الحب لا يمحو الماضي
و أنا هاجي معاكي و هتسكنوا في شقتي أنا مقدرش أبعد عنكم و مقدرش أقعد ثانيه هنا من غيركم فنمشي سوا.
هزت رهف رأسها برفض قاطع قائله
أنا مش همشي من البيت اللي اتربيت فيه .هي اللي تمشي و مطلبتش من حضرتك تمشي معاها بالعكس أنا عايزاكي جمبي. بس هي تمشي لوحدها.
كان حديثها نهائى و تركتهم و صعدت الي الأعلي ليحل الليل و يأتي فارس و هي شارده لا تشعر بقدومه ليقترب من أذنها بعد ما حاول أن يلفت انتباها و بصوت هامس أجش
ما هو مش كل يوم بليل ألاقيكي سرحانه. ساعات بحس انك عدم اللامؤاخذه سرحانه فيا و بتعدي الثواني علشان أجي أديني جيت و انتي و لا انتي هنا.
انتبهت اليه و هتفت بصوت أجش من أثر شرودها و صمتها لساعات طويله
تحب نفضل
هنا في بيتنا يا فارس و لا نروح شقه طنط و مهما بعدنا هتفضل مقرب جميله مننا كده لدرجه انها هي اللي بقت تروح معاك المصنع
أراح فارس ظهره فوق السرير قائلا بسخريه
ده كلام ست بتغير علي جوزها من خطيبته القديمه انما انتي لوح تلج لا بتغيرى و لا بتحبي بلاش كيد ستات ملوش لزمه يا رهف دي ضيفه.
و استطرد و هو يهمس فجأه بالقرب من أذنها بخشونه
تقدرى تطردي سليم ابن خالتك و هو ضيف عندك علشان أنا جوزك بغير عليكي منه. و لا هتفضلي سلبيه و ټحبسي نفسك في الأوضه.
تابع و هو يزيد من صوته خشونه و ارتفاع
عاوزاني أطرد جميل اعتبريها مطروده من دلوقتي بس في مقابل تطردي سليم و أمك من البيت ده و تبقي ليا الليله دي من غير أي أعذار.
نظرت اليه باشمئزاز و تركته و هبطت الي الأسفل لتجد عزة كأنها تنتظر نتيجه عاصفته اليوم عليها ارتمت في أحضانها تهمس بصوت ضعيف
طنط تعالي نمشي من هنا أنا موافقه علي عرضك حتي لو هو مش حابب يجي معانا أنا مش عايزاه خليه قاعد معاها أنا معنديش استعداد أعاني.
رفعت وجهها الشاحب بشده اليها تسألها بقلق
مالك يا رهف انتي كنتي جامده قبل ما تطلعي و تسيبيني مع عمتك و اختكزعمل فيكي ايه. أنا مش هسكت يا رهف صدقيني و حقك مش هيروح.
وجدتها ترتجف و بدأت علامات حاله الهستيريا تظهر علي وجهها و يديها ترتعش ارتعاشه غير عاديه فصړخت بړعب
ايدك بتعمل كده ليه اوعي تقعي من ايدي أنا مش هعرف أعمل اللي بتعمله سلوى أرجوكي يا رهف اجمدي. متحسرنيش عليكي. خدي نفس.
سقطت من يد عزه و ارتطمت بالأرض ليصدي صوت ارتطماها في أرجاء القصر فيهبط فارس مسرعا ليرى حالتها و يصهق منها و يسألها بذهول
للدرجه دي كلامي جرجك يا رهف أنا أسف و الله ما كان قصدي. حقي عليا قومي معايا و بلاش تكسفي ايدي المرة دي. عمتك مش هنا.
تفاجئ بها ترفض يده للمرة الثانيه و تنهض بكل ثبات و تصعد الي غرفتها أمام أنظار الجميع مذهولين من تحولها. سعد خلفها لتقابله بأسلوبها الفظ بل و تطرده. هاتف عمته و لكنها رفضت التحدث معها.
بعد خروجه من غرفتها وهو يتأكل من الغيظ من أسلوبها الفظ الغليظ التي تحدثت به معه...دلف الي مكتبه وأغلق الباب عليه...حتي لا يزعجه أحد...أما عن سلوى بعد رفض رهف الحديث معها ...ذهبت الي هاديه وأخبرتها أنه عليها تصليح ما ساهمت في تدميره...فعزمت هاديه أمرها الذهاب اليه...طرقت علي باب مكتبه ولم يأتيها رد فعلمت أنه لا يريد أحد يدلف له..ولكنها صممت علي ذلك...ودلفت بدون استئذان..وأوصدت الباب خلفها وتقدمت اليه..فوجدته يرفع رأسه ببطء من علي سطح المكتب ينظر اليها باشمئزاز
قائلا
خير...هي الهانم بعتتك ليا...ايه مستكبرة حضرتها تيجي لعندي وتعتذر....ولا بعتاكي تكملي التمثليه الحقېرة اللي لعبتوها عليا...وجيتي تحبكيها عليا في المكتب انتي و رنيم
تنهدت هاديه وجلست أمامه قائلا بود واحترام
انت عارف أنا بحبك قد ايه يا فارس وانك غالي عليا...والاقتراح اللي اقترحته علي رهف .ده مصلحه ليكم...كان لازم ده يحصل...علشان تمارسوا حياتكم بشكل أفضل.
لوى ثغره بسخريه قائلا
للأسف احنا مبقاش لينا حياة مع بعض...مكنش له لزوم المشوار ده أبدا...ومكنش في داعي تمنعيني باللي كنت هعمله مع جميله حجه انها هتتعالج نفسيا...ولو فرضا مشوارها صح ...المفروض كانت تأخدني معاها...بدل ما تتسبب في فضيحه ليا.
ربعت هاديه ذراعيها علي صدرها وهتفت بحنق قائله
وانت لما عرفت انها هتتعالج نفسيا...ليه ما فكرتش تروح معاها...ليه مش اهتميت بالموضوع ده...ولا انت كان هدفك مصلحتك وبس
ذهل فارس مما تتفوه به هاديه وهتف پغضب قائلا
انتي بقيتي بتتكلمي زيها...أنا مهتم بيها وبنفسيتها...وعمال أقولها ان الموضوع ده أخر حاجه تيجي في بالي...وهي برضه مصممه تجرحني.
هزت هاديه رأسها بيأس قائله
مش كفايه يا فارس وبعدين اوعي تنسي اللعبه اللي لعبتها عليها...بصرف النظر عن أسبابك...كان لازم انت بالذات رهف متنخدعش فيك...
جحظت عيناه قائلا
يعني برضه أنا اللي غلطان
هزت هاديه رأسها باصرار قائله
أيوه انت غلطان...وانت السبب في الحاله اللي هي وصلت ليها دي...عملت منها شخصيه مش بتثق في نفسها...وجبتلها واحده تغايرها بيها.
رد عليها بكبرياء قائلا
أنا مجبتش حد جميله بتحبني...حتي اسألي زايد.
الفصل الثاني و العشرين
ضحكت بسخريه قائله
أسأل مين زايد كاتم أسرارك
انحني أمامها وعيناه تلمع من الڠضب قائلا
زى ما انتي بقيتي كاتمه أسرار الهانم.
هزت رأسها بيأس قائله
مفيش فايده فيك يا فارس .هتضيع رهف ر من ايدك...وساعتها انتصار هتفرح و بابا كمان...لانك قوى برهف وهي ضعيفه من غيرك...وسهل ان انتصار تضيعها.
أرجع ظهره الي الخلف وتنهد وهو مغمض العينين قائلا
وهي كده مش ضعيفه يا هاديه تقدرى تقولي لي...في راجل بيحب الست الضعيفه.
ابتسمت هاديه بود قائله
انت يا فارس انت بتحب رهف بكل حالاتها...وانا واثقه ان اللي حصل ده مجرد فجوة وهتعدي...بس أنا عايزاك تحكم قلبك...وحط نفسك في موقفها ...هتثق فيها لو كذبت عليك في يوم.
هز فارس رأسه بيأس قائلا
طبعا لأ
هتفت هاديه برجاء قائله
طب ليه متحاولش انت ترجع ثقتها فيك من جديد
هز رأسه بهدوء قائلا
أوعدك يا هاديه هحاول...الموضوع بس محتاج شويه وقت...بكره كل شئ يتحل ويرجع لوضعه الطبيعي.
ابتسمت له هاديه بود ونهضت من مكانها وخرجت من غرفه المكتب وتركته يتخبط من التفكير في رهف وأفعالها...ورد فعله عليها...وتوصل الي حل أن يتركها لبرهه لعلي وعسي هي من تخطو الخطوة تجاهه.
مر علي الموقف الذي حدث بين رهف و فارس اكثر من اسبوع ..التزما فيه الصمت...خاصه بعد فرضه امره بعدم خروجها من القصر حتي عدم ذهابها الي المصنع...امتثلت رهف لأمر لدرجه انها لم تخرج الي غرفتها... وكانت تقوم بتناول الوجبات الخفيفه في غرفتها.. خاصه بعد ما علمت أنه يتناول افطاره في المصنع...ولا يعود الي في المساء يجد جميله تنتظره لتناول معه طعام العشاء بمفردهم...تركت هاديه القصر في هذه المده تؤنب نفسها علي ما فعلته بهم.
كل هذا يوضح حقيقه ما حدث و أن الأمر كله مجرد فيديوهات مفبركه صنعها فارس خصيصا ليكسره أمامهم و يهز ثقتهم فيه .أنهي اتصالاته التي لا تجدي نفعا جلس مطأطأ الرأس لا يعلم كيف انتهي به الأمر الي هنا منذ عده أيام