روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
كامل من كله يا أشرقت وأحلي حاجة بقا انه ملكك لوحدك محدش شريكك فيه.
_ ومين قالك ماليش شريك
لتلتفت نحوها بنظرة مباشرة والمفارقة العجيبة تفرض نفسها علي الموقف بأكمله مع صوتها الذي بدا عميقا وعيناها تزداد غيوم سبحان الله كأن الزمن بيعيد نفسه تاني يا رباب الوضع اللي كنت فيه معاكي دارت الأيام واتحطيت أنا فيه الشقة دي والمطعم كمان اللي بناكل منه عيش ملك لرضا وأخواته رحمة ومازن ورثهم من أبوهم الله يرحمه ورغم اني لسه مش قريبة منهم ومش بيحبوني من قلبهم وبحاول بكل طاقتي أقوي علاقتي بيهم بس عمري ما هنكر حقهم ده لما يكبروا ويحتاجوه في يوم من الأيام.
أنا عارفة يا بنت الناس اني ظلمتك وأذيتك واستغليتك كتير لما كنتي عايشة معايا وعمري ما اعترفت بحقك بالعكس كنت بعتبرك عبء علينا وبستخسر حتي اللقمة اللي كنتي بتاكليها من عرق أخوكي مش بس كده أنا حتي دلوقت فكرت استحل حقك تاني لما جلال قال هيديكي نصيبك من تمن الشقة اللي وقعت فوق دماغنا وكان ليكي ورث فيها.
قولتله أحنا أولى بتمنها لأن أختك خلاص اتجوزت ومش محتاجة حاجة لكن أخوكي فوقني وفكرني بالحال اللي وصلنا له واننا كنا ممكن ڼموت تحت التراب.
مواصلة ودموعها تزحف فوق خديها
ربنا انتقملك مني يا أشرقت البيت اللي ذليتك فيه اتهد وكل حاجة راحت مبقاش لينا بيت نعيش فيه ولا حيطان تآوينا بعيالنا حتى التعويض اللي أخدناه من صاحب البيت يدوب هناخد به شقة إيجار علي قدنا التمليك مع ظروفنا بقا حلم بعيد علينا.
أسرعت للخارج مندفعة إليه باكية على صدره تعاتبه
بقا بيتك يقع ويحصلك كل ده يا أخويا ومتقوليش
ازاي قدرت تخبي عني اللي حصلك ازاي!
_ هسيبك معاها شوية يا جلال خدوا راحتكم.
هكذا هتف رضا وهو يصطحب رحمة ومازن بعيدا بغرفتهما ليحظي جلال وأشرقت ببعض الخصوصية محترما ومقدرا صډمتها بما علمته وإن كان يضايقه كثيرا بكائها واڼهيارها هكذا وتمني لو استطاع أحتواها بعناق يهدئها ويؤازرها به لكن الكثير بينهما صار محرما.
ابتسم لها بحنان وهو يحتوي وجهها الباكي بين كفيه
يعني انكد عليكي وانتي عروسة بتستعدي لحياة جديدة وأشيلك همي ده انا كنت ابقا أناني أوي يا بنت أمي وأبويا.
وبعدين اطمني جوزك الراجل المحترم الطيب عمل الواجب وزيادة مش سابني لوحدي ووقف معايا وقفة عمري ما هنساها كلم استاذ رفعت طليق قمر واستضافنا عنده في شقته وادينا عايشين فيها لحد ما ربنا يرزقنا بسكن تاني.
هل زوجها كان يعلم بما مر به أخيها ولم يخبرها!
والأستاذ رفعت هو من يآويهم في بيته
بيت قمر
_ وقبل ما تتسرعي عشان عارف دماغك
دي انا اللي قلت لجوزك يخبي عنك اللي حصلي أشفقت عليكي تزعلي عشاني وانا ماصدقت الدنيا ضحكتلك ورزقك براجل ابن حلال زيه أنا صحيح ما سألتش عنك الفترة اللي فاتت بس ده لأني المرة دي كنت مطمن عليكي يا أشرقت شتان بين رضا وعزت رضا ده عوض ربنا وكرمه عليكي وعارف انه شايلك في عيونه.
أطرقت رأسها بحزن ودموعها تلك المرة تزرف لأجله عاطفة جارفة تحرضها الأن لتذهب لتجري عليه وتعانقه وتقبل كل إنش بوجهه وتشكر له صنيعه مع أخيها وتعتذر له عن كل مرة أغضبته وأحزنته بها كل يوم يثبت لها رضا انه ليس سندها وحدها وحسب بل سند لأخيها معها كيف توافي هذا الرجل الاستثنائي حقه وكيف تعيده إليها من جديد
_ في حاجة مهمة اوي لازم تعرفيها أنتي ليكي معايا مبلغ يخصك نصيبك من التعويض اللي اخدته بكرة الصبح هعدي عليكي ونروح البنك نفتح حساب باسمك وهتعملي إيداع فلوسك فيه محدش ضامن اللي جاي أهو قرش ينفعك ويكفيكي شړ الحاجة لو الزمن مال بيكي لاسمح الله.
رفضت بإصرار مش عايزة حاجة يا جلال أهم حاجة عندي انك بخير انت وعيالك ومراتك هو ده اللي يهمني خد الفلوس كلها هات شقة مناسبة تعيش فيها أنت حملك تقيل اوي الله يعينك.
_ مش بمزاجك هتعملي اللي قلت عليه بدون نقاش أنا مش هاخد مليم من فلوسك يا أشرقت بكرة هعدي عليكي ونروح البنك.
_ بس أنا
_ ولا كلمة زيادة ما تتعبيش نفسك علي الفاضي.
أسمعي كلام أخوكي يا أشرقت
التفتت أشرقت لرباب بعد قولها متعجبة زوجة أخيها التي تعرفها لم تكن لتسمح بحدوث شيء كهذا كانت ستقيم الدنيا وتقعدها وتستغل كل مكرها ولا تجعلها تأخد قرشا واحدا من جلال لكن التي أمامها الأن مختلفة كأنها تبدلت لأخرى هل تأثرت بما قالته منذ قليل عن حق رحمة ومازن أم المحڼة التي تعرضت لها جعلتها تعيد النظر للأمور بشيء من العدل
_ ليكي حق تستغربي من كلامي يا أشرقت تاريخي معاكي كله استغلال ونكران حق بس جلال قالها الدنيا مش مستاهلة لو كنت مت كنت هقول ايه لربنا عن ظلمي ليكي الحمد لله ان جلال فاق وفوقني معاه.
لتلتقط كفها بين راحتيها هاتفة بصدق
ودلوقت بقولك سامحيني علي اللي فات لأني ندمت عليه وأوعدك أكون ليكي أخت كبيرة زي ماكان المفروض اكون.
ابتسامة فخر حقيقية لمعت بعين جلال وهو يراقب زوجته راضيا عما قالته وحمد الله بقلبه لما أصابه وظنه شړا.. لتكشف له الأيام كم حوى داخله من خير يكفي أن نظرة زوجته تغيرت للأمور وهو صار يحاسب نفسه ويهذبها.. وها هو يرد حق شقيقته قبل أن يقبض الله روحه ويفوت الأوان.
تعاونت أشرقت ورباب علي ترتيب سفرة الغداء وتناولوا وليمتهم والنفوس أصبحت راضية تكسوها المودة والرحمة لتهتف أشرقت بحماس
_ عندي ليكم خبر حلو يا جلال.
لمعت عيناها لبرهة وهي تنظر نحو زوجها بحب قائلة
أنا حامل.
أعتقلته نظرتها نحوه قبل أن ينفض عنه تأثيرها متلقيا تهنئة جلال وعناقه الحار مع قوله ألف مبروك يا رضا ربنا يقومها بالسلامة ويقر عيونكم بخلقة تامة وذرية صالحة.
بينما نهضت رباب تعانقها بحفاوة ألف مبروك يا حبيبتي.
ثم همست بأذنيها مازحة شاطرة يا شوشو اربطيه بالعيال من أولها عشان مايعرفش يبص شمال ولا يمين.
منحتها اشرقت ابتسامة ساخرة تنصحها أن تكبله بأطفال ماذا لو علمت أن رضا ينوي تطليقها حين تلد الرجل لا يكبل إلا بالحب والاهتمام وليس بسواهم.
ابتلعت غصتها سريعا وعادت تنغمس بثرثرتهم المبهجة ومن وقت لأخر تلقي نظرة علي
متابعة القراءة