رواية بقلم منى ابو اليزيد

موقع أيام نيوز

معايا ومش هتعرفي تاخديه تاني
أرادت أن تأكل لحمه بأسنانها كسر قدميها ويدها هي التي منعتها على الرغم من هذا ملامح وجهها مليئة بمخالب الأمومة التي تظهر وقت الخطړ قالت بشراسة كالقطة التي أخذت أطفالها منها
ھقتلك
وضع سبابته على فمه بإشارة الصمت حرك يده ليشرح لها قال بنبرة فحيح الأفعى
مش هكدب عليك أصل عرفت أنك مروحتيش البيت خد الولد قولت أنك سبتي أبنك وطفشتي تخيلي سمعتك بقي بقت عامله أزاي ومش هتخرجي من هنا غير لما تفكي الجبس أصل حالتك مش خطېرة كسر في رجل والأيد وچرح بسيط في جبينك تقريبا اللي بيسوق كان بيحاول ميخبطكيش وهقدر أخفي كل حاجة استسلمي للأمر يا حنان وفكري كويس
.....
مرت الأيام على نفس الوتيرة مازالت حنان تحت رحمة سنان حتى يقرر يطلق سراحها خاصة بعد عدم زيارة هذا الرجل لها ضبط الأوراق كاملة أمحي وجودها من دخولها المستشفي أثبت جريمته الفاحشة دون تردد
بينما عند مرام رفضت تذهب إلي العمل سابحة في تلك الذكريات القديمة مع أختها من جهة ومن جهة أخرى ذكرياتها مع سنان حتى تعرف ماذا تفعل
كمل حمزة حياته كأن شيء لم يكن أستمع إلي نصيحة وليد أن يترك الأمور تسير كما تريد الدنيا ويعيش حياته ولا يشغل باله بالآخرين
....
اليوم مميز لدي أصيل منتظر المكالمة التي يستطيع من خلالها أن يعرف من صاحب الايميل ظل ينظر على عقارب الساعة من حين لآخر اخترقت أذنيه صوت رنين الهاتف المحمول صدح في المكان كأنه صدح في قلبه أشعله باللهفة والشغب ألتقطه على الفور وهتف
الو
أيوة يا أصيل بيه
وصلت لحاجة
طبعا أنت جاي على سمعتي وعرفت إن شاطر في الحاجات دي
عرفت الايميل بتاع مين
بتاع دكتور اسمه علي البارودي
مين علي البارودي
لا دي بتاعتك انت بقي اللي عليا عملته
متعرفش حد مصحصح يساعدني أوصل بسرعة أهم حاجة يكون بسرعة أنا مش عايز أظهر في الصورة
في هديلك رقمه 01 قوله أنك تابعي
بجد مش عارف أشكرك أزاي
مفيش شكر ولا حاجة ده
شغلي وأي حاجة تعوزها أنا موجود
أكيد سلام
أغلق الهاتف المحمول خطو اتجاه الصورة عينيه تشع لوم وعتاب بسبب عدم اخباره بكل شيء يحدث لها لو قصت له مشكلتها ما لم تجد منه سوي المعاونة أخرج نفسا مطولا قبل أن يحدث نفسه كأنها تقف أمامه ويلقي عليها الحديث
خلاص هانت والحق هيظهر وهتنامي أنت وأبننا مرتاحين
خرج من الحجرة كان في طريقه إلي حجرته عينيه وقعت للأسفل أخر مكان تجمع فيه جده وجوهرة أحتفظ بنظراته لفترة من الوقت يتذكر التفاصيل التي أجراها معهما مع ابتسامة عارمة تبدو على شفتيه سرعان ما تحول للبؤس أصبح وحيد في الدنيا الجميع يرفض حديثه وهو مازال محتفظ بكرامته أتجه إلي غرفته بعد أن ارتوي من خيلات الذاكرة
.....
جلست جوهرة تقرأ القرآن الكريم في المستشفي بعد أن حدد معاد العملية تركت القراءة عندما سمعت صوت طرق على الباب أغلقت القرآن حركت عينيها على الباب ثم قالت بنبرة رسمية
أدخل
دخل سنان الحجرة بخطوات ثابتة قرأ كشف حالته اليوم من مستوي الحرارة والضغط المعلق في أخر الفراش قال بنبرة عادية
كل حاجة مظبوطة إن شاء الله هنعمل العملية كمان ساعتين
ألقت عليه سؤالا لتفهم أكثر
ليه جينا بدري
أجاب عليه بابتسامة تعتلي شفتيه
عشان في إجراءات طبية لازم تتعمل قبل دخول العمليات بس الحمد لله هو كويس
حمدت الله سرا مرات متتالية وجهت حديثها بها بوجه يبرزه الخجل وقالت بتمني
مش عارفة أشكرك أزاي يا دكتور ربنا يجزيك على قد أعمالك
عاد الكشف في موضعه مرة أخرى قال باعتراض
من فضلك بلاش تقولي كده
سؤال سيطر على عقلها تريد إجابته ألقته عليه بسرعة ليهدأ قلبها من روعتها
هي العملية خطېرة
رد عليها بتهكم ليبث الأمان نحوها اتجاهه
أنت كده بتهنيني مسمعتيش عني قبل كده
أحمر وجهها من الخجل أرادت أن تختفي قبل أن تبوح بتلك الكلمات السيئة حاولت تحسين صورتها أمامه قائلة
مش قصدي يا دكتور ده أنا عشمي فيك بعد ربنا سبحانه وتعالى
بلحظة ارتخت ملامحه لترسلها نظرة رضا ويبعد عنها أي شكوك من خطړ العملية ردد في ثقة
ونعمة بالله العملية مش خطېرة متقليش عن أذنك أشوف اللي ورايا
خرج من الطبيب اقتربت والدها الذي كان يتابع الحوار في صمت ربتت على صدرها لتخفف عنه القلق وقالت بتأكيد
سمعت يا بابا بنفسك كلام الدكتور أطمن
ابتسم قائلا
حاضر
.....
بدأت الدموع تقفز من مقلتيها واحدة تلو الأخرى بغزارة دون توقف ترسم طريقا على وجنتيها سرعان ما تغير طريقها إلي الوسادة التي شاركتها في الحزن في الأيام الأخيرة ألقت نفسها عليها تعانقها لتستمد منها الحنان مر عليها بضع دقائق وهي في نفس الحالة
انتفضت فجأة
عن الفراش ثبتت بصرها على نقطة ما لقد غرز في عقلها فكرة ما توجهت عند خزانة الملابس ارتدت أول ملابس جابتها عينيها هرولت للخروج بسرعة صعدت الحافلة الناقلة سارت خطوات في طرق جانبيه حتى وصلت للمطعم التي كان تعمل فيه حنان قابلت أحد العمال فسألته عن مكتب
تم نسخ الرابط