روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
حقا فات الآوان هل يعطيها رضا فرصة أخرى نظرة عيناه الحزينة والمخذولة قبل رحيله عنها أخبرتها بما تخشى تصديقه..تخشى أن تكون فقدت رصيدها بقلبه كما فقد صبره عليها.
_ رحمة!
نداء مازن وهو ينظر لهما بدهشة جعل أشرقت تنتبه له
كأنه يتعجب من استكانة شقيقته بصدرها.
مدت أشرقت إحدي ذراعيها وهي تدعوه إليها
تعالى يا مازن
لا تزال بوجهه.. فنهضت أشرقت وهي تجذب رحمة معها ثم انحنت ثانيا للصغير وهي تحدثه بحنان ممكن أحضنك يا مازن
ابتعد الصغير بنفور خطوة للخلف وهو يعلن بعناد رفضه آمرا شقيقته پغضب تعالي يا رحمة ندخل أوضتنا.. مالكيش دعوة بالست دي لأنها مش بتحبنا.. أوعي تصدقي انها طيبة.
أليس هذا حصادها معهما
لم تقدم لهما سوي التجاهل والقسۏة.
الصغار كما لا ينسون من يمنحهم الحنان
و أيضا لا ينسون من يقسوا عليهم.
تحسست بطنها وكأنها تطلب الدعم بالخاطر الذي أتاها لترفع عيناها الباكية للصغير وهي تغمغم طب لو قولتلك إن أخوك رضا هيبقى عنده بيبي صغير تلعب معاه أنت ورحمة.. ترضى تسامحني
هزت أشرقت رأسها بقوة وهي تجرف دموعها قائلة أيوة يا رحمة بعد كام شهر هايجي بيبي صغير كلنا هنحبه ونلعب معاه..وأكتر واحد هيحبه مازن لأنه هيبقى صاحبه الصغير..مش كده يا مازن
هتحب ابن أخوك الصغير يا مازن هتلعب معاه كورة وتشتريله حاجات حلوة
الصغير مبتسما ببراءة وحنان فطري أيوة هحبه أوي وكل يوم هجيبله حاجة حلوة وانا راجع من المدرسة.
_ بس لو بنت هتلعب معايا أنا وهتحبني أكتر.. صح يا طنط
منحتها أشرقت قبلة فوق خدها قائلة مهما كان اللي جاي هيحبكم زي بعض.
الصغير ببراءة يعني الببي هيعرف أنه أنا
_ أيوة طبعا هيعرف ويحس بيك.
هنا اندفع الصغير مصدقا قولها مهرولا نحوها لتتلقفه أشرقت فوق صدرها بحنان وكأن طاقة أمومتها تدفقت كلها دفعة واحدة بعد أن حجبتها عنهما منذ تزوجت رضا..أطلقت العنان لمشاعرها وهي تعانق الصغير وتلثمه ليتسع صدرها لشقيقته فتضمهما معا.. كيف حرمت نفسها من تلك المشاعر وهذا النعيم كيف كانت حمقاء لهذا الحد
إن. كانت ربحت صداقة الصغار وفازت ببداية جديدة معهما.
هل تربح حب رضا التي تشعر أنها فقدت الكثير منه
هل فات الآوان حقا
أم لا تزال هناك فرصة!
الفصل الواحد وعشرون
بحذر اختبئت قمر بغرفتها وبحوزتها جهاز لاب توب جديد دفعها ضرغام لشرائه وعلمها كيفية استخدامه ليتحدثا من خلاله صوت وصورة.. راحت ترمقه براحة وكأنه سوف يصبح بوابتها الدائمة للسعادة حبيبها لا يكتفي بلقائتهما القليلة و يشتهي رؤيتها أكثر تنهدت بهيام وإعلان شوقه الدائم لها يشعرها بنشوة خاصة.. هي تحتاج هذا الشعور بالذات وسط مشاحناتها المستمرة بينها وبين عزت واستنزافه المستمر لها..فتحت إحدي برامج الأتصال وضغطت علي ذر مكالمة مرئية ليملأ وجهه الحبيب الشاشة كاملة وهو يتفرسها بعيناه هامسا وحشتيني يا قمري.. مش مصدق أني خلاص اقدر اشوفك واملي عيوني منك كل اما أشتاقلك.
ابتسمت وصوتها يسكب علي أذنيه الدلال للدرجة دي يا ضرغام بتحب تشوفني.
تنهد بلوعة يااااه يا قمري.. ده أنا بمۏت من شوقي كل لحظة وانتي غايبة عني وتقلانة عليا.
قالت برقة وهي تداعب اسوارتها أديك هتشوفني دايما.
_ طب ممكن طلب لحبيبك.
_ طلب ايه
_ عايز أشوف شعرك يا قمري.
اعترضت بقولها لا يا ضرغام مايصحش أنت لسه مش جوزي.
_ بس أنا بعتبرك حبيبتي ومراتي.. عشان خاطري ياقمر افردي شعرك عشان اشوفه.
_ لأ.
غمغم بحزن ماشي ياقمر براحتك طيب أنا هقفل دلوقت سلام.
صاحت بلهفة ضرغام استني اوعي تقفل هو أحنا لحقنا نتكلم أمال انا اشتريت البتاع ده ليه مش عشان نبقي سوا
_ ما انتي اللي رافضة تبقي معايا وتصبريني بحاجة فيها ايه لو شوفت شعرك
_ يا ضرغام أنا خاېفة ياما بسمع حاجات وحشة بتحصل بسبب البتاع النت ده.
_ انتي للدرجة دي مش واثقة فيا يا قمر خاېفة علي نفسك من ضرغام وفاكراني هأذيكي
_ أنا مش قصدي بس.
أنهي المكالمة المرئية بغتة وتركها تشعر بالحنق والحزن معا لإغضابه تعلقها بضرغام صار گ المړض الذي تملك منها لم تعد تقوي علي بعده عنها.. تريده دائما يغذيها بتلك المشاعر و يصبرها علي ما تحياه.
قررت مهاتفته ثانيا لتراضيه فلم يجيب كررت الاتصال مرات ومرات دون جدوى حتي يأست وأغلقت اللاب توب وتوسطت فراشها تبكي بصمت وهي تختنق بغصة لشعورها بفقده.
دوامة الصمت الصاخبة بأفكاره أبتلعته لوقت لم يحصي ساعاته سيوف مشاعره نحوها تتصارع داخله مع ذكراياته معها وصډمته بما قالته..صرير المبارزة يزداد قوة فيحتد عليه الألم..تارة ينتصر قلبه ومشاعره ليتراجع أمام غضبه مما جرحت ذاك القلب والذكرايات بينهما ضعيفة لا تقوي علي المنافسة ورصيدها لا يكفي لتنتصر علي إحداهما.. أي ذكرايات يمكن أن تقوي على المجابهة وهو لم يلقي منها سوا الجفاء والبعد منذ تزوجها.. أعطاها الكثير والكثير من حبه وحنانه وهي قابلت جميعهم بالتجاهل والقسۏة..من يدافع عنها الأن من يطيب خاطره الذي تفتت مرارا علي يديها ويرمم كرامته المخدوشة وهو يسمع همسها الرافض لطفله الذي لم يأتي بعد ذاك الطفل الذي فرح به كفرحة هلال العيد بعد طول صيام..گ دعوة استجاب لها ربه بعد صلاة وقيام.. لتنكسر فرحته بهمسها القاټل مش عايزاه.
يسد أذنيه بقوة حتي لا يسمعها لكن هيهات والصوت يدوي ويتتابع بروحه.. جلس في مكانه يشعر كأنه يلهث.. مد كفه وقبض حفنة من الثرى جعلها تتسرب من بين أصابعه وهو يراقب ذراتها بتمعن.. ليت حبه لها يتسرب من روحه هكذا ويتخلص منه للابد وتأخذه الرياح بعيدا فلا يدق خافقه لها ثانيا لكنه يعلم أن جسده قبل روحه موشوم بها وهذا ما يدميه..وضع رأسه بين كفيه وأغمض عينه مستسلما لذاك الصراع حتي تمالك أمره قليلا ونهض وعيناه تلمع بغموض بعد أخذ قرارا لن يتراجع عنه.
ودون حذر قطع الطريق لتفاجئه سيارة كادت أن تصدمه بغفلة لولا أنها تفادها رضا باللحظة الأخيرة ووقع أرضا..توقف صاحبها مسرعا نحوه.
_ أنت كويس يا أستاذ
أومأ له رضا ولا يزال مأخوذا بما كاد ان يحدث.. شبح المۏت كان قريبا منه كثيرا.
ليمر بعقله أطياف خاطفة لأخوته الصغار.
وهي.!
_ الله يسامحك في حد يعدي وهو سرحان كده.
أخيرا وجد رضا صوته قائلا بخفوت أنا أسف.
ربت الرجل علي كتفه ولا يهمك يا ابني قدر ولطف.. تعالي اوصلك مكان ما انت رايح.
نهض رضا وهو ينفض ثيابه ويشكره باقتضاب شكرا.
ثم مضي والرجل يصيح خلفه طب خد بالك وانت معدي الطريق.
_ آبيه لسه مجاش يا طنط
بقلق تسائلت الصغير لتجيبها أشرقت بقلب منقبض مجاش يا رحمة وقلبي مش مرتاح خاېفة يكون..
هنا أنتبهوا لصوت
متابعة القراءة