شوق
المحتويات
دائما وأبدا ربنا يلبسها ثوب الصحة والعافية عاجلا غير آجل يا أرحم الراحمين اللهما اشفها اللهم اشفها اللهم اشفها اللهم آمين.
أمنت فداء على دعاءها وهتفت متسائلة
_اظن انا كدا قلتلك كل حاجة ممكن اعرف بقا انتي فيكي ايه وليه حاجة بالهم بين طيات صوتك رغم انك بتحاولي تخفيه
_هكدب عليكي لو قلتلك مش مهمومة بس إحنا بشړ منقدرش نكون قوين طول الوقت
_لاه يا بت متقلقيش أني عارفة نفسي يومين اكده وهرجع تاني قوية لا رياح تهزني ولا غريب ينكد عليا
_ااه يبقى هو باباكي صح .. عمل فيكي ايه
_متشغليش بالك يا فداء وعايزة منك تتعرفي على بنوتة اكده عسولة اسمها توبا وتحلي مكاني لان البنت دي محتاجة دعم نفسي كبير والا هتضيع وربنا دي أكتر حد قلبي واجعني عليها فيكم لانها محاطة يا عيني بقساوة قلب من جميع الاتجاهات
_ولا حاجة رجعني تاني داري من مكان ما جيت
اتسعت أعين فداء في صدمة
_لا متقوليش انتي رجعتي البلد وانا معرفش شوق انتي بتهزري ولما عو مشاكي مجتيش عندي ليه ها مكلمتنيش ليه ليه تمشكي كدا
_رجعت لبيتي واهلي وبلدي رجعت لاصلي يا فداء
_مش عايزاهم يعرفوا هيفيد بإيه جايز عدم معرفتهم أفضل
تكلمت فداء بجدية وحزم
_شوق اسمعي انتي هتيجي تعيشي معايا هنا في شقة تيتا الله يرحمها بابا اصلا من وقت ما رجعت للشقة وهو مشي ولا سأل فيا ولا هيسأل انتي هتيجي هنا تعيشي معايا نونس بعض ونقعد نخطط مع بعض ازاي نقول لإخواتك الحقيقة حتى لو متقبلوش المهم نرتاح انهم عرفوا وبردوا هتفضلي معايا مش هتعيشي لوحدك
_لا ما هو أكيد لقاءنا مكانش صدفة او لقاء عابر أكيد لحكمة ورا كل دا علشان كل واحدة فينا تكون دعامة للتانية شوق انتي هترجعي لعندي هنا فاهمة
_واه عليكي يا فداء حديتك على عيني ولا راسي لكن صدقيني اهنه في داري هكون مرتاحة أكتر
_بس انا مش هرتاح الا لما تيجي معايا هنا
_ربنا يريح قلبك ويزيح همك يا شوق انا متأكدة انك هتقدري تتخطي اللي انتي فيه هسيبك كم يوم بس وبعد كدا مش هسمح تقعدي بعيدة عني
_يا شيخة انتي من بمرة هرجعك لخالد
_لا ماهو انتي هتبقى معايا يعني مش هكون وحيدة
_بصراحة اه
_ربنا يقدم اللي فيه الخير
_يارب
_فداء اوعك تتهوري وتقولي لخواتي ع حاجة لسه مجاش الأوان انهم يعرفوا هزعل منيكي اوي
_ماشي يا شوق
انهت فداء الاتصال مع شوق
وعزمت ألا تترك صديقتها تعاني دون أن تساعدها كما تفعل هي دائما
لذا هاتفت خالد الذي علمت منه طلب الطبيب ببقاء ميار قي المصحة لعدة شهور لتتلقى التأهيل النفسي لحالتها
_جايز ده أفضل لحالتها معلش يا خالد .. جايز لو كنت عملت ده من الأول كانت خفت من بدري لكن لعله خير
_الحمد لله المهم انها تخف
_ان شاء الله هتخف
_خالد انا كنت عايزة منك طلب تكلم صاحبك عساف وتقوله ان الحقيقة اللي الكل ميعرفهاش ان شوق تبقى اختهم من أبوهم
تفاجىء خالد مما يسمع وقال
_حقيقي اللي بتقوليه ده
_للأسف دي الحقيقة اللي غريب بيه رافض ان حد يعرفها شوق اللي بيقولوا عليها الخدامة تبقى اختهم الكبيرة
_يا خبر انا هكلم عساف حالا.
هبط من غرفته لأسفل وجلس على السفرة وهو يشعر بالتعب والخمول
ونادى بدون تركيز
_شووق الغدا اخلصي
ليجلس جواره أمير ويقول بحزن
_ياريتها كانت موجودة حاسس ان البيت ناقصه حاجة من غيرها
ليأتي العم سيد ويضع الطهام أمامهم ويؤكد على كلمات أمير
_فعلا كانت الله يمسيها بالخير عاملة طعم مميز ونكهة خاصة للبيت
ليضم اليهم عساف الذى أتى من الخارج
_بطلوا افورة بقا .. زيها زي أي واحدة جت هنا ومشيت
ليهتف مهند بجدية
_تنكر انها كانت مميزة عنهم فيها حاجة غريبة عنهم كلهم انا اللي فاتوا مش فاكر شكلهم كان ايه ولا حتى اسمهم شوق الوحيدة اللي فاكر كل موقف ليها وبحاول استعيده كمان
في تلك اللحظة دلف غريب اليهم وانضم لهم وقال وهو يربت على كتف عساف
_أنا سعيد انك قدرت تلم الموضوع بينك وبين خالد من غير شوشرة ووتصرف بحكمة برافو عليك فخور بيك يا عساف
قالها وهو ينظر لمهند وأمير
_ياريت تتعلموا من أخوكم الكبير
اندهش عساف مما يسمع فكيف بتلك السرعة استطاع أن يعرف
فعلى ما يبدو ان غريب يتابع أبناءه ويعرف أخبارهم من بعيد ويتدخل في الوقت المناسب لكنه فشل في إثناءهم عن الطريق الخاطىء فاكتفى بالتدخل الا لزم الأمر
قالها غريب وغادر فجأة مثلما جاء.
لينضم عساف لأخوته في تناول الطعام بهدوء فيأتي اتصال خالد الذي زلزل كياهم وجعلهم يقفذون من أماكنهم بمشاعر وأحساسيس مختلفة ڠضب صدمة أسى وشفقة وانزعاج
نظر ثلاثتهم لبعضهم البعض دون كلام فالمفآجئة ألجمت عقولهم
لحظات من عدم الاسيعاب الكامل لتلك الحقيقة ولماذا يخفيها والدهم عنها ولماذا لم تصرح لهم شوق أبدا اسئلة كثيرة تدور في ذهنهم وكانت الأجوبة كلها عند فداء
لذا قرروا جميعهم التوجه لبيت فداء
جلست فداء في بيتها بتوتر تترقب اتصال خالد ليعلمها رد فعل أخوة شوق عندما سمعوا الخبر
لياتيها الرد على هيئة طرقات على الباب فتفتح لتجدهم أمامهم كانت نظرات أعينه المليئة بالاستفهامات كفيلة لتعلم الرد
تنحت فداء على الطريق لتفسح لهم المجال ليدخلوا
جلسوا جميعا معها في صالة بيتها ليتكلم أمير
بلهفة شديدة
_مدام فداء فهمينا ازاي شوق اختنا ومنعرفش أكيد طالما تعرفي الخبر ده يبقى تعرفي الحكاية كلها
هزت فداء رأسها وقصت لهم حكاية أختهم شوق منذ البداية إلى أن وصلت إليهم على أنها مدبرة المنزل بإجبار من أبيهم
ليجلس اخوتها وكأن على رؤسهم الطير لبضع لحظات
وبعدها ينهض مهند من مكانه بانفعال وعصبية
_ليه بابا يعاملها كدا ليه ايه يعني أمها فقيرة إيه المشكلة ليه يرمي بنته كدا ويزلها ويستحقرها بالشكل ده... انتي لو شفتي طردها ازاي من الفيلا متصدقيش أبدا اللي بتقوليه ده
ليهتف عساف بانزعاج
_لا انا مش مصدق ولا كلمة من اللي بتقوليه ده أكيد مش صح انا مش بكذبك بس اكيد انتي فهمتي غلط ..ليتهف أمير وهو غارق في دموعه
_لا صح شوق تبقى اختنا انا قلبي كان حاسس انها قريبة مننا لهفتها علينا واهتمامها بينا مكانش طبيعي نظراتها لينا وتعاملها معانا مكانش طبيعي كانت بتتعامل معانا على اننا اخواتها الصغيرين اللي محتاجين رعاية وتوجيه وحب واحنا مكناش شايفين ده لاننا كنا بنعاملها ع انها الخدامة بتاعتنا شوق اختنا فعلا وانا متأكد دلوقتي بس عرفت إيه سر بقاءها معانا رغم الاھانة اللي اتعرضت ليها من مهند وعساف ورغم طردهم ليها أكتر من مرة لكن طبعا معرفتش تعارض
متابعة القراءة