روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
ضخ كلماته هسيبك تنامي دلوقت عشان مدرستك الصبح ونتكلم بكرة في نفس المعاد سلام.. سلام يا صغيرتي.
كنتي فين يا أيتن
فزعت متباغتة من استيقاظ شقيقتها الأن وهتفت متلعثمة
كنت.. كنت.. أه كنت في الحمام.
ابتسمت مرام دون أن تلاحظ توترها بعتمة الغرفة هاتفة بعد تثائب قصير ماشي.
واستأنفت وهي تغادر فراشها الفجر خلاص قرب تعالي صلي معايا وبعدين كملي نوم.
_ ايه يا أيتن مالك واقفة كده ليه بقولك صلي معايا وبعدين.
ابتسمت مرام بتفهم وهي تربت علي رأسها بحنان ماشي يا حبيبتي ولو إن كان الأفضل مادام صاحية تصلي الفجر.
وتركتها وراحت تستعد للصلاة لتندس الصغيرة بفراشها والضيق يؤرقها وهي تتقلب دون راحة.
لعلمك أنتي أجمل من أختك بكتير اوي.
_ لو سمحت مش دي غرفة مدام قمر اللي..
قاطعته العاملة التي انتهت لتوها من تغير ملاءة الفراش هاتفة أيوة يا أستاذ هي بس زملتي بتمشيها شوية برة علي ما انضف الأوضة
أدرك رفعت جيدا الغرض من ود تلك الفتاة ليدس كفه بجيب قميصه ويعطيها نقودا مع قوله تمام أنا هروح اشوفها.
ترجل بعض الممرات حتي وجدها أخيرا جالسة بهدوء على إحدى الأرائك الصلبة تطالع النافذة الزجاجية بشرود كبير نصف حجابها متراجع عن رأسها ذراعيها متدليان جوار صدرها مائلة بكتفها علي الجدار الأبيض نحولها جعل عظام وجهها بارزة وعيناها غائرة لتصير مع شحوبها لوحة مجسمة للإعياء و البؤس لا يدري لما أتاها ربما شهامته التي تأبى تركها وحيدة بتلك الظروف رغم أن النفور نحوها لا يزال متقدا داخل نفسه لكن ما حيلته بترتيبات القدر زفرة مثقلة ندت عنه قبل أن يقترب متخذا مجلسا جوارها بهدوء دون كلمة واحدة شعرت بأحدهم والټفت لتبغت به متعجبة من مجيئه لما أتاها ماذا يريد منها وكل خيط بينهما ذاب حتى انقطع أيعقل أن.
رمقته بنظرة لا تصدق بعد وجوده قبل أن ينطفيء بريق عيناها مكتفية بإيماءة ضعيفة گجواب لسؤاله
ليغمم رفعت قابلت الدكتور بتاعك وقال احتمال كبير تخرجي أخر الأسبوع.
لم تجيبه وهي تعود وتلتفت للنافذة كأن خبر خروجها قريبا لا يعنيها لمن تخرج وكيف سوف تعيش
شخصت عيناها وهي تتذكر زيارتها لها منذ قليل كانت غافية لم تشعر بوجودها جلست جوارها تتأملها وللعجب لم تكن مشاعر الخۏف واللهفة حاضرة بقلبها كأنها أضحت خاوية المشاعر نحو الجميع لا تهتم لأمر أحد حتى والدتها والذي أرعبها أكثر وجعلها تفر شبه مزعورة من غرفتها هو شعور الشماتة الذي غزاها وتملك منها للحظات وهي تنظر كيف أصبحت لا حول لها ولا قوة أمعقول صارت تكره حتى والدتها من تحب إذا لقد أضحت تبغض نفسها ذاتها يا ويلها من حياة تنتظرها وهي مسخ مشوه عديمة المشاعر لكل ما حولها في تلك الحياة.
_تحبي أخدك عندها دلوقت شوية
صوت رفعت ينتشلها من شرودها لتنظر إليه أخيرا بنظرة طويلة قبل ان تهمس كنت عندها من شوية.
رمقها بابتسامة غير مكتملة وصمت برهة قبل ان يستأنف قوله وعزت أخوكي هتسيبيه في السجن مش هتشوفي محامي يساعده
من الجديد تشتعل مقلتاها بالحقد مغمغمة ماليش دعوة ده عقابه وهو يستحق.
_ بس ده أخوكي يا قمر.
_ أخويا كان بيسرقني كل يوم ويبتزني ويضربني لو رفضت لحد ما وصلت انه يحاول ېقتلني لسه عايزني أساعده يا رفعت
هوي نفسها هو من رسم كل شيء بريشة كاذبة كأنها تتناسي عمدا وتنفي عن كاهلها إثمها العظيم بالسبب الحقيقي وراء ما حدث وجعل أخيها يثور كأنها لم تكن بوضع مخجل مزري جعله يفقد عقله وصوابه.
_ براحتك يا قمر اعملي اللي انتي شايفاه صح.
قالها رفعت وقد فعل ما عليه وأراح ضميره لن يهتم لأمر عزت أكثر من شقيقته نفسها.
_ ناوية تعملي ايه بعد ما ترجعي البيت انتي ووالدتك أعتقد هتحتاج رعاية خاصة بعد اللي حصلها.
أطرقت رأسها دون ان تجد ما تقوله ليواصل رفعت
أنا ممكن اشوفلك ممرضة تساعدك في خدمة والدتك لحد ما تستردي عافيتك كاملة وتهتمي انتي بيها.
هنا رفعت عيناها وراحت تتأمله وغيامة الندم والخجل تغتال عيناها كيف يجتمع شخصان متناقضان مثل ضرغام ورفعت بعالم واحد تركت ملاك وارتمت بأحضان شيطان أسواط الندم والبغض لذاتها تجلدها وتدمي روحها كلما أظهر رفعت إنسانيته وحنانه وطيبته كلما کرهت نفسها أكثر وأكثر يكفي يا رفعت لم تعد إمرأة ملوثة مثلي تحتمل نقاء رجلا مثلك أكثر من هذا وميض نقائك يؤذي عالمي المظلم الذي أصبح سواده هو رايته الوحيدة وعنوانه.
_ عايزة ارجع لأوضتي ارتاح.
هكذا وقفت بغتة لتهرب منه فوقف بدوره
محاولا البحث عن احدا يساعدها وهي تسير بخطي بطيئة متعبة ولا يستطيع مد يد العون لها لأنه محرم عليه لمسها.
_متخفش أنا قادرة أمشي لوحدي.
كأنها سمعت خواطره الصامتة لتريحه من حرجه الثقيل وصلت لغرفتها فعاونها رفعت على إحكام الغطاء عليها قبل ان يخبرها بنخوة تليق برجل مثله أعدلي حجابك يا قمر وحاولي تاخدي بالك بعد كده أنتي تقريبا مش لابساه.
ابتسامة ساخرة سيطرت عليها وكادت أن تضحك بمرارة يلومها لكشف رأسها ماذا إذا لو علم أنها أمام شيطان يختبيء خلف شاشة باردة نظراته كانت تنهشها مثل كلب جائع كلماته كانت أنصال تخدش أذنيها وروحها بما لم تسمعه من قبل علي لسان رجل تنهدت وصوت عقلها يهمس داخلها بأن كم أنت طيب القلب نقي الروح يا رفعت.
لقد أدركت بعد فوات الأوان أنك أعظم خساراتي
وچحيم ندمي الذي لن تخبؤ نيرانه.
عدلت حجابها فوق رأسها امتثالا لأمر مع تمتمتها
حاضر يا رفعت هاخد بالي بعد كده.
منحها إيماءة راضية قبل أن يهتف مستعدا للرحيل أنا همشي وأخر الأسبوع هاجي عشان اوصلك انتي و والدتك للبيت.
نظرة
تقدير التمعت بعيناها وهي تنظر إليه دون أن تتفوه بشيء ودعها مغادرا وما أن وصل للباب حتي استوقفته سريعا أبني عامل ايه يا رفعت
تسمر بموضعه قليلا قبل أن يستدير نحوها ويخيل إليها أن نظراته تعاتبها بل تستنكر عليها سؤالها من الأساس أي أبن تسأل عنه وهل تذكرته منذ انفصالهما لقد باعته وقبضت الثمن ورغم ضيقه الذي أشعل ذكرى ما مضي بينهما أجابها باقتضاب أبني كويس يا قمر.
وصلتها رسالته الواضحة بكلمة أبني.
وهل كڈب هو بالفعل أبنه وحده الأن
وهي لم يعد لديها به أي حق او عين
متابعة القراءة