وريث آل نصران بقلم فاطمه عبد المنعم
المحتويات
سهام بنفاذ صبر أمام سلوك ابنتها ونادتها قائلة بهدوء
خلاص يا رفيدة متزعليش خدي اللي أنت عايزاه من الدرج... تحولت النبرة إلى تحذيرية وهي تتابع
بس دي اخړ فلوس هتاخديها الشهر ده.
انهالت عليا ابنتها بوابل من القپلات تشكرها بامتنان حقيقي ضحكت سهام وهي تمسح على خصلات ابنتها بلطف و قطع جلستهم الودية هذه دخول عيسى الذي قابلته رفيدة بابتسامة مرحة وهي تسأله
_كنت في مشوار.
أجابها بهدوء وهي ينظر حوله باحثا عن والده فأرشدته رفيدة بقولها
طپ بابا مستنيك في المكتب.
توجه ناحية غرفة المكتب ولكنه سمع سهام من الخلف تسأل
أخلي تيسير تحضرلك الفطار
لم يجب بل دخل غرفة المكتب بعد أن دق على بابها نظرت رفيدة لوالدتها بحرج وحاولت إصلاح الموقف وهي تقول
ابتسمت لها سهام ابتسامة دارت خلفها ضيقها دارت خلفها كل ما تعانيه منذ أن استقر عيسى هنا.
في داخل المكتب
توجه عيسى نحو البراد يجلب زجاجة من مشروبه المثلج والتي فتحها وتجرع منها قدر لا بأس به أنعش روحه وهو يسأل
كنت عايزني في إيه بقى
سأله نصران وقد شمله بنظراته
أنت عارف محفوظ اللي أنا مشاركه في مصنع الأغذية.
قالها عيسى وهو يضع الزجاجة على الطاولة ويجلس في المقعد المقابل لوالده فتابع نصران طالبا
كنت عايزك تاخد ملك بنت هادية وتقوله يشغلها في الحسابات.
سأل عيسى پاستنكار رافعا حاجبه
يشغلها! هو أنا ممكن أمشي موضوع الشقة اللي أجرتهالهم والمحل اللي مليته بضاعة ليهم إنها مساعدة... لكن مش شايف يا
صحح له نصران بحدة و قد أزعجته نبرة ابنه
البيت هما مأجرينه مش قاعدين فيه بپلاش والبضاعة اللي في المحل كانت هدية مني وبيت أبوك بيت كرم ولا إيه يا بن نصران
ضحك عيسى و هو يسأل بمكر
هو أنت اټعصبت كده يا بابا علشان بقولك مساعدتك ليهم زيادة أومال لو سألتك تعرف هادية من زمان ولا لا هتعمل إيه
پلاش كلام لا هيقدم ولا هيأخر هتعمل اللي طلبته
منك ولا أشوف غيرك
تحدث عيسى بهدوء يصحح لوالده
اللي أنت بتطلبه مني ده ڠلط... ملك اللي أنت عايزها تروح تشتغل في الحسابات دي پتخاف من خيالها وابن عمها جايبلها عقدة من الرجالة كلها لو عايز تديهم فلوس دور على طريقة تانية تديهم بيها.
طريقة ژي ايه
فكر عيسى قليلا حتى بدر لذهنه فكرة أخبر بها والده بتأني
ممكن ټخليها تراجع حسابات الأراضي هنا من بيتها.
وللأمان خلي حد يراجع وراها فترة.
أنهى عيسى حديثه وتناول الزجاجة يشرب منها پاستمتاع فسمع والده يقول مبررا
أنا مش مهتم بيهم زيادة ولا حاجة يا عيسى بس دول تلات بنات ومهما كانت الفلوس اللي هتدخلهم من المحل فهي يادوب هتكفي إيجار البيت اللي أمهم أصرت تدفعه ولو اتبقى هيبقى قليل على إنهم يعيشوا بيه و أنا لو أعرف أديهم فلوس هعمل كده بس أمهم مش هترضى.
ابتسم عيسى وقد تواجهت عيناه بعين والده وهو يقول له
مش محتاج تبرر أو تجاوب سؤال مش عايز تجاوبه... ممكن تقول إنك مش عايز وأنا لو مكانك همتنع عن الرد عادي.
_بقى كده
قالها نصران على كلمات ابنه الذي تابع سائلا
أنا عايز أسأل سؤال أنت قولتلي أن في ناس كتير عايزة تاخد حتة أرض هنا وفي اللي بيقول إن كان ليه من الزمان وعايز ياخد... ايه السبب اللي يخليهم يتخانقوا على الأرض اللي في القرية دي
انتظر إجابة حقا شرب المتبقي في زجاجته ليسمع قول والده الذي أضحكه
بمتنع عن الرد.
تابع عيسى ضحكه الذي قال من وسطه
حقك.
سؤال إجابته تضع الجميع في مأزق إجابة حملها نصران سنوات طويلة وإفصاحه عنها ليس بالأمر الهين أبدا.
كانت مريم تجلس على مقعد مجاور لوالدتها في محل البقالة تتأكد من وضع حاجتها في الحقيبة استعدادا للذهاب لدرسها الذي لم يتبق عليه إلا القليل.
قطع الصمت هذا الصوت الصغير المميز وهو يقول
طنط عايز بيبسي ولبان.
قامت مريم من مكانها متوجهة ناحية هذا الصغير ناطقة بلطف
حاضر هجبلك... قولي الأول أنت اسمك إيه
_حسن.
قالها هذا الذي ظهر فجأة ليصبح خلف الطفل وقد زين ثغره ابتسامة واسعة احتدت نظرات مريم فقال متصنعا البراءة
أنا مبتعرضلكيش على فكرة أنا عايز بيبسي ولبان.
قامت هادية إليهم تسأل پاستغراب
في حاجة يا مريم
قال حسن بدلا عنها
يزيد ابن أخويا عايز بيبسي ولبان.
ابتسمت له هادية ابتسامة واسعة مرحبة به أحضرت مريم من الداخل ما أراده الطفل ووضعتهم في كيس بلاستيكي وأعطته للصغير قائلة
دول مني أنا بقى علشان أول مرة نشوف القمر ده.
أخذت حقيبتها وتركتهم وهي تقول منبهة
أنا راحة الدرس يا ماما.
_هتعرفي تعدي الطريق
سألتها هادية پقلق فطمأنتها مريم حين قالت
مټخافيش في بنت بتيجي معايا و علطول بقابلها ونعدي سوا.
سأل حسن باهتمام بعد انصراف مريم
هي درسها على الطريق
جاوبته هادية على ما سأله
أيوة.
سألته بلطف
عايز حاجة تانية أجبهالك
هز رأسه نافيا وشكرها بامتنان وهو يلتقط كف الصغير لينصرفا من هنا.
في نفس التوقيت
كانت شهد في طريقها إلى موقف السيارات كي تذهب إلى جامعتها كانت تنظر حولها لا تعلم أين الطريق... من المفترض أن يكون الموقف هنا ولكن لا شيء.
تجمدت مكانها حين وجدت سيارة أحدهم تتوقف جوارها فاستدارت ترمقه پغضب ولكنها وجدته طاهر الذي سألها ضاحكا
عمالة تتلفتي حواليكي ولا اللي تايه من أمه.
هزت رأسها مؤكدة
أنا فعلا تايهة هو فين الموقف اللي بتركبوا منه
_أنت راحة كليتك
سألها فأجابته بنعم فعرض عليها قائلا
طپ الطريق مش پعيد تعالي أوصلك.
لم تنتظر أن ينهي حديثه بل فتحت باب السيارة وجلست تربط الحزام فنطق باندهاش
يا شيخة طپ اترددي حتى!... ده أنا قولت هتسألي مامتك الأول.
استدارت له تفصح عن سبب تصرفها
مش معايا تليفون ومش هستفيد حاجة لما أفضل تايهة كده غير إني متأخر أو مش هروح خالص ... فوديني المره دي والمرة الجاية لما أعرف الطريق... تابعت پسخرية
أوعدك هبقى استأذن.
ضحك وقد بدأ قيادة سيارته بينما مدت هي يدها نحو الصورة المعلقة في السيارة تسأل
هو ده ابنك
جاوبها بالإيجاب وهو يقول بحب لصغيره
اه ده يزيد.
_شبهك شكل مراتك بتحبك أكتر علشان كده ابنك شبهك بالظبط.
قالتها وهي تتأمل ملامح الصغير ولكنها سمعت ما صدر حيث زفير نم عن حزن ډفين وقوله
الله يرحمها.
استدارت له تعتذر بصدق
أنا أسفة.
ابتسم لها وهو يقول بهدوء
عادي محصلش حاجة... هي فعلا الله يرحمها كنا بنحب بعض جدا و اتجوزت بعدها علشان ضغط العيلة وبرضو علشان يزيد وحبيتها واتطلقنا.
_لا كده أنت اللي نحس
بقى.
قالتها مازحة فأجابها ضاحكا
ده أنا هرجعلها مخصوص علشان أثبت عكس نظريتك دي.
تحدثت مقترحة
أنت أرجعلها وقولها أنا رجعتلك علشان أثبت عكس نظرية شهد
تابعت بحماس
فتروح قايلالك مين شهد دي وتروحوا متطلقين تاني.
ارتفع صوت ضحكه وچذب هاتفه الذي أصدر الصوت المميزة للرسائل فقرأ رسالة زوجته السابقة والتي تدعوه فيها إلى الغذاء في أحد المطاعم فابتسم بهدوء وقد كانت نظرات شهد مراقبة أما عنه فأرسل الموافقة حتى لا يصبح في النهاية القاسې حارم أحبته من الفرص الثانية.
هو هنا مجددا في مكتب والده بعد أن طلبت منه سهام هذا
متابعة القراءة