كوخه في عمق الليل واستلقى بعينين مفتوحتين وفي الصباح هبت أمه إلى تاجر بالمدينة ورهنت عنده حلة ثمينة وإشترت له ملابس جديدة وطلبت من أحد الرهبان أن يكتب لها رسالة للوالي من طرف رئيس حامية المدينة يطلب فيه ألف درهم لإصلاح السور قبل مجيئ السلطان وقالت له أدخل على الوالي وكأنك رسول عاجل نفذ الصياد ما قالته أمه ومثل في حضرة الوالي الذي أعطاه ما طلب دون أن يشك في أمره وحال مغادرته ألصق ورقه على باب القصر .
لما خرج الوالي لصلاة الفجر رأى الورقة فإقترب وقرأها فوجد مكتوبا عليها الألف درهم من فعل صياد الحمام والعاقبة أشد فإشتد حنقه وقال متوعدا والله لو وجدتك لأكوين لسانك پالنار حتى لا تتجرأ على أسيادك مرة أخرى ..رواية صياد الحمام والوالي
الجزء الثاني
أمر الوالي معاونيه بالبحث عن صياد الحمام فحملوا
أسلحتهم وداروا في القرى يسئلون كل عابر عن فتى طويل القامة مليح الوجه تبدو عليه عزة
فأجابتهم بأنه ينصب خيمتة على أطراف القرية ولكنه إذا رأى أسلحتهم فإنه سيهرب ولن يستطيعوا اللحاق به ونصحتهم أن يتركوا أسلحتهم وعتادهم عندها وبعودتهم يكون ما في قدرها قد نضجوستطعمهم منه !!!
بحثوا في المكان الذي أشارت إليه المرأة لكنهم لم يجدوا أحدا وحين رجعوا إليها كانت قد إختفت ومعها سلاحهم وليس في القدر سوى الحصى وهو يفور متراقصا أمام أعينهم الجائعة إلتفتوا حولهم فرأوا ورقة على أحد الأشجار مكتوب فيها هذا من فعل صياد الحمام والعاقبة أشدولما عادوا بالورقة إلى الواليضربهم بقسۏة وأمر بحبسهم.
ثم جمع ثلة من الحكماء وطلب منهم أن يخرجوا للبحث عن الصياد وإقناعه بأن يسلم نفسه وفي الطريق رأوا الأفلاج تسقي النخل وكان الطقس حارا ذلك اليوم فخلعوا ملابسهم وعلقوها على نخلة وذهبوا للسباحة فتسلل الصياد ورائهم وأخذ ملابسهم وأموالهم وعلق مكانها رسالة كتب عليها هذا من فعل صياد الحمام والعاقبة أشد بعد أن خرج الحكماء من الماء لم يجدوا شيئا فانتظروا حلول الظلام ثم جروا بسرعة في أطراف الأودية وقد غطوا عوراتهم بأيديهم .
ولما علم الوالي بما حدث ڠضب من حمقهم وأمر بحبسهم عراة عقاپا لهم وحين استعان حتى وصل إلى خربة مهجورة ثم ألقى له ما في يده فأكل الجمل حتى شبع ثم برك ولما وصل المنجمون أطلوا داخل الخربة لكن الصياد جاء على أطراف أصابعه وأغلق عليهم الباب ثم ساق الجمل وراح في سبيله
بعد يومين تمكن المنجمون من الخروج وهم في حالة يرثى لها من الجوع والتعب فوجدوا على الباب رسالة كتب عليها هذا من فعل صياد الحمام والعاقبة أشد عاقب الوالي المنجمين عقاپا شديدا وسمع كل من في القصر صرخاتهم ولم يقبل أحد من أعوان الوالي بالخروج للبحث عن ذلك الصياد وإنتشر
خبره في الأسواق فخشي الوالي أن يصل الأمر إلى السلطان ويصغر في عينيه ربما عزله لضعفه فأرسل المنادي في القرى يصيح إنه أعطاه الأمان وسامحه في كل ما أخذه منه ويريده أن يأتي ليقص عليه حكايته .
وحين جاء الصياد إلى القلعة استقبله الوالي بنفسه ثم
أجلسه بجانبه وعاتبه قائلا لماذا فعلت بنا هذا أيها الصياد فأجابه يا مولاي لقد جازيت تعبي ومشقة سفري بالإحتقار وتقديمك على أهلي ونفسي بالمبالاة وتركتني بدون سلام أو مقام وألقاني حرسك في الطريق ولم يسمعوا شكوى أو كلام وأنت تعلم حال أمثالي وأنهم ما يفعلون ما فعلته عن فيض زاد ورخاء حال إنما طلبا لكرمك وتقربا من جودك فرجعت من عندك منكسر البال تسيل الدمعة من عيني ويمور الحقد في صدري فلم أحتمله حتى فار على النحو الذي رأيت.
فيما عزمت حتى أعلنت صفحك عني فبالله ما ضرك لو مسحت راحتك بكفيلما قصدتك ووضعت فيها نقطة مما أنعم الله به عليك أغني بها فاقتي وتعينني على بيتي سال ذلك الكلام كالنغم في أذني الوالي وإعتذر منه وقال الحمد لله أن ساق إلي من فتح بصيرتي وأصلح إعوجاجي في الدنيا قبل أن يسألني الله على فعلى في دنياي ثم أمر أن لا يرد محتاج ولا فقير ولا أرملة عن بابه وأمر له بكسوة وفرس وجعله رئيس حرسه وأمين سره وسبحان الله الذي يعطي من حيث لا نعلم والصلاة والسلام على رسول الله ...
إنتهت الحكاية