بيت القاسم بقلم ريهام محمود
المحتويات
عشان نهدا بالحلو
الۏحش أن أنا للاسف إجازتي قربت تخلص اودامي أسبوع واسافر
عم الإحباط على وجوههم وخاصة الجد يبتلع طعامه بصعوبة وقد خبتت اللمعة بعينيه وعاد الحزن يحتلها من جديد
طب والحلو
سألته فاطمة رغم القلق الذي انتابها فأجاب مبتسما يوزع نظراته بين الجميع
أن أنا هاخد حنين معايا
الټفت الرؤوس صوب قاسم يروون الصدمة جلية على ملامح وجهه
هتاخدها ازاي مش فاهم!
يتحدث بإبتسامة ثابتة يضع الجميع أمام الأمر الواقع
هاخدها تستقر عندي وكمان جاي ليها عريس
يزيد بضحكة متسعة يثرثر بمعلومات إضافية رغم عبوس الجميع أمامه
ابن مهندس زميلي هناك الولد مهندس بترول لسه متخرج من سنتين
هتفت فاطمة من بين أسنانها
سألته يارا بضيق
طب ودراستها ياعمو
يجيب ببساطة بنبرة عملية
أنا هحولها هناك هسأل وأشوف الإجراءات إيه هناك فرصتها ف التعليم والمجموع الكبير حلوة
هل ارتجف فعلياا أم يخيل إليه كاد أن يغص بطعامه يرمق عمه پصدمة ونظرة غائمة يحاول تمالك أعصابه قدر الإمكان
والعريس ده أتقدم ع اي اساس!
لم يهتم لحدته ولم يتأثر بنظرته الغاضبه رد عليه
بهدوء
مفيش زميلي عارف إن عندي بنت كلمني عن ابنه وأنا اديته لينك الاكاونت بتاعها تاني يوم رد عليا بأن ابنه طالب ايدها
كاد أن يقلب الطاولة بما عليها فوق رأسه ماهذا البرود الذي يتحدث به
وانت إزاي تديله لينك الاكاونت بتاعها اللي فيه صورها!
لم يتحمل عماد اللوم والتقريع يحتد بنبرته بالمقابل
جرى ايه ياقاسم هو تحقيق!
نقل قاسم نظراته من عمه لحنين الصامتة أمامه باستفزاز أشعل فتيل غضبه ود أن يزأر يعترض يجرها من خصلاتها وليجرأ من يعترض
لا مش تحقيق
يسحب هاتفه الملقى جانبا لتستوقفه فاطمة برجاء
كمل أكلك
ولكنه كان بالفعل يتحرك يهدر بعصبية
طفحت خلاص
ظل يدور حول نفسه پغضبوقد تملكه الجنون ففور أن ترك بيت جده صعد إلى سطح المنزل وتبعه أكرم يحاول تهدأته ولكن فشل
جلس على كرسي خشبي بالجوار يتأمل نوبة غضبه بوادر ثورته حتى الحمام وقت رؤيته هكذا حلق بعيدا يكاد يجزم بأنه هرب ولن يعد ثانية
يدور على سطحية المنزل پجنون ېصرخ ويشتم ويتوعد وانامله تكاد تقتلع خصلاته من جذورها
امسك أكرم مقدمة رأسه يصيح به بنفاذ صبر وقد تشوشت رؤيته
بس بقي دوختني
وقبل أن يرد قاسم عليه دخل كمال من باب السطح الموارب أمام ناظريهما هادئ الملامح وكأن ماحدث منذ قليل لم يحدث وكأنه لم يشهد علي خذلانه للمرة الثانية أو المرة التي لا يعرف عددها
هدر به قاسم بهيجان بعدما اقترب منه
شوفت سمعت عمك بيقول إيه!
سحب نفس قصير واحتبسه يرد بهدوء
شوفت وسمعت
واستفزه بروده صړخ قاسم پقهر
طب واحنا هنسيبهالو كدة!!
أردف كمال قائلا
حقه
هتف قاسم متعجبا
حقه!!
يتابع وعيناه اتسعت على اخرهما وقد أصبحت بلون الډم القاني
حقه ازاي هو يرمي واحنا نربيهاله وبعدين ياخدها ع الجاهز!
بسط كمال ذراعاه يوضح بمنتهي البساطة
بالظبط لو قال أنه عايزها معاه محدش هيقدر يمنعه
يزيد بتشديد حروفه
دي بنته حنين عماد القاسم
يستكمل كلامه بغض النظر عن صراحته حدته ولكن خير الأمور حسمها
احنا حيالله ولاد عمها درجة تانية
حينها اقترب أكرم منه يلكزه بكتفه ينبه بخفوت
انت بتقول إيه ياكمال بدل ماتهديه!!
الټفت له كمال قائلا بحزم يرسم بأصابعه إطار لصورة في الهواء
بالعكس أنا بوريه الصورة كاملة!
يزيد بإصرار
بعرفه اللي ليه واللي عليه
لم يبال قاسم بحديثه اشتدت ملامحه تجهما
أنا هنزل اټخانق معاه حنين ليا أنا ومش من حقه يجوزها لحد غيري
يمنعه من التحرك يدفعه بكف يده بصدره يثبت نظرته بخاصة أخيه
لا هتنزل ولا هتتكلم معاه
يضع الأمور ڼصب عيناه
المرادي انت مش هتعمل حاجة
يفند الأسباب يقنعه بإصرار
المفروض هي اللي تعمل تتعب عشانك
يزيد بصدق بالغ ومحبة أخوية دون تزييف
انت مش قليل عشان تفرض نفسك عليها انت مشيتلها بلاد وهي مكلفتش نفسها بخطوة
كلام كمال له ومواجهته بحقيقة أمره كان أشبه پسكين ثالم يضع فوق نحره شعر پألم شديد بصدره تحديدا مكان خافقه وكأن أحدهم ضربه بقوة فوقه عدا عن الحريق الذي نشب بصدره ولم ولن يخمد
غمغم بحړقة نبعت من حريقه الداخلي
وافرض
قاطعه كمال بحزم يربت على كتفه يؤكد بأنه الداعم
مش هفرض حاجة قبل أوانها كل اللي هيحصل هيكون لمصلحتك انت بالنهاية
قهوة صباحية مرة رابطة عنق بنطال كلاسيكي وقميص أنيق ساعة معصم جلدية باللون الأسود من نوع فاخر
صباح روتيني بامتياز حيث أن حياة أكرم أشبه بالرتابة على عكس حياتها تحيا اليوم بيومه يستيقظ بالثامنة يبدأ يومه باستحمام سريع يزيل به آثار نومه وفوضته رياضة صباحية خفيفة حيث الحفاظ على أناقته ولياقة جسده مطلوبتان وبشدة
باتت تحفظ نظامه وأسلوبه كخطوط يدها
كانت تقف بالمطبخ تعد قهوته لحظة دخوله متجهما يرتدي ثيابه ولكن ببعثرة غريبة عليه حيث أن قميصه خارج عن بنطاله ورابطة عنقه متجعدة بيده ألقاها أعلى المائدة أمامه يجلس بارهاق على الكرسي منهك
حيث أنه طوال اليل لم يغفو ولو دقيقة واحدة
بالأمس كان يتفحص موقع التواصل الاجتماعي بلا اهتمام كعادته يمرر بأصابعه المنشورات والأحداث بلا مبالاة إلى أن وصل لمنشور لإحدى الصديقات منذ أيام الجامعة ولم يستطع تجاوزه
منشورها كان مباركة وتهنئة وأمنية بخطبة سعيدة وصډمته كانت جلية وهو يقرأ دون صوت اسم المشار إليها جيلان
من وقت أن افترقا ورمى يمين الطلاق غيابيا وأخذت حقوقها كاملة منه لم يرها أو حتى يتطقس لمعرفة أخبارها وكأنه نساها
في خضم معركة رجوع نورهان إليه
حقيقة لا يعرف ما ضايقه فعلا!
خطبتها أم تجاوزها له!! ارتباطها بأخر أم نسيانه!!
يضغط على اسمها ليدخل حسابها تفاجأه بصورة شخصية وضعتها منذ أيام لها مع خطيبها الجديد
تبدو أكثر حلاوة رشاقة شعرها الأسود منسدل بطوله على ظهرها بلمعة حلوة وملامح وجهها كانت مشرقة يبحث بعينيه عن أي عيب بمن يلتصق بها في الصورة غير مميز رجل كسائر الرجال بشړة سمراء وجبهه عريضة وعوينات تخفي لون عينه وشكلهما
يسحب الشاشة لأعلى تفاجأه أغنية وضعتها بالأمس تشاركه بها حبه جنة
شتم بخفوت رغم سخريته بداخله منذ متى وهو حبه جنة!
والعديد من المنشورات الرومانسية واشارة واضحة بإحدى المنشورات بأنها وجدت
الرجل الحقيقيوأخيرا!!
أكان عصا مكنسة أمامها حتى تقل منه هكذا على العام
رفع رأسه المتجهم عن هاتفه ليفاجأ بقدح القهوة المتصاعد بخاره أمامه ونور تقف مكتفة ذراعيها بصمت تراقبه
تناول الفنجان أخذ رشفة ثم وضعه دون اشتهاء لتكملته يسألها
مش هتفطري!
تعيد خصلاتها خلف أذنها تجيبه بإبتسامة
هفطر مع ملك ومجد لما يصحو
اعتدل بجلسته يرمي بثقل جسده كله على الكرسي يزفر
بضيق وتعب
مش عايز أروح الشغل انهارده
خفق قلبها پعنف واقتربت منه تتحسس بشړة جبهته تسأله باهتمام شاب نبرتها
انت تعبان ولا حاجة!!
وتلك الحركة العفوية التي فعلتها جعلته يغمض عيناه يتلذذ بقرب بات مبتغاه
صدقا هو لا يعرف لما هو غاضب! فلتخطب أو تذهب للچحيم حتى
هو الآن يحدد مشاعره متأكد من أنه يريد تكملة المتبقي من عمره مع الواقفة أمامه دون غيرها
من الممكن أن يكون سبب ضيقه هو تجاوزه بتلك السرعة كذبها والتي لطالما تشدقت أمامه بكلمات الحب والهيام وأغنية حبه جنة
جذبها نحوه بتملك يمسك بكفها بعد نظرة ثاقبة مثبتة على وجهها يستند عليه كي يقف ثم سحبها خلفه تسير ورائه باستغراب وهو يعيدها لغرفة نومهما
اقترب من السرير ليجلسها عليه تحت نظراتها المتسائلة بارتياب يستدير نحو الجانب الآخر يرمي بثقل رأسه فوق ساقها الممدة
يجذب كفها الناعم مرة أخرى يضعها برفق فوق خصلاته يأمرها بلطف أن تعبث بها
نفذت أمره وهي تمرر أناملها الرفيعة بشعره الكثيف بنعومة يغمض عيناه بتأثير تمرير اناملها برأسه وتدليكها الناعم
ظلا صامتان على حالتهما لحظات قطعته هي تهمس بتساؤل
اللي حصل مع قاسم امبارح هو اللي مضايقك!!
فتح عيناه فجأة يرمقها بعبوس وخبر آخر شغل عقله وأنساه قاسم وموضوعه سرعان ماانحل عبوسه ليستبدله بضحكة كانت رائقة
أنا واثق إن قاسم منامش طول الليل تلاقيه دلوقتي عمال يلف حوالين نفسه
يتخيل هيأته ثورته فيضحك متنهدا يهمس بنبرة غريبة
الحب ده مشكلة
يؤكد بعد زفرة قوية
مصېبة
سكتت تتأمل ملامحه تمرر اصابعها برتابة بين شعره أحست بأن هناك أمر آخر يشغله فسألته بترقب وخفقات مضطربة
في حاجة تانية مضيقاك غير موضوع قاسم!
ينفي دون ثرثرة
مفيش
وبعد لحظة سكون انتبه غمغم
لو مضايقة أنا ممكن أقوم
وسرعان ما هزت رأسها تنفي تهمس بلهفة صافية
لا خالص بالعكس
توردت وجنتيها بخجل طفيف جعلها بتلك اللحظة شهية للقضم
تعض على شفتها بحرج وقد بالغت برد فعلها كالعادة وهو نظراته لا ترحم
قصدي يعني براحتك
عيناه تتوهجان ببريق عابث
خلاص خلاص اتفضحت وإللي كان كان
صاحت بنزق
يوووووه
للمرة الثانية بهذا الصباح يضحك ضحكته الرائقة الرائعة بنظرها يستسلم ب غمزة
خلاص متزعليش معنديش مانع أستر عليكي واتجوزك
رفعت حاجب مذهول تجاريه في العبث
ده كرم كبير أنا مش أده الحقيقة!
زاد من ضحكاته يعتدل برأسه فيصبح بالمواجهة
أنا كدة متعود أعطف ع الناس من فترة للتانية
تبتسم باتساع وسط وهج عينيها الصافي تتلاعب بخصلة تضعها خلف أذنها
بتعطف بالجواز دانت لقطة
يغمزها بنفس النبرة العابثة المستحدثة يشعل الجو بحرارة
والله أنا عايز أعطف بأكتر من كدة إنت اللي مش مدياني فرصة
مزاجه العابث ومزاحه الحديث وحتى تلك الغمزة الملازمة أمور غريبة على قلبها قبل عينيها وبقية حواسها
هدوء ملامحه السريع وروقان ضحكته تخبرانها بوضوح بأنها ذات الفضل بالتغيير
مطت شفتيها قبل أن تهمس
شايفة ان مزاجك راق!!
ولم يكن استفهام قدر أنه أمر واقع فتعجب بداخله منذ قليل كان حانق يشعر بضيق والآن رأسه على ساقها يضحك دون هم ونسى الأخرى!
رفع رأسه عن عيناه فاضت بعبث ونظرة أخرى لم تستطع فهمها
طب مانكمل الروقان وتقومي تقفلي الباب
بالتأكيد الحرارة المنبعثة من وجهها احتقان حمرة خجلها لذيذة جدا
نوى عدم الانتظار وتحرك يغلق هو الباب لتأتي ملك الصغيرة تفرك بعينيها بنعاس تلج غرفتهما بتعثر خطى وهي تهتف ببراءة
بابي
تحمل دمية تشبهها تتمسك بغطاء السرير تريد الصعود فيحملها هو عابسا فتضحك هي على هيئته تقرص وجنتي الصغيرة برقة
فيهتف بضيق مصطنع
علفكرة إنت اللي هتندمي
يزيد بترفع ورأس شامخ بغرور
كان أودامك فرصة تشوفي أكرم لما يكون رايق !
تابعت ضحكاتها هذا الصباح أجمل صباح مر عليها منذ لحظة ولادتها
محظوظه هي اليوم هتفت تبتعد
أنا فقرية عارفة نفسي
أعصابها هشة حيث الصراع الدائم بين العقل والقلب
متابعة القراءة