شوق
المحتويات
الإندماج في المقابلة والأحاديث التي هو معتاد عليها دائما معهم وبرغم أن اللقاء محبب إليه فهو يحب صحبة عساف وإخوته إلا أنه لا يدري لم يشعر بالإختناق والضيق ولا يدري ما سبب ذلك... كاد بالإستئذان منهم ومغادرة المكان لكنه علل بأنه مع الوقت سيختفي هذا الضيق وسرعان ما سينسجم معهم وينسى ما يزعجه.
جاء الوفد وبعد ترحيب وسلام ومزاح الجميع معتاد عليه تم تناول الطعام جميعا معا وبعد الإنتهاء قرر الوفد ألا يعطي كلمته النهائية في الصفقة التي يجرونها الآن وطلبوا من خالد إمهالهم لبعض الوقت فهم لن يغادروا مصر في الوقت الحالي.
ليميل خالد إلى عساف وهو يقول بينما يكز على أسنانه
_عساف اتكلم قول حاجة انا على أخرى ودول جايين يهزروا احنا مفيش عندنا وقت لازم تأخد موافقتهم
والا الفرصة هتضيع مننا والأسعار في زيادة كل يوم
عساف أشار لخالد لأن يهدأ
_طيب اهدى واتكلم عادي وأنا هتصرف
_هتتصرف تعمل ايه انجز
وبعدها نظر عساف لمهند وغمز له
ففهم مهند ما يرمي إليه عساف وطلب من فتاة منهم مرافقته فقامت معه على الفور وهي التي كانت معجبة به وبشدة لوسامته وجماله الرجولي المهلك بالنسبة لها ولأن مهند خبير في أمور كيف يوقع النساء أستطاع أن يجعلها كالخاتم في إصبعه دون أن يتحدث حتى.
نظر خالد لمهند وتلك الفتاة الروسية التي تتأبط ذراعه وقال بحنق لعساف
رد عساف بهدوء
_أنا بعقلي انت حاليا لا.. في اي مالك وأنا اللي بقول عليك أعقل واحد فينا
رد خالد وهو ينهض بكامل عصبيته
_ فعلا مبقاش عندي عقل بعد اللي بتعمله انت وأخوك دلوقتي وفي أكتر موقف لا يحتمل الهزار أنا ماشي وابقى اتصرف انت واخوك في الصفقة النيلة دي سلام
ليهتف أمير الذي كان يتابع الموقف ولا يفهم شيئا
_خالد مشي ليه اول مرة يعملها ويسيب الوفد كان بيقعد معاهم يقنعهم لآخر لحظة
_خالد فعلا مش طبيعي النهاردة
_طيب والحل إيه
عساف نهض من مكانه وودع الوفد هو أيضا وقال لأخيه
_ولا حاجة روح شوف عايز تسهر فين واتكل
_أنا مش فاهم حاجة طب وانت هتعمل إيه وبعدين خالد مشي وأكيد معتمد عليكم وانت جاي تودع الوفد وتمشي انت كمان
هتف عساف بنفاذ صبر
_أمير أنا مش قلتلك تطير انت
_حصل
_يبقى تتحرك دلوقتي بدل ما أزعلك
تحرك أمير من مكانه بسرعة وهو يشعر بالحنق من أخيه لانه لا يعرف تفسيرا لتصرفاته وقال
__
وقفت شوق تنظر للطعام أمام السفرة بتحسر شديد فجاءها العم سيد ويبدو على وجهه الحزن فهو ظن أنها حزينة بسبب معاملة عساف وإخوته لها وقال
_أبلة شوق
الټفت له وقالت بحزن
_نعم يا عم سيد
_متزعليش يا بنتي حقك عليا أنا
ردت شوق بأسف وهي لا تفهم مقصد العم سيد
_زعلانة ومقهورة كماني والله يا عم سيد
_معلش يا بنتي ده شىء متوقع منهم انتي والله بنت طيبة وبنت حلال علشان كدا بقولك مكانك مش هنا وان كنتي عاملة انه هيجيلك من هنا قرشين حلوين فأنا بقولك القرشين القليلين اللي هتأخديهم من برا أفضل من هنا مليون مرة فمتزعليش وربنا اللي يعلم حبيتك زي بناتي بالظبط.
هزت شوق رأسها بعدم فهم وقالت بعد أن أغمضت أعينها وفتحتهما سريعا
_ انت بتقول ايه يا عم سيد أني مفهماش قصدك
_قصدي يا بنتي ارض الله واسعة فمتزعليش لما قالولك امشي
ابتسمت شوق ابتسامه خفيفة وقالت
_وفكرك انهم لما يقولولي امشي يا عم سيد يعني همشي لااه دولن بيحلموا أني للأسف مش هينفع امشي من اهنه دلوك
_ليه يا بنتي ايه اللي غصبك على كدا المكان هنا مش مناسبك أبدا وانا مرضاش لبنتي تعيش في مكان كله رجاله بالشكل ده
_لاه من الناحية دي اطمن يا عم سيد هتلاقيني معاكم راجل زييكم بالظبط ومهياش دي المشكلة والله يا عم سيد
_مش فاهمك يا بنتي انتي عايزة تفضلي هنا ولا لا
_ايوة ولا يا عم سيد... بص يا عم سيد هي الحكاية ملعبكة حبتين فمتشغلش بالك أني مش زعلانة أبدا من اللي قالوه ونظرا لتصرفاتهم فاللي عملوه ديه حاجة بسيطة من اللي أني متوقعة إني هشوفه وبإذن الله هطلعه كله على جتتهم واحد واحد ماعدا أمير الأمرا الا اذا متعدلش هو راخر فهيشوف مني أيام سودا
حك العم سيد لحيته وقال باستغراب
_غريبة طيب ليه اول ما جيت كنت شايفك وواقفة زعلانة متحسرة
رفعت شوق يدها وأشارت إلى الطعام الموضوع على السفرة
_متحسرة على ديه يا عم سيد بقا معقول المحمر والمشمر ديه كله يتساب إكده ومحدش يهوب ناحيته مش حرام ديه يا عم سيد.
حرك العم سيد كتفيه ووضع بمنشفة المطبخ فوق كتفه وقال
_كل يوم على الحال ده يا أبلة شوقمعظم الأيام بعمل الأكل ومحدش فيهم يهوب ناحيته
_انت مش بتجول يا عم سيد انهم مدينك جدول مواعيدهم
_لا ده أمير بيه بس والصبح علشان الكلية غير كدا لا
_ديه ايه المرار الطافح ديه طب والوكل ديه بتعمل فيه ايه اكيد بتسخنه ليهم للصبح
_لا طبعا ازاي هقدم للبهوات أكل بايت
_يا عم سيد ازاي ايه بس قال يعني هيعرفوا
_ايوة طبعا دول مزاجهم في الأكل عالي اوي ولو مرة معجبهمش مش بسلم منهم يا بنتي
ضړبت شوق كفا بكف وقالت
_الله المستعان يارب يا عم سيد
وجدت العم سيد يتقدم من الطاولة ويحاول أن يعيد الطعام إلى المطبخ لتهتف شوق بتساؤل
_هتعمل بيه إيه الوكل ديه يا عم سيد
_هرميه يا بنتي هعمل ايه يعني
فتحت شوق فمها واتسعت أعينها وهي تقول باستنكار
_واااه ترميهترمي نعمة ربنا يا عم سيدانت عايزنا ننسخط قرود يا عم سيد ليه نرمي النعمة ! اللي ميشكرش ربه على النعم هتتسحب من بين ايديه
_هعمل ايه بس يا بنتي ماهما اللي مكالوش أنا إيه ذنبي
_خلاص خد الأكل ليك ولعيالك
_الحمد لله أنا اولادي متجوزين ومخلفين وكل واحد منهم في بلد.
_خلاص وزعه على الغلابة يا عم سيد وما أكترهم في البلد في ناس كاتير مهياش لاقية الزر البايت حتى الأكل دهون هيفرحهم اوي وياسلام وانت بتسمع دعوة فقير اتردت ليه روحه لما تطمنه أن اولاده هيباتوا الليلة شبعانين والله ابتسامتهم كفيلة انك تفضل بقية حياتك سعيد ومبسوط
ابتسم العم سيد بإعجاب لتلك الفكرة وقال
_تصدقي راحت عن بالي الفكرة دي
_اومال يا عم سيد كنك بترمي كل يوم بشىء وشويات وكل بص يا عم سيد أني هساعدك نرص الأكل دون بشكل جميل وتوزعه انت بمعرفتك أني معرفاشي حد إهنه لسه.
_ماشي يا بنتي وكتر خيرك والله
_الخير خير الله يا عمنا ويا بخت من رضي بقليله وجعل غناه في قلبه
__
خرج خالد من المطعم وهو يشعر بالتأفف والاستياء من كل شىء مزاجه متعكر للغاية ركب سيارته وفكر في أن يعود لفيلته لكنه عرف ان ذهب في تلك الحالة فسوف
متابعة القراءة