روايه انا جوزك
المحتويات
صالح الحداد على الفطار
جلست حبيبة تنظر إلى شقيقها بتوتر بعد ذهاب أطفالها للنادي كان الآخر يأكل بوجهه العابس دائما كأن عليه ثأر أخذ قطعة من الجبن ثم رفع طرف عينه
لحبيبة مردفا
_ سامعك قولي اللي قاعدة بتترعشي عشانه
هذه من تبقت له من رائحة والده ابنته التي تربت على يديه منذ نعومة أظافرها و كبرت أمام عينيه يوما بعد يوم يقرأها مثل الكتاب المفتوح ابتلعت لعابها پخوف ثم أخذت نفس عميق تحاول به التحلي ببعض القوة قائلة
ترك صالح الشوكة من يده ثم سألها مرة أخرى
_ من غير مقدمات يا حبيبة قولي عايزة إيه!
عضت على شفتيها لعدة ثواني تمنعها من الارتجاف ثم قالت بنبرة متقطعة
_ أنا عايزة أنزل أشتغل مش عايزة أبقى على الهامش أرجوك يا صالح خليني أختار صح مرة واحدة في حياتي
_ حقك تختاري طريقك لأني لما أخترت مكانك ضيعتك
فتحت عينيها بذهول قبل أن تتعلق بعنقه مردفة بسعادة
_ بجد يا صالح هشتغل!
قبل رأسها عدة مرات ثم أومأ إليها بهدوء و إبتسامة صافية قائلا
سألته بتوتر
_ هشتغل فين!
لم يرد عليها بل رفع هاتفه متصلا برقم ما و بعد عدة ثواني أردف
_ سند الكبير وحشني يا جدع
رد عليه سند بوقار و إبتسامة هادئة
_ دكتور صالح ليك وحشة يا راجل بس أنا عارفك بتاع مصلحتك قول متصل ليه!
سند الكبير بطل الرواية الجديدة بعنوان سند الكبير
_ أنا عارف إنك مش بتشغل ستات عندك في الكفر بس عندك مكان فاضي في المزرعة لأختي و الا لأ!
مرت دقيقة كاملة حتى تحدث سند بهدوء
_ مقدرش أقولك لأ بس أنت من امتا بتشغل الحريم مش دي مرات حسن برضو
حك صالح مقدمة ذقنه ثم قال
ضحك سند مردفا
_ أنت كدة كدة لازم تبقى عندي كمان يوم أصلي نويت أتجوز
اتسعت عينا صالح بذهول
_ للمرة المية و عشرين دي و الا إيه يا كبير
ضحك سند قبل أن يغلق الخط بوجه صالح فهو الوحيد القادر على فعل حركة مثل تلك مع صالح الحداد أردفت حبيبة بترقب
ربت صالح علي كتفها قائلا
_ إحنا دلوقتي في إجازة يا حبيبة هتاخدي العيال معاكي يغيروا جو و بعدين هقولك تعملي ايه بس وجودك في كفر الكبير أمان ليكي
أومأت إليه ثم عادت للحديث بتوتر مردفة
_ هي سمارة مش هترجع تاني!
تجمد وجه صالح قائلا
_ لأ اطلعي ارتاحي شوية
علمت أنه يرفض الخوض بهذا الحديث معها لذلك فعلت ما أراد و صعدت لغرفة نومها أما هو أخرج تنهيدة طويلة مشتاقة قطعها إتصال من أحد رجاله الذي قال
_ صالح باشا شعيب باشا أخد مدام صافية و سافر بيها و الهانم دلوقتي في محل الحلويات لوحدها
حك صالح ذقنه ثم أردف بهدوء
_ بقت لوحدها يعني
_ أيوة يا باشا
_ طيب نفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد بس لو غلطت غلطة واحدة هيبقى آخر يوم في عمرك
_____ شيماء سعيد _____
بعد ثلاث ساعات سفر وصل شعيب أخيرا لمحافظة الإسكندرية حمل صافية التي مازالت غارقة بالنوم ثم دلف بها للشاليه الخاص به صعد بها لغرفة النوم وضع جسدها الناعم على الفراش بعناية
جلس بجوارها لا يفعل شيء سوي التأمل بها من يصدق أنه كان يذهب يوميا بسيارة مختلفة أمام منزلها ليراها فقط و هي تذهب للمحل و تعود منه اكتفي قلبه جدا من الفراق لا يريده بل يريدها هي نزل لمستوى وجهها ليطبع قبلة عميقة على حبات التفاح المزينة لوجهها
مرت نص ساعة أخرى و هو على هذا الحال بدأت تفتح عينيها و عقلها يتذكر ما حدث رويدا رويدا ظلت تدور بعينيها بالمكان حتى وقعت عليه يتسطح بجوارها على الفراش بكل أريحية
جن چنونها لتقفز و تجلس على ركبتيها صاړخة
_ أنا مش عايزة أقعد معاك أنا عايزة أروح لأختي
حرك كتفه ساخرا
_ عيب لما تقولي لجوزك كدة يا حبيبتي أنت مش عيلة صغيرة عايزة ترجع لأهلها إحنا هنعيش هنا على طول
رفعت حاجبها قائلة
_ نقعد هنا فين و بعدين أنا سامعة صوت بحر
أخذ خصلة منها وضعها على أنفه مرددا بنبرة لعوب
_ إحنا في إسكندرية يا روحي شهر عسل
هزت رأسها پجنون بكل الاتجاهات ماذا يريد منها هذا الرجل!
غير مستكفي بما فعله معها طوال فترة وجودها داخل بيته جزت على أسنانها ثم قالت
_ أنت عايز تعيش شهر عسل و أنت خاطب و بعد يومين تقولي رايح أتجوز التانية أصلي واحد أصيل مقدرش اسيبها ده عند الست أنعام أمك
قرب أصابعه من فمها ثم قبض على شفتيها بقوة خفيفة مردفا بعتاب
_ بنت نحترم نفسنا هي أمي دي بتلعب معاكي في الشارع و بعدين أنا راجل متجوز و مش عايز أبقى جوز الاتنين
رمشت بعينيها عدة مرات بحيرة واضحة بداخلها رغبة كبيرة تطلب منها أن تصدقه و تعطي لقلبها فرصة لتعيش هذا الحب شعر بحربها الداخلية ليربت على ظهرها حدقت به ببراءة قائلة
_ أومال هتعمل إيه مع غادة! هي كمان مالهاش ذنب في اللي حصل
تنهد بتعب بالفعل لا يعلم شيء إلا أنه ابتسم إليها قائلا
_ خليكي معايا و بس يا صافية و أنا أوعدك إني مستحيل أوجع قلبك مش يلا نبدأ بقي شهر العسل يا جميل!
عادت لتجلس على الفراش بطريقة أكثر راحة و سندت ظهرها على ظهر الفراش مردفة بحسم
_ أنا معاك لحد ما تحل كل المشاكل اللي عندك و هصبر معاك لآخر نفس بس موضوع شهر العسل ده يا زوجي العزيز هيتأجل هو كمان لحد ما تحل كل المشاكل اللي عندك
يحبها نعم لكنه يرفض تلك الطريقة من لوي الذراع قام من على الفراش بقوته المعتادة التي بدأ يتنازل عنها من أجلها ثم أردف بقوة و هو يعطي ظهره لها
_ طريقتك غلط في عرض طلبك يا صافية و مع ذلك هنفذ اللي أنت عايزاه بس مش لحد ما تقرري تحني عليا لحد ما أنا أقدر أتعامل معاكي بعد كدة من غير حواجز
أخذت نفسها بتعب أعصاب ثم وضعت كفها على رأسها هذه العلاقة رغم حلاوتها إلا انها مرهقة أكثر من اللازم قامت من مكانها ثم ذهبت لتقف أمامه بشكل مباشر مردفة
_ مهما كانت المشاعر اللي جوايا ليك بس أنا خاېفة مش پهددك و لا بحطك تحت ضغط أنا بس بحاول أدي لنفسي قوة أكمل بيها مش عايزة أخسر كل حاجة في
متابعة القراءة