رواية بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

ايه أنا ممكن أخلف فار بعد كده 
دوت قهقهة الجميع بقوة على قول شمس المضحك العفوي ليمازحها جسار ثانيا بس انا عايز أمين يا مشمش 
طب رد علي ابنك ياعمو أمين أنا مش هتكلم 
ضحك الأخير ودعم ابنة أخيه مشمش عندها حق يا جسار احمدوا ربنا علي كده 
رضوان وربنا يبارك في ريحانة ويوسف ونادر ويتربوا في عزكم وينورا حياتنا كلنا 
سارة ومن دلوقت ريحانة بنت اخويا محجوزة لنديم ابني حمزة ونادر هاخده لبنتي اللي لسه هتيجي 
رائف طب سيبولي يوسف وانا هظبط مع مراتي يومين في الساحل واجيبله بنت 
لكزه توفيق على رأسه أختشي يا ولد عيب 
إلهام وليه ريحانة ماتاخدش طارق حفيدي 
سارة لا كده هنزعل مع بعض يا طنط أنا حجزتها الأول 
صاحت عليهم صابرين والدة سارة وصوتها يشاطرهم الفرحة أهدوا ماتتخانقوش سيبوهم هما يقرروا لما يكبروا هيتجوزا
مين ويحبوا مين واحنا ما علينا غير نبارك حياتهم نقول مبروك 
نظرت شمس لصغارها بحنان طاغي وقالت بعاطفة جياشة صح ياطنط خليهم هما يقرروا حياتهم هتكون ازاي لما يكبروا 
بعد ست سنوات في فيلا أمين الرشيدي 
ريحانة حاسبي تقعي يا حبيبتي 
مش تخاف يا بابا مش تخاف 
يوسف برجولة مبكرة أنا واخد بالي من اختي هي ونادر اخويا يا بابا 
ومضت عين جسار بحنان شاطر ياحبيبي 
شمس جسار شوف اخويا حمزة فين عايزين نبدأ عيد الميلاد بتاع الولاد 
حاضر هتصل اهو 
أنت فين ياحمزة اتأخرتوا ليه
أجابه الأخير عبر الهاتف انا بالظبط عشر دقايق واكون وصلت يا جسار 
خلاص منتظرك والولاد يا سيدي بيقولوا مش هنطفي الشمع غير لما خالو حمزة يجي 
حبايب خالو اللي وحشوني 
شمس صائحة من خلفه جسار ريان ومراته وولاده وصلوا وسارة وأدم وولادهم كمان وصلوا و رائف اخوك وولاده ومامته وباباه كمان لسه جايين تعالي رحب بيهم عشان انا بعمل حاجة 
حاضر رايح ارحب بيهم 
ذهب ليستقبل جمعيهم فتسائل توفيق 
فين بابا ياجسار اصله جالك من بدرى ومأخدش علاجه 
جدي هناك اهو مع بابا وعمي رضوان لو ماتقلقش اخد علاجه كله انا خليته ياخده قدامي 
أريج طب فين التوائم وحشوني يا أبيه 
أشار لها هناك بيلعبوا مع الولاد خدي طارق ابنك واخوه يلعبوا معاهم على ما نبدأ الأحتفال 
ابتسمت إلهام كل سنة وولادك طيبين ياجسار 
غمغم بتهذيب وحضرتك طيبة اتفضلي هناك مع خالتو وطنط صابرين وحضرتك روح عند جدو وبابا
وعمي قاعدين في الناحية التانية 
ثم حدث أخيه قائلا تعالي معايا يا رائف عايزك في حاجة 
معاك ياكبير 
راقبهما توفيق بعين غائمة و يبدو عليه الشرود لتلاحظه زوجته متسائلة
مالك سرحان في ايه 
غمغم بتنهيدة قوية سبقت قوله بتعجب من حال الدنيا يا إلهام الطفل الرضيع اللي أهملناه ولفظناه من حياتنا سنين طويلة ومقدرناش نحسسه لحظة واحدة بحنان الأم والأب وعاش محروم وبيعاني بسببي انا انتي هو دلوقت اللي بيسأل علينا و واخد ابننا الوحيد تحت جناحه وعمله عزوة وبقت عيلة جسار الكبيرة واللي تشرف دي عيلة لأبننا ولأحفادنا حتى بابا كل أهل جسار بيحبوه و يسألوا عنه و بيوقروه و بقي كبيرهم بابا أكتر واحد حصد نتيجه تربيته لجسار يا إلهام عيونه بتلمع من السعادة والراحة وسط العيلة الطيبة والأصيلة دي وانا واكلني تأنيب ضميري
وخجلي كل اما اشوف كرم جسار واهتمامه بينا ولد قلبه ابيض ونسي كل حاجة وافتكر بس تربية بابا له وطمرت فيه 
سريعا ما انتقل إليها ذات الشعور بالۏجع والخزي معا زوجها محق فيما قاله ليتهما منحوا جسار ما كان يحتاجه ويستحقه لو فعلوا لما تقزموا هكذا أمام أنفسهم وذبحهم ضميرهما لوما 
زحفت دموعها فوق خديها فازالها مع قوله 
بس تعرفي إن لسه في حاجة حلوة نتمسك بيها احنا ندمنا أنا وانتي و حاولنا نعوضه يا إلهام كنا ممكن فضلنا زي ما احنا قاسين وبعاد عنه يمكن عشان كده ابننا رائف سعيد وهو فرد وسط الناس دي ودي عبرة أخيرة تنضاف للعبر الكتير اللي أخدناها من حكاية الطفل اليتيم جسار اللي بعد حرمانه من الضنا ربنا كرمه بولاد وماحرموش من العزوة 
تنهدت بعمق وهي تكفكف باقي عبراتها عندك حق يا توفيق الحمد لله اننا فوقنا لنفسنا وقربنا من جسار وحبيناه بجد وربنا جازانا ان ابننا رائف مش هيكون وحيد بعدينا 
ايه ياجماعة واقفين بعيد ليه اتفضلوا
التفتوا لجمانة خالة جسار التي واصلت وهي ترحب بهما نورتونا والله جمعتنا مابقيتش تكمل من غيركم اتفضلوا 
تبادل توفيق وزوجته نظرة أخيرة قبل أن يتبعوا السيدة حيث تتجمع بقية العائلة 
اقترب سريعا حين لمح جسار ضيفاه قائلا بترحيب 
يا أهلا بأستاذ حسن ومدام ياسمين نورتونا ثم
رمق الصغيرة بحنان أبوي حقيقي ازيك يا دارين عاملة ايه يا حبيبتي بقيتي عروسة ما شاء الله
حسن بفخر واضح لا وبنتنا متفوقة كمان يا استاذ جسار 
الأخير بامتنان غمر صوته ده بفضل ربنا ثم انتم يا أستاذ حسن اكيد وفرتوا لدارين الأجواء المناسبة عشان تتفوق 
واستطرد بترحيب اتفضلوا الكل منتظركم هناك وانتي يا دارين روحي لاخواتك في الدار هناك بيلعبو مع ولادي 
تمتمت ياسمين بعد ذهاب الطفلة عندنا ليك خبر حلو يا استاذ جسار 
حسن مؤكدا على قول زوجته فعلا عندنا خبر هيفرحك
جدا بما انك بقيت شخص غالي علينا ببشرك ان ياسمين مراتي حامل 
زوجان من المشاعر المتضادة اغتالوا دواخل جسار سعيد بحق لأن الله رزقهم من فضله وانقبض خافقه لمصير دارين المحتمل أن يكون نسخة مما عاشه هو 
ألف مبروك بجد فرحتوني بس !
زوي حسن حاجبيه بس ايه يا استاذ جسار
هقولكم بس تعالو معايا ثواني نتكلم بعيد عن الزحمة 
تابعه حسن وزوجته متوجسين مما يريده و ما ان اختلي بهم حتى قال بأكد تاني ليكم فرحتي بالخبر ده اكيد ده انا اكتر واحد ممكن يفهم احساسكم دلوقت وأكيد جزاكم لتربيتكم ورعايتكم لبنت يتيمة زي دارين وأسف جدا لأني هطلب منك طلب غريب شوية 
واستأنف تحت نظراتهما المتوجسة انا بستاذنكم تسيبوا دارين تتربي مع ولادي او حتى ترجع تعيش في الدار من تاني زي ما كانت 
دهشه جمة أصابتهما ليعبر حسن عن دهشته قائلا ليه بتطلب مننا نسيبها ايه سبب طلبك ده مش فاهم
بدا كأنه يسترجع أطيافا مؤلمة لماضية وما عاشه من غربة وحرمان ثم غمغم يوضح لهما أسبابه لأن اما يجى طفلكم بالسلامة للدنيا هتتغيروا معاها مش هتحبوها ولا هتكون من أولاوياتكم زي ما كانت مع الوقت هتحسوا انها بقيت عبء عليكم وبتاخد حق طفلكم وهتأذوا مشاعرها وټجرحوها وتسببوا ليها ألم نفسي سيبوها من دلوقت افضل وانا ومدام صفاء مش هنقصر معاها 
همت ياسمين بالرد عليه ووجها يعكس استنكار واضح ليقاطعها صړاخ دارين و دون شعور هرولت تلقائيا على الصغيرة رغم خطۏرة ذلك علي حملها لتتفقد دارين 
ذهول حقيقي أصاب جسار وهو يرى لهفتها هذه لقد خاڤت حقا علي طفلته لم يرى بخۏفها الآن سوى أم حقيقية مڤزوعة على طفلتها راقب من بعيد عناقها لداراين وهي تطمئن عليها بعد سقوطها وبعد اطمئنانها عادت لجسار و حدثته بشيء من الحدة اسمع يا استاذ جسار كلامك ده كله خيال و افتراض مالوش أي أساس من الصحة دارين دي بنتي ومش هسيبها لحد ما اموت واللي هايجي إذا ربنا أراد هيبقى اخوها او اختها ومعلش مش هسمح لحضرتك تشكك في حبنا ليها تاني او تدخل في حاجة زي دي 
تعجبت ياسمين لرؤية ابتسامته بعد هجومها الفظ عليه وهو يهتف بعد اللي شوفته بعيني دلوقت بقولك أسف يا مدام ياسمين فعلا الناس مش كلها زي بعض دلوقت اتأكدت ان دارين فعلا مع اب وأم بيحبوها من قلبهم وبيراعوا ربنا فيها 
حسن داعما لما قالته زوجته لا اطمن يا استاذ جسار دارين من يوم ما دخلت حياتنا وهي غيرتها للافضل اديت للأيام طعم ولون ومستحيل نتخلى عنها حتى لما ربنا يكرمنا هي وش الخير علينا وهتفضل مكانتها محفوظة 
اخيرا اطمأنت روح جسار أن مصير الصغيرة لن يكون مثله لقد حظت بأفضل مم تمنى لها 
دوى شدو الصغار والكبار بأغنية عيد الميلاد متحلقين حول ريحانة ونادر ويوسف مع أقاربهم وأولاد الدار ثم نفثوا بقوة ليطفئوا الشموع بين تصفيق عائلتهم الحماسي لهم وبدأت تنهال الهدايا عليهم وعين جسار
وشمس تتأملان صغارهما بحنان جارف ثم انقسموا لمجموعات متبادلين الثمر والضحكات 
الجد نادر و حوله أمين ورضوان وتوفيق 
وحمزة وأدم وجسار بينما انضم رائف لصديقه الأقرب عمرا وطباعا ريان 
أما النسوة جمانة وصابرين وإلهام أجتمعوا بطاولة اخرى و السيدات الصغار سارة وأريح وزوجات حمزة وريان تجمعوا حول شمس لتبدأ الثرثرة متندرين بما يفعله صغارهم وكلا منهم متشبعة بتجربة امومتها 
بينما الصغار بصوب اخر يلهون بمرح وصخبهم وضحاكتهم المحببة تزرع الفرحة في قلوب الجميع 
دثرت أطفالها الثلاث جيدا وابتعدت بحذر ليقابلها جسار عند باب الغرفة رامقا صغاره بحنان هامسا حبايب بابا لعبوا كتير انهاردة 
ردت و هي تطالعهم بعاطفة مماثلة فعلا عشان كده ناموا قبل حتى ما يفتحوا الهدايا بتاعتهم 
مغمغما انتي كمان تعبتي اوي انهاردة يا شمسي في تحضيرات عيد ميلاد ولادنا 
تعبكم راحة يا حبيبي الحمد لله كان يوم جميل وكل العيلة ماشية من عندنا مبسوطة 
ابتسم برضا الحمد لله ربنا يديم علينا عيلتنا الحلوة 
رفعت رأسها تنظر إليه بحب جارف هامسة مبسوط بعزوتك اللي اتمنيتها ياغالي 
امسك إحدي كفيها برفق الحمد لله ربنا رضاني وعوضني أنا خلاص يا شمس مبقتش افتكر اصلا اللي عانيت
منه كأن كل الآسى والحرمان اتمسح من عقلي أنا دلوقت جسار أبو ريحانة ويوسف ونادر 
ليه دايما بتقول أسم ريحانة قبل الولدين 
ومضت عيناه بحب لأنها أمي يا شمس بنتي ريحانة واخدة كل ملامح ماما حتى اما بشم عبير امي فيها 
سبق قولها له تنهيدة ربنا كبير يا جسار أما بيعطي بيعطي بدون حساب عوضك حرمانك من مامتك بولدين وبنت تشبهها في كل حاجة 
غامت عيناه وهمس بتفكر ممزوج بشروده في حكمة ربه لما آل إليه حاله
تصوري يا شمس لو كانت ماما عايشة وشافت ولادي انهاردة وهما مالين الدينا حوالينا بضحكهم ولعبهم سبع سنين عدوا وكل يوم بحس روحها بتحوم حواليا بتزورني في احلامي كل ليلة كأننا على معاد محدش فينا بيخلفه بغمض عيون وعارف اني هشوفها وصدقيني لو قولتلك بحس بلمستها بتطبطب عليا ريحانة عايشة جوة قلبي 
ترقرقت عيناها لفيض مشاعره وهو يبوح لها بما في صدره ثم تمتمت بحنان
حكايتك بدأت پصرخة وخوف طفل رضيع على الطريق لا حول له ولا قوة بس انتهت بفرحة كبيرة فرحة محت الألم وزرعت مكانه أمل وثقة إن ربنا بيعوض مهما طال الحرمان 
تمت بحمد الله

تم نسخ الرابط