شوق

موقع أيام نيوز

مراتبه من الحصير ونامت من تعب الطريق.
أما فداء فنهضت هي الأخرى من مرقدها تجر قدامها زحفا لترقد عل الفراش كما تجر همومها وأحزانها معها 
فكان ليلا ثقيلا طويلا على أنفس الجميع
في عيادة خاصة بلندن 
تحسنت صحته كثيرا واستطاع أن ينهض مجددا من مرقده لتقول الممرضة بالانجليزية
_ حمدا لله على السلامة يا شاكر بيه
_ الله يسلمك شكرا نتالي على اهتمامك 
_ صحتك تهمنا كلنا يا شاكر بيه ها تحب أكلمهم في البيت يبعتوا العربية لحضرتك 
_ لا 
_ ايه حضرتك حبيت المستشفى ولا ايه وحابب تقعد فيها أكتر 
_ لا مستشفى ايه اللي أحب أقعد فيها أنا كنت قاعد هنا على عيني 
_ الف سلامة عليك شاكر بيه اطلب ما تريده وهننفزه علطول 
_ كلمي سمير يحجزلي اول طيارة لمصر أنا خلاص قررت أرجع بلدي
_ اللي تحبه يا شاكر بيه والف سلامة عليك مرة أخرى
_ شكرا نتالي 
_
في صباح اليوم التالي 
استيقظ خالد من نومه على الأريكة حركة ميار أخته في الغرفة 
فجلس مكانه مبتسما وقال 
_صباح الخير يا حبيبتي
ردت وهي مشغولة في شىء ما
_صباح النور يا خالد... لحظة بس وهكون معاك
سألها باهتمام
_بتعملي ايه 
ردت بحماس 
_ بجهز هدية لفداء 
_اشمعنى 
_شوق قالتلي اللي بيحب حد لازم يعبر للحد ده عن حبه لان ده بيقوي العلاقة ما بينهم قالتلي نقول للي بنحبهم اننا بنحبهم او نجيب ليهم هدية من فترة للتانية بيكون ليه تأثير كبير أوي فانا قررت أعمل هدية لفداء علشان أنا بحبها
_لحقتي تحبيها بالسرعة دي 
_اه حبيتها اوي يا خالد هي كل ده نايمة ولا ايه 
_استنى هبلغ الدادة تطلعها ليكي وأنا هنزل شغلي أنا 
_اوك يا خالد 
_ميار أنا هاجي أخدك مشوار كدا بعد كم ساعة هكلمك قبلها علشان تجهزي
_بجد هنخرج يا خالد 
_اه يا ميار مشوار كان لازم يتعمل من زمان 
_ماشي بس نأخد فداء معانا
زفر خالد بضيق فهو مستاء من فداء... 
طرقت الدادة الباب
_خالد بيه ده وقت فطار ميار علشان تأخد علاجها 
_تعالي ادخلي يا دادة
_خالد بيه أنا اسفة بعتذر عن اللي حصل بس والله كان هدفنا كلنا خير مش زي ما انت فاهم 
_مش عايز كلام ف الموضوع ده خلاص يا دادة أنا اللي كنت غلطان بس كل حاجة هتتصلح
تكلمت ميار
_دادة فين فداء
انتظر خالد ليسمع الاجابة قبل أن يرحل لتهتف الدادة بحزن
_فداء....ااا ...
الټفت وقال بجدية
_مالها فداء سكتي ليه 
_فداء مشيت امبارح يا خالد بيه 
تحدث بعصبية
_ازاي ده يحصل هي وكالة من غير بواب كل حاجة بتحصل هنا من ورا ضهري خرجت ازاي وامتا وازاي من غير ما تستأذن مني.
_فداء مشيت بعد ما حضرتك مشيت تجيب ميار ولما حضرتك رجعت مسألتش عليها فبالتالي أنا مقلتش حاجة
_ومين سمحلها تمشي يا دادة هي مفكرة نفسها ايه
_انت ناسي اللي حضرتك عملته فيها يا خالد بيه فداء كانت ماشية مش قادرة تصلب طولها من الألم.
هنا تذكر خالد ما فعله بها فتألم وأغمض أعينه وتنهد بأسف 
_هي اللي غلطانة تستاهل اللي جرالها يا دادة أنا ماشي خدي بالك من ميار مش هسمح باللي حصل ده تاني 
_فداء مكانش قصدها حاجة وحشة يا خالد بيه صدقني
_دادة خلاص اقفلي على الموضوع ده انا لسه مش عارف اتخطاه يومين كدا ابقا أروح أجيبها
وقفت ميار بينهما لا تفهم معظم ما يتكلمان عنه
_أنا مش فاهمة حاجة خالد انت عملت ايه ف فداء
تنهد خالد بحنق 
_معملتش حاجة فداء رجعت لأهلها كم يوم وهترجع تاني 
تكلمت بحزن
_ليه انا كنت عايزة اشوفها وحشتني 
تكلم بلا مبالاة
_كلميها في الفون مهياش حكاية 
وصل أخيرا إلى بلده مصر فتكلم بكره شديد 
_أنا أول حاجة لازم أعملها أزور منافسي وحبيبي غريب
تحدث بكره شديد 
وتوجه مباشرة لشركة غريب 
_يااه ليك وحشة يا غريب 
وهناك ما ان رآه غريب حتى امتعض وجهه وتذكر قول غريمه شاكر قديما 
فلاش باااك 
كان غريب يقف في شركة شاكر ويقول 
_شاكر أنا بحذرك تقف في طريقي انت فاهم 
_هو انا جيت جنبك ولا انت خاېف مني خاېف مني أكون منافس ليك في الشغل كمان زي ما كنت منافس ليك في حب مراتك كمان مراتك اللي انت عارف اني بحبها ورغم كدا اتجوزتها 
بس اللي انت متعرفوش انها كانت بتحبي انا مش انت وهتفضل تحبني انا وجوازك ليها كان غلطة هي لحد دلوقتي بتدفع تمنها.
باااك
عاد غريب لأرض الواقع 
قال غريب بانزعاج
_ جاي ليه يا شاكر... عايز ايه تاني أنا طلقتها من يومها علشان ترتاح وقلتلك اشبع بيها وابعد بعيد عني علشان مودكش ورا الشمس ..حصل ولا لا
_ حصل يا غريب.
_ عايز ايه تاني مني 
_ ايه يا غريب مجيش أسلم على حبيبي
_ حبيبي انت مسمي اللي عملته فيا ده كدا انت بتكن ليا أي محبة
هتف شاكر بانزعاج
_ عملت ايه ها أخدت حقي!!! أخدت الحاجة اللي ليا ومع ذلك معرفتش أخده كامل علشان انت استوليت عليه الأول.
ضحك غريب مطولا 
ليهتف شاكر بانفعال
_اضحك يا غريب المهم اللي يضحك في الآخر 
_امشي يا شاكر بلاش تفتح في القديم
_أنا راجع مخصوص علشان أفتح فيه
هم غريب ليفتح فمه لكن شاكر لم يعطه الفرصة وقال
_ قلت لأولادك على شوق يا غريب 
هنا انتصب غريب في وقفته واحتقن وجهه وقال 
_اطلع برا يا شاكر اطلع
بارت٢٩
شوق 
أسماء_عبد_الهادي
بينما هو في طريقه للشركة يتذكر كلمات شوق على لسان أخته مياردايما كل فترة والتانية هادوا اللي بتحبوهم
وجد نفسه يتوجه إلى محل للزهور وينتقي منها أروع باقات الورد وأغلاها ومن ثم يتوجه إلى بيتها دون أدنى إرادة منه وكأن قلبه هو من يقوده 
طرق الباب فلم يجد رد.. ظل يطرقه كثيرا لكن
طال انتظاره ولا رد 
أصاب قلبه القلق عليها ولعب الشيطان في رأسه بالعديد من الافكار السوداوية ربما اقترفت في حق نفسها أو اصابها مكروه فهم بكسر الباب 
لكنه استمع لحركة في مقبض الباب فتوقف محله
كانت فداء تشعر بالإعياء في جميع أنحاء جسدها لذا لم تستطع أن تنهض من الفراش وتجاهلت طرق الباب لعدة مرات لكنها بالأخير نهضت لتفتحه 
وما ان رأته أمامها حتى همت بغلق الباب ثانية 
ليهتف هو بينما يضع ذراعه ليمنع إغلاقه
_استنى يا فداء
رفع رأسه ليراها فوجد وجهها على هذا الحال فراعه ما فعله بها فقال بندم
_أنا أسف يا فداء 
طالعته بحنق وتركته لتدلف للداخل دون أي كلمة ليلحق بها ويقول 
_فداء انا عارف انك زعلانة مني واني غلطان في حقك جامد كمان بس اعذريني حطي نفسك مكاني انا كنت هتجنن على اختي اللي سمعته مكانش يتحمله عاقل يا فداء
مد يده التي تمسك بباقة الورد وقدمها لها وهو يقول
_ياريت تقبلي اعتذاري يد أنا أسف مرة تانية 
لتقف فداء أمامه بجمود وتقول 
_خالد طلقني 
وقع كلامها كالصاعقة عليه لم يتوقع هذا منها وهو الذي جاءها معتذرها 
_فداء انتي بتقولي ايه 
_اللي سمعته طلقني يا خالد وحالا انت مش اتجوزتني علشان
تم نسخ الرابط