وبها متيم انا

موقع أيام نيوز


لحضوره رغم احتقانها من هيئته المغرورة وتخايل خطواته وكأنه الطاوس. 
عملت إيه في ترتيبات الحفل
سأل بها شادي والذي رد يجيبه رغم دهشته
حضرتك انا مجهز البيانات وكنت هجيبهالك على اخر اليوم
اومأ عدي برأسه وعينيه المختفية تحت اللون القاتم للنظارة تتابعها في الناحية الأخرى تقف بتململ وكأنها غير عابئة به ولا بحضوره وهو الذي اجبرته قدميه ليأتي كي يراها.

فقال شادي والذي كان مرتابا من حضوره الغريب
حضرتك لو عايز تشوف البيانات انا ممكن اديهالك دلوقتي تشوفها.
رد عدي بعد ان يأس منها ومن لا مبالاتها
خليها اخر اليوم بقى زي ما قولت انا اساسا مش فاضي.
قالها وتحرك مغادرا بخطواته السريعة وعاد الاثنان لأماكنهم فغمغم شادي بشعور غير مريح
عجيبة يعني جاي بنفسه يسألني ع التقارير
خرجت مودة من إحدى غرف الفندق التي انهت تنظيفها وترتيبها تخرج المكنسة الكهربائية الضخمة بغرض ان تضغها على الحامل في الخارج حتى اجفلت بمن اصطدمت بها
أسفة معلش مكنش قصدي .
لا ولا يهمك بسيطة.
قالتها مودة بعدم تركيز قبل أن تلتف نحو الفتاة الجميلة ذات الشعر الطويل والزينة المتقنة على ما ترتديه من ملابس قصيرة ولكن مهلا
هو انتي شغالة معانا هنا في الفندق
سألت مودة الفتاة بعد انتباهاها على شعار الفندق المدون على الزي الخاص بها رغم الاختلاف الكلي لهيئة من تقف أمامها واجابت الأخرى بابتسامة
ايوة يا حبيبتي انا شغالة هنا زي زيك لهو انا مش باين عليا
ردت مودة تبادلها الابتسام
بصراحة لا مش باين عليكي دا انا في الأول افتكرتك من النزلاء قبل ما اخد بالي من اليونيفورم بتاعك بس انتي ازاي لبسك غريب كدة هو انتي قسم إيه
ضحكت الأخرى لترد وهي تساعدها في تحريك الحامل
قبل ما اقولك انا قسم ايه قوليلي انتي الأول انا لبسي غريب في إيه بالظبط.
توقفت قليلا بتردد قبل ان تجيبها بحرج
اصله يعني...... متأخذنيش قصير كدة لفوق الركبة دا غير انه ضيق فوق وتحت.... بس عسل والله على جس مك المظبوط.
قالت الأخيرة وكأنها تصحح خطأها مما جعل الأخرى تضحك لها ثم توقفت تقول
شكلك طيبة اوي يا عسل وانا بقى استريحتلك اوي وعايز اصاحبك إيه رأيك اعرفك بنفسي وانتي تعرفيني بنفسك.
اومأت مودة لها بحماس وضحكة مرتسمة ببلاهة على وجهها لتمد بكفها أمامها تقول
انا اسمي مودة وشغالة هنا في قسم النظافة زي ما انتي شايفة كدة.
تقبلت الاخرى لتبادلها المصافحة تأخذ دورها في التعريف
وانا بقى يا ستي اسمي ميرنا شغالة هنا برضوا بس في أرقى حتة في الفندق المكان اللي بيضم البشوات والأجانب الفايف ستار بس .
باعين تبرق بالأنبهار سألتها مودة بفضول
مكان ايه
وصل إلى الموقع ليعلم بالصدفة انها كانت حاضرة منذ قليل ولكنها اختفت خلف المبني في الأرض الخالية تقريبا إلا من أشجار السدر المنتشرة بكثافة في هذه المنطقة الصحراوية بدون تفكير تحرك على الفور ليبحث عنها حتى تفاجأ بشبحها جالسة على أحد الاحجار الكبيرة يبدوا انه كانت شاردة في شيء ما لدرجة لم تجعلها تنتبه له ولخطواته التي كانت تدعس على الاوراق والفروع الجافة حولها
مش خاېفة على نفسك في المنطقة اللي انتي قاعدة فيها لوحدك دي
قالها لتنتبه إليه وتمسح على جانبي عينيها سريعا لترد بصوت حاولت جاهدة على ألا تظهر اضطرابه
لا طبعا وايه يعني اللي هيخوفني
تعقد جبينه وهو يرى اثار الدموع العالقة على بشرتها التي تلونت بالأحمر على عدة مناطق من وجهها ليسألها بتوجس
هو انتي كنت بټعيطي
نفت بهز رأسها ولما شعرت ان كذبتها مكشوفة ردت بمرواغة
مش لدرجة البكا يعني او الزعل بس هو زي ما تقول كدة افتكرت ابويا.
تناول حجر له ليجلس بالقرب منها ويسألها
اسف ع التدخل بس انا بصراحة كنت عايز اعرف ايه اللي فكرك بوالدك عشان تسيبي شغلك وتجيبي هنا في الجو الخلا ده وټعيطي
يا عم مش عياط.
قالتها بسأم وهي تكمل شارحة
انا بقولك افتكرت ودي حاجة طبيعية عندي انا عمري ما نسيت ابويا اساسا كل حاجة في شغلي بتفكرني بيه انا معظم وقتي قضيته معاه اصل انا بكريته وفرحته بيا كانت بتخليه ياخدني في أي حتة معاه في الشغل في البيت في المكتب ما هو دا اللي خلاني امسك من بعده.
قصدك على شغل المقاولات
سألها لتوميء برأسها وتجيبه
مهانش عليا تعبه وشقاه يروحوا لناس اغراب لما ابيع السجل بتاعه وادفن تاريخه .
سمع منها وظل صامتا يتأملها بتفكير عميق حتى رفعت رأسها إليه بتساؤل فقال
هتزعلي لو فضولي خلاني أسألك عن الكلمة المحفورة في دلاية الانسيال اللي في إي دك ده
انتبهت لتنقل بنظرها نحو ما يرمي إليه
إيه ده انت خدت بالك
قالتها بتساؤل ليهز رأسه إليها وكأنها أجابة عادية وعلى طرف لسانه يود القول بأن هذا الموضوع وهذه الكلمة تشغل حيزا غير هين برأسه منذ أن التقاها اول مرة وهو يفكر ان كانا رمزين او كلمة لأسم عزيز عليها كحبيب مثلا او خطيب او .....
قلب ابوها.
نعم.
خلعت الأنسيال لترفع أمامه الجملة التي يقصدها شارحة
دا قلب صغير ودا اللي الكلمة اللي لازقة فيه ابوها يعني قلب ابوها عملهالي قبل ما ېموت كانت حالتنا حلوة مكنش زي دلوقت الجاي يدوبك على قد اللي رايح. 
قال حسن بتأثر
دا كان بيحبك اوي بقى.
اوي.
غلبتها مشاعرها لتخرج منها بتحشرج ثم اشاحت بوجهها عنه حتى لا يرى دمعة خائڼة غلبتها ولكنه انتبه
انا اسف يا شهد لو كنت فكرتك. 
عادت إليه بابتسامة قائلة
بتتأسف على إيه بس انا افتكرته اساسا قبل ما تيجي امال انا جيت استخبى ليه هنا تحت شجر
النبق. 
بس والله المنظر حلو مش وحش..
منظر ايه
سألته باستفهام لتجده دنى نحو الأرض يتناول حبة نبق ناضجة مسحها على القميص الذي يرتديه يردف لها
على فكرة انا بحب اجي هنا وانقي منهم على كيفي تحبي تدوقي ولا لازم بقى تقومي وتغسلي. 
مد ي ده بالثمرة الناضجة فردت وهي تتناولتها
لا طبعا دا طاهر ومفيش اي د لمسته ولا حتى اتلوث بالكيماوي انا كمان باجي هنا وانقي براحتي.
اخفى داخله ابتهاجا يعبث بقوة لمجرد تقبلها لشيء منه فنهض فجأة ليقول بحماسة
طب استنى بقى وانا انزلك اللي احلى واحلى. 
هتعمل إيه
قالتها لتجده امسك بعصا قريبة وعلى احد الفروع القريبة من مستوى طوله ضړب بضربتين فقط وافترشت الأرض حولها بالثمار الناضجة شهقت ضاحكة لتردد بمرح
ايه دا كله ومين فينا اللي عنده مرارة ينقي
تبسم هو بانتشاء ليجلس على عقبيه ويجيبها وهو يتناول الأطيب والأكبر
يا ستي احنا ننقي اللي احنا عايزينه والباقي بقى يقعد لصاحب نصيبه.
بوجه تبدل عن الحالة السابقة لها مئة وثمانون درجة كانت تضحك وعينيها تناظر الخير الذي امتلأت به الأرض حولها لتعقب
ونسيب الشغل ونقعد ننقي.
نظر لها بأعين تفيض بحنان ذكرها بفعل والدها قديما يقول
لا يا ست المقاول انتي تقعدي مكانك زي الهانم وانا هنقى الحلو منهم واجيبلك لحد عندك.
صمتت بخجل أصابها من كلماته
 

تم نسخ الرابط