وبها متيم انا
المحتويات
رؤى مزعنة بطاعة وابتسامة لم تفارقها حتى اذا خرجت شهد ركضت نحو الشرفة مدمدمة
هروح اشوفها وهي بتركب العربية مع خطيبها .
پصدمة وعدم تحمل الټفت أمنية تحدج والدتها بنظرات حاړقة لټضرب بكف يدها على فخذها ثم على صفحة وجهها وتغمغم بغليل وقهر
يعيني على بختك القليل يا أمنية.
..... .
بعشق تملكها حتى تغلغل في الأعماق وصار يجري في عروقها كمجرى الدم تحيا به وقد أضحى النفس الذي تتنفسه عبير الروح التي ارتقت بعشقه لتصبح امرأة أخرى تليق برجل مثله يبهجها ولو ابتسامة صغيرة تعلو ثغره ويحزنها ألا تكون هي السبب بها.
هذا ما كانت تشعر به نور في وقفتها الان بوسط الدرج تراقب زوجها المنشغل دائما على حاسوبه حتى في وقت استراحته بالمنزل لكم الأعمال التي لا تنتهي معه في جلسته بوسط البهو الكبير على اريكته الاثيرة وأبناء شقيقه يلعبن من حول بألعابهم ويشاكسنه بالعبث بأشياءه كعلاقة المفاتيح والهاتف وهو بكل ود وروية يجيب عن أسئلتهم التي لا تنتهي رغم انشغاله وكأنه يعوض الأطفال ولو قليلا عن غياب أبيهم عنهم
حاضر من عيوني يا إياد تكبر انت بس ويشتد عضمك وانا ليك عليا اجيبلك أحسن عربية.
طب وانا يا عمو هتجيبلي واحدة كمان
قالها الطفل الاخر والذي كان منشغلا باللعب على الهاتف وكان رد مصطفى بحزم لا يخلو من اللطف
هجيبلك اللي انت عايزه بس لما تخف من اللعب شوية ع التليفون انت قولت شوية صغيرين واحنا دلوقتي عدينا النص ساعة.
ما انا اعمل ايه بس يا أنكل ماما مانعة عننا العاب البلاي ستيشن بقالها كام يوم وشايلة مننا التليفونات بتاعتنا بصراحة بقى زهقت.
شايلة عنكم التليفونات ليه
سأله مصطفى بانتباه وقد ترك ما يعمل عليه فجاء الرد من الطفل الأكبر
أنا اقولك يا عمو اصلها كذا مرة تنبه علينا نبطل نتصل ببابا بس زياد ما بيسمعش الكلام بيتصل بيه وبيبلغه كل حاجة حصلت معاه في اليوم بتاعه.....
طب وانت يا إياد ما بتتصلش انت كمان ولا هو واخد العقاپ لوحده
لا يا أنكل انا كبير على اني اتصل بيه كل شوية زياد واخد العقاپ لوحده بس انا ماما مضيقة عليا وبتديني الفون لما بطلبه منها بس وتعرف انا عايزه في ايه!
الكلمات العفوية من الطفل جعلت مصطفى يتناسى ما كان يعمل عليه ليزداد تجهمه بحالة من الشرود في هذا الأمر البغيض بغياب شقيقه عن ابناءه وزوجته والتي من الواضح أن البرود الذي تدعيه أمامهم جعله يغفل عن الشعور الحقيقي لامرأة يهجرها زوجها وهو بنفس المدينة معها حتى لو كانت هذه المرأة هي ميسون العرق التركي المتأصل بعنجهية متوارثة تجعلها تتعالى حتى عن إظهار ما يعتمل بصدرها.
صدرت بقوة جعلته ينتفض مجفلا ليرى انفجار ميسون هذه المرة على الطبيعة وقد تخلت عن الواجهة الباردة لتخطو نحوهم پغضب وتختطف الهاتف من يد ابنها قائلة بتوبيخ متعمد
انا مش منبهة إن مفيش لعب في الفون غير بمواعيد منظمة مني انا شخصيا ولا انت قاصد تكسر تعليمات مامتك
ألقت الهاتف پعنف على الاريكة التي كان جالس عليها مصطفى لتحدجه باتهام مقصود مما اضطره للرد
مقارعته لها باعتراض واضح أمام أبناءها ارتد بأثره عليها لتكفهر تعابيرها ويعلو صوتها ولأول مرة بوجهه وپغضب مكبوت
عشان محدش له حق فيهم قدي أنا امهم واخاڤ عليهم من تأثير الحاجات دي ولا انت متعرفش بخطۏرة الأجهزة دي على الأطفال ع اللي في سنهم ولا صحيح انت هتعرف منين
قالت الاخيرة بقصد وضح تأثيره جليا على وجه مصطفى الذي وجم صامتا ولجم لسانه عن الرد عليها فلم تتحمل نور التي كانت تتابع من جهتها لتجفلها بصيحتها الغاضبة
مفيش داعي للكلام ده يا ست ميسون ولادك اهم قدامك جوزي مقربش منهم دا هما اللي بيتلزقوا فيه عشان بيحبوه وهما اللي بيمسكوا حاجته بإرادتهم ولا يعني عشان هو مبيكسفهومش.......
خلاص يا نور .
هدر بها بمقاطعة هو الاخر لينهي الجدال من أوله ثم نهض فجأة ململما أشياءه في يده ليغادر المنزل منسحبا في هدوء وتحركت ميسون بدورها ممسكة بولديها نحو مخدع جدتهم المساندة لها على الدوام فتبقت نور وحدها لتسقط باڼهيار جالسة على درجة السلم التي كانت تقف عليها فهي الأعلم الان بچرح حبيبها وما يعانيه في هذه اللحظة بالذات.
ترجلت صبا من حافلة العمل وفور أن وصلت لداخل المبنى التي تقطن به توقفت محلها غير قادرة على المواصلة وقلبها يأكلها من القلق لهذا الغياب المريب من صديقتها وجارتها مودة.
شيء يحثها على الخروج نحو منزلها في الشارع الاخر لتسأل وتطمئن بنفسها وشيء اخر يدفعها نحو التجاهل حتى تظهر لها فغياب يوما ليس بالأمر المهم ولكن غلق الهاتف وعدم الرد على المكالمات يجعلها تعود لنقطة الصفر في تشتت الفكر.
زفرت بضيق وهي تلمح الرقم المجهول الذي يطلبها للمرة الخامسة من وقت استقلالها حافلة العمل بعد انتهاء نوبة عملها.
همت للتجاهل كالمرات السابقة ولكنها استدركت فجأة مع تذكرها لغياب مودة لربما تكون هي
استجابت هذه المرة لحدسها وتوقفت قبل أن تضغط على زر مصعد البناية لتجيب باحتراس
الوو السلام عليكم.
الووو يا صبا اخيرا رديتي.
صدر الصوت المتلهف من الجهة الأخرى لتتنبه كل حواس الأخيرة معها وتسألها بتخوف
ايه ده معقول! هو انتي اللي بتتصلي يا مودة
سمعت الاخيرة لتجيبها بصوت باكي
ايوة يا صبا دا انا اللي جرالي النهاردة يتكتب في الحواديت انا بكلمك م المستشفي....
قاطعتها صبا هاتفة بقلق متعاظم
يا نهار اسود مستشفى كمان هو انتي إيه اللي حصل معاكي حاډثة لا قدر الله ولا إيه بالظبط
هقولك على كل حاجة يا صبا بس لما تيجي وانا هفهمك كل شيء ارجوكي يا صبا متتأخريش عني.
بحمائية ومروءة ليست بالغريبة عنها ارتدت صبا للتحرك والخروج من المبنى فقالت وهي تشير بيدها نحو سيارة أجرة تقلها
انا جيالك على طول جوليلي اسم المستشفى اللي انتي فيها.
وإلى أمين الذي أنهى بتلذذ واستمتاع بالطعم اخر قطعة كانت متبقية من كيك الشكولاتة ضمن المجموعة التي قد أتى بها في مقر عمله بداخل علبة بلاستيكية نكاية في شقيقه الذي خرج الان ليلهو ويمرح مع خطيبته بعد أن تفنن في كيده مع مجيدة باتفاق على اخراجه عن شعوره فكان رده الحازم أن حرم الأثنان من تذوق حلوى السيدة أنيسة وبرغبة غريبة بداخله تجعله يشعر في الاستحواذ على كل ما يأتي من المرأة وكأنه يخصه لا يعلم من أين استمد هذه الفكرة ولكنها تكبر وتترعرع معه بدون سبب منذ معرفته بها.
على خاطره الاخير تناول الهاتف ليطلب الرقم الذي حصل عليه مؤخرا عن
متابعة القراءة