روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
كل شيء مختبئا بإحدي الزوايا المظلمة.
في صباح ليلة العرس هتفت والدة. زوجها
_ جهزتي حاجات الصباحية يا أشرقت
أجابت وهي تكاد تسقط من فرط الأعياء والتعب جهزت كل حاجة طلبتيها ياحماتي.
_ طب هاتيها يلا وحصليني تحت التاكس اللي اسمه أوفر ده جوزك كلمه وقال زمانه جه.
_ أسمه أوبر ياحماتي!
_ أوبر أوفر أهي كلها أسامي مالهاش تلاتين لازمة يلا حصليني وكفاية تأخير!
طب ابعتيلي عزت يشيل الحاجة معايا
_ ليه إن شاء الله! عيلة صغيرة مش هتقدري تشيلي شنطتين عايزاني اطلع ابني السلم ده كله وأقطع نفسه عشان يساعدك اخلصي وشيلي الحاجة وانزلي ورايا بلاش دلع ماسخ!
همهمت أشرقت داخلها بسخط إلهي تتدلعي انتي وبنتك وابنك الدلع اللي انا فيه يا بعيدة منك ليها له ولا ياخدك وارتاح منك.
الزغاريد تصدح بتتابع صاخب ليزداد ألم رأسها ضراوة وهي تراقب حفاوة والدة زوجها بابنتها قمر ثم اختلت معها بغرفة نومها بينما ظلت أشرقت تمشط المنزل الجديد بفضول تبعه حسرة على حالها كم تمنت هي الأخري منزل جميل گ هذا مملكة تخصها وحدها أليست ابنة ناس مثل قمر لما لا يلبي عزت طلبها ويستأجر لها منزل مستقل وتقسم انها لن تقصر بحق والدته وستأتي كل يوم ترتب منزلها وتطهو طعامها ثم تعود لمملكتها وتنعم بها وترتدي ما تريد لا يقيدها شقيق زوج ورفاقه الذي يزورنه كل حين فلا تجرؤ أن ترتدي شيء يظهر أنوثتها خارج غرفتها خرجت الحماة تزغرد من غرفة ابنتها فأيقنت انها اطمئنت عليها وراحت تتفاخر وتدعوا لابنتها بالذرية الصالحة هنا تذكرت حملها الذي لم يكتمل ولم تعلم به إلا بعد ضياعه ليتها علمت لحافظت علي هذا الجنين بكل قوتها فكم تطوق لهذا الشعور النادر بالأمومة لعل مذاق أيامها القاسېة يتغير.
عودة خادمة لا سيدة.
الفصل الثالث
______
أصوات الجارات القريبة وهما يثرثرن بأمورهن وصلت لمسامع أشرقت وهي تتناول تباعا قطع الملابس المبتلة وتقوم بنشرها فوق أحبال الغسيل المتراخية.
لتجيبها الجارة بتأكيد طبعا يا حبيبتي هو انا ينفع افوت سنة من غير مصيف! ده حتى ولادي يتجننوا واهو انا وجوزي بنغير جو معاهم.
_والله نفسي اطلع بس الحالة ماتسمحش.
لتهون عليها الجارة ما كلنا نفس الحال يا حبيبتي بس انا بعمل جمعية للمصيف وبنروح اسكندرية نأجر شقة على قدنا لمدة أسبوع وبندبر نفسنا في الأكل المهم عندنا قعدة البحر وجماله ونسمة الهوا اللي ترد الروح ماهو مش هنستخسر في نفسنا الواحد لازم يعيش ويتمتع ولو بالقليل.
عزت ممكن اطلب منك حاجة
أومأ لها بانتباه لتواصل أشرقت بتمهيد
أظن على يدك من يوم ما رجعت البيت ومفيش راحة أمك مش رحماني من شغل البيت والمشاوير هنا وهناك.
صاحت سريعا لا لا والله العظيم فهمتني غلط انا بس بعرفك اني مش مقصرة في حاجة ومتحملة وصابرة عشان المركب تمشي بس ده مش معناه أن تبقى حياتي كلها شقى.
_ انجزي يا أشرقت وقولي عايزة ايه خليني اتخمد.
اقتربت إليه نفسي اطلع مصيف ارفه عن روحى زي الناس ما بتعمل حتى لو يوم واحد بس عشان خاطري يا عزت نفسي ألمس مية البحر برجلي واعوم فيها واتمشى على الشط انا وانت طلعنى مصيف في أي حتة وأنا مش هشتكى من امك تاني ابدا مهما عملت وهدلعك على الاخر وهتشوف.
لانت ملامحه فالټفت ذراعه حول خصرها وألصقها به هامسا يعني يا بت لو طلعتك مثلا اسكندرية يومين هتتبسطى وتبسطيني.
شهقت بفرحة يومين ده انا ارقصلك كمان.
همس وعيناه تلتهم تفاصيلها بنهم طب نشوف عينة كده
فرحتها بنيل موافقته لتحقيق حلمها الزهيد جعلت جسدها النحيل يدور وتتلوى بفتنة وفيرة لدى مثلها لتنقضى ليلتهما وكلاهما راضين هو غرق بعطاء أنوثتها السخى وهي نامت وتكاد تسمع صوت البحر يناديها ورائحته تغزوا روحها.
مصيف ايه ده يا واد اللي عايز تطلعه انت والمحروسة!
قابل استنكارها برجاء ياما وفيها ايه بس البت طالع عينها في البيت وانا بصراحة عمري ما خرجتها خروجة عدلة نفسها تروح البحر فيها ايه يعني!
نفثت دخان ارجيلتها بتروى قبل أن تقول فيها انك هتعودها على كده وشوية شوية هتاخد على الدلع وتتفرعن علينا وماترضاش تعمل حاجة وتخرج عن طوعنا وبدال اليوم هيبقى اسبوع واتنين وانت تصرف شقاك على كلام فاضي.
_أشرقت غلبانة ولا هتتفرعن ولا حاجه دي
يمكن تخدمك اكتر وتنفذ طلباتك وهي راضية تلات تيام مش قصة يعني هاخد انا و هي حتة شقة في اسكندرية و ....
قاطعته بحدة ده انت خلاص مرتبها بقا وانا خلاص كلامى مبقاش له قيمة عندك يا ابن بطنى.
ثم تصنعت البكاء مسترسلة أدي اللي كنت خاېفة منه حصل بنت فتحية هتطويك تحت جناحها وتعصيك على امك اللي ياما شقيت و تعبت عليك أنت واخواتك.
انكسر ضعفا لرغبة والدته فأسرع بقوله صلى على النبي ياما حصل ايه لكل ده أنا عمري عصيت عليكي و لا زعلتك
واصلت و لا تزال ترتدي قناع الحزن الزائف ما انت اهو عايز تنفذ كلام مراتك وتعصاني المصيف ده مالوش لازمة ومصاريفه احنا اولى بيها خليها من وسع اكون عملت حسابي وانا اللي هقولك نطلع المصيف نغير جو كلنا قلت إيه يا حبيب امك
طوته سريعا تحت جناحيها كالعصفور الساذج رضخ لمكرها وتراجع عن وعده لزوجته أشرقت بأن تنال أمنيتها حزنها و بكائها بعد أن علمت بتراجعه أحرق فرحتها و أطفأ بريق عيناها صارت تقوم بكل مهامها وكأنها ألة لا تتفاعل مع شئ لاحظ بؤسها واهتز قليلا ليعود لثباته و هو يتذكر خوفه من ڠضب والدته هي وعدته انها ستتكفل بالأمر و ترتب لها ما تريده في وقت مناسب وهذا يكفي.
أشرقت خلصي ترويق الشقة و بعدين ادخلى المطبخ جهزي في الغدا أوام قبل ما بنتى وجوزها يوصلوا رفعت بيحب السمك نضفيه حلو عشان الزفارة فاهمة
رمقتها الأولى بضيق دون أن تجيب وهي تفرغ ڠضبها المكبوت بتنضيف الغبار هنا وهناك ها هى تخدم العقربة الصغيرة حتى بعد زواجها كل يوم ترسل لها والدتها طعام مطهو بحجة انها لا تزال عروس رغم مرور عدة أشهر على زيجتها تنهدت وهى تقارن بحسرة حالها بحال أخت زوجها فتتفاقم المرارة داخلها ويغزوها الحزن ليس لها أحد يدللها وېخاف عليها الجميع سواء يستغلها لمصلحته بطريقة ما.
أتت قمربصحبة زوجها رفعت
الحق يقال الرجل في غاية التهذيب اتضح هذا من الهدايا التي احضرها معه للجميع
متابعة القراءة