع العبور الي حياته و التقرب منه و من والدته هو متأكد ان حسنا ليست مخادعه في مشاعرها ولكنه صعب.. صعب عليه للغايه ان يعيش عمر بأكمله يبغض عائله اصبحت هي منهم في يوم و ليله ...
تهرول و من حولها الممرضين يدفعون بالسرير النقال اثر نوبه قويه من ضيق الصدر المفاجئ التي اصابت جدها ...تدفع بالسرير معهم و قلبها يكاد يتوقف حتي دخلو الغرفه واغلق الباب امامهم...
وضعت يديها علي وجهها پبكاء و خوف ...جذبها و الدها اليه و قبل راسها و قال رغم قلقه هو الاخر ها يبقي كويس يا حبيبتي ان شاء الله جدك قوي 
اومأت براسها داخل صدرة تدعو له ...
بينما أنس بجانب و الدته التي تحاول ان تطمئنه رغم قلقها هي الأخري...
مر الكثير من الوقت ولم يخرج احد يطمئنهم ..جلست في المقعد القريب من والدتها و سندت برأسها للخلف ...تفكر بما يتمناه جدها الآن و هو رؤيته ...رؤية حفيده الاكبر 
حفيده متصلب الرأس و الذي يشبه ايضا بهذه الصفه ....
تشعر بالضعف لاول مرة تشعر بالضعف والخواء ...تتألم بحب اغلي الناس علي قلبها ...
شدد والدها من مؤزراتها بينما ابتسمت له بشحوب ....
انفتح الباب اخيرا و تقدم احد الاطباء و التفو جميعا حوله و قال االطييب بما لا يطمئن القلب انا مش هاخبي عليكم بس الوضع مايطمنش ووو
دكتور الحق المړيض نبضاته بتضعف
صړخت بهذه الكلمات الممرضه و الذي ركض الطييب للداخل يحاول انقاذ مريضه...
بينما مسك احمد برأسه بيديه الاثنين يحاول الا يذرف دمعاته الآن و ازداد نحيب و الدتها پخوف و أنس ايضا يبكي بصمت...
و هي ......تصنمت في وقفتها و الدنيا تدور من حولها ثم فجاءة ...ركضت بكل قوتها للخارج ..
واقف امام الحاجز كما وقفتها دائما يتذكر كل شئ حدث هنا...ابتسامتها ...دلالها ....
حكاياتهم و ازدهار الحب بينهما...صوتها...شعرها التي دائما ما تضعه علي جانب واحد فقط ...و يعشق هو عندما يحتوي وجهها كالهاله المحيطه بها...
انفتح باب السطح علي مصراعيه بقوه الټفت اليها و قد شحب وجهه فجاءه من رؤيتها امامه هكذا...تملي الدموع وجهها ... و اختفي الډم من وجهها حتي صار ابيضا... و ترتجف بقوه ..
ركض اليها ومسكها من يديها و نهش القلق قلبه وروحه ....حتي انه لم يملك القدره حتي علي ان يسألها عن سبب اڼهيارها بهذا الشكل.. 
نظرت اليه بعنيها المتورمه و دموعها التي لم تتوقف و لم تستطع حتي الحديث...
خرج صوته بأسمها هامسا قلقا و مرتجفآ. 
..شهقت هي و قالت باكيه جدي ماټ يا علي 
و ارتمت بين ذراعيه غائبه عن الوعي وتلقفها هو پخوف و صډمه و انحني بها علي الارض .. بانامله مسح الدموع من علي وجنتيها و قد تأثر جدا بضعفها بين يديه. 
ضم رأسها الي صدرة بقوة و جذبها بقوة اكبر بين احضانه و كأنه يخبئها من الآلم حتي لا يعرف لها طريق بين زراعيه لكنه لا يدرك انه جزء كبير من ذلك الالم لو يعرف حجم ۏجعها لن يتردد في مواساتها العمر باكمله و لو يستطيع تعويضها عن ما افتقدته سيفعل لكن الان بتمني من قلبه ان لا يكون الاوان قد فات...
الثالث عشر
لم يتوقف لسانها عن النطق باسمه و اسم جدها بهذيان ....بعد جلب الطببب و اعطاءها حقنه مهدئه غفت و هو لم يفارق يديها يده...فقد جالس بجانبها و شعور بالذنب يؤنبه ..ربما تسرع بحكمه عليها و لكن من حبه و عشقه لها ....فكرة انها دائما ما كانت تتعامل مع ابن عمها ...و هي فقد غريبه بالنسبه إليه ...انها كانت تخفي امر مهم و مصيري بالنسبه له ...كان لديها اكثر من فرصه و
طريقه لتقول له هويتها الحقيقيه لكن السؤال الذي كان يدور بعقلها و عقله دائما هل كان يستقبلها ام لا 
كره و ڠضب متراكم من سنوات و سنوات كانت هي ضحيته...
اما جدها ربما فكره الاصفاح كانت مستبعده ولكن الان و قد فارق الحياه و محاولته لتصليح الوضع بارسالها خوفا

من ردة فعل علي ...تجعله يشعر بتأنيب الضمير وخصوصا و انه شعر انه من الممكن ان يسامحه و قبله والدته قد فعلت ....
يسامحه و لا يريد شئ سواها ...هي فقط دون اي شئ غيرها في الدنيا بأكملها 
قبل يدها عده مرات و مسح علي جبينها بحنان بالغ ...
يعز علي قلبه تألمها و حزنها واذا اصابها يصيبه اضعافه و الله يشهد....
دخلت هدي عليه و هو كما هو جالس بجانبها محتوي يديها بكفيه و عينيه لا تحيد عن وجهها الغافي...
لسه مافاقتش يابني 
حرك رأسه بلا دون اجابه..
وضعت هدي يدها علي كتفه و قالت بأشفاق علي كلآ منهما طب روح انت اوضتي و نام شويه و انا هافضل معاها
قال لها بصوت حزين لا روحي انتي ياما انا مش هاسيبها 
ياعلي 
قاطعها بلمعه حزن في عينيه 
مش هاسيبها يا اما
اومأت براسها و نظرت لتلك الهاربه بغفوتها عن كل مايدور حولها باشفاق من اجلها...
حسنا بالنسبة لها كالبلسم تحبها كأبنتها التي لم تنجبها ...و القلق في قلبها عليها كالقلق علي وحيدها الذي منذ ان وجدته يدخل بها وهي بين ذراعيه فاقدة لوعيها ..و وجه يعبر عن حالته..علي ابنها لاول مره تري الدموع بعينيه خوفا ...تري ارتعاشة يده و هو يضعها علي فراشه برفق كازجاجه يخشي كسرها ...
خرجت من الغرفه تاركه اياه معها كما اراد ...
عماد الحسيني ماټ ذلك الرجل الذي لم تراه يوما يبتسم لها ..الرجل الذي القي بها بمفردها في عالم غريب مع طفلها ...ماټ.
شعور بالرهبه ينتابها من فكرة المۏت و هناك شخص قد ظلمته بشده خشيت ان تكون يوما بموضعه ان تكون اذت شخص ما من غير قصد يتذكرها لها في مۏتها...و كاسيده بمثل قلبها اللين ..
رفعت رأسها لاعلي و قالت يارب سامحته ...يارب سامحته اغفرله ظلمه ليا انا و ابني و تجاوز عنه يارب....
طلع الصباح بنور جديد ربما محمل ببعض الالم و الحزن او حدوث بعض الامنيات المستحيله.. 
...فتحت عينيها ببطئ و دارت عينيها في الغرفه و توقفت عليه ...
استقام بجلسته و قد ارتاح قلبه لرؤيتها انها استيقظت اخيرا و قد بقي طوال الليل منتظر رؤية عيناها ..
مال عليها و هي لم تحيد عينيها عنه ثابته خاليه من التعبير و لكنها متألمه و لاول مرة يراها هكذا..
ابتلع ريقه و قال بخفوت حسنا 
وانتظر رد و لم تجيب عليه 
حاول مره اخري متسائلا بقلق 
حاسه بحاجه في حاجه وجعاكي
ايضا لم تجيب و لكن دمعه وحيده نزلت ببطئ بجانب عينيها
مسحها علي الفور وقد انشق قلبه لرؤيتها هكذا...
قال مره اخري برجاء
ردي عليا ما تعمليش فيا كده
لم تجيب و لكن استقامت ببطئ تنهض من علي فراشه ...
وقف قبالتها و حاول منعها برفق
رايحه فين انني لسه تعبانه ..
اكملت حركتها حتي وقفت امامه و توجهت اتجاه الباب.
منعها و وقف بجسده امامها و هتف برفض
مش هاتمشي هاتروحي فين
خرج صوتها خاويا غريبا 
عايزه اشوفه لآخر مره
ضم شفتيه بأسف عليها و بنظراته الرفض بذهابها...
هتفت حسنا بعيني متألمه
انت مش هاتمنعني ..زي ما منعتني اني احقق ليه اخر امنيه ليه انه يشوفك ..
اقترب منها ېلمس وجنتها و لكنها
تم نسخ الرابط