امراءة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
مع هنا وضغط على زر الطابق الثالث وبعد عدة ثواني توقف المصعد أمام الطابق المطلوب فخرجت وسبقتها الصغيرة ركضا تجاه مكتب والدها .. لكن توقفت عندما تلقتها السكرتيرة الخاصة بأبيها ورحبت بها ببشاشة وفرحة .. فاقتربت جلنار منهم وتطلعت بليلى في بسمة صافية ثم سألتها
_ عدنان جوا يا ليلى
_جوا بس معاه آنسة مروة بيخلصوا شغل
اختفت البسمة من فوق ثغرها فورا وتقوست معالم وجهها تماما كما توقعت ليستخوذ عليها الصمت لبرهة وهي تستعيد المواقف في عقلها بالبداية محادثتها معها في الهاتف ومن ثم رفقتها له بحفل زفاف حاتم والآن معه بغرفة واحدة !! .. فسألت بحزم
ليلى ببساطة وصدق
_مروة
كانت شغالة في الفرع التاني ياجلنار هانم بس عدنان بيه طلب ونقلها للفرع الرئيسي هنا عشان تكون معاه
رفعت حاجبها بسخرية وأعين كلها غيرة وڼارية وهي تكرر جملتها
_ عشان تكون معاه
أدركت ليلى خطأها الفادح فردت بسرعة تعدل جملتها السخيفة في محاولة لإنقاذ الموقف
فركت جلنار يديها ببعضهم في غيظ ونيران ملتهبة في صدره ثم اردفت بصوت محتقن وبمضض
_ امممم قولتيلي إنها جوا مش كدا !
لم تجيب ليلى وفقط تابعت تعبيرات وجهها المريبة وانتظرت الفعل الذي لن يفاجأها كثيرا حيث بالفعل وجدتها تندفع تجاه باب غرفته وتفتحه دون أي استآذن وخلفها الصغيرة هنا التي بدت وكأنها تساند أمها ! .
للحظة لعنت نفسها أنها تصرفت بتهور دون تفكير وفعلت ذلك لكنها فقدت عقلها في ثانية ولم تدرك ما تفعله .. فقط وجدت قدامها وعقلها يحثناها على الاندفاع واقټحام الغرفة عليهم .. ليست عدم ثقة بقدر ما هي غيرة حاړقة وملتهبة .
استقامت مروة واقفة ووجهت حديثها لعدنان متمتمة
_ طيب أنا همشي ياعدنان بيه
أجابها دون أن يعطيها كامل اهتمام أو حتى بنظر لها
لملمت أوراقها واستدارت لتقابل جلنار وترسل لها ابتسامة خاڤتة قبل أن تبتعد نحو الباب وتغادر الغرفة وسط نظرات جلنار الڼارية لها وهي تتابعها خطوة بخطوة حتى رحلت ولم تزيح بنظرها عن الباب حتى بعد مغادرته لدرجة أنها لم تسمع همسته وهو يسأله
_ أنتي كويسة ياجلنار
انتبهت والتفتت برأسها له بعد همسته الثانية التي كانت عالية
_ جلنار !!!
_ أنا كويسة الحمدلله .. هنا بس صممت تجيلك لما عدينا من قدام الشركة واحنا راجعين من الحضانة
ترك ابنته وانزلها من فوق قدميه ليتقدم من جلنار ويهتف في صلابة وحدة بسيطة
_ جلنار إنتي لازم ترتاحي .. شوفتي الدكتور قال إيه امبارح .. ملوش لزمة خروجك ودخولك على الفاضي والمليان الفترة دي .. ارتاحي في البيت
ردت باقتضاب فمازالت مغتاظة من رؤيتها لتلك الفتاة معه بمكتبه ويأكلها لسانها لتسأله وتواجهها بغيرتها لكنها لا تجرؤ
_ أنا عارفة كويس وأكيد مش هعمل حاجة تأذيني وټأذي ابني متقلقيش واطمن
_ أنا مش قلقان من حاجة غير من عنادك ده
تأففت بنفاذ صبر وغيرت مجرى الحديث فورا بعد تذكرها لتسأله باهتمام وضيق
_ بابا حكالي على اللي حصل لأسمهان هانم .. إيه الوضع دلوقتي مفيش أي جديد
ظهر العبوس والخنق على ملامحه فور ذكرها لأمه وهز رأسه بالنفي متمتما
_ لا .. ادينا بنحاول نوصل لأي حاجة قبل معاد الجلسة
كانت ستمد يدها لتمسك بكفه وتحتضنه في محاولة للتخفيف عنه لكنها تراجعت على اللحظة الأخيرة واكتفت بعبارتها النابعة من صميمها ونظرتها المسبقة والحزينة عليه
_ إن شاء الله هتطلع منها متقلقش
توجه وجلس على الأريكة ثم أردف بصوت مبحوح وعاجز
_ أحيانا بقول دي نتيجة افعالها واللي عملته وكان لازم تدفع التمن وأهو التمن .. بس برجع وبقول هتفضل أمي مهما عملت ومهما حصل ومش قادر اسيبها ولا أتقبل إنها ټتسجن واحنا موجودين
اقتربت وجلست بجواره ثم همست برزانة وحكمة في خفوت
_ زي ما أنا واثقة إنك هتقدر تطلعها منها .. صدقني ياعدنان كمان وأثقة إنها اتعلمت الدرس وندمت على افعالها
طالعها مطولا بيأس وعدم حيلة ثم تمتم كالغريق الذي تعلق بطوق أمل
_ تفتكري !!!
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة دافئة .. بينما هو فظل يتأملها بشوق وحسرة وغرام حتى لمعت عيناه بالدموع وقال في بحة رجولية مميزة ينوي اخبارها باحتياجه لها
متابعة القراءة