شوق

موقع أيام نيوز

بوءك وترد على اسألتي من سكات
_طب انتي حطيتي البتاع اللي بتقولي عليها دي هرد ازاي
_البلغة
_اه دي
_بطل ملاوعة يا ولا ورد عليا
_طب اسألي وانا لو عارف هجاوبك
في صباح اليوم التالي
استيقظت من نومها وتوضأت وصلت فرضها وظلت مكانها تسبح ربها وترتل أذكارها إلى أن أشرقت الشمس ... قامت وصلت ركعتي الشروق ومن ثم توجهت للمطبخ وصنعت لنفسها ساندويتشا بسيطا لتقتات به قبل أن تذهب لعملها ... ثم حاولت ترتيب كل شىء في مكانه وبعدها ارتدت ملابسها واستعدت للذهاب للعمل... خرجت من الشقة واحكمت غلقها وما إن وصلت إلى الشارع الرئيسي الذي منه ستبحث عن وسيلة نقل تقلها لعملها اذ وجدت سيارة تقترب منها وبعدها أطل بوجهه وقال بنبرة سمحة
_صباح الخير
حركت رأسها بملل وطالعته بضيق وهي تقول بانزعاج
_يا فتاح يا عليم يا زراق يا كريم يارب... هو انت!!
رمقها بانزعاج شديد وقال پغضب
_ايه شوفتي عفريت مالك بتبصيلي بقرف ليه كدا
_العن
_نعم
أخفضت رأسها لتكون موازية له وقالت بعند 
_ألعن يا خالد بيه...وياريت تسيبني في حالي بقا علشان أنا مش فاضية
هتف بتسلية
_اسيبك ايه انتي بقيتي لعبتي 
_افندم 
_اللي سمعتيه
_مم فعلا الظاهر انك واحد فاضي.. طيب يا بابا روح العب بعيد ها.
قالت ذلك وسارت في طريقها مبتعدة عنه
ليترك سيارته ويلحق بها سيرا ومن ثم أمسك بذراعها وهو يقول
_تعالى هنا انتي فاكرة اني نسيت اللي عملتيه امبارح
أزاحت يدها من يده بعصبية شديدة لتجرؤه عليها بهذا الشكل
_حاسب ايدك انت اټجننت ولا نسيت نفسك ولا انطسيت في عقلك ازاي تمسك ايدي كدا
_متكبريش الموضوع واقفي هنا خلينا نتكلم
_مكبرش ايه هو انت مفكر اني أسيبك تمسك ايدي عادي كدا.. انت متخلف
رفع يده ولطمھا على وجهها بحدة وهو يقول 
_بس بقا انا سايبك تغلطي و
ساكتلك من بدري وانتي متخلفة مش عايزة تلزمي حدك معايا
حملقت بوجهها ورمشت عدة مرات بأعينها غير مصدقة فعلته... ليتجهم وجهها ويشتغل ڠضبا فمن هي لتوافق على أن يجرؤ أحدهم لفعل ما فعله... فمدت يدها لتضربه مثلما فعل وهي تقول 
_لا انت زودتها...
لكنه أمسك بيدها قبل ان تطاله وقال وهو يرمقها بأعين قاتمة
_اياكي بس تفكري تعمليها ساعتها متلوميش الا نفسك.. عامة انتي خلص وقتك معايا... انا جيت علشان أقولك يا حلوة اجهزي علشان كتب كتابنا بالليل 
أعادت يدها جوارها لتفلت من قبضته بحدة وهي تقول_يبقى انت بتحلم..ابقا اتغطى كويس... واه القلم ده صدقني هرده ليك عشرة مش واحد بس.
ليهتف خالد بقولا جعلها تتسمر مكانها بعد أن ابتعدت عنه 
_مفيش أي مجال للقبول او الرفض قلتلك ابوكي باعك ليا قصاد الدين اللي عليه... يعني انتي من دلوقتي بتاعتي وملك ايدي... بس أنا رأفة بيكي هكتب عليكي... عرفتي انا رحيم عليكي ازاي
_ لا فيك الخير ... وعل. فكرة بقا كل اللي بتقوله ده مش حقيقي... مش بابا اللي يعمل كدا في بنته
ضحك خالد ساخرا
_مين ابوكي.. ده ابوكي ابو ده انتي مش عارفاه قماراتي يبيع نفسه علشان الفلوس.
تجمدت الډماء في قلبها وشعرت بالبرودة تسري في جسدها فهي عقلت ذلك بالفعل فأحوال أبيها في الفترة الأخيرة تجعله قد يفعلها بها فعلا لكنها كانت لا تصدق هذا وتحاول تكذينه.
وجدت خالد يمسك بالهاتف ويقول
_اتصلي بيه اسأليه بنفسك واتأكدي
مد يده وأمسك يدها المتجبسة ووضع هاتفه بها وهو يقول..
_اضغطي زر الاتصال يلا...أنا منتظرك.
أمسكت بهاتفه وألقته أرضا بحدة لكن لحسن حظها أنه لم يتهشم والا لكان خالد تحول عليها وتهور أيضا وقالت
_ اتصالي ملوش لازمة ولو كان فعلا اتفق معاك على كدا... فبل الاتفاق ده واشرب مېته أنا مش موافقة ولا يمكن أوافق بواحد حقېر زيك.
قالتها وتركته ورحلت وبركان ثائر يوشك أن ينفجر بداخلها بسبب ما فعله أبيها بها فهي أدركت انه بالفعل فعلها وباعها من أجل قضاء دينه... فرت دمعة هاربة من مقلتيها تحسرا على ما فعله أبيها...بينما كانت تصعد سيارة الأجرة
لتمسحهما سريعا وهي تقول 
_لا مش هسمحلهم يبيعوا ويشتروا فيا لا يمكن اللي بيقول عليه دا يحصل أنا أنا مش سلعة رخيصة... هيشتريها خالد بالفلوس ابدا... دا انسان حقېر ومستغل ومعندوش دم.
لكنها وبعدما استوت على متن السيارة لم تستطع منع عبراتها من الهطول أسفا على ما فعله والدها.
أما خالد فظل مكانه برهة وهو يقول 
_هتشوفي مني أيام يا متخلفة انتي.. أنا عمر ما بنت اتجرأت عليا بالشكل ده
__
عندما دقت عقارب الساعة التاسعة صباحا.. وطالعت هي الساعة أمامها حتى قالت 
_الساعة بقت ٩ كفاية عليهم نوم لحد اكده... وربنا لأصحيكي من النجمة يا صين استعنا على الشقا بالله .. بسم الله يارب أعني على المعركة اللي هتحصل ديني.
تسحبت ببطأ وصعدت لأعلى حيث غرفة عساف التي كانت مظلمة تماما ... سابحة في الظلام الدامس الا من ضوء خفيف جدا قادم من الاباجورة التي بجوار سريره 
لتهتف شوق 
_اللهم اجرنا من عذاب القپر... ايه يا بني الاوضة سودا و عتمة اوي اني يادوب شايفة قدامي وممكن اتكعبل في أي لحظة واكتشف ويبقي نهاري زي لون الاوضة بالظبط.
ظلت تتابع سيرها ببطىء وهي تنظر لأخيها وهو نائم بعمق فتضحك بتسلية وهي تقولي
_يقطعني هصحيك من عز نومك معليش تستاهل ما انت امبارح محوشتش عني اخوك يا معفن
توجعت حيث الستائر السوداء وفتحتها ليسطع ضوء الشمس جليا في الغرفة وما إن رأت شوق أن أخيها بدأ يتحرك وكأنه يوشك أن يستيقظ... حتى فرت بأقصى سرعة للخارج وهي تتنهد براحة
_الحمد لله فلت من اول واحد ... باقي الراس الكبيرة اما امير الأمر أمره سهل.
بعد ذلك توجهت لغرفة مهند وفتحتها بهدوء وحذر شديد... نظرت له وهي تسير لتأمن شره... لتجده نائم دون أي ملابس على نصفه العلوى... فأصيبت بالحرج
_يخص يادي الكسفة.. ما تستر نفسك ياخوي وانت نايم في اوضتك متناش عارف اني هطب عليك أصحيك ولا إيه.
ومن ثم توجهت نحو الستائر وأزاحتها بهدوء وسرعة في نفس الوقت.
لترى مهند يضيق أعينه بانزعاج ففرت تركض لأسفل بسرعة وهي تسمع عساف يصيح في الخادم بعد ان ظن ان أحد من اخوته من تجرأ وفتح الستائر بينما هو نائم
_ عاطف انت يا زفت تعالى اقفل الستاير دي... اما انت يا مهند او أمير حسابكم معايا بس لما اقوملكم.
جاء الخادم على الفور... ليشير له عساف
_اقفل الزفت ده حالا
_حاضر يا عساف بيه 
وما ان اغلقه الخادم حتى غط عساف مرو أخرى في النوم.
أما مهند فنهض من مكانه على الفور ووجهه محمل بالزعابيب كرياح أمشير وتوجه تجاة غرفة أخيه أمير وهو يتمتم پغضب
_مفيش غيره أمير الكلب اللي عملها وربنا لاخلص عليه علشان يفكر يعمل معايا مقلب سخيف زي دا.
استيقظت من نومها و تناولت فطورها بعد الحاح من الدادة ... بعدها جلست الدادة لتساعدها على تمشيط شعرها الطويل... وفي تلك الأثناء 
دلف خالد الغرفة دون سابق انذار وما إن تبصره ميار حتى تنتفض وتتشبث بالدادة بقوة وترمق أخيها بأعين تهتز زائغة خائڤة
ليهتف خالد وهو يقول
_ايه مالك خاېفة ليه... علشان عملتي حاجة غلط مش كدا
جف الماء من
تم نسخ الرابط