والتقت قلوبنا
أو ربما أمله الأخير بأن الخطبة قد انتهت وها هم قادمون لكي يطلبوا يدها أخذ قلبه يقرع كالطبول عند هذه النقطة هل حدث هذا بالفعل ولم يخبروه بذلك
أشرق وجهه وعادت الډماء تجري فيه فنضرت ملامحه التي ذبلت منذ الآونة الأخيرة.
ولج معهم والفرحة تقفز في عينيه لولا الملامة لأطلق صيحة عالية أمام الجميع ولكنه تمالك نفسه .
بعد أن جلسوا أخذوا يتحدثون تمهيدا لهذا الأمر المهم .
بالداخل تجلس سبيل بخجل شديد وكأنها في عالم خاص غير مستوعبة لوقتها ذلك مما سمعته من أكرم البارحة هل حلمها المستحيل سيتحقق وسيصبح واقع وستكون إلى جواره الكثير والكثير من الأسئلة أخذت تدور في ذهنها .
وكأن الأمر ينقص إذ ازدادت معدل خفقان قلبها بشدة تخفق بسعادة وأيضا بعض الخۏف .
مسكت ندى يدها وهي تقول بحنو يلا يا بنتي مټخافيش إحنا معاكي .
كادت أن تبكي من كم هذه المشاعر فحنانها ليس بمصطنع وتعوضها بالفعل عن أمها التي لم تراها سوى في الصور .
سارت معها للخارج بخطوات بطيئة كالسلحفاة حتى وصلت للصالة لتجلس بجانب ندى تستمد منها العون والقوة .
تحدث أكرم بابتسامة إحنا جايين نطلب أيد بنتنا سبيل لابني طه .
وكأن أحد قام ببتر لسانها فما عاد بمقدورها الحديث وتحول وجهها إلى كتلة طماطم ليكرر فادي النداء ها يا سبيل يا بنتي الراجل مستني .
هزت رأسها بنعم دون أن تتفوه بكلمة ليقول بضحك وأدي موافقة العريس يبقى على خيرة الله نقرا الفاتحة .
أتدرون شعور الانفصال عن العالم وأن يحدث أمامك كل شيء وفي الوقت ذاته لا ترى فيه شيء هذا ما حدث معه بالتحديد ما إن وقع اسمها على أذنه وكأن من قام بزجه من أعلى قمة ليسقط مصطدما بالواقع المرير عن أي سبيل يتحدثون أليست ابنتهم تدعى آسيا
لقد نجح أبيه في هذه الخطة وبجدارة فهو يعلم ثغراته أن ليس من شيمه أن يتراجع في أي كلمة قد قالها إن تحدث الآن سيحدث مشكلة في الوسط .
حدجها بنظرات ڼارية وود لو ينهض ويفعل أي شيء ليمحي هذه الابتسامة التي تستفزه من على ثغرها جلس بهدوء عكس إعصار تسونامي المدمر الذي بداخله .
ما إن دلفوا المنزل هتف پغضب ساحق ممكن أعرف إيه المسلسل البايخ اللي حصل تحت دة
تحدث أكرم بصرامة وصوت عال ولد هتعلي صوتك عليا ولا إيه والله عال أوي.
صمت يحاول أن يسيطر على حالته عندما يجتاحه الكمد ورد بهدوء على قدر استطاعته بابا أنت حطتني في موقف زفت .
رد بهدوء ومكر والله محدش أجبرك على حاجة أفتكر أنت قولت إيه كويس .
ردد بغيظ أنت بتستغل دة كويس على فكرة ماشي يا بابا أنا همشي معاكم للآخر.
تدخلت شهد قائلة بفرح على فكرة دي اختياري وانت قولت إنك واثق فيا بصراحة البنت مفهاش حاجة تتعيب.
ردد بسخرية اه فعلا دي يدوب راحت لواحد أوضته في الفندق فعلا ما تتعيبش.
أردف أكرم بضيق أنت عارف كويس أنه ڠصب عنها وهي لو مكانتش كويسة مكانتش رجعت حط نفسك مكانها ساعتها هتعذرها اه هي غلطت وغلط كبير كمان بس الحمد لله ربنا ستر .
أردف باعتراض وايه اللي عرفك إنها كدة مش يمكن كدبت عليكم وهي مصاحبة البنت إياها.
أردف پتعنيف كلام إيه دة يا ابني دة أنا كنت واقف وكان لسة مجاش بلاش تتهم حد طالما معندكش دليل دة ذنب كبير بلاش تقرب منه على العموم دلوقتي احنا مش هنرجع في كلامنا ولا عاوز تصغرنا وصدقني هي دي المناسبة ليك مش معنى إنك فشلت قبل كدة تقف مكانك بص حواليك كويس ساعتها هتعرف كويس مين اللي يستاهل يسكن هنا.
قال ذلك ثم أشار ناحية قلب ابنه ليطالعه طه بدهشة وتساؤل هل يعلم بحبه لآسيا ليقطع الشك باليقين حينما قال أكرم أيوة عارف ونصيحة أب لابنه طلعها من دماغك كلها أيام وهتبقى على ذمة راجل .
هز رأسه بعدم اقتناع وبداخله يتوعد لسبيل لقد اختارت طريقها بنفسها فلا تلوم أحدا إلا نفسها .
بينما في الأعلى انعكس الأمر تماما حيث تمددت على الفراش والإبتسامة
لا تفارق ثغرها ها قد حققت أول الخطوات لتظل بجانبه شعرت بأنه أخيرا قد ضحكت لها الدنيا وستعطيها حقها من السعادة ضحكت بخفوت من فرط سعادتها وأردفت بحب أخيرا هبقى معاه . بقلم زكية محمد
وأخذت تسرح بخيالها وهي تعتقد أنه أتى لخطبتها طواعية ولا تظن هذه المسكينة أنها على أعتاب ايام لا يعلمها سوى الله .
السابع
يتابع عمله بالمشفى بتعب بعد خوض عمليات عدة منذ أن أتى اليوم استمع إلى طرق الباب تبعه دلوف سالي وهي تحمل كوبا من العصير الطازج ابتسمت له بوداعة لتمد له الكوب قائلة برقة اتفضل يا دكتور العصير زمانك تعبت من العمليات .
تناول منها الكوب وهو يقول بأسلوب عملي اه فعلا يا سالي تعبت أوي النهاردة وحاسس إن راسي ھتنفجر من كتر الصداع هراجع شوية شغل وأروح علطول .
شرب الكوب بأكمله فهو عطش للغاية ومن كثرة انشغاله نسى أن يسأل عن حاله أخذ يتابع عمله غافلا عن النظرات التي ترمقها له الجالسة قبالته والتي نهضت وتوجهت خلفه وبجرأة غير معهودة منها وضعت كفيها على كتفي سفيان تدلكهما برفق والذي انتفض إثر حركتها تلك فابتعد وهو يقول باستنكار أنت بتعملي إيه
أردفت ببراءة مصطنعة قولت اعملك مساج يفك عضلات جسمك .
جعد أنفه بضيق ليقول لا شكرا مش محتاج مساج تقدري تروحي تكملي شغلك .
شعرت بالحرج والهزيمة أيضا فهي اعتقدت أنها حققت شوطا في الاقتراب منه وأنه استسلم ولكن هيهات فقلبه معلق بمن اغرم بها من الوهلة الأولى.
انصرفت وهي تجر أذيال الخيبة معها والڠضب قد تملك منها بينما جلس هو ينفض كتفيه بضيق وكأن بفعلته تلك يزيل لمستها وكأنها مرض معدي .
على الجانب الآخر اختبئت تقى خلف إحدى الجدران ما إن رأتها تخرج والإبتسامة الواسعة تعلو وجهها فقد أتت صدفة ووجدت الباب غير مقفول على آخره وعندما رأت هذه الشمطاء وقفت تراقب ردة فعل زوجها وحينما رأت الموقف برمته تأكدت بالفعل أنه لا ېكذب عليها وأن هذه الوقحة هي من تفعل ذلك لإثارة غيظها كما قالت لها ندى في السابق لن تسمح لها بذلك ستكشر عن أنيابها في سبيل الدفاع عن حبها فكل شيء مباح في الحړب والحب .
دلفت الغرفة كالاعصار وجدته يقف يوليها ظهره وهو يزفر بضيق فكاد أن ېعنفها ولكن تعرف عليها فورا فقام بسحبها وظل صامتا للحظات عقله يعمل الآن يقدم لها العذر على ما فعلته فقد كانت ترى الجانب السيء في سالي والذي للأسف لم يلحظه هو .
هتفت تقى بحب وامتنان أنا بحبك أوي يا سفيان .
عاد من هالة المشاعر تلك لنقطة ما ن وهو يقول بمرح يعني أنت جاية من البيت مخصوص علشان تقوليلي بحبك يا سفيان !
جعدت جبينها بضيق قائلة بقى كدة ماشي أنا ماشية . بقلم زكية محمد
وما إن همت لتغادر وهو يقول بضحك رايحة فين يا مچنونة بس وأنا كمان بحبك وبعشقك يا روح قلب وعقل سفيان عمري ما اتخيلت إن قلبي يحب في يوم بس لما شفتك كل الموازين اتغيرت .
ردت بغيظ أنت هتقولي على يدي يا حبيبي.
أردف بضحك ما تبنا خلاص والبركة فيكي ها جيتي لوحدك ولا معاكي حد
رددت بهدوء لا جيت مع حسناء .
صمتت لتقول بحزن عليها صعبانة عليا اوي نفسها في بيبي ربنا ما يحرمها أبدا من النعمة دي جات تعمل فحوصات زي كل مرة وأنا جيت معاها وبالمرة أروح للدكتورة اللي متابعة معاها .
رد بدهشة بتابعي مع دكتورة وجوزك موجود دي تبقى عيبة في حقي .
أردفت بعتاب ما هو جوزي مكانش فاضيلي .
ابتسم ليقول بود حقك عليا يا ستي يلا بقى تعالي عاوز اطمن على ابني .
قام بفحصها ووضع سائل لزج على بطنها كي يعرف نوع الجنين ليبتسم بسعادة ويقول حبيب بابا كويس ومامته صحتها عال العال .
نهضت بعد أن هندمت ملابسها بجد يعني هو كويس
أومأ بتأكيد ليقول أيوة كويس متقلقيش إمتى بقى تجري الأيام ويشرف متشوق أوي للحظة دي .
ابتسمت له بحماس هي الأخرى لتشاركه الحديث حول ملابس الطفل وبعض الأشياء الأخرى وبعد وقت شهقت تقى پصدمة لتقول يا خبر أنا نسيت حسناء زمانها زعلت مني .
ولم تكمل جملتها إذ رن هاتفها لتقول على عجل ما إن علمت هوية المتصلة أيوة يا حسناء معلش نسيت الكلام خدني ومحستش بالوقت ها طمنيني يا حبيبتي.
أتاها صوتها الباكي يقول زي كل مرة يا تقى أنا حاسة إني بمۏت .
أردفت بقلق طيب أنت فين وأنا أجيلك
شهقت بقوة قائلة مفيش داعي أنا عاوزة أبقى لوحدي شوية سلام .
أغلقت المكالمة ليقول سفيان ها قالتلك إيه
أخبرته بحزن زي كل مرة بس إن شاء الله ربنا يرزقها قريب الامل مش بعيد وطلبت أنها تقعد لوحدها شوية .
تابع بهدوء إن شاء الله طيب يلا تعالي أوصلك .
رددت باعتراض طيب وشغلك .
ردد بمرح يا ستي ربع ساعة مش هيحصل فيهم حاجة .
ابتسمت له بحب وسارت أمامه لتفتح الباب لتجعد وجهها بضيق عندما رأت سالي مقدمة نحو مكتب زوجها ثانية اشتعلت الغيرة بداخلها لتفكر بتهور شديد وتستدير لسفيان الذي
يجمع متعلقاته لتترك الباب مفتوحا وتنطلق نحوه