تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز


ياما... نازل أشوف مصالحنا اللى اتعطلت و الحاجات اللى اتكسرت من خناقة امبارح. 
الام بحنان يبنى ريح النهاردة كمان انت لسة تعبان. 
جلال بغل مش هرتاح و لا هيهدالى بال ألا ما اجيب الكلبة دى راكعة تحت رجلى. 
الام طلعها من دماغك يا جلال.. زينة عدت خلاص و مش هتعرف تطول منها شعرة. 
جلال انتى فاكرة الكلب بتاعها دا هيعرف يخبيها منى!

الام اسكت يا جلال.. اسكت انت مش عارف حاجة.
جلال بعصبية هو فى ايه ياما.. انتى خاېفة منه كدا ليه.
الام انا هفهمك على كل حاجة.
راح ينصت لها بتركيز شديد و هى تقص عليه كيفية لقاء زينة به عن طريق على الرفاعى و اكتشافها أنه ابن شقيق راشد سليمان و الذى يكون والد زينة كما أخبرته أنه قد تزوجها و من المفترض ان يتزوج شقيقة زينة ايضا فلا احد يعرف ذلك السر سواها و ولدها الآن.
جحظت عيناه من هول ما سمع و قال لها و انتى ازاى متعرفنيش السر دا ياما!
الام انا قولت سر و اتدفن و محدش هيعرفه و الدنيا ماشية و خلاص.. عمرى ما فكرت ان دا كله ممكن يحصل.. لو كنت اعرف ان يوسف دا يبقى ابن اخوه كنت منعت زينة من اللعبة دى بأى طريقة.. بس اهو اللى حصل.. و انا دلوقتى الحيرة هتموتنى يا جلال مش عارفة اسكت و اسيبه يتجوز الاختين و لا أروح و اعرفه دبرنى يبنى انا منمتش طول الليل بسبب الموضوع دا.
فكر مليا ثم قال انتى عايزة رأيى ياما... سيبيه يتجوزهم ان شاء الله يولعو ف بعض.
الام المشكلة ان البت زوزة نسخة من امها و لو راشد شافها هيشك فيها دى كمان واخدة لون عينيه يعنى لوسألها على اسم امها و لا شاف شهادة ميلادها هيعرفها علطول ما الشهادة مكتوب فيها اسم امها بالكامل و كمان تاريخ ميلادها مظبوط وساعتها هيجيبنى من تحت طقاطيق الارض و الله اعلم هيعمل فينا ايه!
جلال بذهول يا نهار اسود ياما... دا الموضوع طلع كبير اوى.
الام اومال ايه يبنى.. انت فاكر الحكاية سهلة.. اومال انا هتجنن من كتر التفكير ليه!
جلال بتفكير و بعدين بقى هنعمل ايه! 
الام ايه رأيك نروح ليوسف و نحكيله على كل حاجة و نطلب منه الامان من عمه و هو بقى يعرفه بطريقته! 
جلال بحيرة انا مبقتش عارف حاجة ياما.... بصى سببنى بس دلوقتى أظبط الدنيا ف الكباريه و ع العصر كدا نبقى نشوف هنعمل ايه.. اكون فكرت ف اى حل يخرجنا من المصېبة دى. 
أماءت له موافقة ماشى يا قلب أمك.. ربنا يجيب العواقب سليمة يا رب.. احنا غلابة يا رب مش قد راشد سليمان. 
تركها ولدها تجوب شقتها ذهابا و ايابا من شدة القلق تفكر و تفكر و تتخيل رد فعل راشد ان علم بما اقترفته فى حقه من چريمة. 
فى فيلا راشد سليمان...
وصل يوسف الى الفيلا فوجد سهيلة منهمكة وسط بعض عمال منظمى الحفلات تملى عليهم طلباتها و اقتراحاتها لتزيين حديقة الفيلا لمحته سهيلة فسارت اليه و قالت يوسف.. انت كنت بايت فين امبارح!
يوسف كنت بايت فى فندق.
ردت باندهاش فندق!!.. ليه يعنى.
أجابها بحدة نوعا ما عادى يا سهيلة تغيير... عشان حتى نشتاق لبعض شوية.
ردت بعدم اقتناع اممم... طيب ابقى شوف يحيى كلم المأذون و جهز الشهود كدا و لا ايه!... معادش قدمنا وقت كتير.
تعجب لحماستها الزائدة و لكنه يعلم أنها تعشقه و انتظرت طويلا ذلك اليوم فأماء لها مطمئنا اياها و قال متقلقيش يا سولى كله هيبقى تمام ان شاء الله فى الميعاد.. ادخلى انتى بقى ريحى شوية و سيبى الرجالة يشوفو شغلهم.
إبتسمت بعشق و أماءت له موافقة و دخلت بصحبته الى بهو الفيلا و منه الى غرفتها.
فى الملهى الليلى....
انهى جلال أعماله بالملهى و صعد الى والدته فوجدها كما تركها على نفس الحالة من القلق الشديد عندما رأته أسرعت اليه تسأله بلهفة ها يا جلال نويت على ايه!
جلال بجدية تامة بصى ياما موضوع زينة و ابوها دا مش هيستخبى كتير و مسير ابوها هيشوفها و هيعرفها باى طريقة زى ما قولتى و اكيد مش هيسكتلك و مش هيسيبك تفلتى كدا بعملتك بالساهل عشان كدا بقول نروح ليوسف دا و نعمل اللى علينا و نعرفه و نتمسكنله شوية عشان ميأذيناش و ف نفس الوقت نتقى شړ عمه و يخرجنا احنا برا الدايرة دى خالص و يسيبونا ف حالنا احنا هنحاول نثبتله حسن نيتنا بدليل ان احنا ربيناها و علمناها و حافظنا عليها و خليناها بعيد عن شغل الكباريه و مااستغلناهاش فى السكك الشمال لا مؤاخذة... أظن دا كفاية اوى.
راق لها حديث ولدها و دب داخلها أمل جديد فى امكانية النجاة من شړ راشد سليمان فهى سمعت من زينة أن يوسف رجل شهم و طيب القلب و لا يحب إيذاء الآخرين فيبدو أنه مختلف عن عمه.
استرسل جلال حديثه قائلا انتى تعرفى عنوان
شركته!
الام لا معرفش... بس اعرف انها ف المهندسين.
جلال خلاص احنا نروح المهندسين و نسال على اسم شركته.. اكيد معروفة و مشهورة هناك.
ردت هنسال فين يبنى..دى المهندسين واسعة و كبيرة 
رد بتأكيد هنسأل ياما و اللى يسأل ميتوهش... قومى يلا البسى عشان نلحقه قبل ما الشركة تقفل.
وافقته باستسلام و قامت لتبدل ملابسها ثم استقلوا سيارة أجرة الى حيث وجهتهم.
وصلوا الى الحى المقصود و بعد بحث طويل استغرق منهم أكثر من ساعتين وصلوا الى شركة آل سليمان.
دخلوا الى الاستقبال و سألوا موظف الاستقبال...
جلال لو سمحت عايزين نقابل يوسف بيه.
الموظف مستر يوسف مجاش النهاردة.
جلال باستنكار نعم!... طب متعرفش هيبقى موجود امتى
الموظف الحقيقة مش عارف.. أصل كتب كتابه النهاردة و مش عارف....
لم يكمل الموظف كلامه فقد قاطعته سهام عندما ضړبت صدرها بكفها بفزع قائلة ينهار أسود و منيل 
الموظف فى ايه يا ست انتى!
جلال معليش يا استاذ احنا اسفين.. بس حضرتك مينفعش يعنى تدينا عنوان بيته اصل احنا عايزينه ف حاجة ضرورية مينفعش تستنى.
نظر لهما بريبة ثم قال طيب ثوانى... كتب لهما الموظف العنوان فى ورقة و أعطاهما اياه.
شكره جلال و من ثم أخذ والدته و استقلوا سيارة أخرى الى حيث فيلا راشد سليمان.
كان الطريق شديد الزحام فاستغرق منهم ما يقارب الساعة فقد أوشكت الشمس على الغروب و أوشكت سهام على الجنون.
فى ذلك الحين فى فيلا راشد سليمان...
بدأ الضيوف يتوافدون على حديقة الفيلا و حضر المأذون و الشهود و استعدت سهيلة للنزول الى الحفل و كان راشد و يوسف و يحيى يقفون فى استقبال الضيوف.
ذهب يحيى لسهيلة و أخبرها بأن عليها النزول الآن لان المأذون فى انتظارها لاتمام عقد القران.
التم الجميع حول طاولة المأذون و جلس يوسف و يحيى على يمينه و سهيلة و راشد على يساره و شرع فى القاء خطبة الزواج.
قبل ذلك الحين بقليل كان سهام و جلال قد وصلا الى بوابة الفيلا و لمحوا الانوار والزينة فانقبض قلب سهام فراحو لرجال الامن و طلبوا منهم الدلوف الى الحفل لضرورة ملحة و لكنهم رفضوا لدواعى أمنية و أثناء جدالهم مع جلال اندفعت سهام و دخلت من بينهم تهرول سريعا باتجاه الحفل لا تعرف من أين أتتها هذه الشجاعة فأسرعت الى أن وجدت نفسها أمام المأذون وهو يضع كفه على كفى يوسف و راشد المتشابكتين فأسرعت تقول استنى يا عم الشيخ.
نظر لها الجميع باستنكار و علت الهمهمات فعرفها يوسف بالطبع و أول ما خطړ بباله أنها جاءت لتفسد زواجه اڼتقاما منه لما فعله بولدها فترك يد عمه و انتفض من مكانه موجها حديثه لها انتى عايزة ايه يا ست انتى... انتى دخلتى هنا ازاى أصلا.
ردت برجاء يوسف بيه عايزاك ف كلمتين ضرورى قبل كتب الكتاب.
رد بعصبية مفيش بنا كلام و يلا امشى من هنا.
نظرت لراشد و قالت له مش فاكرنى يا راشد بيه!.. أنا سهام بنت الحاج سيد صاحب الكباريه اللى كنتو فيه امبارح.
و على ذكر الملهى أمام الحضور ارتبك راشد و قلق من أن تسوء سمعة ابن أخيه او ان تعلم الصحافة بما حدث بالأمس فى الملهى فاستأذن من الحضور و أخذ سهام و يوسف الى داخل الفيلا فدخل يحيى خلفهم و من ورائه سهيلة فالفضول ېقتلها.
و قف الجميع فى بهو الفيلا فبدأ راشد الحديث انتى مين يا ست انتى و عايزة مننا ايه!.. و لا مين اللى مسلطك علينا.
ردت بشجاعة لا تعلم من أين أحلت بها بنتك من هدى عايشة يا راشد بيه..ابويا كدب عليك و قالك انها ماټت بعد الولادة... بس هى عايشة.
جحظت عينيه و فغر فاهه من الصدمة و قال لها بعصبية انتى بتقولى ايه!.. انتى متأكدة من الكلام دا!... طب.. طب هى فين!
ردت عليه و نظرها مسلط على يوسف فى الحفظ و الصون يا راشد بيه.
ضيق يوسف عينيه بشك فقد بدأت الصورة تتضح أمامه فقال لها انتى بتتكلمى عن زينة
هزت رأسها
بالموافقة دون رد فاسترسل بعصبية ازاى... بنته ازاى.. و لما هى بنته سايبينها عندكو ليه!
قال عمه بملامح تائهة فالصدمة فاقت احتماله ايوة يا يوسف انا عندى بنت من قبل ما اتجوز
مامت سهيلة بس.. بس هما ضحكو عليا و قالولى ماټت... انت.. انت تعرفها يا يوسف!.. هى فين يا يوسف هاتهالى.. عايز اشوفها.
استفاق يوسف على الصدمة الأكبر ألا و هى أنه كاد يتزوج اختين فطار عقله و جن جنونه و قال لسهام بعصبية لم يعهد نفسه فيها من قبل يعنى ايييييه.. يعنى لو كنتى اتأخرتى خمس دقايق بس كان زمانى متجوز اختين
صمت....... صمت مطبق أحل على الجميع و صدمة ألجمتهم جميعا حتى صړخت سهيلة بيوسف قصدك ايه يا يوسف.. اتجوزتها و لا لسة هتتجوزها
أجابها بملامح جامدة من الصدمة اتجوزتها.... امبارح.
صړخت سهيلة يعنى أنا...
قاطعها يوسف متحرمة عليا.
اڼهارت سهيلة و انخرطت فى بكاء مرير فأى صدمة ستتحمل صدمة وجود اخت غير شرعية لها أم صدمة زواج يوسف المتيمة بحبه من أختها و أنها أصبحت محرمة عليه لم تحتمل الصدمة ففقدت وعيها.
أسرع اليها يحيى و قام بحملها متجها الى سيارته و قال ليوسف أنا هخدها ع المستشفى ابقى حصلنى...
بينما راشد فقد السيطرة على أعصابه و خارت قواه فأسرع اليه يوسف يمسكه قبل أن يرتطم جسده بالأرض..فنظر له و قال والكلمات تخرج من فمه بصعوبة بالغة ااانا ممش عارف أااشكرك ااننك حافظت عععلى ززينة و وولا

ألوومك ااان اانت كسرررت سسهيلة... ببس ااانا ااستاااهل كككل
 

تم نسخ الرابط