رواية بغرامها متيم ج2 من رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

 


وتفتك ذرات الصبر داخلي 
وأنت ياذاك اللسان دافع ولا تسمح للفراق ان يهزمك ويفقدك الأمل 
وأنت يا ذاك القلب انبض بعشقها وتمسك بقربها وقف وقفة الفرسان في الدفاع عن أمانها 
كل تلك الكلمات والأفكار التي ظلت تتهاوى بعقله ولكن تعب كلها الحياة فما عجب الا في ازدياد فمن منا لم يتألم ومن منا يعيش هانئ البال خال الفكر فكل منا يغنى علي ليلاه .

في منزل ماهر الريان حيث أتى ظهرا الي المنزل كي يأخذ بعض الأشياء الخاصة به ويطمئن على شمس ويخبرها بالخطوات التي فعلها في موضوعها الخاص أرسل إليها رسالة كي تخرج إليه في الحديقة ومعها كوبا من القهوة لشعوره بالصداع النصفي فامتثلت لطلبه وقامت بصنع كوبان من القهوة وخرجت إليه وما إن وصلت إليه حتى زارت الابتسامة وجهها ثم ألقت السلام 
هاللو يا أبيه أنا مبسوطة قووي إنك جيت النهاردة وكمان طلبت مني أعمل لك قهوة .
ابتسم لها برسمية شعرت بها ثم رد سلامها بما أزعجها 
وعليكم السلام ورحمة الله دي تحية الإسلام يا أبلة سيبك بقى من شغل الغرب اللي اتعلمتيه هناك وشغل العيال الصغيرة دي انت خلاص كبرتي وبقيتي آنسة .
زمت شفتيها للأمام بحزن مصطنع كما الأطفال ثم هتفت وهي تتذكر مامضي منذ أعوام وعينيها تلتمع ببريق الذكريات الجميلة 
بس مهما كبرت هشوفني شمس اللي كانت بتقعد على رجلك وهي في ابتدائي وتشيلها ترفعها للسما وتنزلها وهي كلنا تتشعبط في رجلك ومتسيبكش إلا وأنت مكفيها طيران في السما .
ذكرته بأيام شبابه وأيام جامعته وحياته التي قضاها في منزلهم كصديق لأخيها الذي ټوفي في عامهم الأخير من الجامعة إثر حاډثة سير 
بالفعل كانت ما إن تراه تركض إليه وبالتحديد عندما كان يناولها الشوكولا المحببة إلى قلبها كي تتركهم ينعمون بوقت مذاكرتهم ثم تذكر معها تلك الأيام 
أه وفاكر كمان لما كنت هرشيكي بالشوكولاتة علشان تحلي عن سماي اني وأخوكي الله يرحمه وتسيبينا نذاكر من زمان وانت غاوية تعب ليا يا بنت انت .
ناولته كوب القهوة وهي تبتسم بحالمية لتذكرها أيام الطفولة وراق لها كلماته ثم تعمقت في الحديث معه 
بس البنت كبرت لحد ما دخلت ثانوي وكنت اتجوزت فرح ودخلتوني معاكم في خناقاتكم اللي كانت مبتنتهيش 
ثم ذكرته بشئ ما 
بس انت بصراحة كنت غيور قوووي يا أبيه ماهر وكنت بتقف لها على الواحدة وبصراحة بردو اختي كانت منفتحة شوية وجننتوني معاكم وقتها .
تنهد بأنفاس طويلة وهو يشعر بالاستياء لذكر تلك الفرح في الحديث بينهم ثم نهاها 
طب متجيبيش سيرتها الله يرضى عنك علشان مهحبش أتكلم عنيها خالص ربنا يرحمها ويسامحها .
هزت رأسها للأمام بموافقة ثم سألته عن رحمة 
طب طمني رحمة هديت ولا لسه 
ارتشف القهوة بتلذذ فهي لديها نكهة مميزة بالقهوة منذ صغرها ثم شكرها على صنيعها
لساتك هتعملي القهوة زينة وسفرك لبرة منسكيش عمايلها .
ابتسمت لشكره لها ثم هتفت بنبرة حماسية 
بجد عجبتك ياماهر 
نادته باسمه بتلقائية دون ألقاب فلم يعقب على ذلك ثم أجابها في سؤالها عن رحمة 
كنت بتسأليني عن رحمة هي كويسة الحمدلله بتسألي ليه بقي المفروض انك تزعلي منها ولا ايه
سألها ذاك السؤال بدهاء كي يستشف ماورائها فأجابته 
عادي علشان خاطرك استحمل بس ايه اللي عجبك في رحمة دي بالذات حساها مش لايقة عليك بصراحة ومتزعلش مني .
ابتسامة جانبية زينت ثغره لما قالته ثم ردد مدافعا
مين قال اكده يعني فرح اللي كانت شبهي !
لو بصيتي من جميع النواحي هتلاقي إن أنا ورحمة شبه بعض قوووي علشان اكده قلوبنا اتقابلت وهي اتحدت الصعاب وكس رت حاجز الصد المنيع اللي كنت حاطه على قلبي من عشر سنين ومفيش ست غيرها قدرت تعمل اكده.
ياه ده ايه الحب الكبير قووي ده يامتر .. تلك الجملة التي نطقتها شمس بنبرة أشبه للحسرة وعقبت عليها 
يابختها والله اللي تلاقي راجل يحبها زيك ويتكلم عنها في غيابها كدة يابختها بيك يا ماهر.
ابتسم لها ثم أخرج ورقة من جيبه مناولا إياها وهو بتجاهل كلامها 
طب سيبك من الحوارات داي خدي الورقة دي فيها عقد إيجار شقة في الكومباوند اهنه على بالليل تكوني جاهزة هوصلك هناك 
وكويس إن موبايلك القديم اترمي علشان عمك ميقدرش يوصل لك وكمان أنا رفعت قضية إعلام وراثة علشان تشوفي حقك في بيت باباكي وشفت لك شغل عند واحد معرفتي هتشتغلي عنده بمؤهلك .
وقبل أن يكمل كلامه وجد الحارس المسؤول عن الفيلا الخاصة به يهرول إليه مرددا 
ماهر بيه في واحد برة جاي ومعاه حرس وبيقول إنه مدير مكتب محافظ القاهرة وعايز حضرتك.
نظر اليها ماهر نظرات ثاقبة ثم أعاد بصره إلى ذاك الواقف وطلب منه 
خليه يتفضل .
انصرف الحارس ثم أعاد النظر إليها متسائلا إياها بشك 
عمك عرف منين ان انت اهنه وباعت مدير مكتبه ليه 
توترت بشدة من مجئ عمها الى هنا وشعرت بالخۏف الذي وصله الآن من رجفة يدها وعيناها الزائغة وأجابته 
ماهو عارف ان مليش حد اروح له غيرك وأكيد دماغه وصلته لهنا علشان كدة باعت مدير مكتبه 
ثم سألته بتوتر 
هو انت ممكن تسيبني ليه وتتخلى عني علشان أنا عملت لك مشاكل مع رحمة 
تنفس بضيق من مجمل الموضوع ولكنه لم يعهد الخۏف أبدا لطالما خطواته سليمة وبعيدة كل البعد عن الشبهات ثم طمئنها 
لا مش هسيبك متقلقيش بس ملكيش دعوة برحمة نهائي وياريت متشغليش بالك بيها وحاجة كمان مهمة قووي حطيها حلقة في ودنك متشغليش بالك في الدنيا داي كلماتها غير بحالك وبشغلك ونجاحك متبصيش على مشاكل غيرك وتشغلي نفسك بيها وتعطلي وقتك على حد انت شاغلة بالك بيه وهو مش بيفكر فيكي أصلا ولا شايفك ثانيا ركزي في انك تتقدمي في طريقك ومتبصيش وراكي علشان كل اللي بصوا وراهم فضلوا مكانهم يعني بالمختصر
يا شمس نجاحك ثم نجاحك ثم نجاحك انت بس .
أراد بتلك الكلمات أن يوصل لها معان عدة ومن أهمها بث الثقة بداخلها وعدم انشغالها بأحد مهما كان 
قطع حديثهم وصول ذاك الضيف فقام بالترحاب به بكل وقار ثم بعد تعريف الضيف لشخصه نظر إلى شمس قائلا 
سعات الباشا باعتني اخد الآنسة شمس بكل هدوء
ومن غير ما نعمل شوشرة .
نظر ماهر إلى شمس متسائلا إياها
ايه رأيك يا شمس عايزة تروحي لعمك ولا تفضلي كل حاجة بإرادتك انت مش قاصر ومحدش يقدر يغصبك على حاجة واصل .
كان يتحدث معها بقوة جعلت ذاك الجالس يشعر بفشل محاولته ثم رددت شمس بقوة اكتسبتها من كلام ماهر لها 
مش هاجي معاك وقول لعمي بيني وبينه المحاكم في الوصول
لحقي ومش هرجع بيتي إلا لما المحكمة تسلمني حقي فيه .
هتف ذلك الشخص بټهديد مغلف بالحكمة فهو في حضرة محامي داهي
طيب ليه تعملي عداوة ومشاكل بينك وبين عمك وتفتحي طرق مش هتقدري عليها ولا حد في الدنيا هيقدر يسد قصاد الباشا حافظ الهنداوي ومهما كان انتو لحم ودم متدخليش الغريب بينكم .
هنا أجابه ماهر وهو يرجع رأسه بكبرياء للخلف بنفس طريقته 
له متشغلش بالك انت بموضوع حمايتها وبلغ
حافظ باشا إن ماهر الريان مبيتهددش وإذا كان هو له مكانة كبيرة في منطقته فاحنا لينا مكانة كبيرة في البلد بحالها وبرة البلد كمان ولو حابب يجرب تمام معنديش مانع والبقاء للأقوى .
استدرك ذاك الشخص مدى قوته من طريقته في الحديث ثم قام مستئذنا وهو يبلغها مرة أخرى
تمام يا آنسة شمس طالما ده ردك هبلغ عمك وهو حر في اللي هيعمله معاكي أنا مجرد فاعل خير عن اذنكم .
ودعه ماهر وهو بنفس مكانه دون أن يتحرك فهو قد هددهم بطريقة مخبئة في منزله فلابد أن يتعامل معه بكل حسم لأنه سينقل كل شئ لذاك الحافظ 
مع السلامة يافاعل الخير وبلغ سيادة المحافظ إني هرد له زيارة فاعل الخير داي عن قريب وكل واحد وطريقته بقي في فعل الخير .
ابتسم له الآخر بسماجة ثم غادر المكان وفور خروجه هاتف عمها وأبلغه بما سمعه من ماهر مما جعله يزداد ڠضبا وهو يتوعد له ولابنة أخيه التي هربت يوم زواجها من ابنه وفضحتهم بفعلتها تلك 
اما في الداخل تحدث ماهر 
عمك بدأ المشاكل ومش هيسكت فأنا هعرض عليك عرض ايه رأيك اشوف لك شغل برة مصر خالص وتبعدي عن هنا لحد الأمور ما تهدى 
شعرت بالاختن اق من عرضه فهي لاتريد الهجرة أو بالتحديد لاتريد الابتعاد عنه فهي وجدت فيه الرجل القوي الشهم الذي سيتصدى كل الصعاب لأجلها ولكن عقلها ينهرها على تفكير قلبها بتلك السذاجة فهو رجل عاشق لامرأته وما تفعله الآن بالتودد إليه لايسمن ولا يغنى من جوع ولكن ما زالت عقول الفتايات تنسج أوهامها بقصة لاتمت للواقع بصلة وتعيش داخل عالم تلك القصة 
لاحظ صمتها على عرضه وتبدل ملامحها للحزن فسألها 
مالك قلبتي وشك اكده ليه لو مش حابة السفر خلاص براحتك بس اني قلت اريحك من ۏجع الدماغ دي خالص لحد ماقضية حقك في بيت باباكي تخلص وكمان تضمني أمانك من جبروت عمك.
على صدرها صعودا من أنفاسها العالية ثم تحدثت بما يؤرق صدرها 
انا مش عايزة اسافر يا أبيه ماهر انا عايزة اقعد في بلدي واستقر فيها واشتغل واعمل كيان لنفسي والاقي الانسان اللي يحبني ويقدرني ووقتها هبيع الدنيا بحالها وهكون ليه احسن زوجه في الدنيا لاني بجد نفسي اكون عيله زهقت من السفر وسن المراهقه اللي انا كنت عايشاه انا عايزه استقر في بلدي فاهمني .
إلي الآن لم يستطيع فهم شخصية تلك الشمس وما ورائها ولكنه سيكمل

شهامته معها إلى النهاية ثم هز رأسه للأمام ليقول بتعجل 
تمام زي ما تحبي جهزي نفسك بالليل هعدي عليكي تكوني جهزتي نفسك همشي دلوك لأني ورايا مواعيد كتير مش عايز اتاخر عليها .
نظرت اليه بحزن لمفارقته إياها ثم سألته 
طب هو أنا مش هشوفك تاني لما اروح الشقة دي وأستلم الشغل 
نظر إلى ساعته باستعجال ثم هتف 
له أكيد هتواصل معاكي وهسأل عنك وقت بعد وقت .
تفهمت كلامه ثم اخفضت بصرها للأسفل مرددة بحزن حقيقي بصوت رقيق 
طب متنسانيش أرجوك علشان انا هنا لوحدي 
وأكملت بعيناي لامعة 
علشان ماليش غيرك يا ماهر .
اهتز داخله من نبرة الضعف التى تتحدث بها ثم طمئنها 
متقلقيش ياشمس مش هسيبك إلا لما اوصلك لبر الأمان ودي وعد وعدته لك قبل اكده.
انهي كلماته وحمل أشياؤه وتحرك بخطواته ولكنها تحركت بجسدها قليلا وعلى حين غرة أمسكته من يده وهو يعطيها ظهره مما جعله نفخ بضيق من حركتها تلك فالټفت إليها متسائلا إياها بنبرة رجولية حادة قليلا وهو ينظر إلى اصابعها المتمسكة بيديه 
في حاجة ياشمس 
بنبرة مستكينة راجية وعيناي استقرت بقصد داخل عيناه 
شكرا قووي على كل اللي
 

 

تم نسخ الرابط