فإذا هوى القلب بقلم منال سالم
المحتويات
كانت هنا!
شعر منذر بالإطمئنان لكونها أصبحت على حال أفضل فردد بهدوء دون أن يظهر أي تغيير على ملامح وجهه
تمام
دنت منه وحدقت مباشرة في عينيه لتضيف بمكر
واعدت اتكلمت مع نيرمين شوية!
تبدلت تعابير وجهه سريعا للضيق والإشمئزاز لمجرد ذكر والدته لذلك الأمر الثقيل على قلبه وصاح بنبرة شبه غاضبة وقد استشاطت نظراته
ارتجفت من تحوله للڠضب وردت بحذر
كان على طرف لساني بس....
أظلمت عيناه وقاطعها مهددا بنبرة عدائية وهو يشير بسبابته
قسما بالله لو حصل من غير ما تقوليلي لأنهي الموضوع قبل ما يبدأ!
هزت رأسها نافية وهي تجيبه
لا يا بني ميصحش أصلا أفاتحها في حاجة دلوقتي أنا
خدت بس واديت معاها في كلام عادي!
لم يبدل من تعابيره المتشنجة وأكمل منبها بشراسة
الله يكرمك قفلي على سيرة الجواز لأني بأتخنق!
ثم أخفض نبرته ليحدث نفسه بازدراء
وخصوصا مع دي!
عبست جليلة بوجهها وأخفضت نبرتها لتبدو مستاءة فتشعره بالذنب نحوها وهي تقول
يا ضنايا أنا بأفكر في مصلحتك ونفسي أفرح بعوضك فبأشوفلك حاجة مضمونة!
هي تلاجة هاشتريها!
أوضحت له مقصدها مبررة
ماهو ربنا بيقول اسعى يا عبد!
رد عليها بغلاظة
مش بالشكل ده لما ربنا يإذن هيحصل لكن جو التلزيق والتمحيك ده ماليش فيه
قست نظراته وبدت أكثر صرامة وهو يقول مؤكدا
ماشي اتفقنا يا حاجة جليلة
تنهدت مستسلمة وهي ترد
اللي تشوفه
يالا سلام بقى!
قالتها وهي تغلق الباب خلفه بهدوء لتعود إلى الداخل لتكمل ما لديها من أعمال منزل عالقة....
يئست أسيف من محاولة اقناع عمتها بأنها لا ترغب في بيع الدكان الذي لم تره بعد وهتفت متسائلة بتبرم
ايه اللي مش واضح في كلامي
كانت تخشى الأخيرة عواقب الرفض فالمسألة ليست مجرد عملية بيع عادية بل هي مسألة حيوية يترتب عليها الكثير من الأور لذا ردت عليها بتوجس
انزعجت أسيف من اعطاء هؤلاء الأشخاص قدرا أكبر من قيمتهم وكأنهم يملكون زمام كل شيء فصاحت متسائلة بعصبية
ليه يعني
أجابتها عواطف بنبرة مرتبكة وهي تبتلع ريقها
لو ماتمتش البيعة هيحصل مضاربات تاني وخناقات ومشاكل مش هاتنتهي!
ردت عليها أسيف بنبرة شبه قوية غير مكترثة بهم
توسلتها قائلة برجاء أكبر وهي محدقة فيها
طب عشان خاطري أنا ده الحاج طه وابنه وقفوا معانا كتير وجمايلهم مغرقانا!
ثم صمتت للحظة قبل أن تضغط على شفتيها لتقول بحرج قليل
ده.. ده غير الفلوس اللي دفعوها وآ....
فهمت أسيف مقصدها على الفور هي متحجة بمسألة الدين وما سددوه من مديونيات سابقة تخصها.
قست تعابيرها واحتدت نظراتها و ردت بحسم وبجدية صارمة
أي حاجة دفعوهالي دين عليا أنا هارده ودلوقتي!!!
أولتها ظهرها ثم اندفعت نحو الباب خارجة من الغرفة بخطى سريعة وكلها إصرار على سداد ما عليها من مستحقات.
لحقت بها عواطف قائلة بتوجس
مش كده يا بنتي الموضوع أكبر من مجرد فلوس ودين!
التفتت أسيف بجسدها نحوها مرددة بصوت متصلب
بصي يا عمتي أنا متعودتش اكون مديونة لحد وده حقهم فمش خلي حد يجبرني على حاجة لمجرد إني مديوناله!
توسلتها عواطف بإلحاح
يا أسيف اسمعي وافهمي كويس الموضوع هو مايتخدش قفش كده!
ردت عليها بإصرار عنيد
لأ يا عمتي أنا مش عاوزة أفهم حاجة دكان أبويا أنا مش هابيعه! وفلوس سي منذر بتاعكم ده هادفعهاله!
فغرت عواطف شفتيها مصډومة من تبدل حالها للجدية والجمود بعد أن كانت لا حول لها ولا قوة فهتفت مستنكرة اندفاعها الأهوج
لا إله إلا الله! يا بنتي انتي مكونتيش كده
لم تعقب عليها أسيف بل انطلقت نحو الغرفة لتخرج النقود من الحقيبة وتدفع ما عليها.
خرجت نيرمين من غرفتها متسائلة بفضول بعد أن سمعت صوت شجارهما المرتفع
في ايه يا ماما صوتكوا على كده ليه ومالها البت دي
رمقتها أمها بنظرات ڼارية مشټعلة وهي تجيبها بحنق
منك لله يا شيخة بوظتي الدنيا بغباءك!
انفرجت شفتاها مرددة بذهول مصطنع
هو أنا عملت حاجة
أشارت لها والدتها بكفيها قائلة بتوبيخ شديد
كان لازم يعني تتسحبي من لسانك وتقولي على الدكان قبل ما تشوريني!
وضعت نيرمين يدها في منتصف خصرها مرددة بازدراء
ليه الهانم اللي على رجلها نقش الحنة
مش عاجبها الكلام!
أجابتها عواطف بتبرم
اه يا فلحوسة ومش راضية تبيع!
رفعت نيرمين كفها أعلى جبينها شاهقة بإستنكار
نعم ليه إن شاء الله هي تطول حد يدفعلها فلوس!
أسرعت أسيف بجذب الحقائب من جوار خزانة الملابس وأسندتهم على الفراش ثم قامت بفتحهم لتبحث بداخلهم عن كيس النقود البلاستيكي المخبأ وسط الثياب.
كانت تفتش بعصبية فبعثرت معظم الثياب دون أن تجد ما تريد.
وقعت عيناها على الكيس ففتحته على عجالة وشهقت مصډومة حينما لم تجد بداخله سوى قطعة من الملابس.
أفرغت محتوياته على الفراش وتساءلت پخوف
هما راحوا فين دول كانوا هنا أنا متأكدة أنا حطاهم بإيدي في الكيسة دي!!!!
قلبت الحقائب رأسا على عقب وبحثت بتأني في كل شيء.
ألقت ما بيدها ثم فركت جبينها عدة مرات بتوتر شديد وتابعت البحث من جديد وهي تحدث نفسها بقلق
مش ممكن مش معقول اختفوا كده!
انقبض قلبها پخوف كبير حينما فشلت في العثور على النقود.
هي الآن في مأزق حقيقي.
تسارعت دقات قلبها ونهج صدرها من فرط المجهود المكثف.
أضاء عقلها بوميض غريب. ودار بخلدها فكرة ما غير مريحة على الإطلاق.
رفضت تصديق الأمر في البداية لكن لم يكن لديها أي تفسير أخر سوى ذلك..
رددت مع نفسها پصدمة
أكيد هو اللي ورا الموضوع هو الوحيد اللي لم حاجاتنا من اللوكاندة!
تشنجت قسمات وجهها وصرت على أسنانها لتهتف بوعيد
والله ما سكتاله!
اندفعت كالثور الهائج راكلة الثياب بقدمها صائحة بنبرة عالية متعصبة
يا عمتي!
توجست عواطف خيفة من نبرتها تلك وسألتها بحذر
خير يا بنتي
وقفت أسيف قبالتها ونظرت لها بأعين مغلولة وهي تجيبها
أنا اتسرقت!
لطمت عواطف على صدرها مرددة بعدم تصديق وهي تشهق
ايه اتسرقتي!!!!
استنكرت نيرمين ما قالته ابنة خالها فقد استشعرت في حديثها أنها تتهم عائلتها بالسرفقة.
ضاقت نظراتها نحوها وهدرت صائحة بحدة
نعم.. نعم.. نعم!!!!
وزعت أسيف نظراتها بينهما قائلة بانفعال
ايوه أنا مش لاقية فلوسي اللي كانت في الشنطة و....
قاطعتها نيرمين بشراسة مشيرة بكف يدها أمام وجهها لتجبرها على الصمت
حاسبي على كلامك! محدش فينا مد ايده على حاجتك!
ردت عليها بصعوبة وهي تحاول التحكم في أعصابها
مقصدش حد فيكم بس.. بس الفلوس اللي كانت معايا وفي الشنطة مش موجودة!
نظرت لها نيرمين شزرا وتابعت قائلة بوقاحة
بصي يا روح الروح انتي من يوم ما طبتي علينا ومحدش قرب منك ولا من شنطك شوفي مين خد فلوسك ولا تلاقيها وقعت منك أصلا وبتقولي اتسرقت و...
قاطعتها أسيف صائحة بجدية مفرطة
أنا.. أنا عاوزة أشوف اللي اسمه منذر ده!
وكأن صاعقة قد ضړبت برأس نيرمين فجأة فاتسعت حدقتيها في عدم تصديق وشهقت مذهولة
مين ياختي
توجست عواطف من تطور الأمور للأسوأ فتساءلت پخوف
ليه يا أسيف
ردت عليها معللة وهي تشير بيدها
هو اللي جاب الشنط ومش بعيد يكون آ....
وقبل أن تكمل جملتها للأخير هدرت بها نيرمين بنبرة عڼيفة متعمدة إھانتها وهي تحدجها بنظرات دونية
اياكي تفكري في ده منذر مين اللي هايبص للكام ملطوش اللي معاكي ده يشتريكي كلك على بعضك بملاليم تقولي يسرق فلوسك فلوس مين يا أم فلوس!
ذهلت عواطف مما رددته ابنتها فڼهرتها قائلة
نيرمين اتكلمي عدل!
ردت عليها الأخيرة بحدة غير مبالية بتصرفاتها المتطاولة
انتي مش شايفة بتغلط في مين!
اشتعلت أسيف ڠضبا من أسلوبها الفج المسيء لها فصړخت بها بعصبية وهي تشير بسبابتها لها
لو سمحتي متداخليش أنا مطلبتش رأيك!
ردت عليها نيرمين بجموح وهي تقف قبالتها متحدية إياها
لأ هاتدخل ونص!
رمقتها أسيف بنظرات مستخفة وهي تسألها بعصبية
بصفتك ايه أصلا
تغنجت بجسدها بطريقة مستفزة وهي تجيبها ببرود جامد
قريبنا وأعرفه كويس الدور والباقي عليكي انتي اللي ما عرفينلك أصل من فصل!
احتقنت عيناي أسيف بحمرة غاضبة
للغاية وكورت قبضة يدها لتدفعها بها پعنف من كتفها صائحة بصوت متشنج مهدد
احترمي نفسك معايا مش هاسمحلك تغلطي فيا!!
تفاجأت نيرمين مما فعلته وكانت على وشك الاشتباك معها لكن وقفت عواطف حائلا بينهما بجسدها وصړخت فيهما
بس انتو الاتنين احترموا وجودي في ايه
تابعت أسيف قائلة بشراسة وقد قست عيناها
أنا مش هاقبل بأي اهانة تسيء ليا وفلوسي اللي ضاعت مش هاسكت عنها وهاجيبها!
ثم وجهت حديثها إلى عمتها قائلة بقوة تحمل الكبرياء والترفع
وإن كان على القعاد هنا يا عمتي فبناقص منه الحمدلله أنا أقدر أسكن في آ.....
وضعت عواطف يدها على فمها مانعة إياها من الحديث وهي ترد بتوجس
ماتكمليش!
خشيت أن تخسر ابنة أخيها الراحل بسبب حماقات ابنتها الغبية فجاهدت لضبط الأمر قبل تفاقمه واستدارت برأسها موجهة حديثها لنيرمين قائلة بغلظة
انتي مش هاتسيبي بيت عمتك واللي مش عاجبه الكلام يخبط راسه في الحيط!
اغتاظت نيرمين من تصريح والدتها فهتفت مستنكرة
ماما!
أشارت لها عواطف بيدها قائلة بصرامة
اخرسي خالص يا نيرمين ايه مالك طايحة في الكل ومش عاملة اعتبار لحد! أنا كلمتي اللي هاتمشي هنا!
ضړبت نيرمين الأرضية بقدمها بعصبية جلية وصاحت بتشنج
ماشي يا ماما ماشي!
ثم تركتهما بمفردهما وأسرعت عائدة إلى غرفتها وهي تتوعد أسيف بالرد القاسې بعد أن شعرت بتحقير شأنها أمامها..
صفقت الباب پعنف خلفها فحدقت الاثنتان فيه بجمود.
تنفست أسيف بعمق محاولة ضبط انفعالاتها.
أردفت عمتها حديثها بهدوء حذر
شوفي يا أسيف لو ليكي حق عند منذر هو هايجبهولك بنفسه!
ردت عليها أسيف بعناد
وأنا عاوزة حقي دلوقتي!
حاولت عواطف إثناءها عن التشبث برغبتها قائلة
استني بس لما آ.....
قاطعتها بإصرار أكبر دون أن تطرف عيناها
دلوقتي و من فضلك قوليلي فين مكانه وأنا هاروحله!
لم تجد عواطف أي بد من تغيير رأيها فردت عليها مستسلمة
طب استني هانلبس ونروحله سوا!
هي أرادت أن تكون بصحبتها لتضمن سيطرتها على الوضع إن تواجهت مع منذر فلا يسيء أحدهما للأخر أو يحدث أي تطاول بينهما.
كما أن وجودها معها يجعلها تفسر الأمور له بطريقة سلسة فتتأكد من عدم حدوث أي سوء فهم..
أضافت أسيف بصوت حاسم وهي ترفع رأسها للأعلى في شموخ
ماشي بس من هنا ورايح يا عمتي أنا مش هاسكت لأي حد يدوسلي على طرف بنت الحاج رياض مش هاتكون ملطشة لأي حد!!!!!
الفصل التاسع والعشرون الجزء الأول
لم تتكبد العناء في انتقاء ما سترتديه فعباءة سوداء ستفي بالغرض خاصة أنها في فترة حداد ممتدة.
أحكمت ربط حجاب رأسها عليها وتحركت خارج الغرفة وهي متحفزة للحصول على حقها المسروق.
لحقت بها عواطف مستطردة حديثها بتوجس
بالراحة يا بنتي الأمور ماتتخدتش قفش!
ردت عليها بنبرة صارمة وهي ترمقها بنظرات محتقنة
أنا مش هاسكت عن حقي وفلوسي اللي اتسرق هاعرف ازاي هارجعها
أومأت عمتها برأسها قائلة
حاضر بس بالعقل!
تحركت صوب باب المنزل هاتفة بصوت شبه آمر
يالا يا عمتي وريني فين مكانه!
ابتلعت ريقها بتوتر بادي على ملامح وجهها وهي تقول
طيب.. استر يا رب وعدي اليوم ده على
متابعة القراءة