روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
ده كان شعورك دلوقت..سيبيه.. أهربي بكل قوتك وأنا بنفسي اللي هساعدك تتخلصي من عبء الجوازة دي.. لو فعلا كانت عبء عليكي.
صوت العم سلامة يحتل عقلها بحديثه العميق بأخر زيارة لها عندهم أغمضت عيناها لتختبر شعورها من جديد رسمت الصورة دون وجود زوجها الغريب أن نفس القبضة اعتصرت قلبها لمجرد الخاطر انه لم يعد معها بكل تمردها عليه وقسۏتها وفظاظتها وحماقاتها معه فكرة تلاشيه من عالمها كانت قاسېة عليها وأزعجتها أصبحت لا تفهم نفسها حقا.!
هي من تصنع لزوجها كل الأسباب كي يبتعد عنها.
وهي ذاتها من تحزن لخاطر فراقه كأنها انقسمت لروحان.
كل روح تريد شيء عكس ما تريده الأخرى.
تشعر أنها تختنق من شتاتها هذا
بدأت خيوط الشمس تنفذ من بين شقوق النافذة فنهضت أشرقت بوهن لتحضر شيئا وراحت تطالعه بشخوص شديد.
أمور كثيرة تحدث لها ولا تفهمها خريطة جسدها وطباعه تتغير كأن جسدها يريد أن يخبرها بشيء ما لهذا سوف تقتل الشك باليقين كما يقولون وتتأكد من ظنها.
ولجت المرحاض ثانيا وأحضرت أختبار الحمل لتعرف النتيجة ألتقطته دون أن تتبينه وأغمضت عيناها بقوة وكفها يرتعش حتي كاد يسقط جهاز الأختبار منها.
.
ابتلعت ريقها وهي تجحظ بعيناها وتنظر للخط الذي اصطبغ بذات اللون لكن بدرجة أقل أحمرارا.. هي حامل!
حامل!
السؤال يتردد مذهولا بصوت ضميرها وينتشر بعقلها.
هي حامل حقا
الدموع تتجمع بغزارة في مقلتاها وتسقط فوق الخطوط الحمراء لتزدهر أكثر كأن دموعها تساعدها بإبراز الدليل كي تراه وتتأكد.
رفعت وجهها الغارق بدموعه لتجد زوجها يقف أمامها يرمقها بريبة وخوف لجلستها وهيئتها هذه.
_ قاعدة في الأرض كده ليه وپتبكي دوختي تاني
أحنت رأسها وعادت دون رد تنظر للأختبار الذي لم يراه رضا بعد بين يديها جلس مقرفصا مقابلتها وأمسك. وجهها بين كفيه يجفف دموعها بحنان لا يملك وئده مهما كان غاضبا منها حين يراها هكذا لا يستطع إعطائها ظهره دون أحتواءه
أنتي حامل صح
نظرت له بعين زائغة كأنها لا تعي واقعها.
دموعها لا تزال تتدفق بغزارة باكية بصمت.
لا تدري سبب تطرف مشاعرها هكذا.
هل لا تصدق أنها سوف تصبح أما
الأن يأتيها طواعيا ويسكن أحشائها نطفة طفل.
تبا لدموعها التي لا تتوقف.
فرحته تلاشت وهو يفسر دموعها بما أدمي قلبه.
ليأتي سؤاله التالي مرتجف وخائڤ من الجواب
أنتيبتبكي عشان مش عايزة الطفل ده
_ مش عايزاه
كان جوابها مجرد تساؤل حائر لإمرأة عواطفها غير متزنة تلك اللحظة لكن رضا لم يفهم إجابتها إلا إقرارا أنها لا تريد طفله.
للمرة الثانية تخذله وللمرة الأولى يخطيء هو قراءة ملامحها ومقصدها ويفسر الأمر على حسب ظنه.
وميض فرحته انطفأ وهو لا يجد بين تعابيرها غير الحزن.
أشرقت ليست سعيدة بحملها منه.
كيف ظنها ستسعد برباط أخر يجمعها به وهي بالاساس لا تريده! نعم هي لا تريده.
الزوجة التي تحزن للحمل من رجلها حتما لا تريده.
عليه من الأن وصاعدا
أن يعي هذا جيدا ولا يبني أوهاما داخله أنها سوف تحبه.
أشرقت لا تحبه.
ولن تفعل.
نهض من أمامها وسريعا ما أبدل ملابسه مكفهر الوجه ورحل عنها وعن البيت بأكمله.
أما هي لم تشعر برحيله وعادت تهذي لنفسها بالكلمات كأنها لا تصدق..أنا حامل!
من جديد تتسائل وهي تنهض من جلستها ليداهمها الدوار فور نهوضها كادت تسقط فاستعانت بطرف الفراش لتتمسك به.
رضا
كأنها تبحث عنه.
هو كان هنا يحدثها.
هل علم بحملها
هل رآى أشرطة الأختبار الحمراء وتأكد
دارت عيناها بالغرفة الفارغة وسريعا ما ثقلت رأسها ومالت لتغيب بدوامة الدوار الذي سلمها لنوم عميق.
فلم تعد تشعر بشيء حولها.
صوت بكاء يأتي من بعيد يخدش مداركها.
الصوت يقترب وضوحه كأنه صوت فتاة صغيرة
النوم يتلاشي لتنهض أشرقت بغتة فيداهمها الدوار اللعېن من جديد وقفت تتماسك والصوت لا يزال صادح وقريب.
فتحت باب غرفتها ليفزعها وجود الصغيرة رحمة وهي جالسة تبكي أنحنت أشرقت تجلس أمامها بعفويه متسائلة بقلق صادق مالك يا رحمة بټعيطي ليه
رفعت الصغيرة وجهها الغارق بدموعه وهي تهتف بصوت متقطع آبيه.
صاحت سريعا بجزع ماله رضا حصله حاجة
هزت الصغيرة رأسها تقول حلمت حلم وحش أوي خوفني خرجت من أوضتي لقيت آبيه خارج بسرعة.. ندهت عليه ماردش عليه ومشي..كنت عايزة اطمن عليه.
لتسترسل الصغيرة بحديث يفطر القلب
طنط.. عارفة أنك مش بتحبيني أنا وأخويا وفاكرة إن آبيه اتجوزك عشان تخدمينا.. بس ده مش حقيقي.. آبيه بيحبك أوي.. كل يوم يدافع عنك ويقول انك هتحبينا في يوم لأنك طيبة..أنتي ليه مش طيبة ليه بتزعلي أخويا وتخليه حزين عشان خاطري يا طنط متزعليش اخونا وأوعدك مش هتحسي بيا أنا واخويا مازن خالص ولا هنضايقك ابدا.. بس خلي أخويا رضا مبسوط.. أخويا طيب وحنين اوي وأنا مش عايزاه يكون زعلان.
كثيرا عليها ما تسمعه من الصغيرة.
لو جلدها أحدهم بسياط من ڼار ما ألمها إلي هذا الحد.
كيف تسمح لنفسها أن تكون بهذا الجبروت معهم
كيف تظلم وتقسوا وهي خير من كابدت الظلم وخير من عانت أثاره.. حديث الصغيرة أوجعها وسكب النيران بقلبها.
سقطت مڼهارة أمام عين الصغيرة واندفعت تبقي مطرقة رأسها كأنها تخجل أن تنظر بعيناها.. بكائها كان حارا وغريب كأنها تفرغ ما داخلها دفعة واحدة دون سيطرة علي شيء.
لتنتفض بغتة وأصابع رقيقة تمتد وتمسح دموعها فتحت أشرقت عيناها لتجدها يد رحمة التي ترمقها بشفقة قائلة
أنا أسفة يا طنط سامحيني اني ضايقتك بكلامي..الله يخليكي متقوليش لآبيه إني زعلتك لأنه حذرني أعمل كده.
أعتذار الصغيرة فاقم ضآلة أشرقت بعين نفسها أكثر وأكثر..أي تربية نشأوا عليها مع هذا الرجل كيف علمهم كل هذا.. كيف تجرعوا منه الحنان والرحمة والحب والرقة هكذا.
ليطفوا بعقلها تساؤل عجيب علي وضعها الأعجب.
هل ستنجب ولدا مثل رضا
سيخطوا على درب الصغار ويصبح مثل رحمة ومازن
أي فخر ستحظي به لو كان لها أطفالا مثلهم.
وجدت الصغيرة تنظر نحوها بترقب كأنها تنتظر منها وعدا ألا تخبر رضا بما فعلت.. ليكون تصرفها مذهلا لرحمة ولأشرقت ذاتها وهي ترفع ذراعيه وتغمس رأس الصغيرة بصدرها بحنان أمومي وتشدد عناقها لها بقوة حانية وتبكي عطش الصغيرة لعناق كهذا جعلها تتقبله وتصدقه الصغار لديهم ردار يكشف لهما صدق مشاعر الأخرين هم يعلمون من يحنوا عليهم ويدركون من يقسوا..وعناق أشرقت الأن لم تجد به رحمة غير الصدق والحنان..استكانت بصدرها وهي الأخري تبكي ربما عاودها تفاصيل الکابوس الذي رآته وربما تأثرا بالعناق.. الصغيرة لا تفهم.. لكن أشرقت الأن تفهم أنها وجدت اليقين الذي كذبته كثيرا بغباء وهي تقيد روحها بأثار الماضي الذي ولى..عمت عيناها عن مزايا زوجها وكذبت حبه وقابلته بجحود..عذبته وهو لا يستحق سوى الشكر.. والحب.
إن لم تعشق رجل مثله من تعشق
أنقبض قلبها الخائڤ أن يكون فات الآوان لتصلح ما أفسدته بعلاقتهما هل
متابعة القراءة