امجد المشير
المحتويات
الأمن وأردف
.. _ لو سمحت أنا عايز أقابل المهندس أمجد المشير أو صاحب الشركة الدكتور علام.
ابتسم الرجل بمودة وأجابه
.. _ والله يا أستاذ للأسف المهندس أمجد مش موجود النهاردة والدكتور مالوش أي مواعيد عموما حضرتك ممكن تدخل مكتب السكرتارية وهما يحددوا لك ميعاد.
ازداد تجهم شهدي واتبع الإرشادات فاستقبلته سميرة بابتسامة هادئة واستمعت إلى سؤاله وأجابته بهدوء
رفع شهدي عينه وتطلع إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق فما زال الوقت مبكرا على عودة أمجد وليس بيده شيء يفعله غير الانتظار فأومأ لها وجلس خارج مكتبها عازما على مقابلته.
تلفت أمجد حوله بقلق وأشار لشهدي بمرافقته إلى الخارج ليمنعه من فضحه وتاه عنه وجود سامر الذي لم يشأ تفويت الفرصة بعدما نبأه حدسه أن ذلك الرجل على صلة وثيقة بمنار وبالخارج وقف شهدي بملامح قدت من حجر يرمقه بنفور لعلمه أنه لن يردعه عن ابنته إلا الخۏف الخۏف من خسارة ما جمعه فزفر شهدي مستجمعا قواه وبادره بقوله
.. _ على فكرة أنا مش هخاف من نظرة الڠضب دي ولا من المركز اللي وصلت له بالدحلبة والضحك على الدقون ولا كمان يفرق معايا العنجهية الكدابة اللي محاوط بيها نفسك أنا جايلك راجل لراجل يا ابن المشير وخلاصة قولي ليك أنك لو مشلتش منار من دماغك وسيبتها فحالها وبعدت
أنهى شهدي قوله واستدار مغادرا وتابعه أمجد بعيون قاتمة وهو يلعنه وأشاح بوجهه أخيرا ليصدمه وقوف سامر على مقربه منه يحدجه باشمئزاز وقبل أن ينبث بكلمة غادره مسرعا بخطواته حتى لحق بشهدي وسار بجواره فالټفت شهدي نحوه ونظر إليه بحيرة فابتسم سامر ومد يده نحوه وصافحه قائلا
.. _ سامر عثمان مدير الشركة اللي بنت حضرتك بتشتغل فيها كنت حابب اتكلم مع حضرتك فموضوع مهم فإيه رأيك لو نقعد فأي كافيه ونشرب القهوة سوا
...
وما ربك بغفل عما تعملون
ليته أدرك معناها وتدبره ولكنه طغى وافترى فما أن ولج أمجد مكتبه حتى التقط هاتفه وضغط بضعة أزرار وحين أجابه الطرف الآخر بادره بقوله
.. _ عايزك تطرد شهدي أبو منار من المصنع وتبلغ المعلم شكران يستغنى عن خدماته وتجمع كل الديانة اللي شهدي مديون لهم وتقولهم أني عايز أقابلهم ضروري.
أنهى أمجد محادثته وارتمى فوق مقعد مكتبه وأردف بكراهية
.. _ وماله أما نشوف هتاكل أنت وعيالك منين يا عم شهدي وأبقى وريني هتعمل إيه لما يقبضوا عليك بسبب إيصالات الأمانة اللي عليك.
وعلى الجانب الآخر جلس حمدان يحدق بهاتفه يحاول استيعاب كلمات أمجد فهو حين لجأ إليه عدة مرات لم يخيل إليه أنه سيطلب منه طرد شهدي نظير مساعدته له فهب على قدميه وسار نحو بوابة المدبغة فاستقبله شكران بالترحاب ولكنه ما أن وقع بصره عليه حتى ساله باهتمام عما أصابه فجذبه حمدان بعيدا عن السمع وقص عليه كل شيء.
توالت الأيام على شهدي حتى مر أسبوع وهو يبحث عن عمل من مكان لمكان فبائت كل محاولاته بالفشل فعاد يجر أذيال الخيبة إلى منزله بينما اتسعت ابتسامة أمجد الذي مل مراقبته وأرسل آخر بديلا عنه ليتابع سعيه الدؤوب للبحث عن عمل دون جدوى وها هو مراقبه يصف له المشهد الذي أرضى نفسه عبر الهاتف فأمره بملازمة شهدي كظله وأنهى الاتصال وسمح لسكرتيرة مكتبه بإدخال الرجال واستقبلهم بكبر وجلس أمامهم متفاخرا بنفسه وبادرهم بعرضه فتبادلوا النظرات بحيرة حتى قطع أحدهم الصمت بقوله
.. _ يعني حضرتك عايز تدفع كل ديون شهدي وكل اللي علينا أننا نسلمك إيصالات الأمانة
أومأ أمجد تأكيدا فزوى الرجل حاجبيه قائلا
.. _ معلش يا بشمهندس بس أنا عندي فضول أعرف أنت هتستفاد إيه لما تدفع فلوس معودمة زي اللي عند شهدي
لمعت عين أمجد پشماتة وأجابه بإيجاز
.. _ هستفاد كتير المهم أنا مستني أسمع ردكم موافقين تسلموني إيصالات الأمانة وتاخدوا فلوسكم ولا لا
فجأة وبدون مقدمات ولج ضياء الغرفة وجال بعينه بين الحضور حتى حط بصره على أمجد الذي هب على قدميه واتجه صوبه مرحبا فأزاحه ضياء بإهمال وتجاوزه متخذا مكانه على رأس الطاولة فازدرد أمجد لعابه لتصرفه الغريب واستدار مواجها الحضور وأردف بتردد
.. _ زي ما قلت لكم أنا هستنى ردكم ولو وافقتم هبعت لكم الفل.
ابتلع أمجد باقي كلمته حين فاجأه ضياء بقوله
.. _ ومين قالك إن في حد من الرجالة ممكن يوافق على عرضك يا بشمهندس
اضطربت ملامحه وزاغ بصره بين ملامح ضياء القاتمة ونظرات الأسف من ضيوفه فردد بتلعثم
.. _ م ش ف اف ه م ح حضرتك تقصد إيه
ضغط ضياء زرا جانبيا والټفت نحو الباب فاستدار أمجد بتوجس فصډمته رؤيته لشهدي يلج إلى الداخل يتبعه مراقبه فتراجع بحيرة لثوان ولكنه عاد وتمالك أمره وأردف بحدة
.. _ أنت إيه اللي جابك هنا
هز شهدي رأسه بأسف واتجه صوب ضياء وصافحه قائلا
.. _ أنا مش عارف أشكر حضرتك أزاي على معروفك معايا أنا...
منعه
متابعة القراءة