اوتار القلب بقلم منال سالم
المحتويات
اقتياده إليه لكمة أخرى سددت في وجهه المتورم لتضاعف من وجعه زاد ڼزف الډماء من بين أسنانه المحطمة توسله الرجل منتحبا
ارحمني يا باشا
أشار أوس بيده لفرد حراسته الأمني ليأمره بالتوقف عن الاعتداء عليه اقترب من الرجل ليحدجه بنظرة ڼارية قاټلة تود الفتك به كان يعلم في قرارة نفسه أن أسلوبه الشرس العڼيف سيأتي بنتائجه في الأخير مع أمثاله من المجرمين وسيخضعه له. قست عيناه نحوه وهو يسأله
أجابه الرجل بتأويهة مټألمة وجسده المقيد يتأرجح في إنهاك شديد
م.. معرفش
رد عليه بلهجة قاسېة لا تبشر بأي خير
شكلك مش ناوي تجيبها لبر معايا وأنا مش بأكرر سؤالي مرتين!
هتف الرجل يستعطفه
يا باشا أنا ادفعلي فلوس من حد من الكبرات واتطلب مني اتأكد إن كانت البت اتغدغت ولا لأ!
كان من الحماقة أن يتفوه بما لا يعرف ردة فعله استفزته جملته الأخيرة فغمغم من بين أسنانه المضغوطة بوعيد أرعبه
صړخ الرجل مدافعا عن زلته الجسيمة يتوسله
مكونتش أعرف يا باشا حقك عليا
لم يشعر إلا بلكمة أخرى عصفت بفكه وحطمت سنته الأمامية لتقابل أختها التي سبقتها واستقرت بجوار قدمه صړخ مستغيثا بما تبقى من صوته المبحوح
هاموت حد يلحقني أنا معملتش حاجة!
انهال عليه أوس بلكمات متعاقبة متتابعة في أنحاء صدره حطمت ضلوعه وصرخات الرجل تزداد هياجا وانتحابا بكى الرجل وامتزجت دمائه مع عبراته ولعابه. صړخ يرجوه بعد أن توقف عن ضربه
تراجع أوس للخلف ماسحا دمائه العالقة بين أصابعه بالمشنقة التي أحضرها له أحد أفراد حراسته ثم تابع أمرا بنبرة لا تعرف للشفقة معنا
خلصوا عليه وارموه للكلاب اللي برا
جزع الرجل على الأخير وتيقن أنها نهايته الحتمية بهيسترية مړعوپة صړخ مهللا لينجو ببدنه خاصة حينما أولاه أوس ظهره
لألألأ خلاص هاقول اللي أعرفه
هي واحدة هانم كلمتني وكيشتني بالفلوس وكان ده كل دوري
سأله مباشرة
حلو.. مين الهانم دي
أجابه بصوته المهتز
بالله ما أعرفها
رد عليه بتهكم
مالهاش اسم بتشتغل كده عمياني!!!
أجابه بتردد وأنفاس شبه مقطوعة
كان.. باين اسمها.. رغدة!
إنت كده جيت دوغري معايا
سأله الرجل وكأنه استشعر في كلماته طوق النجاة
يعني هتسامحني يا باشا
أجابه بعد تفكير استنزف أعصابه وقد اتسعت بسمته المخيفة
طبعا بس لما أخد حقي الأول
وقع قلب الرجل في قدميه هلعا وقد شخصت نظراته على الأخير بل وتضاعف إحساسه المذعور أضعافا مضاعفة حينما نطق من بين شفتيه يأمر رجاله
لأ ارحمني يا باشا أنا قولت كل اللي أعرفه
كانت تلك آخر كلمات صړخ بها الرجل يرجوه أن يمنحه العفو قبل أن يتحرك تاركا إياه يتلقى عقوبته نتيجة جريمته التي اقترفها في حق من يخصه اشتعلت عينا أوس بوهج مرعب وتوحشت نظراته قائلا عن نبرة لا تعرف للمغفرة مفهوما
كده إنتي كتبتي نهايتك بإيدك يا رغد .............................................. !!!
كانت مرغمة على وضع النظارة القاتمة على عينيها بعد أن نجحت جراحتها الخطېرة وأتم الله شفائها على خير عادت إلى أرض الوطن بصحبة زوجها وأختها وذلك الرجل الغريب الذي لازمهم كظلهم طوال مدة إقامتهم بالخارج. ترجل ثلاثتهم من السيارة التي أتت خصيصا لإيصالهم لمنزلهم من المطار لتلقي فردوس نظرة مطولة متأنية على كل شبر وزاوية في منطقتها الشعبية ورغم علامات الامتعاض والتأفف الظاهرة على تعبيراتها إلا أن سعادتها باستعادتها لبصرها كانت تفوق أي إحساس آخر راودها في حياتها بالطبع انعكس تأثير المشاهد المتحضرة والأماكن الراقية التي رأتها عليها ودت لو عاشت ما تبقى من عمرها في نفس الأجواء الثرية التي تتناقض كليا مع واقعها البائس والمرير عادت من أحلامها الوردية لأرض الواقع ملتفتة لأختها تشتكي لها بتذمر ساخط الأوضاع من حولها تجاهلتها تهاني وسارت بتؤدة نحو مدخل البناية صاحت فردوس من خلفها بنبرة متبرمة
البت تقى دي معندهاش ډم مش كانت تيجي تشوف أمها ولا خلاص هي خدت على عيشة العز وأكل الوز!
توقفت أختها عن السير لتستدير نحوها رفعت حاجبها للأعلى في استنكار كبير لتنمر أختها الذي لا ينتهي وعدم تقديرها لمواقف الآخرين الشهمة معها بالرغم من أخطاء الماضي الجسيمة نفخت قائلة لها بحدة طفيفة
يا شيخة حرام عليكي بعد كل اللي عملتيه عشانك بتقولي كده عليها!
قالت فردوس ببرود غير مكترثة لحنق أختها البادي على قسماتها
ما هو كان المفروض تكون في استقبالنا هي والمحروس ابنك.
علقت توبخها بغلظة علها تتوقف عن التفوه بسخافاتها المستفزة
احمدي ربنا إن ابني اتحمل تكاليف علاجك وأديكي شوفتي بنفسك الألوف اللي اتدفعت.
مصمصت شفتيها مرددة بسخط
الله! مش حقنا ولا هيستخسر يصرف قرشين زكاة عن نفسه
ثم التفتت إلى زوجها لتسأله
ما تقول حاجة يا عوض ولا إنت عاجبك اللي حاصل ده!
أخرج زفيرا يائسا من صدره ليرد عليها بصوته الخشن
ربنا يهديكي يا فردوس!
اغتاظت من سلبيته
متابعة القراءة