وبها متيم انا
المحتويات
ادورلك فيه براحتي اصل بصراحة اليومين دول مشغول جدا في الشغل دا غير كمان خطوبة حسن على صاحبتك ناوية بقى تيجي الخطوبة يا لينا
طبعا لازم اجي هي دي محتاجة سؤال شهد دي اختي مش صاحبتي.
قالتها بتأكيد قابله برده الواثق
كويس اوي ده واهو بالمرة لو لقيت القلب اديهولك في المناسبة الحلوة دي.
تمام .
انهى المكالمة وقد اكتنفه ابتهاجا لا ينكره يعجبه حالة الشد والجذب ثم المهادنة والتوقف قليلا قبل العودة لطبيعتها المناكفة والتي كانت أكثر ما جذبه نحوا.
اجفله عصام بقولها قبل أن يتذكر ويطرق بخفة على باب الغرفة الذي كان مفتوحا من الأساس ليستأذن معتذرا
أنا أسف سعادتك ممكن دقيقة
رد بتريث لا يخلو من الإندهاش
ادخل يا بني بس خد نفسك الأول ليه اللهفة دي
سمع عصام ليتقدم نحوه على الفور واضعا إحدى المستندات الهامة ليرد مفسرا
ما انا جايلك بمعلومات مهمة اوي البنت اللي كنت كلمتك عنها قبل كدة في قضية مودة طلع لها تاربخ مذهل وملف قديم في الأداب
دي كانت متربية في ملجأ كمان رغم ان خالها كان عايش اي ده اي ده تلت قضايا تدخلهم وتطلع منهم زي الشعرة من العجين
رفع انظاره إليه متابعا
دي مش سهلة ولا هينة بقى
ما انا قولتلك يا فندم شكلها معجبنيش.
قالها عصام متفاخرا بعض الشيء بصدق حدسه فجاءه قول ألاخر الحازم
أيوة حاضر أنا جاية.
صدر الصوت المستفز من داخل المنزل قبل أن يفتح الباب فتطل بهيئتها التي تشعل الډماء بالرأس لتزيد عليها بوقفتها المائلة ترمقها من تحت أجفانها ثم ليخرج الصوت من بين تلويكها للعلكة بداخل الفم
اهدتها صبا ابتسامة صفراء وهي تجيبها
اه انا يا أنسة سامية عندك مانع ادخل اطمن على جارتنا وبنتها التعبانة.
ردت بميوعة وبصوت يطرقع ليثير القشعريرة على أسماعها
لا طبعا معنديش وبنفس الوقت مقدرش اقولك ادخلي كدة من نفسي دقيقة بقى اروح استئذن أهل البيت عن اذنك .
قالتها وتحركت للداخل بحركات بطيئة بتمايل لتريها جمال قدها في هذه العبائة القطنية التي تقسم جسدها لمناطق منعزله كل جزء يمثل خريطة مع نفسها اندمجت صبا معها حتى اختفت بداخل إحدى الغرف لتمتم بحنق مع نفسها
واقفة عندك بتعملي ايه يا صبا
هتف بها شادي وقد كان خارجا من غرفة والدته سمعت هي لترسم على وجهها العبوس قائلة
أنا موجفتش كدة من نفسي البت دي بنت خالك هي اللي جاتلتلي استنى على ما تستأذن حد منكم يدخلني عشان بقولها عايز اطمن على جارتنا.
طب وانتي برضوا محتاجة استئذان من حد ادخلي يا صبا ادخلي.
فور ولوجها لداخل المنزل اغلق الباب ليتبعها فقد بدا من هيئتها تغيرا لم يخفى عليه حتى وهي ترفع رأسها إليه بسؤالها العادي
رحمة النهاردة عاملة ايه هي والست الوالدة
أجاب بلهجة عادية رغم تحرقه للسؤال عما بها
رحمة كويسة والحمد لله.
اومأت بشبه ابتسامة جانبية ليس لها معنى أدخلت في قلبه القلق فهذا الغموض وهذا التردد أبعد ما يكون عن شخصية صبا لذلك لم يقوى على منع نفسه من سؤالها
أنتي كويسة يا صبا
ردت بصوت كان أشبه بالهمس وبكلمات متقطعة
الحمد لله.... كويسة......... انا بس كنت عايز اسأل عن رحمة.
ما قالك كويسة ولا هو تكرار وخلاص.
قالتها سامية التي خرجت من غرفة الأطفال على صوت حديثهم الټفت إليها صبا بنظرة مغتاظة واكتفت بالصمت حينما تولى شادي الرد عنها
في إيه يا سامية وانتي مالك
احتقن وجهها بعد إفحامه لها حتى كادت أن تجادله برد قوي ولكن صبا لم تنتظر وتحركت باستئذان نحو غرفة رحمة لتتبقى هي مع شادي الذي أجفلها بسؤاله
هو انتي لما قولتي لصبا استني استأذن اصحاب البيت كنت داخله عند الأطفال تأخد منهم الأذن.
سهمت بوجهها أمامه لتردد بعدم تركيز وقد طارت من رأسها كل الحجج.
هااا
يعني ايه من بطن تانية
سألتها رحمة باستفسار ملح وقد كانت جالسة على طرف التخت بجوارها مطرقة الرأس كالذي يحمل فوق ظهره هما ثقيلا حتى إجابتها صدرت بخواء
يعني من نفس البدنة بس مش نفس الجد أو بمعنى أصح واد عمي من بعيد.
لكن من نفس العيلة.
هو فعلا من نفس العيلة.
امال ابوكي عمل ايه بقى ما هو نفس الأمر.
لأ مش نفس الأمر.
قالتها صبا لتتوقف دقيقة زافرة بقنوط قبل أن تتابع
المرة دي العريس مش ساكن في البلد ولا هيسكني فيها دا غير انه شغال مهندس في شركة بترول على حسب كلام ابويا وابوه مأصل من كبارات العيلة يعني ع الفرازة زي ما بيجولوا
بتفرس شديد في ملامحها وكل رد فعل يصدر منها سألتها رحمة
طب وانتي ايه مزعلك مش يمكن لما تشوفيه يعجبك ما هو طول ما والدك بيتكلم بالحماس ده يبقى ابوكي اتأكد انه هيعجب.
يعجبه هو مش انا.
قالتها بعصبية جعلت رحمة عادت لتسألها بنفس المنطق
وانتي ايه اللي يعجبك يا صبا
تلبكت باضطراب تبحث عن إجابة في عقلها المتشتت من الأساس حتى خرج ردها
مش عارفة بس انا حاسة نفسى مش عايزة.
مش عايزة تتجوزي يا صبا
للمرة الثانية تسألها بشكل مباشر وازدادت هي اضطرابا في قولها
ما انا جولتلك مش عارفة....... ومش لاجية رد يرجع ابويا عن قراره يعني مضطرة احضر المقابلة دي اللي حددها مع العريس وأهله وربنا يستر بجى.
يستر في إيه يا صبا انه يطلع مش حلو عشان ترفضيه بقلب جامد ولا يطلع كويس عشان تراضي ابوكي
حيرة ارتسمت على صفحة وجهها بشكل واضح مع شيء الاخر بدا في نظرتها غامضا وغير مقروء جعل رحمة تشاركها الصمت في انتظار رد مقنع لها علها تفهم.
قطع شرودها صوت هاتفها قبل أن تستجيب في الرد
ألوو يا مدام صفاء.......... ازيك انتي عاملة اية..........
نعم مالها مودة.......... ايه يا نهار اسود........... لا طبعا وهعرف منين.
أنهت المحادثة لتنتفض بحزن زاد على توترها
عن اذنك يا رحمة انا ماشية.
اعترضت توقفها بقلق
قلقتيني يا صبا ايه اللي حاصل مع صاحبتك
اشارت بكف يدها تقول بصوت مخټنق
صاحبتي مستجبلها ضاع الله يكون في عونها بقى
نهضت تود الذهاب ولكن توقفت على دخول شادي يحمل ابنة اخته يداعبها كالعادة وهي تطلق الضحكات بصوت عالي ظلت لبعض الوقت ترمقه بصمت قبل أن تجبر قدميها على التحرك مردفة
عن اذنكم يا جماعة.
قالتها وذهبت على الفور نظر في أثرها باستغراب قبل أن يعود لشقيقته متسائلا
إيه الحكاية مالها صبا
على الكرسي الذي ظل مقيدا به لعدة ايام هتف العم كريم فور رؤية
متابعة القراءة