رواية كامله للكاتبه الرائعه

موقع أيام نيوز

المتناقضة فجزء منها يتوق لرؤيته و جزء آخر يتظاهر باللامبالاة و جزء ثالث ينهر ضعفها أمامه و لكنها عزمت أمرها أن تتحلى بالثبات و أن تغلق قلبها حتى لا تقع فى المحظور .
وصلت إلى باب الغرفة و طرقت الباب فأذن للطارق بالدخول ومن ثم فتحت الباب و تقدمت للداخل ففوجئت بصوت القرآن الكريم يصدح فى أجواء الغرفة مما أصابها ذلك الأمر بالدهشة و الذهول فهى قد نشأت و ترعرعت على أصوات الموسيقى و الغناء و لم يسبق لها من قبل أن سمعت كلام الله يتلى على مسامعها إلا فى بعض وسائل المواصلات بصورة عابرة و سريعة فتسمرت فى مكانها و لم تعرف ماذا عليها أن تفعل فهو قد فاجئها مرة أخرى بعكس ما عرفت عنه فازدرت لعابها بصعوبة و حمحمت قائلة صباح الخير يا مستر يوسف .
نظر لها و شعر براحة داخلية عندما رآها و استنبط سريعا أنها هى من أضفت على غرفته هذه الروح الجديدة فابتسم على إثر هذه الخاطرة و قال لها صباح النور يا زينة .
قضت تلك الابتسامة على البقية المتبقية من ثباتها أمامه و شعرت
بالخجل الذى انعكس على وجهها و أصبح واضحا له فابتسم مرة أخرى على خجلها و ارتباكها أمامه و قال لها تعالى انتى هتفضلى واقفة عند الباب كدا ! 
تمتمت بداخلها لا كدا كتير .. انا هكمل كدا ازاى .. انا كدا هيغمى عليا 
يوسف باستغراب زينة ما تدخلى يا بنتى انتى مش سامعانى و لا ايه 
زينة بخجل و ارتباك لا يليق بشخصيتها الجريئة ها .. سسامعاك طبعا يا مستر .
يوسف مضيقا عينيه باستفهام شكلك مش مركزة .. انتى منمتيش كويس 
اتسعت عينيها من الدهشة على إثر هذه الكلمات و جال بخاطرها .. 
من هذا الرجل و ما هذا السؤال طيلة الخمسة و عشرين عام الذين مروا من عمرها لم تسمع هذا السؤال و لم تجد هذا الاهتمام و لم تشعر بهذا الحنان الذى كان يملأ طيات كلماته انظر ماذا تفعل بى يا يوسف و ماذا سوف افعل انا بك ليت كان حديث على عنك صحيحا حتى اشعر انك تستحق أن أخدعك و لكن ماذا لو كان حديثه عنك غير صحيح ! فماذا على أن أفعل ! .. ليتنى لم أقبل بذلك من البداية .. ليتنى لم أرك .. ليتنى لم أعرفك ففى كل لحظة أراك فيها ينقلب كيانى و تسكن وجدانى و يتمرد قلبى عليا فلم أعد قادرة على إحكام زمامه و كبح جماح مشاعره ... رحماك يا رب .
يوسف لا لا دا انتى مش مركزة خالص .. لو تعبانة ممكن تروحى مفيش مشكلة .
زينة بضيق من نفسها من كثرة شرودها احم .. انا اسفة اصلى متوترة شوية بس .. اول مرة اشتغل فى مكان نضيف زى دا و خاېفة شغلى ميعجبش حضرتك .
قهقه من تلك الكلمات و قال لها ههه.. طب هاتى بس القهوة دى عشان اشربها قبل ما تبرد . 
أسرعت زينة إليه فهى قد نست أمر القهوة تماما و قالت له يا خبر ... دى زمانها بردت اصلا... انا متأسفة اوى يا مستر ثم أسترسلت حديثها للضحك اهوه جالك كلامى ... آدى أول القصيدة كفر . . . ثوانى هعمل لحضرتك غيرها... و همت بالمغادرة و لكنه استوقفها قائلا استنى يا زينة خلاص متتعبيش نفسك أنا هشربها باردة عادى لسة اليوم طويل و دا مش أخر فنجان هشربه يعنى .
نظرت له بإعجاب شديد لحسن تعامله معها و رفقه بها فابتسمت دون أن تنطق و ظلت محدقة به بلا وعى و بدون إرادة منها فقرأ يوسف ما يدور بخلدها و استنبط أنها قد حرمت من العطف و الاهتمام لذلك فهى دائما ما تقابل ردود افعاله معها بالدهشة و الاستغراب فأشفق عليها كثيرا و استطرد كلامه بالمناسبة شكرا على الورد و الروايح الجميلة دى .
نظرت له بابتسامة بلهاء و فرحة تنطق بها عيناها بجد الورد عجب حضرتك 
يوسف مبتسما جدا .. بصراحة ذوقك حلو و مخلية للمكتب روح جديدة كدا .. بس ابقى ضيفى ع الروتين دا بقى تشغيل الشاشة على قناة القرآن الكريم .
تجهمت ملامحها على إثر هذه الكلمات فهى بعيدة كل البعد عن كتاب الله سواء بالقراءة أو الاستماع و ترى نفسها أنها أقل من أن تفعل ذلك و إلا رأت نفسها أكبر منافقة فى العالم و كيف لها أن تستخدم كلام الله فى لعبتها القڈرة يا ويلى منك يا يوسف حتما ستدفعنى إلى الچحيم دون أن تدرى بأفعالك تلك ... هكذا حدثت نفسها .
فازدرت لعابها بصعوبة لصعوبة هذا الطلب عليها و قالت حاضر إن شاء الله .
تناول القهوة فى رشفة واحدة فهى كانت باردة و أعطاها القدح الفارغ و قال لها ها السى فى بتاعك جاهز .
ردت بحماسة أيوة جاهز يا فندم أروح أجيبه لحضرتك 
يوسف يا ريت .. عشان أشوفه قبل ما أبدأ فى مقابلات العملا و الاجتماعات .
ردت بايماءة حالا هيكون على مكتب حضرتك .
غادرت بخطوات سريعة نحو حقيبتها التى تركتها فى مقهى الشركة و فتحتها و أخرجت منها الملف المطلوب و ذهبت إليه سريعا و أعطته الملف قائلة اتفضل يا مستر الملف اهوه .
أمسك بالملف و أخذ يقرأ بياناتها بتمعن و قال لها معاكى دبلوم تجارة !.. هايل جدا .
ردت متعجبة هايل جدا ! .. اومال لو كان معايا بكالوريوس تجارة كنت قولت ايه 
ضحك يوسف و قال أن شاء الله هتكونى احسن من إللى معاهم بكالوريوس لو عندك إرادة و استعداد إنك تتعلمى .
ردت ببلاهة أنا مش فاهمة حاجة !! ..
يوسف بجدية إسمعى يا زينة أنا بصراحة شايف ان الشغل ف بوفيه الشركة ما يناسبكيش أنا وافقت بس عشان شايفك محتاجة الشغل و كويس إن انتى معاكى شهادة تقدرى تطوريها و انا هساعدك فى كدا ..ثم صمت قليلا و بعدها قال أنا
هكلف استاذ ف المحاسبة شغال معانا هنا ف الشركة يديكى كورسات ف المحاسبة و انتى و همتك بقى .
زينة باستفهام و بعد ما اخلص الكورسات دى !
يوسف هتدربى على شغل الحسابات لحد ما تتمكنى و بعدها هشغلك فى قسم الحسابات هنا أو فى أى فرع للمجموعة ... ها إيه رأيك 
زينة باستفهام يعنى هبقى زيى زى أى موظف أو موظفة هنا ف الشركة!
يوسف بتأكيد اكيد طبعا ..
لقد أخذت اللعبة منحنى عكسى تماما فبدلا من أن تستدرجه لأسفل سافلين يستدرجها هو لأعلى عليين أى ذنب إقترفتيه يا زينة حتى يسلط الله عليكى من يحملك من الآثام ما يؤدى بك إلى الهلاك لا محالة فلو لم تكن تلك لعبة زائفة أقحمت نفسها بها بمحض إرادتها لما كان حالها كل هذا التجهم و الشعور بتأنيب الضمير لكانت حاليا محلقة فى سماء الحرية و السعادة بحصولها على تلك الوظيفة التى لم يخطر على بالها يوما أن تحصل عليها و بهذه السهولة ..
لاحظ يوسف نجومها على عكس ما توقع فهو ظن أنها سوف تسعد لذلك العرض سعادة عارمة فتعجب لذلك و سألها مضيفا عينيه باستغراب شايفك مش مبسوطة من العرض دا .
ردت بابتسامة متكلفة لا أبدا يا يوسف بيه دا حضرتك فاجئتنى بصراحة مكنتش متوقعة إن حضرتك هتعرض عليا عرض زى دا دا كرم أخلاق منك و مش عارفة اشكرك ازاى .
يوسف مبتسما مش عايز منك شكر .. عايز دعوة حلوة منك بس .
ردت باستنكار مشيرة بسبابتها اليمنى على صدرها قائلة منى أنا !
رد بصدق أيوة منك انتى .. انتى مستقلية بنفسك ليه 
ضحكت ضحكة بسيطة ثم قالت المفروض أنا إللى أطلب من حضرتك الطلب دا .
يوسف بمرح خلاص يا ستى متزعليش انتى تدعيلى و أنا أدعيلك . . إيه رأيك 
زينة هو فى رأى بعد رأيك يا يوسف بيه 
يوسف ما قولنا بلاش بيه دى ..
زينة لا مؤاخذة نسيت .
يوسف المهم إديني أسبوعين كدا أكون نسقت مع أستاذ المحاسبة و ظبت موضوع الكورسات لأن فى ضغط كبير ف الشغل اليومين دول .
تنفست زينة الصعداء فعلى الأقل ستبقى بجانبه طيلة هذه المدة و لتعيد حساباتها و تحسم أمرها بشأن هذه التمثيلية ..
فيوسف أشعرها بدنائتها و دنائة من تلعب لصالحه
و لكن هى من ألقت بنفسها إلى التهلكة و عليها أن تكمل مسيرتها إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا ...
الفصول من 14 19
الفصل الرابع عشر
فى شركة آل سليمان ...
مازال الحوار قائما بين زينة و يوسف فبعدما عرض عليها أن تحسن من مستوى شهادتها على أن تمهله مدة أسبوعين حتى ينتهى من أعماله العالقة و عند هذا الحد شكرته زينة و همت بالمغادرة و لكنها عادت مرة أخرى مدعية أنها نسيت أن تخبره أمرا ما ...
زينة مدعية الاحراج احم .. مستر يوسف فى حاجة مهمة لازم حضرتك تعرفها .
يوسف بجدية خير يا زينة حاجة ايه دى 
زينة بارتباك مصطنع أشارت على المقعد المقابل لمكتبه طب ممكن أقعد .. أصل الموضوع هيطول شوية .
اعتدل فى مقعده و استند بيديه على المكتب و أماء لها بإنتباه و تركيز أه طبعا اتفضلى .
جلست على المقعد و شبكت يديها و بدأت الحديث وهى تنظر لكفيها قائلة احم ... العنوان الموجود فى الملف دا مش عنوان بيت .
يوسف عاقدا حاجبيه بعدما فهم مش فاهم .. اومال عنوان ايه 
رفعت بصرها نحوه و ابتلعت ريقها بصعوبة و أجابت بترقب لردة فعله عنوان لا مؤاخذة .. احم ..
لم ينطق من صډمته فهذا آخر مكان يمكن أن يتوقع أن تسكن به بل لم يخطر بباله ذلك من الأساس .
systemcode ad autoadsانتظرت أن يرد عليها و لكن لم ترى منه إلا علامات الصدمة و الذهول بادية على وجهه بوضوح فأكملت قبل ما دماغك تروح لبعيد ممكن تسمع حكايتى !
أماء لها بالموافقة دون أن ينطق فاسترسلت حديثها قائلة أنا زى ما قولت لحضرتك قبل كدا إن أنا يتيمة مشفتش أبويا و لا أعرف شكله إيه لأنه ماټ و أنا عندى سنتين و بعدها أمى ماټت بالمړض الخبيث و أنا عندى خمس سنين و سابتنى عند واحدة صاحبتها تربينى عشان أمى مكانش ليها حد و معرفش ليها عيلة و لا قرايب و الست إللى ربتنى
دى تبقى صاحبة الكباريه بس هى طلعت ست كويسة و علمتنى لحد
تم نسخ الرابط