تقدم هاشم نحوها

موقع أيام نيوز

واغلق بابها عليه من الخارج مثلما طلب منه كي يحظي بوقت خاص مع قهوتة. 
بعد أن أعدت له سماح قدحا آخر منها.
فأبي أن يشربه هذة المره الا بعد أن يمارس عليه طقوسه المعتادة. 
فقد شعر اليوم انه اهدر حق قهوته كثيرا وأهانها حين لم يعطها حقها من الاستمتاع بها. 
ولم يبجلها كما يجب أن تبجل القهوة. وتملكه إحساس بالتقصير في حق معشوقته.
قرب القدح من فمة فشم الرائحة وتنفسها حتي تغلغلت داخل روحه. ثم اغمض عيناه وهو يرتشف القليل منها. ثم همهم بإستمتاع بالغ.
فما بغير هذة الطريقة تشرب القهوة.
انهي قدح قهوته وترك الكوب الفارغ من يده. وهو يشعر أن إحساسه بالتقصير نحو محبوبته بدأ يتلاشى الآن حين اعطاها حقها كاملا. 
وعاد لاستئناف رحلة عڈابه المرهقة مع عقله وتساؤلاته. 
وأول شيئ قرر حمزه الرد عليه من تساؤلات عقلة ويبحث عن تفسيرا له هو شهادة حسام الجامعية!
فقام بفتح لاب توبه وادخل جميع بيانات حسام وطلب المزيد وظهرت امامة صورة حسام وكافة التفاصيل عنه. 
ومن ضمنهم شهادته الجامعيه والتي كانت صحيحة مائة بالمائه ومعتمده وتأكد من ذلك بعد دخوله علي موقع الجامعه والبحث عنها وسط دفعته وبتاريخ تخرجة..
وها هو عقله يسجل أول نقطة لصالح حسام جعلت كفته تنزل قليلا عن كفة ود وكريمه..وباتت صورة كريمه التي اخذها عنها حمزه تتذبذب أمام عينيه. 
فمن ضمن قناعات حمزه أن الذي ېكذب كڈبة صغيرة ېكذب الكبيرة. 
ومن يزيف في أحد الحقائق لا يؤخذ كلامه علي محمل الجد مرة اخري نهائيا وتتغلف كل حرفه بالشك.
وهذة ماكانت الا البداية ومن بعدها بدأ 
عقلة يطالب بالمزيد من التفسير والبحث والتنقيب عن باقي الحقيقة.
ولكن حمزة قرر أن يفصل زر الباور عن جسدة وعقلة تماما. 
وأن يخلد للنوم قليلا كي يشحذ طاقته ويستيقظ في الغد اكثر نشاطا واستعدادا للقادم 
والذي نبهه حسام الي مدي صعوبة استيعابه وخطورته علي عقله.
فقام بوضع رأسه علي الوسادة ونظر للساعة التي شارفت علي التاسعة مساء ولا يعلم كيف انقضي الوقت سريعا هكذا!
اغمض عيناه اخيرا وهو يشعر بأن الغد آت بسرعة الريح لأنه يحمل في طياته مالا يحمد عقباة. 
اما لو كان ينتظر اخبارا ساره
لكان تأخر اليوم سنة كاملة بأيامها بشهورها بفصولها الاربع.
وأثناء مداعبة النوم لجفونة فتح عيناه مرة واحدة وبحركة سريعه قام بإغلاق المنبة ثم عاد للنوم وهو مبتسم كمن باغت خصمه في غفلة منه وتغلب عليه للمرة الأولي.
اما عند حسام فحين عاد الي الفيلا 
وجد عائلته الصغيره فى إنتظارة وبمجرد دخوله الكل استقبله بلهفة واشتياق.
فالقي التحية علي الجميع وحمل عصفورة الصغير بين ذراعيه واخذ يوزع القبل علي وجهه الناعم والآخر يردها له.
وجلس بينهم قليلا يستمع الي تفاصيل يومهم والي تفاصيل يوم ذلك المشاغب الصغير تحديدا. 
فهو محور جميع الاحداث الهامة والغريبه التي تحدث في الفيلا.. اما باقي الاحداث فهي عبارة عن روتين يومي لا يذكر.
وكالعادة طوال الوقت كانت سعاد هي من تقص علي مسامع حسام نوادر وطرائف قاسم الصغير وحسام ينظر الي قاسم ولا يصدق أن كل هذه الافعال خرجت من هذا الشبر ويضحك بإستمتاع.
وسمر كعادتها تظل غارقة تتأمل في جمال ضحكاته الرنانه وصوتها الرجولى.
ويرتفع داخلها سقف الامنيات ككل مرة تنظر له فيها. 
ومع أول صد منه لها يتهاوى السقف فوق رأسها. ليعيد لها توازن عقلها من جديد ويخبرها أن ماكانت تتمناه ماهو الا امرا نكرا مستحيلا.
وكالعادة حسام كان يرصد جميع نظراتها اليه ولكنه لا يكشف لها ذلك ويعلم مابنفسها نحوه وماذا تتمنى الآن.
فخفتت صوت ضحكاته رويدا رويدا وهو يضع نفسه في نفس موضعها او لنقل انه رأي بحالتها تطابق لحالته من حيث العڈاب والتمني خائب الرجاء.
فأغمض عيناه وقرر أن يفعل معها اليوم الذي طالما تمني ان تفعله ود معه. 
وأن يعاملها مثلما اراد دوما أن تعامله متحجرة المشاعر تلك.
وأن يقرض قلبها قرضا حسنا من مشاعرة البخيله 
متمنيا أن يردة الله لقلبة اضعاف ويرد له لحظة السعادة التي سيمنحها لهذة المسكينه بعشر امثالها.
فنظر اليها طويلا قبل أن ينهض ويلقي علي مسامعهم تحية المساء ويخبرهم أنه ذاهب لأخذ حماما دافئا 
وسيبقي بغرفته قليلا فلديه بعد المهام المعطله في عمله ويجب عليه انهائها.
وصعد الي غرفته واخذ حمامه وخرج الى الشرفة وكان وقت الغروب 
فأخذ يتأمل الشمس وهي ټغرق في جوف الأفق البعيدة رويدا رويدا. 
وكأنها حبيبة تغوص فى احضان حبيبها الليل. وتذوب فيه عشقا. ويخفيها هو بعبائته السوداء عن العيون ويلملم خيوط شعرها الذهبي تحت جناحة.
فيحجب نورها عن الجميع.
كأنه يخبرها بأنها اصبحت ملكه
وحدة الآن. وأنه اعمي كل العيون بظلامه عنها.
ولكن مسكين هذا الليل فهو لا يعلم أنه يخفيها من جانب لتهرب منه الي جانب الدنيا الآخر فتجعل الجميع ينعم بدفئها ماعدا هو الذي يعتقد انها لازالت مخبأة له وحدة. 
ولا يدرك أنه الوحيد الذي نادرا ما تجتمع معه في وقت واحد. 
وإن حدث هذا في يوم تحدث علي اثره ظاهرة الخسوف والكسوف 
ومن شدة ندرة الحدث يسجله المؤرخون ويتعجب له البشر.
تماما
تم نسخ الرابط