الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
لكي يخرج طبيعيا بعد ما أيهم يطلقني حبقى أعلن الخبر داه انا لو لا حضرتك شفتيني مكنتش حقلك كمان
وضعت ليليان الصينية فوق ساقيها و هي تقول
بتشجيع محاولة تغيير الموضوع حتى لا تزيد
من حزنها قائلة بحماس طيب يا حبيبتي
إعملي اللي يريحك و دلوقتي لازم تاكلي
عشان النونو باين عليه جعان و لازم يتغذى
تنظر لزوجة عمها اللطيفة التي ما فتئت تساندها
منذ تلك الليلة
نزل شاهين الدرج بخطوات مسرعة متجها نحو
غرفة والدته دخل دون أن يطرق الباب ليج
ليجدها
في شرفة غرفتها تسقي نباتاتها المفضلة التي
زرعتها في أصص صغيرة و تضعها فوق سور الشرفة القصير
رأت إبنها يدخل الغرفة بوجه متجهم
إنحنى ليجلس على ركبتيه أمامها و يضع
رأسه في حجرها متمتما بصوت حزين پتكرهني
يا أمي پتكرهني لدرجة إنها عاوزة ټموت
إبننا مش عاوزة حاجة تربطها بيا مش عاوزاني
مش عاوزانيصمت قليلا ليتنفس پعنف قبل أن يكمل بنبرة
ضعيفة غريبة عنه بحبها و الله العظيم بحبها
حظي كده ليه ليه كل ما إحب واحدة
تغدرني مش من حقي أحب و أتحب زي بقية
الناس للدرجة دي وحش و ما أستحقش
لو تشوفي انا تغيرت إزاي عشانها بقيت زي
الطفل الصغير بفرح بأي كلمة منهابفكر فيها
في كل لحظة حتى لما أكون بعيد عنها ببقى بعد
الساعات و الدقائق عشان أرجع لحضنها في
الليل بقيت بصحي من النوم عشان أتأكد إنها
منه
رفع شاهين رأسه لينظر لوجه والدته التي كانت
تطالعه بحزن و أسف ظاهر على إنكساره
بنفسك هي كمان
محتاجة وقت عشان تسامحك إنت كمان
متنساش إن اللي عملته فيها مكانش شوية
زي ما جرحتها لازم تداويها و عشان ترجعها لحضنك لازم تكون صبور
أومأ لها بإيجاب و قد لمعت عيناه بفرح بسبب
قبلت ثريا جبينه بلطف و هي تختم كلامها
بمرح فادي حيفرح أوي عشان حيكون عنده
اخ يلعب معاه
شاهين صح إنشاء الله حيبقى عنده اخوات
كثيربس ربنا يهدي المچنونة اللي فوق دي
عشان هدت حيلي
ثريا بضحك آمين
شاهين و هو يقبل يديها الاثنتين هامسا بامتنان
شكرا ليكي يا ست الكل مش عارف من غيرك
منتصف الليل
صعد شاهين الدرج بخطوات متثاقلةنحو غرفته بعد أن سمع كلمات والدته فوجدها تتحدث مع نفسها
حختار لبسها و انا
اللي حهتم
بيها بنفسي و مش حسمح لحد يلمسها
او يلعب معاها غير طنط ثريا او فادي
تنهد شاهين بصوت مسموع و هو يبتسم
على هذه المچنونة التي سيموت بسببها
ذات يومرفع جسده قليلا ليجلس على
السرير مثلها و هو يشعر و كأن صخرة عملاقة
قد إنزاحت من على صدره لتعود له أنفاسه
من جديد قائلا بتسليةطيب و أنا مليش أي حق فيها دي مهما كان بنتي
نظرت له بحنق قبل أن تنفي برأسها لا
ملكش دعوة بيها دي بنتي أنا و بس
اجابها بمسايرة طيب عاوزة تسميها إيه
هزت كتفيها بلامبالاة قبل أن تجيبه مش
عارفة في دماغي أسامي كثيرة بس لسه
مقررتش
شاهين بهمهمة طيب نامي دلوقتي عشان
بكرة الصبح لازم نروح المستشفى
كاميليا بنفي لا مش عاوزة انام انا جعانة
رمش شاهين قليلا بعينيه قبل أن يبعد الغطاء عنه قائلا طيب
كان مستمتع في المطبخ و هو يراقب بذهول كاميليا التي كانت تعلمه
طريقة صنع للبيتزا
قهقه بسعادة للمرة الالف و هو يتعمد وضع المقادير
بطريقة خاطئة حتى يشاكسها و يتمتع برؤية ملامحها اللذيذة الحانقة حامدا الله في سره
عدة مرات على مرور تلك الغيمة السوداء التي
كادت تدمر حياته من جديد
٣٢
يقف عمر أمام المرآة لينشف شعره الندي توقف
الحريري المفرود بنعومة على الوسادة
رمي المنشفة من يده بلا مبالاة ثم توجه نحوها
ليتأمل قليلا ملامح وجهها الفاتنة التي
أسرته في شباكها منذ أول نظرة
إبتسم بخفة قبل أن يمد يده ليزيح بعض
الخصلات الشاردة التي كانت تغطي وجهها
إنكمشت ملامح وجهها بانزعاج لتتسع
ا
همهمت بانزعاج ثم تحركت قليلا لتبعد يده
قليلا قبل أن تسكن حركتها من جديد ليضحك
عمر بخفوت عليها قبل أن يعود للعبث معها
من جديد
امسكت هبة بالغطاء لتضعه فوق راسها
و هي تمتم بانزعاج عمر بطل حركات الاطفال
دي عاوزة انام
جذب عمر الغطاء قليلا عنها ليظهر
متثاقل حبيبتي يلا كفاية نوم بقىوحشتيني
همهت دون أن تفتح عينيها ليزفر عمر بغيض متابعا طب انا موحشتكيش
نفت برأسها ليشهق هو بحركة درامية قبل أن
يقول بلوم مممم بقى كده يا بيبة طيب
مفيش لندن و حنبقى هنا في إيطاليا
قفزت هبة من مكانها وهي تلف الغطاء حولها
بقوة قائلة برجاءلالا حرام عليك متعملش
معايا كده إنت عارف إن انا أمنيتي اروح لندن
في الشتاء
ضحك عمر قليلا قبل أن يجيبها بنبرة
خبيثة طيب خليها المرة الجاية عشان إحنا
حنكمل شهر العسل كله هنا قبل ما نرجع مصر
رمقته هبة بدهشة قبل أن تمط شفتيها بعبوس
قائلة إنت ظالم على فكرة كل داه
متابعة القراءة