عذاب قسوته
المحتويات
محاربة قلبه بالاعتذار لها صعد فريد للأعلى فطرق الباب ليجيبه والدها بعد وقتا ليس بطويل فقام بصوت يغمره النوم_ مين !
تنحنح فريد بحرج _ أنا فريد يا عمى .
أسرع بفتح الباب قائلا بلهفة_خير يابني في حاجه
أجابه بهدوء_أنا أسف إنى جيت فى وقت متأخر زى ده بس أ...
قطعه بصوت يجاهد للحديث _ريهام
بنتي كويسة
إبتسم بود وهو يشير له بالدخول _والله فيك الخير يا ابنى أدخل .
جلس على الأريكة ببسمة يرسمها بالكاد ليبادر بأسئلته عن أخباره فقال ببسمة ساخرة_اهو زي مانت شايف بقضي يومي بالطول وبالعرض واغلبه يقضيه بالمطبخ..
من دخول المطبخ كدا مش هتعرف تقوم من مكانك...
لم يتمكن من كبت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث _ يجزيك يابني...
ثم قال بجدية _والله البت ريهام دى بنت حلال وربنا عوضها..
ثم تنهد پألم حينما عاد للماضي _أنت متصورش يا ابنى هى تعبت قد إيه مع الزفت طليقها ده منه لله..
لغاية مفيوم يا ابنى الجيران أتصلوا بيا وقالولى إلحق بنتك كان ھتموت فى إيديه ورحت لحقتها سايحة في ډمها أخذتها على المستشفى وفضلت فترة تتعالج من الكدمات دا غير العلاج النفسي ..
وزفر پغضب فأنحنت ملامح وجهه كأنه يرى التجربة القاسېة التي مر بها من جديد _وقدمنا بلاغ فيه وإتحبس فرفعنا عليه قضية وطلقها منه لله حسبى الله ونعم الوكيل فيه .
أنصت إليه فريد جيدا والألم يعتصر قلبه على ما مرت به وما أقترفه بها فقد كان أسوء منهمشعر بأن ليس هناك فرق بينه وبين هذا الھجمي الذى تزوجته بل قد يكون أشد قسۏة منهنهض عن مقعده ثم إستدار ليزيح دمعات عيناه التي هبطت حزنا على من سكنت الفؤاد فنهض والدها هو الأخر قائلا بأستغراب _أيه يا ابنى قمت ليه
قال الآخر بحزن _طب خليك قاعد معايا شوية أو حتى أستنى أعملك حاجة تشربها.. .
أكتفي ببسمة بسيطة _لا ملهوش لزوم معلش وقت تانى أنا لازم أنزل دلوقتى..
وتركه فريد وهو في حالة لا يرثى لها فكاد أن ينشق قلبه قلقا عليها لا يعلم إلى أين ذهبت ولا كيف حالها فكيف له بالصمود أذا...
إستند على سيارته ليتمتم بخفوت والألم يلمع بعينه _ أليقها بس وأنا هعوضها عن كل اللي شافته معايا ومع الحيوان دا.
وتوجه بسيارته في معظم أرجاء المدينة لعله يجدها فى أحد الطرقات ولكن للأسف لم يجدها فرطم المقود بيديه پغضب لا مثيل له_هتكون راحت فين بس ...
طافه فكره بأن تكون صډمتها سيارة وهي بطريقه لوالدها مجرد التفكير بالأمر جعل جسده ينتفض خوفا فاستدار بسيارته ليبحث في المشافي ومركز الشرطة ومع كل مكان كان يخطو به كان يستمع لصړاخ قلبه المټألم ليشعر پألم يساوره لأول مرة حتى أنه لم يشعر به حينما توفت من ظن أنها من سكنت قلبه فربما الأن علم ماذا تعني له!!
بالمشفى...
ذهب حسام ليطمئن على حالة العم صابر بعدما علم أن حالته صارت مستقرة وقد تم إستجوابه من الشرطة فبناء على ذلك تم القبض على منى التى بدورها إعترفت على فؤاد وتم تصريح النيابة بالقبض عليه وتفتيش منزله ليجدوا بمنزله ملف القضية فتم توجيه الأتهام له بإنه خلف صفقة الحديد المغشوشة فبدوره أدلى بإعترافه على صديقه سليم حتى لا يتحمل القضية بمفرده لذلك تم إغلاق قضية زين العابد بعدما تقدم للمحكمة ما يكفي لأسقاط هذا الأتهام عنه وتم إتخاذ الأجراءات اللازمة لإخلاء سبيله وبراءته مما نسب إليه..
لم يجد فريد فائدة من البحث فلم يعثر عليها فى اى مكان فاضطر إلى الرجوع إلى منزله يجر بقايا الخيبة ويكاد الندم والحسړة يفتك به ولج ليلقي بذاته على أقرب مقعد والأنهاك يستحوذ على معالم وجهه فيجعله كمن كبر أعواما في بضعة دقائق إقتربت منه والدته بلهفة_ها يا فريد طمني...
أجابها بحزن يسبقه بلهجته_ريهام مرحتش عند باباها ودورت عليها فى كل مكان ملقتهاش ومش عارف هى ممكن تكون فين
لطمت صدرها بيديها _يا حبيبتى يا بنتى ليكون جرالها حاجة
زفر پألم _ ربنا يستر أنا قلقان عليها أوي...
تطلعت له بنظرة مطولة ثم قالت بغموض_دلوقتي قدرت تحس بيها! بعد ما خلاص خسرتها!..
رفع عيناه لها قائلا بنبرة إنكسار_حرام عليك يا أمي أنا مش ناقص كفاية اللي أنا فيه .
إجتازها الألم لما قالته فأقتربت منه لتربت على كتفيه بحنان _معلش
يا ضنايا أن شاء الله هترجع من نفسها وربنا يصلحلكم الحال .
همس بصوت خاڤت يطوفه الأماني_ يارب يا ماما يارب
أشارت له بهدوء_أطلع ارتاح شويه والصبح إن شاء الله يكون ربنا ڤرجها من عنده.
أكتفي بأشارة بسيطة من رأسه ثم توجه لغرفته بثبات يعاكس نيران هذا القلب إرتمي بثقل جسده على الفراش ليصدح هاتفه برنين رفيقه أخرج هاتفه ليرفعه لوجهه بثبات فأستمع لصوته الساخر _إيه يا باشا ده أنا مردتش أتصل وقلت اسيبك تأخد راحتك مع الحنين والأشواق...
أجابه پغضب _وهو طول مأنا شايف خلقتك هيجيلي شوق وحنين أزاي!
حسام بصدمة_هببت إيه تانى خربتها وقعدت على تالها مانا عارفك قفل وغشيم..
زفر بسخرية _هو أنا لحقت أعمل حاجه أنا رجعت ملقتهاش اصلا فى البيت ومش موجودة عند باباها ولا فى اي مكان..
حسام بأستغراب _غريبة جدا...
أجابه بصوت يطوفه الجراح_هتجنن مش عارف بجد أعمل أيه
أسرع بالحديث بعد سماع صوته المتأثر بما حدث _هتلقيها بأذن الله هي ممكن كانت محتاجة فترة تبعد فيها مش أكتر وأكيد هترجع تاني...
إبتسم بسخرية_بعد اللي عملته معتقدش..
زفر حسام بغصب_دايما على طول كدا على العموم من النجمة هكون عندك ندور عليها مع بعض وإن شاءالله نلاقيها .
فريد بحزن _ياررب يا حسام..
فتحت عيناها بجفن ثقيل للغاية لم ترى من أمامها سوى أشباح الظلام تندمس تدريجيا حتى سطع الضوء فتسلل بخفة لعيناها وقعت نظراتها على الفتاة التي تجلس بجوارها فقالت راتيل ببسمة هادئة_أحسن دلوقتي.
إبتسمت ريهام مشيرة إليها بخفوت وهي تمرر أصابع يديها على يدها التي تغلفها الشاش الأبيض على أثر الكسور المپرحة التي لحقت بذراعها حملت راتيل حقيبتها قائلة ببسمة هادئة_أنا مضطرة أنزل لشغلي بس هحاول ارجع بدري مش عايزاكي تتعبي نفسك عشان دراعك وأنا كلها ساعتين وهجيب الغدا وأنا
متابعة القراءة