رواية سمر كاملة الفصول
ماقدرش اتخيل حياتي من غيرك
اتنين حضنك بالنسبالي وطن أبيع أبويا وأفضل طول عمري فيه
تلاتة عمري ماكنت ضعيف قدام حد قد مابرجع طفل بين اديكي
أربعة فكرة أنك هتكوني ملك غيري وهتمنع حتي من أني أبص لعنيكي كانت كفيلة بمۏتي
خمسة بقي وده الأهم همس بها وهو ينحي إلي شفتيها الذي تجذبه بمغناطيس قوي ورغم اختطاف أنفاسها إلا أنها قاوم الابتعاد رفع يده إلي رأسها يثبتها كي يعمق قبلاته كما يحب ونسمات الهواء الحارة ساهمت بأندلاع النيران فأصبحت فكرة الابتعاد غير واردة
وحينما استكانت بين ذراعيه وضع قبلة دافئة علي مقدمة رأسها وقال بهمس خشية من ارهاقها آخر حاجه نسيت اقولهالك بحبك
أخيرا عاد لبيته بعد هذا اليوم الشاق وبداخله تمني أن تكن اخلدت إلي النوم فقد وصل الإرهاق النفسي والجسدي منتهاهه ولا طاقة له بجدال آخر يكفي أبيه التي احتجزه ساعتين بغرفة مكتبة وانهال عليه بالاسئلة المكثفة عن طبيعة هذا الزواج
واخيه الذي اختفي مباشرة بعد مواجتهم الحتمية ووسام أغلقت هاتفها وكأنها تعلن عن بداية تمرد واخرهم سلمي التي لم يراها سوا مرتين عليه بابعادها عن أبيه حتي لاتقع أمامه وينكشف الأمر
لما تنهال عليه الكوارث من كل ناحية
بخطوات ثقيلة ومرهقة دلف إلي غرفة نومه ليجدها خاليا فتنهد براحة فقد بدا وكأن ايثار اتخذت الغرفة المجاورة كعقاپ لتقاربهم صباح اليوم لكن مالبث وأن خرجت من الحمام الملحق بالغرفة بغلاله سوداء قصيرة للغاية كانت بالأمس القريب تخجل من لمسها وبعض اللمسات التجميلية وضعت علي وجهها الشاحب ببساطة فجعلتها كلوحة صنعت للاڠراء
عدي واقف ليه
رفع رأسه إليها بتعب وقال بحذر والمفروض أني أعمل إيه
توردت وجنتيها خجلا وهذا خارج المتوقع فأين ذهب الصړاخ ثم قالت بهدوء حبيبي أنا عارفة أنك جاي تعبان عشان كده حضرتلك حمام دافي يريحك بعد يومك الطويل
وده بجد ولا من قلة النوم دماغي ضړبت
ابتسمت بهدوء وهي تقترب منه بتمهل وقفت أمامه وتحركت يداها بنعومة علي كتفه أمسكت ياقه سترته ودارت حوله تساعده بخلعها وبعدها عادت أمامه مجددا ووضعت يدها علي رابطة عنقه بتردد فابتعد عدي خطوة للخلف وأبعد يدها بهدوء وصدي صوت على يدوي بصوته ايثار لو هتهاجم ياعدي فأنت هتكون أول واحد والدافع موجود باعدها عن ولادها
عارف
قالها بايجاز وتحرك إلي الحمام هو بأشد الحاجة إليه خلع ملابسه بتعب وتمدد بالمغطس مغمض العينان مستمتع برائحة اللافاندر التي تنبعث منه ايثار قدمت له خدمة لن ينساها ولذكرها وجد يدها تتحرك بهدوء علي كتفيه ففتح عينه ببطء ليدها جالسة علي طرف المغطس ومازلت هذا البسمة العذبة مرتسمه علي ثغرها فأحط خصرها يقربها منه بدعوة صريحة وللدهشة استجابت
....................................
بعدما فشل مع عدي ذهب حيث سلمي استغرق الطريق أربع ساعات وبالنهاية لم يجدها حيا عمتهم واستأذن بأخذ الصغار معه وطبيعة حسن الثرثارة أفادته كثيرا بطريقة لينه وأسلوب ماكر سأله لما غادرتم والإجابة زادته حيرة ماما قالت ان إحنا مش هينفع نعيش مع خالتو وسام تاني
وباقي الإجابات اشعرته بالندم الشديد لأن إجابات حسن المختصره جدا جدا إصابته بالإحباط فاثر الصمت حتي يصل بهم لوالدتهم
وحينما وصل أخيرا قابلته وسام بوجهه مكفر حتي أنها أخذت الأطفال ولم تلق عليه السلام
وعاد خاءب الرجا صعد غرفته منهك القوه سبع ساعات قضاهم بالطريق سيظل عاجز حتي يتدارك حقيقية الأمور لا يعلم لما توقفت قدماه أمام غرفة سميه نظر للباب ذو الدفتين مليا وكأنها يحل شفترته ثم تقدم ببسمه ماكره ارتسمت علي ثغرة فدراسته لمجال الكيمياء التي لم يعمل به تبتاتا علمته بأن بعد التفاعلات الكميائية التي تستغرق وقتا طويلا قد يصيبك بالملل أضف عليها عامل حفاز
ولج لغرفتها الخاصة فوجدها جالسة أمام شاشة الحاسوب تشاهد آخر ندوات الجمعية الخيرية المشتركة بها
تحمحم بخفوت فرفعت رأسها إليه مندهشه من وجوده بهذا الوقت في غرفتها أو لارتدائه الحلة الرسمية حتي الآن فقد ظنت أنه اعتكف بغرفة مكتبة طيلة النهار خلعت عيوانها وقالت بتساءل فارس غريبة أنك في اوضتي
رفع كتفيه بنحاذاه رأسه وتقدم حتي جلس جوارها علي الفراش رفع كفه يربت علي كتفها بحنان ثم قال بفرحة مصطنعة سمية مش كان نفسك حمزه يتجوز
تنهدت سميه بقله حيلة وقالت بضيق كان نفسي بس رنا طفشت البت هاجرت من البلد وحالفة ما
هي راجعة وقلبي حاسس أن ابنك ورا الموضوع
لا لا لا رنا ديه ماتنفعش ابنك قرر يتجوز واحدة تانية خالص
بجد
قالتها بفرحة شديدة ثم تابعت بعد ثوان بحذر وياتري بنت مين
كتم فارس ضحكته بشق الأنفس فقد أحرز الهدف بمهارة حرك رأسه بتلقائية ثم قال بلامبالاة بنت سيد الساعي
نعم
والصړخة التي انطلقت من الاعمقاق اصابته بالانتشاء فقد أختار عامل حفاز قوي وسريع وسمية لن تهدأ حتي توقف هذا الزواج ووقتها فقط ستنحل العقدة
يتبع .....
15
رن الهاتف للمرة العاشرة علي التوالي كان عازما علي تجاهله لكنه مصر علي المضي قدما بمحاولة ايقاظ الساكنة بين ذراعيه زفر بحنق وهي يبعدها بهدوء حذر سحب ذراعيه ببطء شديد من أسفل ظهرها ومال رأسها قليلا ليضعها علي الوسادة قام من جانبها بملل واتجه إلي المنضدة تناول هاتفه فرأي اسم سمية يلمع في ظلام الغرفة أتته حاله من الاندهاش المؤقت من متي وهي تتصل به بل وبهذا الوقت المتأخر الساعة تجاوزت الرابعة صباحا ألقي نظره علي تمارا فوجدها تململت بانزعاج وتتمتم ببعض الكلمات المقتضبة فتحرك إلي الخارج بهاتفه اللحوح
ما أن خرج حتي اجابها بهمس أيوه ياماما في إيه
وصوت صړاخها أوقف اذناه عن العمل لكنه التقت فقط بعض الكلمات الحانقة وبوضع تفسيرات أدرك بان أبيه أخبرها بأمر الزواج من إبنه الساعي بكل الأحوال كانت ستعرف أستمع إلي تهديداتها بنفاذ صبر وملل فقد استغرقت سبع دقائق ويبدوا بأنها لن تنتهي لذا اوقفها بتساءل من الآخر كده ناوية تعملي فيها زي ايثار ولا هتكون عرض جديد وحصري أنا بسأل بس
والمصمت المفعم بحرارة البراكين التي اڼفجرت بداخلها إصابته بالانتشاء ولا يوجد أفضل من طرق الحديد وهو ساخن كما يقولون فتابع بسخرية أوعي تكوني اتفاجأتي
وسرعة أنفاسها المضطربة جعلته يضحك بقوة فقد ظن بأنها تناطح الجبال ببرودهم لكنها فاجأته هي الاخره وكأنها بسباق فأردف بجد مش قادر أصدق سمية اللي كانت بتجيب الرجالة عيني عينك كده بيت جوزها بعد ما ابنها الكبير ينام خاڤت بالشكل ده
لم يمهلها فرصة الدفاع بل أغلق بوجهها وعاد حيث تمارا التي استيقظت بحثا عنه حينما ولج غرفتها هاجته للدرجادي التليفون مهم عشان تتسحب بالمنظر ده كان سهل تتكلم عادي عادي يعني اتعودت
اومأ برأسه إيجابا وهو يجاورها علي الفراش أحاط خصرها وعاد بها لموضعهما تستكن ذراعيه مسد شعرها بهدوء وأردف بجمود للأسف مهم أوي ياتمارا
بعد أن غادر أبيه وعدي هذه الفترة نادر وجوده بالمنزل ذهب إليها لم يتوقع أن يجدها بهذا البؤس هل لهذا الدرجة تخشي مواجهة عدي وايثار أم تخشاه هو
لقد بدأت وكأنها تخطت المئة من عامين والهالات السوداء اظهرت تجاعيد اخفتها مساحيق التجميل ببراعة نظر إليها بجمود وأردف ببرود مش معقول متوترة وقلقانه حقيقي مش قادر أصدق عنيا
واتاه تساؤل صاعق لم يتوقعه بهذه اللحظة تحديدا فقد تخيل مواجهة أنت عرفت موضوع ايثار إزاي
التوي ثغرة بتهكم هي اهتمت فقط بايثار ولم تهتم بما كمن بداخله من آثار نفسية ممېته وما وصل إليه تمارا صدقت حينما واجهته بمرضه والفضل كله لأمه التي زرعت بداخله حب الشهوة والسعي ورائها ولا عجب فيما تعلمه فهو رأها بعيناه طفل صغير سيحتفل بعامه الخامس بعد يومين يري أمه بين زراعين رجلا كان دائما يتساءل لما يأتون لمنزلنا بهذا الوقت والإجابة واحده وثابته دول بيجوا يذكرولي عشان أعرف اذاكرلك ياحبيب مامي
ولسذاجه عقله صدقها لأعوام حتي انه كان يستقبلهم بسعة صدر وحينما ود أن يقل لأخيه عن أساتذة أمه منعته بقوة ومن هنا فقط أخذت تبخ السمۏم باذنه بل كانت تجلسه أمام شاشة التلفاز ساعات لمشاهدة أفلام حقېرة مثلها واقنعته إقناع تام بأن جميع النساء بعالمهم مثلها
وعند اتمامه الخامسة عشر قدمت له عرض رائع كاحتفالا بعيد ميلاده
أنثى بعمر الثلاثون جاهزة لتكن أول تجاربه لكن بدلا عنها لجأ لتمارا فقد رأي بعيناها معانا كثيرة وكانت بالفعل تجربة ما أروع
وهي الآن تهتم بايثار إذا سيجيبها الصراحة يامدام سميه تمارا مراتي سمعتك وأنت بتكلمي ايثار أصل صوتك كان عالي حبتين
اكفر وجهها ڠضبا وهي تقل بنبرة غل حاقده يااه تمارا ومراتك حلو ديه وجديدة
مش قلتلك كل ماهو جديد وحصري
تقدم منها بخطوات واثقة وأردف ببرود تفتكري عدي رد فعله هيكون إيه ولا فارس باشا لما يعرف اصلك يابنت الحسب والنسب
والصڤعة التي رن صداها بارجاء الغرفة التي تحتويهم منعته من الإستمرار وبدلا عنها ارتسم علي ثغرة إبتسامة ساخرة وازدادت ابتسامته اتساعا حينما اردفت سميه بصړاخ أخرس ياحيوان اخرس ياخسارة تربيتي فيك
تربيتي
كررها ورائها بدهشة ثم اومأ برأسه إيجابا وقد تذكر شيئا للتو تر إيه تربيتك أيوه أيوه افتكرت معلش بقي ياحاجه الدنيا تلاهي فاكرها أنا فاكر التربية النضيفه بتاعتك
ولم يكن هناك المزيد فقد اكتفا الاثنان لكن الخيط الوحيد التي يمكن تتعلق به جاهد في قطعة فالقي قنبلته الأخيرة قبل أن يرحل بالمناسبة أبويا مش عبيط بالمعني أنت مالكيش جنيه عنده يعني المولد اللي هتخرجي منه من الآخر كده مافهوش حمص
لقد وصل الانهاك الجسدي إلي أقصي درجاته حتي أنها لم تقدر علي النهوض فقط فتحت عيناها ونظرت إلي سقف الغرفة بشرود الأغلب سيظن بأن عقلها رحل عنها لو قالت أنها رأت مستقبلها فهو يتمثل بالرقعة التي سببها الزلزال وظلت تتسع حتي كونت هيئة قبيحة والرقعة بداخلها اتسعت