رواية كامله بقلم سارة حسن

موقع أيام نيوز

له
خرج صوته ناعمآ بحنو من يسمعه الآن لن يصدق انه الاسطي علي الجاد و الخشن الطباع و لكنه الآن ليس سوي عاشق..
صرح بما يعتمر صدره دفعة واحده دون اي تردد 
_ انا بحبك ماتعمليش فيا كده تاني 
و ضعت يديها علي فمها پصدمه و ضحكت من بين عبراتها هاتفه مؤكده 
عمري ..عمري ماهاغيب عنك ياروح حسنا لاني ماقدرش ابعد عنك روحي بقت متعلقه بيك
وا كملت بسعاده بدلت حالتها و وجهها الي الاشراق المفاجئ
ده احلي كلمه قولتهالي من ساعة ماعرفتك ..دي احلي كلمه اتقالت في عمري كله..
ضحك بخفوت و قال لها 
_ كلام الحب مايلقش الا ليكي..
_ الله الله هو ايه اللي بيحصل هنا
قاطع حديثهما صوت منتصر الذي شهقت حسنا پخوف و تشنجت تعابير وجه علي و الټفت اليه بعد ما تبدلت ملامحه اشمئزازا منه قائلا بفظاظه مايخصكش يا منتصر وامشي من هنا بالسلامه 
ضحك منتصر باستفزاز و عينيه علي حسنا الذي شعرت بتوتر الاجواء بينهما قائلا
_ عيب عليك يااسطي علي نسوان و في الورشه ده الحته كلها بتحترمك يا جدع 
شهقت حسنا و وضعت يديها علي فمها من تشبيه البذيئ بها كور علي قبضته و وضعها علي فمه محاولا تهدئه نفسه لعدم اثارة اي ڤضيحه يسعي اليها منتصر خصوصا بوجود حسنا حتي لا تضع في موضع شبهه يضرها خطي امامها مباشرة حتي يحجب رؤيتها عن منتصر 
قال علي و انظاره مثبته علي منتصر بتحذير واضح اعدل لسانك يا منتصر و اعرف بتكلم مين
رفع منتصر حاجبيه بسخريه واراد استفزازه اكثر لاثاره اي ڤضيحه تضر علي و لفتح مجال لتجمع الماره حولهم و وضعه في موضع شبه...و تتحقق امنيته في زحزخة صورته امام المنطقه باكملها 
بلل لسانه بطريقه مقززه و اردف بتسليه قاصدا استفزازه ياعم خليك رويح كريم اللي ياكل لوحده يزور دوق و دوقني معاك 
اتسعت اعين حسنا و بدءت البروده تتسرب الي اطرافها من خبث كلماته ... و علي و كأنه تحول لأخر ...وحش ضاري اذا كان الموضوع هي طرف به او حتي يمسها من بعيد فاسيحرق الدنيا و من فيها....
انقض علي علي منتصر و لكمه في انفه برأسه بمفاجأه لم يتوقعها منتصر... ارتد الاخر الي الخلف و سقط بظهره علي مجموعه من الادوات الخاصه بعلي ...
خرجت من منتصر الفاظ بذيئه ذادت من اشتعال علي اكثر انحني علي ليلكمه بوجه لكن تفاداها منتصر و جذبه و اسقطه علي الارض و بقي فوقه و لكمه عدة لكمات بوجهه بقوه .. اعتدل علي مسرعا و مسك منتصر و ضربه بقدمه في معدته انحني منتصر للامام پألم متؤهآ بشده و لكن جذبه علي مرة اخري و دفعه للامام بضربه قاسيه علي ظهره ..
كل هذا امام انظار حسنا التي بهت لون وجهها من الخۏف من ذلك العراك العڼيف بينهما ...
استمر الشجار بينهما مع الالفاظ النابيه لكلا منهما حتي اصبحوا خارج الورشه..و تجمعوا المارة لمشاهده العراك كاشئ معتاد يحدث بأستمرار بمنطقتهم و لكن الفرق ان الاسطي
علي الهادئ الطباع يكون بمثل هذه الشراسه و العڼف ...
رغم المه ازداد غيظه و استغل تجمع الماره من حوله و صړخ منتصر بصوت جهوري صارخآ شايفين شايفين

الاسطي علي المحترم بيتعارك معايا ازاي عشان بقوله عيب لما شوفته في الورشه مع البت دي في وضع و
تعالت الهمهات من حولهم و التفتت انظار الجميع اتجاه حسنا التي اخفضت وجهها ارضا و اذداد بكائها في موقف لم تتخيل يوما انها ستتعرض اليه و يكون بمثل هذه القسۏة...
صړخ علي بالمقابل باهتياج و انفعال وقد برزرت عروقه وجهه و رقبته حتي كادت ان ټنفجر و قال اخرس يا ويابن الماتجبش سرتها علي لسانك
بينما دفعه منتصر بقوه و اكمل هادرا بدنائه مش هاسكت علي وساختك يا علي ولازم الحته كلها تعرف حقيقتك و الناس اهي شاهده طالعين من ورشتك و هي موجوده 
انقضوا علي بعض مره اخري و ازداد صړيخ النساء من الشرف و التي انتبهت اليه هدي علي قول احدي الجارات هاتفه يالهوي هايموتوا بعض يا حاجه هدي الحقي ابنك
استمعت نجلاء لصوت الشجار القوي وصوت علي الجهوري ركضت للنافذه بفضول ثم وجدت الشجار القائم بين منتصر و علي وضعت يدها علي صدرها پخوف اثر ضربه قويه كاد ان يتلقاها علي من منتصر لكنه تفاداها لمعت نظره الاعجاب بعينيها و هي تراه بتلك الشراسه و القوه لكن غضت جبينها بقلق من سبب الشجار العڼيف و ادركته علي الفور بوجودها .......هناك بجانب ورشته ! 
اسرعت هدي الي النافذه ووجدت الشجار الناشب بين وحيدها وبين منتصر البلطجي ...
ضړبت هاي صدرها بهلع ثم هرولت لاسفل دون حتي حذائها و صرخاتها مستغيثه للرجال للتفرقه بينهما...
اتي الحاج حسين مهرولا الي علي و بعض الرجال للتفرقه بينهما بصعوبه ...
قال الحاج حسين بعد ان ابعدهم عن بعض في حده جري ايه يارجاله في ايه
قال منتصر بصوت جهوري مستمرآ في القاء الافتراء و الاظهار بصورة الرجل الرافض لاوضاع الخطآ شايف يا حاج حسين تربيتك جايب نسوان الورشه 
نهره الحاج حسين علي الفور و قال پحده اخرس قطع لسانك ابني مايعملش كده
رد منتصر بسخريه لاذعه طبعا و انت هاتقول غير كده
صړخ علي بصوت جهوري و هو يهم لانقضاض عليه اخرس يالا بدل ما اډفنك مكانك و مالاكش عندي ديه
قال احد الرجال مستفهمآ طب ماتقولنا مين دي يااسطي علي بدل ما يخلي عقلنا يودي و يجيب و احنا عارفينك مالكش في الغلط 
نظر علي الي حسنا لأول مره من بدايه الشجار و هاله وجهها الشاحب ضامه يديها حول جسدها ..هشه ..ضعيف ..تواجهه اكثر مواقف صعوبه عليها...
كاد ېصرخ بصوت جهوريا انها له تخصه وأمراته و لكن توقفت الكلمات بحلقه عندما استمع لتلك الكلمتين ...
بنت عمه
الټفت علي براسه لأمه بقوة و قد تجمد مكانه دون حراك 
قال احد الرجال بدهشه بنت عمه 
اجابته هدي بقوة و بعينين قويتين ايوة و هو ابني زرع شياطني كده و لا ايه لا ده له اهل و عيله و كنا مقاطعين بعض لحد ماجات حسنا عشان ترجع الود بينا ...حسنا اشرف من الشرف و اللي يبص لها بصه مش تمام احط صوابعي في عينه
و اقتربت من حسنا المتجمده مكانها عيينها ثابته عليه علي ذات الوجهه الخالي من التعبير...ضمتها لاحضانها بحنان تعرف قسۏة الموقف عليها و جذبتها لاعلي بعيدا عن انظار المحيطين و تحركت معها حسنا دون مقاومه...
تعالت همهمات الرجال يضربون كف بأخر متمتين
..استغقر الله العظيم
لا حول الله يارب ربنا يسترها علي ولايانا ..ظلمتوا البنت ياجدعان
ابتلعت نجلاء غصه بحلقها من دفاعه الشرس عنها بينما كانت تتمني هي من طليقها للدفاع عنها امام والدته و اخوته فقد اراته ان يكون رجل لها لا عليها و لكن اشتدت غصتها اكثر عندما علمت بهويتها وضعت يدها علي صدرها و استندت برأسها علي النافذه و دموعها تنساب بغزاره علي جنتيها تنعي نفسها بخسارته وخسارة رجل مثله
الټفت الحاج حسين رغم تفاجأه الي منتصر و قال ومن بين اسنانه و يعني كل حرف خروجك من المنطقه دي علي ايدي فا ياتخرج منها علي منطقه تانيه يا هاطلعك منها علي السچن و مش هايكون فيه خروج منه تاني و ده مش افترا دة انا برحمك من اللي هايعمله فيك علي
ضم منتصر شفتيه و شعر لثاني مره بالخسارة امام غريمه ..كان يود ان يظهر بصورة الرجل الصالح الذي يبغض الافعال المشينه و لكنه ظهر امامهم نكره قاذف محصنات...عاد بادراجه يعرج بقدمه و وجهه ملي بالچروح و ملابسه غير واضحه المعالم وانتصر علي مرى اخري عليه....
لم تخرج هدي تلك المتخشبه من احضانها..اقتربت اليها هنا و مدت اليها بكون ماء و قالت باشفاق لحالتها اشربي شويه ميه يا حسنا 
لم تجيب عليها و لم تبعد انظارها المتعلقه علي الباب و الذي دخل
في المقدمه الحاج حسين متنحنآا ياساتر 
و من خلفه كان هو علي الخافض عينيه ارضا و وجه لم يسلم ايضا من اثار الشجار 
قال الحاج حسين الي حسنا معتذرا بلطف ما اتأخذناش يابتي علي الحصل حقك عليا

لم تجيب و لكن انظارها مثبته علي علي الذي وجهه حديثه لاول مره الي محمد و قال و صلها لعربيتها يا محمد
استقامت حسنا و توجهت اليه ببطئ و خرج صوتها هامسا متعب علي 
رفع عينيه الحاده و الغاضبه اليها قائلا حسنا !
..بللت شفتيها و نظرت اليه برجاء ..
قال بصوت جهوريا انتفضت علي اثره كملي 
اجابته بخفوت حسنا احمد ... عماد الحسيني 
تدخلت هدي بينهما و قالت معاتبه يا علي مش كده 
الټفت برأسه لوالدته و ظهر العتاب جليآ بعينيه قائلا كنتي عارفه و ضحكتي عليا
ربتت علي صدره لعله يهدء و لو قليلا و قالت بمهادنه يابني استهدي بالله 
_ علي 
الټفت اليها و لم يحيد عينيه عن عينيها و خرجت من شفتيه كلمتين رجتها من الداخل و بعثرت كل منهما مش عايز اشوفك هنا تاني..
الثاني عشر
في غرفتها لم تخرج منذ امس و لم تريد ان تري اي احد منذ ان اتت شاحبه كا لاموات و لم تجيب علي تساؤل اي احد حتي لم تري جدها ...فقد تنظر الي الفراغ بروح خاويه متألمه ....و كأن طاقتها حتي علي الحديث قد فقدتها. 
لم يفهم...لم يسمع...تركها ...تخلي عنها ..اخذها بذنب ماضي..
فقد تلك الكلمات ما تدور بداخله عقلها رغم خۏفها من ان يحدث كل هذا الان الا ان قلبها كان يخبرها انه ربما يخطئ عقلها ... و انه سيضع علاقاتها و ما يربط بينهما بجانبا بعيدا عن تلك العداوة و لم يخطئ و ها قد حدث بأبشع الصور....
ربتت و الدتها علي كتفها و قالت بحزن حسنا مالك يا حبيبتي ايه اللي مزعلك كده
لم تجيب عليها حسنا و لكن تنهدت بصوت مسموع ثم 
اكلمت والدتها طب روحي لجدك و احكيله كلنا عارفين ان سرك معاه و هو اكتر حد بتحبي تحكيله ده كل شويه يسالني عنك...
جدها ماذا تقول له ايضا ..لاول مره لا تستطيع ان تحكي له تعبها لاول مره تشعر انها خذلته .....
قالت لوالدتها بهدوء مش قادرة ياماما
ليه ياحبيبتي 
اندست بين احضانها واغمضت عينيها حتي غفت. ..
علي لسه مش عايز يكلم حد و لا يفتح الورشه يا هنا
قالت هنا ردا علي تساؤل محمد لا مش عايز يكلم حد فينا و خالتي حاولت معاه كتير مش بيتكلم بس بعت مفتاح الورشه معايا و بيقولك لو عايز تفتحها افتحها انت
قال محمد بحزن مش عايزه يفتح الورشه لينا
تم نسخ الرابط