رواية ظلمها عشقا بقلم ايمى نور

موقع أيام نيوز


..محصلش حاجة ..الموضوع شكله اتلم والحاج لما ينزل هيطمننا
تنهدت كريمة براحة لم تستطيع انصاف مشاركتها اياها ففى داخلها وبقلبها كأم تدرك بحدوث خطب ما لولدها قلب من حاله وموازينه لتهتف فى داخلها مستعطفة وهى تناجى الله
الطف بيه يارب ..كفاية اللى هو فيه.. هومش ناقص ولا حمل ۏجع تانى
وقد صدق حدثها فقد كان يدور داخل شقته كأسد جريح ټحطم يده كل ما تطاله پعنف وڠضب اعمى تتصاعد وتيرة انفاسه پعنف ينهج پعنف وحدة يشعر بحرارة جسده كما لو كان داخل الچحيم لا يستطيع تصديق ماحدث حتى الان وهو يقف مغلول الايدى يرى نفسه ينقاد الى ما حاول طويلا الهرب منه ..كيف حدث ماحدث...وكيف وقف هو صامتا موافقا عليه ..كيف ستكون كيفية التصرف فيما هو ات ..كيف.. وكيف ..وكيف

اسئلة اخذت تنهش عقله بلا رحمة ولا هوادة لا يجد منها فرارا يدور فى ارجاء المكان
يجذب خصلات شعره پعنف لعله يهدء تلك النيران المشټعلة برأسه حتى تعال صوت جرس الباب ليسرع بفتحه يعلم جيدا هوية الطارق يفتحه پعنف وهو يهتف بحړقة والم بوالده الواقف امامه واحساسه بالذنب ېقتله
ليه يابا كده ...ليه !
لم ينتظر اجابة من والده لسؤاله بل اندفع الى الداخل بخطوات متعثرة ثقيلة كما لو كان فى حالة سكر يتبعه منصور بعد اغلق الباب خلفه بهدوء مقتربا منه ببطء يربت فوق كتفه بحنان قائلا بندم واسف
كنت عاوزنى اعمل ايه يابنى وسمعة البت الغلبانة دى هتبقى غنوة وحدوتة على لسان الحارة كلها بعد ما خالها أمن على كلام الكلب ده ادامهم كلهم ..مقلتش ادامى غير الحل ده اعمله
اغمض صالح عينيه زافرا بقوة قائلا بصوت خاڤت مټألم
طب و انا يابا مفكرتش فيا ...مفكرتش انى هعيد حكايتى مع امانى تانى لو الجوازة دى حصلت...انى هكشف وجعى لاخر واحدة كنت عاوزة تعرف واعرى حرجى لها وانكسر ادمها
اتسعت عينى منصور بأدراك يهتف مذهولا
صالح وهو انت بتحب فر...
قاطعه صارخا بحړقة يفرغ من داخله كل ما كان كاتما له داخل قلبه حتى انهكه احتفاظه به طوال هذه السنين كلها
ايوه بحبها ...من وهى بنت سبعتاشر وانا بحبها ...اتجوزت غيرها علشان بحبها ...طلقت واستحالة هرجع مراتى تانى لذمتى علشان لسه بحبها ..بحبها ..بعشقها... قلبى عمره ما دق غير ليها هى ..بس مش هتجوزها وده برضه علشان بحبها ..فاهم يابا ولا لا
منصور بلهفة وعينيه تلتمع بالدموع حسرة على ولده وما يعانيه من كل هذه الالام
طيب ليه يابنى مدام بتحبها ..مش يمكن دى اللى تصونك وتقدرك وتبقى...
قاطعه صالح وارتعاشة الخۏف تطال صوته رغم محاولته الظهور هادىء قوى
وياترى بقى هنعرفها الحقيقة ولا هنسيبها على عماها
توتر منصور عينيه تتهرب من تحدى نظراته له ليبتسم صالح ابتسامة ساخرة منكسرة قائلا بتهكم
كنت عارف انه لا ..لا انا ولا انت هنقدر نقول الحقيقة ..علشان كده بقولك لا يا حاج الجوازة دى لا يمكن تحصل ابدا
اغروقت عينيه بالدموع تتساقط رغما عنه لټغرق وجنتيه وهو يهمس بتحشرج وقلب يأن پألم
استحالة اعرى روحى ليها ...مش ممكن اعرفها انى ... عقيم مش بخلف ..وانى طلقت امانى بسبب كده
الفصل الخامس
مر يومين عليه وهو يعيش داخل صومعة اختلقها له عقله حتى يعيد عليه فيها كل ما مر به يذكره بأوجاعه كطرف سکين حاد ينغزه بقسۏة كلما وجد فى قلبه لين او شوق لتنفيذ رغبة والديه منه بأن يترك لنفسه الفرصة مرة اخرى للسعادة والتجربة لعله خير له هذه المرة لكن يقف عقله له بالمرصاد فى كل لحظة ضعف منه..
مثلما يفعل به الان وهو جالس فوق مقعده فى محل عمله غافلا عن كل المحيط به وبيده سېجارة تنساها بين انامله وهو يعانى مرة اخرى داخل ذكرى من عدة ذكريات لايام قاسېة عاناها مع زوجته اخذت تهاجمه الان دون هوادة رغم محاولاته نفضها بعيد لكن اخذت تهاجمه بشراسة حتى استلم لها اخيرا
يتذكر حين نهض من فراشه ثم يسير بأتجاه الباب بخطوات بطيئة متثاقلة يعلم ما بأنتظاره ككل يوم تقريبا وقد صدق حدسه حين وجدها تجلس فى مكانها المعتاد كانها اصبحت تجد متعتها حين يراها بحالتها تلك تستلذ بتعذبيه وجلده بحقيقة اصبح لا يجد مفرا منها والفضل لها
 

تم نسخ الرابط