رواية سمر كاملة الفصول
برضه هتقولي اصبر لسبع سنين قدام
حاول على مقاطعته لكنه تابع بحذر _ ماتقولش مصحة تاني عشان هقولك للمرة المليون لأ لأ لأ ومش هبعدها عني ولا عن ولادي مش عايز اجننها هناك وهي لوحدها
_ تجننها أعتقد أنك متعلم
قالها على بضجر .. فقال عدي بضيق _ ايثار ماينفعش تبعد عني ماقدرش أعيش من غيرها لما ولادي يسألوني اقولهم إيه ماما في مصحة هبقي مړعوپ وهي بعيد أخاف تعمل حاجه في نفسها بسبب فكرها أني هرميها من حياتي وإني اوديها فده أول إثبات باني زهقت منها وخلاص مش قادر
نظر له على مليا قبل أن يلقي بأخر الخيوط بيده لم يرد هذا لكن عدي لا يعطيه مخرج لذلك قال بهدوء _ ومافكرتش سبب خۏفها من والدتك أو انها تفضل معاها في مكان واحد أو أن ليه ايثار مش بتقرب منك غير في حاله ان سميه مش في البيت أو مين اللي بتفضل تقولها ابعدي عني في أحلامها
في تمام الثامنة ولج حمزه مقر الشركة ليجد الجميع بحالة هرج وكلا منهم بمكتب الآخر من المؤكد ان أبيه وعدي لم يأتوا حتي الآن احكم سترته وتحرك بجدية اندهش لها الجميع لثوان وبعدها عادوا علي ماهو عليه يبدو انه غير مرئي للجميع أو الجدية لا تليق به
زفر بضيق وهي يدلف لمكتبه ليجد عبير مضطجعة بمياعة علي الاريكة بتنوره سوداء قصيرة وقميص أبيض ذات نسيج شفاف يظهر مفاتنها بسخاء تمتم بنفسه مستغفرا وتابع بوقاحة _ الجيبه ديه لو تترفع شوية كمان هتبقي أحلي بكتير وياسلام لو روج أحمر كده وتبقي شبه علم مصر بس تعرفي حلوه درجة الروج كشمير صح
هز رأسه نافيا وهو يلف يده حول خصرها المنحوت وقال _ لا أنا ليا في كله
_ حمزه حمزه
صوت ماهي الملهوف جعله يبتعد عنها بنفاذ صبر فقد نال الكشمير إعجابه .. اعدلت عبير قميصها والتي أفسده عبث حمزه بيدها ازالت آثار أحمر الشفاه المبعثر حول شفتيه . أخذت نفسا مطولا زفرته ببطء وهي تتحرك للخارج قبل أن تلدلف ماهي وتصبح کاړثة
حيت ماهي بصمت وغادرت لكن الأخيرة لم تهتم القادم أفضل أمسكت يده ملتهفه وقالت سريعا
رفع حمزه كتفيه بمحاذاة رأسه وقال بهدوء _ اه عايزها طبعا بس عادي لو استنيت
_ بس الفرصة مش بتيجي كتير
_ بمعني
ابتسمت ماهي بخبث وهي تقول _ بمعني أن أمها في المستشفي وعملية تمنها 100 الف جنيه والشاطر اللي يستغل فرصته
يتبع.
8
بمشفي القصر العيني ...
جلست وسام وسلمي أمام الطبيب المشرف علي حالة والدتهما ..
حاول كلاهما سبر اغواره لكن عقدة حاجبيه أنهت علي آخر الآمال لديهما
ابتلعت وسام ريقا كالعلقم حينما وضع الطبيب الملف جانبا وتطلع إليهم بشفقة فوضعهم المادي ظاهر للعيان لكن أولا وأخرا يلزم مواجهتم بالحقيقة
تطلعلت الشقيقتان كلا منهما للأخرى پصدمة على الرغم من أنهم لم يفهموا إلا القليل من حديث الطبيب لكن علموا على الفور أن حياة والدتهم وأمانهم وملجأهم الوحيد مهدد بالفقدان للابد وليس بنوبه اعتادوا عليها ويعود الاستقرار مره اخري لقلوبهم
وضعت سلمي رأسها بين راحه يدها باكية أما وسام فكانت جامدة بعض الشيء فما تعلمته من هذه الحياة كفيل بجعلها صامدة نظرت إلي الطبيب بأمل وهي تردف بارتباك ملحوظ طب ما نعمل العملية
أعدل الطبيب من وضع نظارته الطبيبة وهو يحمحم وقال بعملية بصي يا بنتي هنا مفيش الإمكانيات الازمة لعملية زي ديه ده قلب مفتوح مش هزار الأحسن أن العملية تتعمل في مستشفى خاصة هنا وأنا آسف في كلامي أكنك بترمي والدتك
ابتعلب وسام ريقها بمرارة وهي تسأله بتوجس طب والعملية تتكلف كام
وقد انقصم ظهر البعير
يعني في حدود 100 ألف
................................
بتمام العاشرة
استيقظ عدي بعدما شعر بثقل كبير وضع علي صدره تثاءب بارهاق وهو يفتح عيناه بتعب ليجد ايثار مستنده بمرفقها علي صدره عيناها مغطاة بالدموع التي اختف بريق العسل منهما وجهها شاحب وشفتيها ترتعش وكأنها بكت لأعوام والهالات السواد اظهرت آن ليلتها كانت هواجس ستعمل علي اتساع الرقعة بينهما
اعتدل بجلسته بهدوء حذر محاولة للحفاظ علي وضعها بين ذراعيه وتساءل بتوتر ايثار مالك
عاجلت استفساره بأخر الدكتور قالك أني لازم أروح مصحة صح
والملف الموضع بجواره جعله يلعن ويسب بداخله كيف تلاها عنه هي بالتأكيد أدركت ما آلت إليه والفضل لدراستها لعلم النفس أربع سنوات حاول إخراج مبرر واحد فقط لكن الكلمات توقفت بحلقة ولسانه عجز أمام عيناها المنكسره
أنا موافقة
الانكسار القهر الۏجع الحزن
تمثلوا جميعا بكلمتان قالتهم بشفاه مرتعشة بابهامه رفع رأسها الناكس بخذي ولا يوجد أفضل من عناق يسحقها به حتي تشعر بها يجش بصدره بهذه اللحظة تحديدا
احتوي جسدها الشاحت مؤخرا لبضع دقائق ولو أمكن لبقي ما تبقي من عمره هكذا
ربت علي شعرها الكستاني بحنو وأردف بحزن عميق ديما بنتقولي أني هبعد عنك بس ماقولتيش ولامرة أنك هتبعدي
مالت بوجهها علي كتفه تستند عنه وأردفت بشرود أنا بعمل كده عشانك انت تعبت كتير أوي معايا وأنا لازم أتعب عشانك أنا بحبك ياعدي بس مش عارفة اتخطي الماضي
أغمض عيناه بۏجع وهمس هنتخطي كل حاجه سوا بس ثقي أني عمري ما هسيبك
.....................................
لماذا ټعذب نفسك بلا مبرر والحياة لن تتأخر عن القيام بهذه المهمة أفضل منك حين توجد الأسباب الحقيقية للتعاسة والعڈاب
بعد يوم مرهق عادت بيتها أثار الدموع ظاهرة بوضوح أضحت سلعة رخيصة والفضل كله لفقر تملكها .. دلفت منزلها بهدوء لتجد الظلام يعم تنفست براحة لا تريد مواجهة سلمي أثار الدموع في عيناها ستجعل الشك يقين
تسللت إلي غرفتها بخفوت .. دلفت بخطوات ثقيلة
أشعلت أضائة الغرفة الخاڤتة وألقت بثقل جسدها علي الفراش المتهالك تنظر إلي سقف الغرفة بتشتت متذكره العرض المبتذل
عرض بيع وشراء
أغمضت عيناها بقوة تمنع صوته الخبيث وهو يتسلل إلي خبايا عقلها انت خاېفة من إيه انت وحده متجوزة يعني مش هيأثر
ايظنها وضيعة مقابل المال سترضخ
ايظن جسدها مباح للمعتوهين
لقد ذهبت لآثاره عطفه ومع وعد قاطع للعمل لسنوات قادمة دون مقابل لكنها تفاجأت بوجه لم تراه يوما
اغمضت عيناها بيأس تترك العنان لمخيلتها التي تعيد ماحدث بأدق التفاصيل وكأن العالم أجمع اتفق علي تعذيبها
والمقابل ياوسام
صوته الأجش أخبرها بأن كلماته تقصد أشياء مخالفة تماما لطلبة المهذب .. فالتفتت له
لا تنكر خۏفها مرتسم بوضوح علي خلايا وجهها لكنها تماسكت بقناع مزيف وهي تردف بهدوء انت ليه بتتكلم بالأسلوب ده مش فهماك وأنا قلت لحضرتك أني هشتغل لحد ما اسددهم
اومأ برأسه إيجابا وهي يعتدل في جلسته .. وضع يده في جيب سترته وتقدم منها بهدوء ماكر يشبه هدوء الصياد
متجوزة وبكده اتخطينا حاجز كبير
كلام غريب ليس له موقع في موقف مثل هذا لكنه كان بداية حوار يظنه مربح لكلا الطرفين
صمت لبرهة
وتابع بهمس ثقيل بصي أنا راجل مش بيحب اللف والدوران من الأخر كده أنا عايزك والمبلغ اللي انت عايزاه ولو كنتي خاېفة فأحب اطمنك انت متجوزة يعني مفيش دليل ولو الوضع عجبك نكمل مع بعض هاه إيه رأيك
عند هذه النقطة تحديدا . انهالت صڤعة