روايه حصريه بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

عارفة إن ابننا هيطلع صالح وطيب زيك لأنه هيكون تربيتك حاول تحكيله حاجات كويسة عني حاول تخليه مايعرفش حاجة تكرهه فيها أكدب عليه وارسملي صورة حلوة في عيونه وقوله إني كنت بحبه بحبه اوي.
سالت دموعه ولايزال عاجزا عن قول كلمة واحدة لها لم يكن يريد لها تلك النهاية المخزية أرادها بخير رغم كل شيء لكنه أختيارها وها هي تنال حصاده. 
_ هتدعيلي بالرحمة لما أموت
أطرق رأسه يجاهد دموعه الصامتة التي تنهمر من عيناه ليرفع وجهه نحوها هامسا هدعيلك. 
ابتسمت وهي تنهل من ملامحه وتشبع برؤيته الأخيرة قبل ان يهمس لها بوصاياه الاخيرة أوعي تيأسي من غفران ربنا ياقمر قضي اللي باقي من عمرك بالاستغفار وانوي توبة صادقة رحمة ربنا مالهاش حدود وبيبانه دائما مفتوحة للتوابين يمكن يتقبل توبتك ويغفرلك.
ليختم قوله بتلك الآية الكريمة
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
ابتسمت وتمتمت بخشوع صدق الله العظيم. 
ثم جففت دموعها وهو تودعه شكرا يا رفعت شكرا علي زيارتك وكلامك اللي كنت محتاجاه يقويني شكرا لأنك رغم اللي عملته بتنصحني شكرا لأنك وعدتني تدعيلي بالرحمة.
ثم لوحت له وهي تغادره بابتسامة دامعة ليمضي هو الأخر بطريقه أسفا حزينا لنهايتها.
وتمضي هي لمصيرها.
________________
ولج البيت يبحث عنها مناديا أشرقت. 
لم تجيبه فعرج على المطبخ ليجدها تجلس وأمامها تشكيلة خضراوات تتناولها بنهم ولم تشعر به مظهرها كان مضحكا فمازحها بقوله أزيك يا أرنوبتي. 
رفعت وجهها الذي امتلأ قليلا قائلة وخدها منتفخ بأوراق الخص اتريق اتريق الله يسامحك. 
ضحك وهو يقترب ولا تزال روحه المرحة متحكمة به أشرقت أنا كل أما ارجع البيت ألاقيكي بتاكلي انتي مبقاش عندك أوبشن تلات وجبات زي الناس الطبيعية انتي بتاكلي بشكل متواصل يا ماما.
توقفت عن قضم قطعة الخيار وعبس وجهها بقلق وهي تغمغم تصدق صح يا رضا أنا باكل كتير اوي الفترة دي نفسي مفتوحة وعلي طول جعانة ومش عارفة اعمل ايه بس خالتي قالتلي ده عادي لأن البيبي بياكل معايا.
_ أيوة أيوة برري طفاستك بابني الغلبان
انزعجت ورفعت حاحبيها محذرة رضا أنا مش طفسة كله عشان صحة ابنك ولا أروح لخالتي تأكلني
_ لا حرام دول مالهمش ذنب في الفقر الغذائي اللي هيحصلهم واستطرد بمشاكسة استأذنك بس تشيلي أكلي انا واخواتي علي جنب لو مش هضايقك يعني.
ضړبت الطاولة بكفها صائحة بغيظ قصدك ايه رضا خاېف أكل أكلكم طب والله منا ..
كمم فمها وهو يقهقه بشدة ليضمها إليه وقد هدأت نوبة ضحكاته هامسا وهو يقبل بين عيناها حبيبتي تاكل عيوني.
ابتعدت عنه بدلال لأ أوعي زعلانة منك بجد لعلمك انت جرحت مشاعري. 
_ هي فين دي
لكزت صدره ليقهقه من جديد قبل ان يحدثها ببعض الجدية 
هتلبسي ايه في كتب كتاب سارة
_ عندي فساتين كتير مالبستهاش. 
_ لأ طبعا أكيد ضاقت عليكي أنتي بقيتي فيل يا روحي.
قذفته بشيء أمامها تلقفه بخفه ومرح ثم قال
تعالي نخرج بالليل نشتري فستان ليكي ولرحمة. 
_ ومازن مالوش نفس
ابتسم وربت علي شعرها بحنان لأ ازاي نشتريله طبعا.
صمتت ولاحظ انها تريد قول شيء فحسها علي القول 
عايزة تقولي حاجة
يا حبيبتي
_ أيوة بس اوعي تتضايق مني.
_ متقلقيش اتكلمي.
_أنت عارف إن معايا قرشين حلوين في البنك ايه رأيك تاخد مبلغ يساعدك الفترة دي و....
_ أشرقت.
صوته الحازم أوقفها ليواصل دي فلوسك ونصيبك من ورثك في شقة والدك وما يخصنيش فيها مليم.
_ أنا وأنت ايه يا رضا انت المصاريف عليك زادت الفترة دي ولسه الولادة واللي بعدها وانا اللي بعرض عليك المساعدة. 
غمغم وهو يستند على الجدار خلفه عاقدا ذراعيه 
كل حاجة بتيجي برزقها يا أشرقت لحد ما اموت هفضل مسؤول عن كل حاجة تخصكم رزقكم ربنا بيبعتوا الحمد لله ومستورة.
صمتت تتامله وللحظات خاطفة قارنت رضا بعزت الذي لو كان بموضعه لما تردد باستغلالها وأخذ كل مليم تملكه دائما ما يكبر زوجها بعيناها يوما بعد يوم.
دنت إليه وطوقت خصره ورأسها يتمرغ بصدره هامسة 
كل يوم بحبك أكتر يا رضا لحد ما اموت هيفضل حبك يزيد في قلبي. 
ابتسم بعاطفة وكاد يقبلها لولا أن تذكر انهما يقفان في المطبخ والصغار ربما يظهران بأي لحظة فربت على شعرها مكتفيا بقوله العابث أبقي عيدي الكلام ده تاني بالليل في أوضتنا عشان ارد عليكي. 
قهقهت وهي تبتعد بدلال ملتقطة ورقة خص وحشرتها بفمها لأ مش هقولك حاجة طول ما بتتريق عليا.
______________
بهدوء جلست تراقبه وهو يرتل القرآن بصوت خفيض صوته حزين لكنه خاشع تراه يختم تلاوته بتمتمة خاڤتة تدرك أنها دعاء لطليقته الراحلة لقد مر على مۏت قمر شهر ونصف لم يكف ابنها عن الدعاء لها وقراءة القرآن ابنها البار يفي بوعده لقمر ويدعو لها كل حين يعلم أن لا أحد سيقدم لها ما يعينها بقپرها.
انتبه لوجودها فقال مبتسما أزيك يا امي.
تبسمت له بحنان الحمد لله يا حبيبي.
ثم اقتربت لتربت على كتفه تعيش وتفتكر يا ابني وربنا يرحمها ويسامحها.
اومأ بحزن اللهم امين.
ساد صمت قصير بينهما لتبادر هي بما تود قوله منذ أيام وتنتظر اللحظة المناسبةط رفعت كنت عايزاك في موضوع مهم ومش عايزة أأجله أكتر من كده.
ولاها اهتمامه التام اتفضلي يا امي سامعك.
_ أنت لازم تتجوز وإياك ترفض ولا تقول مش وقته.
قالتها دفعة واحدة دون تردد ونظرتها تصطبغ بعزيمة مستطردة مش هسيبك كده العمر يجري بيك وانت مفيش حد يشاركك حياتك وايامك قمر الله يرحمها انت مقصرتش معاها لأخر لحظة عيش لنفسك بقا واتمتع بشبابك يا ابني.
لم يبد عليه الدهشة بل رآته يبتسم لها بهدوء وكأنه كان يعلم ما ستقوله ليحين دوره قائلا طب وإذا قولتلك إني دلوقت مستعد للخطوة دي يا امي
شهقت من فرط فرحتها وكادت أن تزغرد لولا أن أوقفها رفعت في ايه يا ماما هو حصل حاجة عشان الهيصة دي.
صاحت وحروفها تقطر فرحا كفاية انك اخيرا وافقت تريح قلبي لتستطرد بعد أن منحته نظرة خبيثة
بس يا ترى مين هتكون العروسة
رفع حاجبيها بمشاكسة تفتكري انتي مين
_ مودة طبعا هو في احسن منها بتحبك وشارياك و..
_ بتحبني!
ابتسمت هاتفة بثقة طبعا بتحبك لو بصيت في عيونها وراقبت تصرفاتها هتتأكد من كلامي أنا ست وابصم بالعشرة أنها رايداك يا بني.
تنهد براحة وعيناه تتوهج ببريق غامض وذكرى اعترافها المكتوب بحروفها المترددة حينها ومض بخياله الصغيرة منحت له قلبها منذ زمن وهو الذي تأخر بقبول هديتها ليته أدركها قبل الأن ليت البداية كانت معها وحدها لكنه قدر الله ومشيئته.
همس كأنه يحدث نفسه انا كمان عايزها يا امي عايز مودة تشاركني ايامي الجاية وتعوضني واعوضها اللي فات.
سقطت دموع فرحتها وهي تعانقه باكية وهو يعدها أن يدير الأمر معها هذه المرة مودة تستحق أن يرد لها هديتها بما يليق بها.
_________________
استدعتها نجوى دون أن تحوطها علما بسبب حضورها فقط أخبرتها أن ترتدي ثوب انيق وتهتم بمظهرها وتقابلها علي الروف عقب صلاة العشاء همهمت بسخط وهي تصعد الدرج والله يا نجوى لو اللي في باللي لتزعلي مني
وصلت للأعلى لتقف تنظر بدهشة أمامها
تم نسخ الرابط