روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
عشان تفطروا تشربوه قبل ما تنزلوا.
اعتدلت الصغيرة بنصف جلسة ترمقها بصمت كأنها تتعجب مما تفعله أشرقت معهم اهتمامها وحنانها عليهم يربك الصغيرة ولا تفهم سببه لما تغيرت معهم هكذا وصارت تحبهم
_ بتفكري في ايه يا أمورتي.
قالتها أشرقت وهي تقرص وجنتها برفق لتجيب الرحمة أصلي مستغربة يا طنط.. ليه حضرتك بقيتي كويسة معانا عشان هتجيبي بيبي يعني
_ بيعاقبك ليه يا طنط.. أنا سامحتك أنا واخويا ومش زعلانين منك خلاص.
لتهتف الصغيرة ببراءة خلاص أنا هقول لربنا لما أصلي اني مش زعلانة منك.. ساعتها أكيد مش هيعاقبك.
_ يلا يا مازن أصحي بقا هنتأخر.
هكذا صاحت رحمة لتوقظ شقيقها الذي استجاب بصعوبة وهو يفرك عيناه لتتلقفه أشرقت بعناق مقبلة خده الثمين هاتفة صباح الخير يا ميزو.. يلا صحصح كده عشان تفطر وتستعد لمدرستك.
تفاعلوا معها بذات الحماس ومازن يصيح أيوة انا بحبهم.. وعايز الكيك بالشيكولاتة
رحمة لا أنا بحب الكيكة اللي لونها أبيض.
ضحكت تغمرها السعادة لتفاعلهم معها قائلة ماتقلقوش هنعمل الاتنين والبيتزا هنتعشى بيها كلنا.
لتنهض وتحفزهم هاتفة يلا بقا قوموا استعدوا وانا هصحي آبيه رضا وبعدين أحط الأكل على السفرة.
رضا.. أصحي الساعة عدت ستة.
بدأ يستجيب قليلا وهو يعتدل وعيناه لا تزال مقفولة ثم ابتسمت وهي تراه يستسلم للنوم ثانيا.. فانحنت تلثم جانب وجهه هامسة بأذنيه رضا.. يلا أصحى الولاد هتتأخر علي مدرستها.
وتتحمل حتي تنحل العقد بينهما.
انتهي من صلاته وغادر غرفته ليجد طاولة الطعام عامرة ومكتظة بالخيرات..وصغاره ينتظرونه معها كي يتناولوا إفطاوهم..الشكل يفتح الشهية حقا ومع هذا أعرض عنه و لم يشأ حتى لمسه.
ألقي تحيته للصغار دونها
صباح الخير يا ولاد عاملين ايه
ردوا الصغار تحيته ليصيح مازن يلا يا آبيه عشان أنا جعان.
رحمة أيوة مستنينك من بدري.
جلس معهم متجنبا المقعد الذي يجاورها لتبتلع هي غصتها وتتجاهل ضيقها بصبر لاحظت أنه لا يأكل شيئا فقط سكب لنفسه كوب شاي بالحليب وراح يرتشفه وهو يتصفح هاتفه باهتمام.
_ مش هتفطر يا رضا.
تسائلت ليجيبها وعيناه لا تحيد عن الهاتف
مش جعان هاكل بعدين.
عزوفه عن تناول طعامها أثار حنقها فنهضت محدثة الصغار كملوا فطاركم يا ولاد ومتنسوش تاخدوا السندويتشات بتاعتكم.
أومأت لها الصغيرة حاضر يا طنط.
توجهت لغرفتها بعبوس دون أن تنظر نحوه وداخلها يهتف بسخط ما دخل الطعام في الخصام و الڠضب لما لا يأكل طعامها حسنا سوف تحذوا حذوه.. لن تتناول شيء.
شخصت عيناه بعبوس وهو يراها تترك المائدة دون تناول إفطارها رغم انه حذرها ألا تهمل في صحتها لأجل طفله.. خاصتا مع ضعفها الكبير الذي أشارت له الطبيبة.
_أحنا خلاص فطرنا يا آبيه.
الټفت للصغيرة وبقايا الشرود تسكن عيناه طيب يا رحمة روحي هاتي شنطتك انتي واخوكي وحطي أكلكم فيها علي ما اجي.
قالها وهو يلتقط بعض الطعام من المائدة ويرصها بصينية صغيرة متوجها لغرفة زوجته.. دلف ليجدها جالسة عاقدة ذراعيها النحيلة حول ركبتيها تنظر للفراغ بعبوس شارد اقترب ووضع صينية الطعام جوارها أمرا إياها ببرود أفطري عشان تاخدي علاجك والفيتامين بتاعك.
رفعت عيناها نحوه ترمقه بحزن ثم عادت تتجاهله وتنظر بعيدا ليعيد عليها قوله بفظاظة أظن أحنا اتفقنا تهتمي بصحتك ودواكي عشان اللي في بطنك.
هنا رفعت وجهها نحوه ليري عيناها المغرورقة تعاتبه وتشكوه قسوته أين حنانه أين رقته وملاطفته لها وهو يحدثها صار يصب كل أهتمامه علي طفله الذي بأحشائها فقط دون أن يمنحها أي شيء..هل حقا نضبت خزائنه من حبها وفقدت كل رصيدها لديه لا تصدق انه يكرهها.. لا ولن تصدق.
لم تشعر انها بخضم شرودها كانت تبكي بصمت ودموعها تزحف علي خديها دموعها التي تنخر بعناد جدار صموده وتؤلمه وتفطر قلبه كم يود لو مد أصابعه وكفكفها لها كم يود لو يعانقها ويخفيها بين ذراعيه ويربت علي رأسها.. كم يشتهي تقبيلها حتي يرتوي..لكن ما عاد في إمكانه فعل أي شيء.. لقد وعد ألا يقترب منها..ولن يخالف وعده أو يضعف مهما كانت الإغراءت.
_ أنا هروح أوصل الولاد وهتصل عليكي تعرفيني انك فطرتي واخدتي الدوا.. وبحذرك تخالفي اللي قولته يا أشرقت..اللي في بطنك ده أمانة ومحتاج غذى واهتمام.
لا تزال ترمقه بذات النظرة العاتبة ليهرب من أمامها كي لا يفقد مقاومته عادت تنظر للطعام بحزن بعد مغادرته لتزيحه بعيدا وتعتدل لتنام..فلا شهية لديها.
ولج لبيته وبحث عنها كعادته حتي وجدها تتمدد غافية علي فراشها وبطنها بدا يظهر بروزه قليلا فاقترب فيصل بحذر واضجع جوارها ومد ذراعه ليحمل رأسها وراح يطالعها بصمت حتى أخذه الشرود في أحداث الأمس وهما يزوران بيت والديها تذكر كيف انزعج من حديث ابن خالتها وتباسطه معها اشتعلت غيرته من جديد وكاد أن يتصرف بحماقة لولا أنه تذكر وعده لها أن يتحكم بغيرته ويثق بها كما تثق به عليه أن يهذب غيرته هذه حتي يا يفقدها ثانيا فهو لا يزال يرمم الشرخ الذي حدث بينهما بعد ظنه القاټل بها هي وأخيه أديب.
وبذكر الأخير ومضت عيناه بحنان وسعادة لأجله والدته أخبرته لتوها أن صغيره يحب فتاة ويريد خطبتها دائما ما يشعر بأبوة ناحية شقيقة أكثر من أي مشاعر أخري سعيد لأجله ولن يقصر معه بأي شيء يحتاجه هو كان وسيظل له السند بعد رب العالمين.
_ فيصل جيت أمتى
الټفت لها بنظرة حانية من شوية ولقيتك نايمة.
استكانت علي صدره بكسل تقول كنت مستنياك بس شكلي نمت من غير ما احس.
_ ده طبيعي من يوم ما حملتي بتنامي كتير اوي.
_ معلش ڠصب عني عارفة اني مقصرة معاك و
قاطعها تقصير ايه يا سيدرا أنا فاهم اللي بيحصلك ومقدر المهم عندي تقومي بالسلامة انتي وابننا الشقي ده.
ضحكت قائلة أه والله يا
متابعة القراءة