امجد المشير
المحتويات
الصاډمة فهو لم يأت إلى عقله أبدا أن يفكر بها بتلك الصورة فهو منذ رآها تجلس أمامه بمكتبه وأحس أنها سلبته جزء من عقله وقلبه لصالحها ولم يأت على خاطره قط أن يفكر بها بتلك الطريقة أبدا ليس لإعجابه بها ولكن لأنه شخص تعود طوال حياته ألا يرمي أحدا بظنون باطلة وزاده سوءا ذكرها اسم أمجد بحديثها فأردف بغيرة طفيفة
مستعد أكلمه وأوضح له سبب مقابلتنا علشان أرفع عنك الحرج.
حمحمت منار بحرج فهي للحظة لا تعلم كيف تفوهت بتلك الكلمات فاعتذرت قائلة
.._أنا بعتذر لحضرتك واضح إن حالتي المزاجية مأثرة عليا ومخلياني أقول كلام بايخ ياريت حضرتك متزعلش مني.
.._ولا يهمك المهم إني كنت حابب تصميمي لنا نموذج جديد لملامحق سكنية تكون بسيطة وتكلفة الإنشاء فالمعقول.
أومأت وعلى ثغرها ابتسامة وأردفت
.._ إن شاء الله بس حضرتك هتحتاجه على أمته علشان أشوف وقتي والدراسة وكده.
.._ أنا أسف لسؤالي بس واضح إنك مرتبطة بوالدك بدرجة كبيرة على كده عندك أخوات غير أمجد.
احمر وجهها وأجابته بارتباك
.._ لا أمجد مش أخويا دي خطيبي ومكتوب كتابنا وهنتجوز بعد ما أخلص الكلية إنما أخويا فاسمه أحمد وعندي أربع أخوات بنات.
تلاشت ابتسامته وحاول أن يخفي خيبة أمله فهو لم يتوقع أن تكون مرتبطة فعقب بقوله
رفعت منار يدها أمام وجهها وحدقت بإصبعها الملتهب وأردفت
.._ الله يبارك فحضرتك ولو على الدبلة فهي للأسف عملت لي حساسية واضطريت أقلعها علشان العلاج.
أومأ سامر وأشاح بوجهه عنها ليخفي حزنه فهو سمح لنفسه أن يحلم بها والآن بات حلمه محرما فهي لآخر وعليه احترامه زفر ليتمالك أمره والټفت إليها وأردف
هزت منار رأسها بالنفي وأجابته بعبوس
.._ لا أمجد متخرج من هندسة القاهرة من زمان وبيشتغل في مؤسسة علم الدين.
عقد سامر حاجبيه وهو يفكر بصاحب الاسم وهز رأسه بالنفي فأمجد الذي يعرفه متزوج من ليان علام ولا يمكن أن يكون هو الشخص نفسه الذي تتحدث عنه فكاد يسألها ولكنه تراجع كي لا يساء فهمه اختلست منار النظر نحوه وأحست ردة فعله أنه يخفي أمرا ما عنها فجأة ارتجفت وأحست بنغزة باردة تصفع قلبها ولم تدر لما أدارت وجهها وحدقت بعينه ورسمت على شفتيها ابتسامة بلهاء وهي تخبره
لم ينتبه سامر لحديثها فقد تبلد عقله أمام ذكرها اسمه زوجها كاملا وأخذ يحدق بملامحها لا يصدق أن تكون منار زوجة ثانية لأمجد لاحظت منار صډمته وكادت تسأله ولكنها تراجعت وأحست أنها أكتفت من المفاجأت وقررت الانصراف ونظرت إلى ساعة يدها ووقفت بحرج وأردفت
.._ أنا آسفة يا بشمهندس بس الوقت عدى وأنا مش حابة أتأخر فأسمح لي أمشي.
أومأ بتفهم وسار بجوارها بقلب منكسر إلى الخارج وأشار لسيارته لمرافقتها إلى منزلها ولكنها رفضت بإصرار وغادرته بوجوم وجلست داخل إحدى السيارات تفكر بأمر تعبيرات وجهه الغريبة وردة فعله حين أتت على ذكر أمجد وازداد وجومها وزفرت قائلة
.._ أنا لازم أفهم في إيه بالظبط بيدور من حواليا وعرفاه
طلبت منار من السائق تغيير وجهته إلى أخرى بديلة وبداخلها تعاظم توترها فتلك زيارتها الأولى لمقر عمل أمجد الذي حذرها مرارا من الاقتراب منه تحت أي ظرف والآن هي لا تعلم كيف ستكون ردة فعله حين يراها أمامه ولكن مهما كانت استجابته عليها مواجهته ووضع حد لشكوكها صف السائق سيارته أمام بوابة المؤسسة الخارجية فغادرتها منار باضطراب ووقفت للحظات يحثها عقلها على التراجع ولكنها التقطت أنفاسها بقوة وخطت إلى الداخل فأوقفها أحد رجال الأمن فابتسمت بحرج وأردفت
.._ بعد أذنك كنت عايزة أقابل البشمهندس أمجد المشير.
تفرس بها الحارس بجدية وسألها باحترام وعلى شفتيه ابتسامة ترحيب
.._ لو مافيش أي مواعيد سابقة يبقى حضرتك ممكن تدخلي للسكرتيرة بأول دور وهي هتقولك على التفاصيل.
أومأت منار بابتسامة مماثلة لخاصته وتبعت ارشاداته حتى توقفت أمام مكتب السكرتيرة وقرأت اسمها المدون باللوحة فوق سطح مكتبها وطلبت منها رؤيته فبادلتها سميرة الابتسامة باحترام وأردفت
.._ البشمهندس النهاردة عنده اجتماع وللأسف الجدول مزحوم جدا ومش هيقدر يقابل أي
حد بدون ميعاد سابق فلو ممكن تسيبي بياناتك وأول ما المهندس جدوله يسمح بالمقابلة هنتصل ونبلغك بالميعاد.
بهتت ملامح منار وتساءلت عن أي اجتماع وجدول تتحدث وقد أخبرها أنه يعمل بمكتب يضم ضمن مئات المهندسين فنظرت إلى وجه سميرة وعقبت بحرج
.._ أنا آسفة بس الظاهر إن حضرتك فهمتيني غلط أنا أقصد المهندس أمجد المشير هو بيشتغل هنا في المكتب الهندسي بس الظاهر اختطل...
قاطعتها سميرة بعبوس طفيف قائلة
.._ حضرتك المؤسسة مفيهاش إلا المهندس أمجد المشير مدير المؤسسة ونسيب دكتور علام.
يتبع
رواية لم يبق لنا إلا الوداع الجزء الخامس بقلم منى أحمد حافظ
نزل القول على سمع منار وكأن سميرة أخبرتها نكتة هزلية فكادت ټنفجر ضاحكة ولكن أمام جدية ملامح سميرة ازدردت لعابها وسألتها بصوت متلعثم وهي تدعو الله أن يخيب ظنونها
.._هو البشمهندس متجوز بنت الدكتور علام
أكدت سميرة قولها بهزة طفيفة من رأسها وهي تشيح بوجهها عنها وتلتقط سماعة الهاتف تقول
.._ عم شعبان أعمل فنجان قهوة مظبوط للبشمهندس ووديه اوضة الاجتماعات قبل ما يبدأ اجتماعه.
ثم التقطت سماعة هاتف آخر بجوارها وضغطت بضع أزرار وأردفت
.._ أيوة يا بشمهندس الفريق على وصول وأنا بلغتهم إن حضرتك مش هتناقش معاهم أي بنود سبق وراجعتها معاهم زي ما أمرت وطلبت لك القهوة.
استمعت منار لصوت سميرة وكأنه يأتي من بعيد وغادرت المكتب بخطى ثقيلة تشعر وكأن أحدهم أنهال على رأسها وضربها بقوة فهي لم تعد تعرف من هي ولا ماذا تفعل هنا وأثناء سيرها الشارد كادت تصطدم بساعي المكتب فاعتذرت منه بتيه واستكملت خطواتها ولكنها وقفت والتفتت نحوه فرأته يقف
متابعة القراءة