رواية ظلمها عشقا بقلم ايمى نور

موقع أيام نيوز


هرد عليكى
اندفعت الى غرفتها بخطوات سريعة غاضبة تدخلها متجه الى فراشها تلقى بجسدها فوقه شاهقة بالبكاء لتتبعها سماح مقتربة منها وهى تزيح دموع الضحك عن عينيها قائلة بصوت مازال اثر ضحكاتها به
طب قومى متزعليش خلاص مش هضحك تانى
لم تتحرك فرح من مكانها تستمر فى بكائها فتهتف بها سماح مدافعة عن نفسها
ماهو انتى يا فرح برضه عليكى عمايل ولا شغل العيال والفروض يعنى انك كبرتى عليها
اعتدلت فرح جالسة وهى تصرخ پغضب وطفولية
هو ايه حكاية كبرتى النهاردة معاكم ..هو يقولى كبرتى وانتى تقوليلى كبرتى ..وكله شغال ضحك عليا
جلست سماح جوارها تربت فوق كفها برفق قائلة بحنان

طب خلاص بقى متزعليش ...انا بس مستغربة اللى حكاتيه ...مش ده خالص صالح اللى كل الحارة تعرفه وعارفة هيبته وشدته
تنهدت فرح تضم شفتيها فى محاولة لتوقف عن البكاء قائلة
وانا كمان بقيت مستغربة .. من وقت ماخلصت مدرسة وهو قلب معايا ...وبعد ماكان بيكلمنى ويضحك فى وشى ويهزر بقى كل ما يشوف خلقتى ليزعقلى ليتريق عليا... لحد ما اتجوز وبقيت انا اللى بهرب حتى ان اشوفه ولو صدفة
هزت سماح رأسها بحيرة قائلة
والله انا بدأت اشك انه .....
صمتت عن اكمل حديثها تعقد حاجبيها بتفكير شاردة للحظات لتوقفت فرح عن البكاء خلالها تهزها من كتفها بعدما طال صمتها تسألها بلهفة
انه ايه انطقىلو فهمتى حاجة فهمينى
نفضت سماح عنها حالة الشرود ناهضة عن الفراش قائلة بحزم
مفيش حاجة ولا بتاع ..احنا هنعملها فيلم ..قومى يلا فزى من مكانك اغسلى وشك..وشوفى هنقول ايه لخالك لما يجى يا فالحة
ارتمت فرح بجسدها فوق الفراش تعاود الاستلقاء مرة اخرى وهى ټدفن رأسها اسفل الوسادة قائلة
يعمل اللى يعمله ..والله مانا راجعة هناك تانى ولو قټلنى حتى
نهضت سماح من جوارها تعقد حاجبيها بشدة هامسة بقلق وتوتر وقد ايقنت ان هذا اليوم لن يمر عليهم بخير وسلام ابدا
ماهو ياريت على اد قټلك انتى بس .. دى هتبقى حفلة قتل جماعى لينا كلنا النهاردة
دخل الى الشقة الخاص بوالديه ومازالت بقايا ضحكته مرتسمة فوق شفتيه يتلاعب بالمفاتيح الخاصة به بين اصابعه وهو يدنن لحنا سعيدا من بين شفتيه متجها ناحية والده الجالس فوق اريكة يتابع التلفاز بأهتمام وتركيز ولكن توقف ملتفا اليه بدهشة قائلا بتعجب سعيد
خير يا صالح ..بقالى كتير مشفتكش فرحان كده ...لاا وبتغنى كمان!
جلس صالح بجواره يمازحه بمرح
لدرجة دى يعنى كنت قالبها غم علشان تستغرب لما اضحك ياحاج!
هز والده كتفه قائلا بسعادة
اكدب عليك واقولك لاا ...بس مش مهم المهم ان الضحكة رجعت تنور وشك تانى
هتف بعدها يكمل وعينه تلتمع بأمل ورجاء
قولى ان سبب ضحكتك وفرحتك دى ..انك خلاص وافقت ترجع مراتك وهتفرح قلبى وقلب امك
تبدل حاله تماما فور ان نطق والده كلماته تلك يكفهر وجهه بشده وعينيه تتقاذف بداخلها الشرارات كالبرق يتخشب جسده بشدة وهو يفح من بين انفاسه قائلا بصوت غاضب
لاا..وياريت يا حاج نقفل على السيرة دى... ومتفتحاش معايا تانى
توتر الحاج منصور فى جلسته وهو يرى تغير حال ولده للنقيض بتلك السرعة يهمس بقلق مبررا 
متزعلش منى يابنى .. انا بس عاوز اطمن عليك واشوفك متهنى ومراتك كمان بنت ناس و....
التوت شفتى صالح بمرارة شاردا عن الباقى من حديث والده تتدافع داخل عقله مشاهد شهوره الاخيرة مع ما يسميها والده بأبنة حلال حتى توقفت عند مشهده الاخير معها قبل طلاقهم مباشرا عندما وقف مكانه يتطلع اليها وهو يراها تتحدث فى هاتفها بسخرية دون ان تشعر حتى بوجوده وكلماتها كانت كالحمم تنهمر فوق رأسه وسمعه دون رحمة حين استمع الى صوت ضحكتها المنتصرة السعيدة قبل ان تكمل حديثها بخبث وتعالى اصابه بالنفور منها والغثيان فتقدم خطواته ببطء وهدوء رغم ما يمر به من مشاعر غاضبة تجعله يرد تحطيم ارجاء المكان فوق رأسها ملتفا حول مقعدها حتى اصبح امامها مباشرا لتشهق هالعة تلقى بهاتفها ارضا صاړخة باسمه وقد کسى وجهها الشحوب من حضوره المفاجئ تفرك كفيها معا بتوتر وقلق ثم حاولت التقدم منه تهم بالحديث لكنها توقفت مكانها مرة اخرى حين رأت عينيه تنهيها عن هذا فقد كانت نظراته لها شديدة القسۏة والبرود فأخذت تحاول مرة اخرى التحدث بصوت حاولت اظهاره طبيعيا
 

تم نسخ الرابط