وبها متيم انا
المحتويات
عينيه ليضمها إليه بۏجع ينخر بين أضلعه مرددا
لا يا ميسون متقوليش كدة متقوليش كدة يا ميسون انتي تستحقي واحد أحسن مني كمان.
نزعت رأسها لتنفي بها
لأ يا عدي انا عرفت نفسي وعشان كدة بقولهالك اهو موافقة ع الطلاق وموافقة تاخد الأولاد مني لأني استاهل كل اللي يجرالي.
جذبها پعنف ليهدر بها بصرامة
مفيش أولاد هيبعدوا عنك هنلاقي زياد والاتنين هيتربوا معايا ومعاكي.
صړخت ميسون فور أن رأت طفلها يخترق الباب الخشبي الصغير للحديقة ويتقدم بخطواته نحوهما
مامي وبابي أنا جيت.
زياااد.
ركضت لتعتصره بين ذراعيها تشدد عليه بلوعة أم كادت أن تفقد طفلها فتوقف عدي يطالعه بعدم تصديق ينتظر دوره في العناق والتقبيل وتزامنا مع ذلك تفاجأ بآخر شخص يتوقعه يخترق الحديقة خلف طفله الذي كان يهمس لوالدته
مصطفى.
دمدم بها نحو المذكور والذي توقف يرمقه بنظرة مظلمة وملامح مغلفة أنبأته بحقيقة ما توصل إليه شقيقه.
..
بداخل الحديقة وبعد مغادرة الجميع وقف الشقيقان في مواجهة غير محسوبة من جهة الطرف الثاني وهو عدي فلم يكن يتصور في أقصى خيالاته أن يصل الأمر إلى شقيقه الأكبر فيتصرف بحنكته المعتادة ويأتي هو بالطفل بنجاح يلازمه كالعادة وهو الحامي والمسيطر رافع رأس العائلة بنزاهته وعقليته الفريدة في التفكير السليم عكسه هو في كل شيء فاشل حتى في تدبير الخطط!
كان السؤال كفخ شعر به عدي أو بالأصح هو بداية لجره نحو الحديث المتوقع ولكنه تجاهل يدعي عدم الفهم بقوله
وهسألك ليه تاني ما انت جيبت الفايدة لما شرحت من شوية لميسون عن علاقاتك المتشعبة في البلد واللي مكنتك من معرفة مكان الولد في اسرع وقت بجد انا مش عارف اشكرك إزاي
جمود جسده والتعابير المنغلفة على ملامحه لم تتغير ولو حتى بشبه ابتسامة ساخرة بل كان يطالعه بهدوء ما يسبق العاصفة حتى تكلم اخيرا
علم عدي أنه لا مناص من التهرب والإنكار طالما شقيقه يحدثه بهذا الهدوء الخطړ وجميع الطرق سوف تذهب به لنفس النتيجة فخرج سؤاله بفضول ملح
طب مدام كدة يبقى تقولي انت عرفت ازاي ما هو مش معقول يعني في ظرف ساعات قليلة تنزل من مصر وتيجي بالولد على هنا وكأنه كان مستنيك في المطار.
مشكلتك يا عدي انك دايما بتاخد بالظاهر زي الست والدتنا بالظبط ما بتركزش في بواطن الأمور ولا في تحليل الشخصية اللي بتكلمك يعني أنا مثلا لما اقولك بإني عرفت بموضوع الولد منك انت شخصيا مش هتصدني لأنك متأكد انك ما اعترفتش بحاجة قدامي وهو دا فعلا اللي حصل لكنك ناسي اني فاهمك وحافظ أكتر من خطوط إيدي يعني عارف بطريقة تفكيرك
كان ممكن اقدر موقفك رغم اعتراضي على الطريقة الكارثية بس دا لو كنت هتحافظ عليهم وتعوضهم عن افتقاد والدتهم مش تتجوز وتعيش حياتك وتدمرهم.
زفر عدي يخرج دفعة من الهواء المشحون بإحباطه ورد مصححا
معدتش في جواز خلاص يا مصطفى دي كانت فكرة وراحت لحالها أهم شيء عندي دلوقتي هو الأولاد
مش فاهم يعني خلاص قررت تسيبهم لميسون
سأله بتوجس رغم ارتيابه لهذه النبرة المنهزمة وأتت الإجابة تزيد من حيرته
لا يا مصطفى مش هسيبهم ولا هسيب مراتي طمن قلبك.
تحرك بخطوتين ليقف بجوار إحدى أشجار الحديقة يضع كفه على جزعها ليردف بتنهيدة خرجت من العمق
أنا خلاص عرفت نصيبي وحمد لله نصيبي مش وحش للدرجة اللي تخليني اهرب ولا اصر على الفراق أينعم انا كان نفسي في الحب..... أعيش المشاعر اللي كنت بشوفها دايما في عنيك انت ومراتك...... بس خلاص بقى.
وضحت الرؤيا جلية امامه الان ليستنبط بعقله الراجح أن شقيقه بدأ يستفيق من غفوته فرد بنبرة تجلى فيها الحنان الأخوي
إنت قولت ان نصيبك مش وحش وانا شايف إن دي كلمة قليلة عليه لإنك في نعمة يا عدي مراتك وولادك من أروع ما يكون ولو ع المشاعر اللي نوهت عنها فدي تقدر تخلقها مع ميسون بكل سهولة خصوصا وانا عارف كويس انها بتحبك يعني في انتظار إشارة بس منك وتلاقيها فكت جمودها بل وسلمت كل حصونها ليك ولو بتثق في رأيي فدا شيء انا متأكد منه.
لاح على وجه الاخر الإقتناع ولكنه ظل صامتا ليرتب الأفكار برأسه جيدا هذه المرة كي يصلح ما فات بنهجه الجديد ناسيا عنجهيته القديمة وتعاليه حتى على اقرب الأشخاص إليه.
أما مصطفى وبعد أن اطمئن لجانب شقيقه استل هاتفه من جيبه ليتصل بالقطعة الغالية من قلبه حبيته وزوجته
الوو يا مصطفى انت اخيرا اتصلت
هتفت بها عبر الاثير بنبرة أجفلته ليجيبها على الفور بتبرير
ايوة يا حبيبة قلبي ما انتي عارفة اللي حصل وع العموم اسف لو اتأخرت باتصالي عليكي المهم بقى انتي عاملة ايه
ردت بصيحة أعلى من سابقتها وكأن الامر جلل
انا محتاجكاك بسرعة يا مصطفى عايزاك دلوقتي حالا تبقى معايا أشتاقتلك وعايزة احضنك اووي
وعودة إلى الوطن
وبالتحديد داخل القاعة مع أجواء حفل الزفاف وهذه الأغنية الرومانسية التي كانت تصدح بقلبها وزوج العروسان يتراقصان عليها
ادي اللي في بالي بالملي
قمر ومن السما نزل لي
دي باسم الله ما شاء الله تشوفها تسمي وتصلي
ما دي اللي في بالي بالملي
قمر ومن السما نزلي
دي باسم الله ما شاء الله تشوفها تسمي وتصلي
عشان اوصفها مالهاش حل
كلام اغانيا كله اقل
دي خير في حياتي جاني وهل ومن حظي انه متشالي
عشان اوصفها مالهاش حل
كلام اغانيا كله اقل
دي خير في حياتي جاني وهل ومن حظي انه متشالي
المهندس حسن وشهد العسل عروسه.
تتمايل برقة استعادتها على يده وأناقة لم تغب عنها حتى وهي بملابس الرجال التي كانت تخفي بها أنوثتها كي لا تكن مطمع لأي كان أما اليوم فقد كانت ترتدي فستانها الأبيض بهيئة ملوكية تليق بها حيث كان ضيقا حتى الخصر ثم يتسع بعد ذلك بعد ذلك بطبقاته العديدة من الشيفون والدانتيل المزين بالنقوش الدقيقة وزينة الوجه الرقيقة كطبيعتها التي كانت تدفنها سابقا بين يدي حبيبها والذي لا يمل من تأملها حتى والعيون منصبة نحوهم يجعلها تخجل مهما حاولت الإنكار
بتبصي على إيه ركزي معايا.
قالها بهمسة محذرا حينما الټفت نحو شقيقاتها تبادلهم الابتسامة حينما لوحوا لها بطريقة كوميدية لتعود إليه
مرددة باضطراب
اركز فين تاني يا حسن إنت مزهقتش تركيز.
ضحك ينفي بهز رأسه
لا طبعا هو انتي لسة شوفتي زهقان دا احنا لسة مدخلناش في الجد أمال لما ندخل بجد
متابعة القراءة