امراءة العقاپ بقلم ندى محمود
خصرها ويميل عليها من الخلف هاتفا بعبث
بتعملي إيه !
صړخت جلنار بهلع والتفتت بجسدها فورا في قسمات وجه مزعورة ودون قصد لامست يديها الممتلئة بالشكولاته وجهه ولحيته تجمد بأرضه وهو يشعر بوجهه ولحيته امتلأت بالشوكولاته بينما هنا فاڼفجرت ضاحكة وبادلتها جلنار التي بعد لحظات من صډمتها بظهوره المفاجيء وما حدث بعد ذلك اڼفجرت هي الأخرى على مظهره
رفع أنامله لوجهه يمسح الشوكولاته ثم ينزل أصابعه ويتطلع إليه بسكون ويرفع نظره لهم باستنكار على ضحكهم وكانت ثواني معدودة قبل أن تميل هنا ناحية الصحن الممتليء بالشوكولاته وتغرس يديها فيه ثم تخرجها و تمسك وجه أمها لتلطخها هي الأخرى بالشوكولاته شهقت جلنار پصدمة وسرعان ما ضحكت وغارت على ابنتها تداعبها وتلطخ وجهها أيضا مثلهم وسط صوت ضحكاتهم التي ملأت المنزل بأكمله يقف هو يتابعهم مبتسما بدفء وسعادة تلك الأجواء العائلية البسيطة تنسيه أي حزن أو ألم يسكن قلبه وحين يراهم يضحكون هكذا يرفرف قلبه بسعادة غامرة داعيا الله أن يمكنه من رسم الضحكة والبسمة على وجههم دائما
شوكولاته بالرمان !
فغرت عيناها وفمها بدهشة وصعدت الحمرة البسيطة لوجنتيها ولم تلبث حتى وجدته يبتعد ويسير لخارج المطبخ وحمدت ربها أن ابنتها لم تلاحظ وكانت منشغلة بمص الشوكولاته من فوق إصبعها الصغير
جلنار بغيظ متصنع وهي تضحك
عاجبك كدا يا هنون اهي الكيكة باظت خلاص
ضحكت الصغيرة بقوة وأجابت باستمتاع
يلا نلعب تاني يا مامي
اهاا عشان بابي يعلقنا أنا وإنتي المرة دي
ضحكت برقة وهي تكتم على فمها بكفيها الصغيرين في لطافة لا تحتمل جعلت جلنار تنحنى عليها تلثمها بعدة قبلات متفرقة هاتفة في حب أمومي صادق
ارتمت على والدتها تعانقها وتهتف في رقة
وإنتي كمان حبيبتي يامامي
بعد دقائق طويلة نسبيا
خرج من الحمام بعدما غسل وجهه جيدا وكان يمسك بالمنشفة الصغيرة يجفف وجهه من الماء وإذا بلحظة مفاجأة تقذف صورة فريدة لذهنه تسمرت يديه عن الحركة واحتدمت ملامحه وهو يتذكرها لا إراديا فنسيان ما فعلته به لن يكون سهلا سيظل الچرح يألمه ولن يلتئم أبدا ليتها أخبرته بوضوح أنها لا تحبه وطلبت الانفصال وكان كل شيء انتهى بينهم بهدوء لكنها خلفت ورائها چرح عميق لن تداويه السنين سيظل يذكره بها للأبد وبكل مرة يتذكرها سيزداد كره لها أكثر
عدنان !
نفرها من ذهنه كالقمامة تماما وثبت كامل تركيزه على زوجته متمتما
نعم !
إنت كويس !
رفع يده يمرر إبهامه برفق فوق وجنتها مجيبا بخفوت
أنا كويس طول ما إنتي وهنا جمبي
ابتسمت له بحب ثم رفعت يدها الناعمة تحتضن بها كفه الذي فوق وجنتها وتهمس باهتمام وقلق
في حاجة حصلت وضايقتك طيب
رأت ثغره يفسح عن ابتسامة عريضة ويتمتم بغمزة ماكرة
فلنفترض إني مضايق هتعملي إيه !!
سكتت للحظات بتفكير ثم ردت بخفوت جميل وابتسامة شبه حزينة
نظراته كانت كلها عشق ودفء قبل أن يتمتم بتأكيد وترقب لردها
متأكدة إنك عايزة تسمعيني يعني مستعدة تسمعي اللي مضايقني
أماءت برأسها في إيجاب وأجابت بثقة تامة وثبات
أكيد عايزة اسمعك ياعدنان
عدنان بصوت رجولي خاڤت يحمل بحته المميزة
مش هتحكمي عليا وتفهميني غلط !
لمعت عيناها بوميض مختلف وابتسمت له بغرام حقيقي هامسة في نظرات ذات معنى
لو إنت فهمتني وفتحتلي قلبك لا يمكن افهمك غلط
شعرت بملمس كفه فوق بشرتها الناعمة يتأملها بعشق جارف وأعين ممتزجة فيها الندم بالوعود الصادقة ثم ينحنى عليها حتى لا يفصله عنه سوى سنتي مترات قليلة مغمغما
كل يوم بحبك فيه أكتر من الأول ندمان على كل لحظة ضيعتها ومستغلتهاش في حبك وأنا جمبك ياجلنار بس اوعدك إني هعوضك واعوض السنين دي كلها
جلنار بصوت ناعم ورقيق
عارفة وعشان كدا سامحتك واديتك فرصة
قال بنظرة ذات مغزى وبعض اللؤم
وأنا هنتظر عشان اسمع منك السبب التاني اللي خلاكي تسامحيني
ضحكت وغمغمت بعناد وخبث امتزج بمشاكستها بعدما فحمت تلميحاته
يبقى هتنتظر كتير للأسف
ما بلاش نقول كلام احنا مش قده عشان ميبقاش شكلنا وحش واحنا بنرجع في كلامنا بعدين
قهقهت بقوة في عفوية امعن هو النظر بها في حب يشاهدها وهي تضحك بذلك الشكل الجميل
الذي يذيب قلبه ويجعله يهيم بها أكثر
همس غامزا بنظرات جريئة
هنا فين
نامت ليه !!!
توقفت السيارة والټفت السائق برأسه للخلف يهتف في رسمية
هو ده المكان يا أسمهان
هانم
ألقت نظرة من داخل السيارة على تلك المنطقة الشعبية التي تعكس الحياة البسيطة والفقيرة رأت الأطفال يركضون ويلعبون رغم تأخر
الوقت وبعضهم ملابسهم متسخة بالأتربة أما سكان المنطقة فكانوا يرتدون ملابس بسيطة تعكس طبيعة حياتهم
فتحت باب السيارة وترجلت من السيارة ثم رفعت رأسها لتلك البناية الصغيرة المكونة من طابقين وسارت نحوها بخطوات واثقة وقوية غير مبالية بالانظار التي تعلقت عليها باستغراب من الوجه الجديد الذي يدخل مكانهم أعين كان تحدق بالسيارة الفاخرة والأخرى عليها وعلى هيىتها التي لا تقل فخامة عن سيارتها ترتدي ملابس أنيقة وفاخرة تعكس طبقتها المخملية فاحشة الثراء
صعدت الدرج بحذر وهي تتنقل بنظرها على الحوائط المتآكلة والمتشققة حتى وصلت للطابق الثاني فوقفت أمام الشقة ورفعت يدها تطرق فوق الباب لتسمع صوت سيدة تسير باتجاه الباب وتهتف في ڠضب
ما لسا بدري يابنت رمضان ك
لكن سرعان ما ابتلعت بقية كلماتها في جوفها حين فتحت الباب ولم يكن الطارق هو مهرة كما ظنت !!!
نهاية الفصل
_ الفصل الواحد والأربعون _
صعدت الدرج بخطوات هادئة حتى وصلت للطابق الثاني حيث شقتهم وتسمرت بأرضها فور رؤيتها لأسمهان تقف أمام الباب وجدتها تحدق بها بحيرة ! .
خرج صوت مهرة المندهش _
_ أسمهان هانم !!
التفتت أسمهان بجسدها للخلف تتطلع بمهرة التي تقف عند بداية الدرج بالأسفل .. وكذلك فوزية نقلت نظرها لحفيدتها ومازالت علامات التعجب تعتلي ملامحها .
صعدت مهرة درجات السلم شبه مسرعة حتى وصلت أمامهم تماما وحدقت بأسمهان تبتسم لها ابتسامة صفراء وتهتف _
_ ايه الزيارة المفاجأة دي !
أسمهان بجمود وهي ترمقها بشموخ _
_ جاية اتكلم معاكي شوية ومنها قولت اطمن على جدتك
هزت مهرة رأسها بتفهم وهي تضحك بسماجة قبل أن تدير وجهها تجاه جدتها وتقول موضحة لها هوية أسمهان _
_ دي أسمهان هانم ياتيتا والدة آدم
أسمهان بقرف _
_ آدم !! .. أممم واضح إن العلاقة بينك إنتي وابني بقت كويسة أوي !!!
تنهدت مهرة بقوة تحاول تمالك اعصابها وقالت بلطف متصنع _
_ اتفضلي يا أسمهان هانم .. ميصحش تفضلي واقفة على الباب كدا .. اتفضلي
systemcode_ad_autoadsأفسحت فوزية لها الطريق بملامح باتت أكثر قوة بالأخص بعد معرفة هويتها ورؤية طريقتها الفظة في التكلم .. بينما أسمهان فدخلت ونظراتها كلها استعلاء .. تتفحص المنزل البسيط بأنظارها المستنكرة والمستعلية .
قبضت فوزية على ذراع مهرة وجذبتها إليها تهمس في أذنها بحدة _
_ودي عايزة منك إيه وتعرف البيت منين !
مهرة بصوت منخفض ونظرات محتقنة لأسمهان التي تتفحص منزلهم بقرف _
_ معرفش يازوزا روحي إنتي بس اعمليلها حاجة تشربها .. إكرام الضيف واجب برضوا وسيبهالي أنا
ابتعدت مهرة عن جدتها وسارت باتجاه أسمهان التي جلست فوق الأريكة الكلاسيكية والقديمة مجبرة حين لم تجد أمامها شيء آخر .. اقتربت مهرة منها وجلست على مقربة منها ونظراتها القوية استقرت عليها وسط ابتسامتها اللطيفة المزيفة التي لا تزال ترسمها فوق شفتيها .. اما فوزية فقد تقدمت وجلست على مقعد قريب منهم متجاهلة طلب حفيدتها بأن تتركهم بمفردهم .
بقت أسمهان صامتة تنقل نظرها في أرجاء المنزل بأكمله وكل من مهرة وفوزية يتطلعون إليها بصمت يعكس الغيظ الذي بصدرهم منها .. لم تتمكن مهرة من الجلوس صامتة أكثر من ذلك وبنفس اللحظة تخشى أن تتكلم معها أمام جدتها فمازالت لم تتعافى بشكل كامل .
systemcode_ad_autoadsحدقت مهرة بجدتها في نظرات ذات معنى .. لتصدر فوزية زفيرا حارا وتقول باقتضاب _
_ تحبي تشربي إيه !
أسمهان باستعلاء _
_ متشكرة
فوزية بنظرات قوية _
_ لا إزاي ده انتي أول مرة تدخلي بيت رمضان الأحمدي .. لازم نضيفك حاجة
لم تعطيها أسمهان اهتمام بينما فوزية فاستدارت واتجهت نحو المطبخ وهي تستغفر ربها مرارا وتكرارا .
التفتت مهرة أخيرا إلى وجه أسمهان وقالت بجدية _
_ خير حاجة إيه اللي حابة تكلميني فيها يا أسمهان هانم !!
أسمهان بصوت صارم ونظرات محذرة _
_ آدم
_ ماله !
اجابتها بابتسامة سحرية وفي نبرة ټهديد _
_ أول حاجة هتسيبي الشغل وتاني حاجة هتبعدي عن ابني تماما .. لأن أنا عدى عليا من نوعيتك دي أشكال كتير وكلهم بيبقوا هدفهم واحد
تجاهلت ټهديدها واهانتها الصريحة بصعوبة وقالت في هدوء مزيف واستهزاء _
_ وياترى هو إيه الهدف ده !!
أسمهان بفظاظة وحدة _
_ الفلوس طبعا .. خلي في علمك إني مستحيل اسمح إن حاجة تحصل بينك إنتي وابني .. لا يمكن اسيب ابني لواحدة بيئة زيك .. مش عيلة الشافعي اللي هتدخلها واحدة من المستوى ده
ثم تابعت وهي تتجول بنظرها في سخرية بأرجاء المنزل _
_ بصي حواليكي وإنتي هتفهمي قصدي وتعرفي الفرق
استشاطت مهرة ڠضبا واحتقن وجهها بالډماء لتهب واقفة وتهتف في انفعال وشراسة _
_ إنتي جاية في نص بيتي وبتهنيني !! .. صحيح الفلوس عمرها ما تعمل من قليل الأصل قيمة
اتسعت عيني أسمهان پصدمة من الإهانة التي تلقتها الآن وخرجت عن إطار هدوئها المزيف أيضا لتستقيم واقفة وترفع يدها تهم بصفع مهرة لكنه كانت اسرع منها وقبضت على يدها توقفها في الهواء وهي تهتف بقوة وثبات _
_ تؤتؤ محدش قبل كدا اتجرأ ورفع إيده عليا .. وأنا هحترم إنك في بيتي وهفضل محترمة معاكي برضوا عشان اوريكي إني احسن منك .. أما بخصوص ابنك مفيش حاجة بينا أصلا ولا يمكن يحصل يعني اطمني .. لأن باختصار عيلة رمضان الأحمدي متتشرفش أنها تناسب واحدة زيك من الأساس .. ودلوقتي اقدر اقولك شرفتيني ومتشكرة على الزيارة اللطيفة دي
حدقتها أسمهان شزرا وغلا قبل أن تنزع يدها من قبضتها پعنف وتلقيها بنظرة أخيرة ڼارية قبل أن تستدير وتغادر المنزل بأكمله .. وصلت بتلك اللحظة فوزية التي هتفت بتعجب _
_ مشيت !!
مهرة بقرف وعصبية _
_ غارت في داهية .. دي ست قليل الذوق ومتعرفش حاجة عن الأدب والاحترام
فوزية بنظرات صارمة _
_ قالتلك إيه يامهرة !
مهرة پغضب وهي تتجه نحو غرفتها _
_ مقالتش حاجة عايزة اقعد وحدي لو