وبها متيم انا
المحتويات
بسعادة داخلها لتجلس واضعة قدما فوق الأخرى على الأريكة البيضاء العصرية لتدعوها
إيه يا بنتي هو انتي هتفضلي لازقة كدة على مدخل الشقة ما تحركي رجلك دي وتعالي اقعدي جمبي هنا .
سمعت مودة لتبتلع ريقها في محاولة لإدعاء الرزانة والتحلي ببعض الزوق في قولها
بسم الله ما شاء الله شقتك حلوة أوي انا مكنتش اعرف انك غنية كدة.
وهو انا لو غنية يا هبلة زي ما بتقولي كدة كنت قعدت في الشغل وخدمة اللي يسوى واللي ما يسواش
أمال إيه
تمتمت بها بعدم فهم وردت الأخرى بعد أن أشارت لها بيدها كي تجلس على المقعد المجاور لها
يا بت افهمي الشقة دي هي الحاجة الوحيدة اللي استفدت بيها من جوازتي الأولى يعني مش ورث من بابا ولا ماما انا وحيدة ومليش حد زيك يا مودة.
وحيدة زيي طب ازاي أمك اللي سابتك ولا والدك
سؤالها كان به نوع من الغباء استفز ميرنا ولكنها حافظت على هدوئها حتى لا تنجر للمنطقة الخطړة في تاريخها
امي بقى ولا أبويا المهم اني وحيدة وخلاص يا مودة انا وانتي بنصارع الحياة بطولنا أمال انا ليه حبيتك وډخلتي قلبي عشان ظروفك تشبهني.
بابتسامة مستخفة ردت مودة باستهجان
هتفت ميرنا تقاطعها بانفعال تدعيه
بطل عبط يا بت وخلي عندك شوية ثقة في نفسك اتعلمي يا ختي من المنيلة اللي بتمشي معاها.
ايوة صبا شوفي يا ختي التناكة والعنجهية اللي هي فيها.
التوى ثغر مودة باستياء تردف للأخرى
وغلاوة النبي عندك يا شيخة بلاش تريقة وانا اجي حتى ربعها عشان اقلدها
انتفضت ميرنا لتنهض وتنهضها معها لتقول بتحفز
بقولك ايه يا بت انتي انا النبرة دي محبهاش قومي دلوقتي معايا هأكلك أكلة معتبرة وبعدها هوضبك واخليكي واحدة تانية عشان تعرفي ان السر في الاهتمام مش في الهبل اللي انتي بتقوليه ده.
انتي بتتكلمي جد يا ميرنا.
ردت تجيبها بثقة
وجد الجد يا روحي دا أنا ميرنا يا بت والأجر على الله.
في اليوم التالي صباحا
خرجت صبا من المصعد في طريقها لمغادرة المبنى بعد أن اطمأنت صباحا على والدة شادي ونيته في الذهاب للعمل لتأخذ قرارها في الفعل مثله كانت تعدو بخطوات مسرعة حتى تلحق بأتوببس الفندق حتى أنها لم تنتبه له وقد كان يتابعها من الجهة الأخرى جهة الدرج الذي هبط منه خمس أدوار حتى لا ينضم معها في هذه المساحة الصغيرة غير عابئا بتعب أقدامه يكفيه تعبه الداخلي والصرعات التي تدور بعقله منذ قولها مساء أمس وفعلها اليوم لقد كانت على استعداد للتغيب عن دوام عملها من أجله! أيعقل أن تكون تعلقت به أم هو التعود أم هو إفتقاد للأمان في غيابه أم أنه! يا إلهي يشعر برأسه على وشك الانفجار من كثرة التخمينات والتكهونات تنهد بثقل شديد فقلبه لا يحتمل املا كاذبا يعد نفسه به هي كالنجمة رغم قربها منه وهو المثقل بهموم ومسؤولية كبيرة وجد نفسه مزروعا به ولا يستطيع التنصل منها هذا بالإضافة إلى العديد من الفروق الهائلة بينهم.
استيقظت شهد من نومها على اثر الحركة التي كانت تشعر بها حولها فتحت عينيها للضوء لتلتقي بفيروزتي صديقتها المشاكسة دوما والتي اصرت وفعلت بأن باتت ليلتها معها رغم اعتراض التمريض ومسؤلي المشفى.
صباح الخير يا بيضة انتي صحيتي
قالتها لينا وهي تجفف بالمنديل الورقي على وجهها الذي بللته بالماء منذ قليل اعتدلت الأخرى بجذعها على الفراش الطبي تجيبها بابتسامة
يا صباح القلش والأستظراف العروسة باين نومة الكنبة عجبتها فقايمة مصحصحة بدري بنشاط.
ضيقت عينيها لينا تطالعها بغيظ اثار ابتسامة شقية على ثغر شهد لتهتف بها
بذمتك مين فينا اللي بيقلش دلوقتي ولا مين فينا اللي قايم رايق من الأساس
تمطعت شهد لتفرد بذراعيها وتثنيهم مصدرة أصوات بدلع وهي تقول
يا ستي بقى مرة من نفسي ابقى رايقة واهو عشان تتأكدوا اني كويسة واستحق الخروج من امبارح.
تغيرت ملامح لينا لتأخذ وضع الجدية وهي تقترب لتجلس على طرف فراش الأخرى تقول
لا انتي مش كويسة يا شهد وبلاش تكابري....
همت لترد الأخيرة ولكن لينا أوقفتها متابعة
بقوولك بلاش تكابري..... انتي بتضغطي على نفسك كتير وانا بفوت لكن في دي مينفعش انتي عارفة وانا عارفة كويس قوي انك تعبانة ولازملك بريك عشان تفصلي شوية مفيش حد كبير ع التعب .
ردت شهد تدعي التفكه
الله يا ست لينا دا انتي بقيتي محللة نفسية جامدة بقى ايه يا عسل دي مكنتش وقعة دي اللي وقعتها امبارح وخلت الكل يقلق عليا.
لم تستجيب لها لينا وقالت بإصرار
متحاوليش تهربي بالهزار ولا تاخذيني في دوكة زي عوايدك انا مش غبية عشان مكونش فهماكي اللي انتي بتعمليه ده اسمه اڼتحار.
اڼتحار!
أيوة اڼتحار انتي لازم تشوفي نفسك وتفكري فيها محدش هينفعك لو وقعتي.
عبارتها الأخيرة أصابت شهد في الصميم لترد بشبه ابتسامة ليس لها معنى قائلة
اللي يشوف العقل والرزانة دلوقتي ميشوفش الجنان بتاع امبارح وانتي ماسكة في خناق الظابط.
ظابط!
هتفت بها لينا باستنكار لتتابع
دا لا يشبه ولا حتى يليق عليه بأسلوبه البيئة المستفز ده.
ردت شهد ساخرة
بيئة ومستفز كمان! واسم الله عليكي انتي بقى اللي راقية ومن جاردن سيتي يا بت دا انتي ډخلتي في الراجل امبارح زي القطر ولولا الست والدته واخوه موجودين لكنتي لمېتي علينا المستشفى بزعيقك.
استشاطت لينا ڠضبا لتهدر بها
طب والنعمة يا شهد لو ما لمېتي لسانك الطويل ده لكون مطلعة عليكي القديم والجديد ولا يهمني تعبك ولا مستشفى وزفت.
قالت شهد لتزيد من استفزازها
بجد! طب ما توريني كدة.
بغيظ وتوعد نهضت لينا تقفز لتحط بكفتيها الباردتين تدعي خن قها مع علمها الأكيد أن اللمس في هذه المنطقة عند شهد يصلها كدغدغة لا تحتملها لتنطلق ضحكات شهد بصوت عالي ونبرة طفولية بعيدة عن شخصيتها الجادة وهي تتوسلها
خلاص يا مچنونة شيلي إيدك اللي عاملة زي التلج دي مش قادرة اتحمل.
بعند طفولي ردت لينا بابتسامة تكتمها
لا مش هشيل عشان تحرمي تتحديني مرة تانية يا اللي عاملة فيها سبع رجالة انتي.
اصوات الضحكات والمرح بصخب منهن كان يصل لخارج الغرفة حتى تفاجأ به حسن الذي طرق بخفة وهو يدفع الباب ليلج داخل الغرفة ليصله هذه النبرة الغريبة لشهد في الضحك نبرة صافية خالية من الهموم نبرة شقية بأنوثة ناعمة لفتاة تدعي الرجولة والتجهم يعتلي وجهها دائما
صباح الخير هو انتو
متابعة القراءة