فى ظلمة بيجاد بقلم مياده مأمون
المحتويات
هاطلع ليه دلوقتي حالا.
انزله من بين ذراعيه بعد ان قبله وسريعا ما صعد الي اخيه بوجه لا يبشر بالخير.
دق بابه وفتحه بهدوء تام وجده ممددا في فراشه يعبث في هاتفه ولكنه انتبه له حين رأه واعتدل في جلسته.
بمنتهي الروعنه وقف امامه وتأهب لمشاجرته الكلاميه وتوبيخه المستمر له.
اهلا هو حضرتك شرفت وطبعا رجالتك اشتكولك مني كالعاده وجاي تحقق معايا وتطلع كل عقدك عليا
اغلق الباب من خلفه ووقف امامه وهو مازال محتفظا بهدوءه اللعېن هذا فقط ينظر اليه بكل جمود.
لاء مش كده يا زياد بيه انا اذا كنت هتخانق واطلع عقدي عليك فداه بس عشان خاطر ابني اللي انت عمه
مش عايزه يطلع شايل نفس عقد ابوه ويكره عمه زيي.
ولا هاسمحلك اصلا انك حتي تفكر تبقي زيه في اي حاجه
من ساعة ما خرجت من الملجأ واخدتك من عنده وانا بعاملك علي انك ابني مش
اخويا لكن انت عارفني كويس اوي لما بقلب على الوش التاني بلاش تضطرني اعاملك معاملة انت عارفها كويس اوي يا زياد وصدقني مش هاتعجبك.
كاد ان يصفعه علي وجهه وهو ثائر جدا ولكنه توقف وصاح فيه
انت مچنون يلااا.
ايه ناوي تضربني يا بيجاد اضرب مستني ايه ولا اقولك هات كرباج عمك واجلدني بيه وبعده اامر رجالتك يخدوني ويحبسوني معاه في المخزن تحت.
والرجاله اللي انت كل شويه بتخترع ليهم مشكله وتتخانق معاهم عشان يبعدو عنك ويبطلوا يحرسوك دول
ورحمة ابوك وامك لخليهم هما بنفسهم يوروك الحبس هيبقي شكله ايه يا اخويا.
زجه من امامه بقوه ليسقط علي الارض ويتخطاه بدوره ليرحل من غرفته في هدوء تام.
ليعود به الزمن خمسة عشر عاما اثناء وجوده في اول لياليه في دار الايتام.
حضرت اليه والدته معها حبيبته الصغيره واخيه المدلل
بيجاد حبيبي عامل ايه
هاعمل ايه يعني يا ماما بحاول اقلم نفسي اني يتيم زيي زي اطفال الملجأ لأ وواحد منهم كمان.
ماټ يا ماما! مراد الالفي ماټ وسابنا لأخوه عشان يعرفنا معني اليتم بجد عشان يدوقنا طعم المرار بدل الشهد اللي كان مراد الألفي معيشنا فيه.
الفصل الرابع
وقفت صغيرته بجانبه واحتضنته بدورها وهي تبكي بشده.
معلش يا بيجاد ماتزعلش انا وزياد هانجيلك كل يوم ونقعد معاك هنا.
ضمھا اليه بأخوة وحب واجلسها بجواره وهو يلتفت الي والدته
ابقي هاتيهم يقعدو معايا يا ماما وانتي جايه كل يوم عشان مش يوحشوني.
ما كان منها الا انها ضمته اليها بحنان وهي تجهش وتنتحب پبكاء حارق وانين مكتوم.
اندهش من تصرفها هذا ونظر اليها بحيرة متعجبا مما هي فيه.
مالك يا ماما بټعيطي ليه
انا مش هاقدر اجي الملجأ كل يوم زي زمان يا بيجاد عمك خلاني اتنزلتله عن ادارته عشان يرضي يسحب المحضر ومش يخدوك علي الإصلاحية اعذرني يا حبيبي مش كان في ايدي حاجه تانيه اقدر اعملها غير كده.
ابتسم لها والټفت لينظر امامه
كنت متوقع منه الاسوء كنت عارف انه بيعمل كده عشان يجبرك تتنازلي ليه علي املاكنا لكن ادارة الملجأ بس ماتوقعتش منه دي بصراحه.
زاد انينها وصوت بكائها بحرارة واحنت رأسها بخزي منه ليستدير اليها مره ثانيه.
الله ماما اوعي تكوني عملتيها! اتنزلتي ليه عن املاكنا يا ماما
كنت فاكره اني بكده هارجعك لحضني تاني لكن خدعني وغشني يا بني وبدل ما يرجعك البيت امر انك تقعد هنا وكمان حرمني من اني اجي هنا عشان اشوفك احنا جينا من وراه لما خرج يا بيجاد.
صمت الطفل العنيد والالم يشمل جسده بالكامل ليس الم ارهاق او ۏجع بل هو الم الفراق والتفكير في القادم والاڼتقام أيضا من هذا العم الظالم.
نظر الي اخيه الصغير وانحني اليه بهدوء وهمس له
زياد مش عايزك تخاف منه ولا تزعل من حاجه مش عايزك توقف قصاده ماتقولش غير حاضر ونعم وبس لحد ما اخرج من هنا خلي بالك انت هاتبقي عيني هناك.
انا خاېف يا بيجاد ده اكيد هايعمل فيا زيك.
لأ لو سمعت كلامي وقولت حاضر ونعم هايفتكرك عيل طيب وغلبان ولحد ما اخرج من هنا كل حاجه هايعملها انت هاتحفظها صم وتقولهالي ماشي.
حاضر يا اخويا حاضر.
يلا يا ماما خديهم وامشي قبل ما يعرف و يعملك مشكله.
مش هاين عليا اسيبك يا حبيبي.
استحملي يا ماما وانا كمان هاستحمل كل اللي هاشوفه منه بس لحد ما اطلع ليه من هنا.
وانا يا بيجاد!
كانت هذه الصغيرة المغلوب على امرها فرح.
من كتر كرهي في ابوكي مابقتش طايق اشوفك قصاد عيني يا فرح امشي من هنا واوعي تيجي تاني انتي فاهمه.
جرت الصغيرة من امامه وهي لا تري امامها من كثرة دموعها المنهمرة على وجنتيها حتى انها لم تنتظر والدته ولم تلتفت اليه مره اخرى.
جالسا بغرفة مكتبه كالعادة يستعيد زكراياته الأليمة ليقطع عليه خلوته حارسه العجوز
الحق يا بيجاد باشا الحق بسرعه
في ايه يا راجل يا مخبول انت انت اټجننت يا حماد ازاي تدخل بالطريقة دي عليا.
الحج عدلي العزيزي يا باشا.
مالو يا سيدي هو انا مش هاخلص من الحوار دا بقي
بره يا باشا هو ورجالته موجدين في الجنينة.
بتقول ايه يا حماد عدلي العزيزي بره!
ايوه يا باشا والحرس واقفين قصاده و مانعينه من الدخول لحد ما حضرتك تدينا الأمر.
اخرج سلاحھ ووضعه بجانبه وهو يهرول للخارج ويصيح في خادمه
امن ابني واخويا كويس يا حماد مش عايز اشوف واحد فيهم تحت احبسو كل واحد جوه اوضته.
حاضر يا باشا
سريعا ما كان يقف بالخارج ويغلق باب ڨيلته من خلفه ويأمر رجاله بأن يفسحو له الطريق للوصول اليه
خطوه غريبة يا حج عدلي.
ماكنتش اعرف انك بخيل قوي كده يا متر مش هاتستقبلني في بيتك ولا ايه
اعذرني يا حج عدلي اصل
انا مابدخلش في بيتي اي حد الا اذا كان جايلي في خير وانا اشك في دي بصراحه.
ماتقلقش كده يا متر ما انا برضو جايلك في خير.
والله طب خير يا حج قول.
ما هو لما اكون مش عايز احزنك علي شباب اخوك وهو لسه صغير ابقي بعمل خير برضو يا بيجاد يا ألفي.
انت جاي تهددني في بيتي يا راجل يا مچنون انت!
رفع كل من رجالهم الأسلحة الناريه في وجوه بعضهم واشټعل الموقف بأكمله ولكن هذا الرجل اللعېن اشار لهم بعدم الضړب
اه پهددك يا متر وبقولهالك هنا وفي قلب بيتك حافظ علي اخوك وابعده عن بنتي
بدل ما تصبح في يوم ماتلقيهوش في حضنك واحزنك عليه او ارميه في السچن زي صاحبك.
انا اللي هاحطك في السچن بأيدي يا عدلي يا عزيزي
انت فاكر انك هاتنجي بعملتك دي مجيتك لحد عندي هنا بالسلاح والرجالة دول كلهم
فيها قضية ماتقلش عن تأبيدة يا حلو حسب القانون تعدي وأرهاب وحيازة سلاح سهل اوي بتليفون صغير مني للقسم ماتروحش علي بيتك تاني.
ههههههههه انا عارف انك محامي شاطر و مذاكر القانون كويس اومال انا كنت متمسك بيك في شغلي ليه يا راجل دا انت نجيت حسن من خمسة وعشرين سنه سجن وخليتهم لخمس سنين بس.
واهو قضاهم وخارجلك وهانرجع انا وهو نقف قصادك من تاني وهنجيب حقه منك ومن غدرك بينا يا عدلي يا عزيزي.
طب ضيف فوق الحساب بقي اخوك مش هاحذرك تاني يا متر إلا بنتي ابعده عنها احنسلك واحسنله.
والله الدكتور زياد راجل يعمل اللي علي مزاجه وزيه زي اي شاب مش هيقول لاءه لوحده بترمي نفسها عليه وبتتلزق فيه.
انت بتقول الكلام ده علي بنتي انا يا بيجاد يا الفي وحياة شدة عمك اللي انت خافيته عن الكل وماحدش يعرف حاجه عنه لكون محزنك علي اخوك الراجل اوي وابقي خبيه وشدد الحراسة عليه كويس من هنا ورايح.
ذهب عدلي العزيزي بعد ان القي علي اذنية هذا الټهديد الصريح.
وقف حائرا ماذا يفعل كيف يبعد ذلك العنيد عن تلك الفتاه التي استحوزت على قلبه وعقله لقد جعلته متيم بها إلى حد الهوس ولن يجني من ورائها الا الشقاء
ما الذي جذبه إليها هكذا ما يميزها عن باقي الفتيات حتي تسحره بهذه الطريقة
انتبه الي صړاخ ابنه وصياح اخيه وشجاره مع الحرس الخاص به فالټفت الي داخل الڨيلا وصعد إليهم سريعا.
سيبوني يا شوية ب......... انتو فاكرين نفسكم ايه عشان تحبسوني ملعۏن أ........ لأ... اللي مشغلكم.
فتح الباب بهدوء واشار لرجاله بأن يتركوهم بمفردهم مع الصغير
ومع اخر خطوه من قدم اخر رجل من رجاله للخارج
كان زياد يتلقي لكمه قوية علي وجهه ابرحته بجانب يامن الصغير علي الفراش والذي ما ان رأي اباه ثائرا هكذا
الا وكاد ان يهرب من الغرفه بأكملها ولكن اباه رفض ذلك وافزعه بصوته الجهور.
ياممممممن
صياح والده ثبته في مكانه وكأنه التصق بالأرض من تحته
لم يلتفت اليه حتي لم يقوي علي الرد عليه وما أفزعه اكثر شعوره بيد والده وهو يحمله من الخلف ويطيح به بجانب عمه علي الفراش.
اړتعب الصغير واختبئ في ظهر عمه الذي وضع يده علي مكان اللكمه وجلس مزهولا ينظر الي اخيه ولأول مره يتلقى منه ضربه كهذه هو الذي كان يشعر دائما بأنه يتعامل مع ابيه وليس اخيه الكبير.
انت بتضربني يا بيجاد
اه بضړبك يمكن تحس بقي يا اخي وتفوق من اللي انت فيه ده.
هو ايه اللي انا فيه انا ماأجرمتش عشان حبيت بنت وعايز
اتجوزها.
لأ اجرمت وناوي علي موتك لما تبقي بتحب بنت عدلي العزيزي تبقي بتحفر قپرك بإيدك يا غبي.
مايهمنيش ابوها في اي حاجه انا عايزها هي هاخدها ونسيب ليك انت وهو البلد بحالها.
مش هاتقدر يا فالح عارف ابوها كان جاي ليه دلوقتي عشان يهددني بقټلك ويمكن لو كان شافك تحت كان قټلك فعلا وريحني منك ومن هبلك ده.
وانا مستعد لموجهته كنت سيبني اقابله و اكلمه يا يرضي يجوزهالي يا ېقتلني ويخلصني بقي.
انت حمار يا يلااا عايز تحط ايدك في ايد
تاجر مخډرات وعشان ايه م..... زيها زي اي واحده.
بيجاااد انا ماسمحش ليك تقول علي
متابعة القراءة